قضايا وآراء

الدماغ البشري يستقبل المفاهيم النوعية الدالة على الرقي الإنساني

 الجارية على نظام المعرفة الخلاق بكل مكوناته المتواجدة والفاعلة على هذا الكوكب وما يعتريها من مظاهر السلوك القابلة لإحداث أنماط متغيرة من الاستعمالات المتنوعة لكل أصناف الابتكارات المادية والمعرفية وقدرة الدماغ البشري للغوص في أرجاء الحياة وقوانينها وربطها بما يفوق قدرة العقل على المعرفة،  فالشعور الدائم بعدم كاملية العقل وعجزه عن إدراك الأبعاد الكلية للوجود عمقت بنيته القابلة لنقل المتغيرات الطارئة في نظامه إلى كل الأجيال لأن الدماغ البشري وماقد يحصل عليه من معرفة ناتجة عن عمق اتصاله المباشر مع الكون والنظام الحي من حوله، تابع اجتياز الأنظمة المتعاقبة مع وجوده مع إقراره الدائم بأن العالم من حولنا يحوي الكثير والكثير من المعلومات والأفكار والكثير من القوانين القابلة للمعرفة عن طريق جهد العقل المتطور، وبالتالي فإن الإنسان بقدراته الدماغية المتعاقبة والمتطورة عبر مر العصور طورت خصائصها المعرفية ووسائل اتصالها المباشر مع المحيط وقدرتها على اكتشاف المزيد والمزيد من الإمكانيات القابلة لأن تكون قادرة على المساعدة المتواصلة لما يملكه الدماغ من مقدرة على معرفة ما هو أكثر من ذلك بكثير لتجاوز مختلف المصاعب التي تواجه الإنسان في علاقاته مع مجال النشوء الحي .

فالخاصية الأساسية والمعبرة عن صدق العقل الإنساني في التعامل مع القضايا الكونية تعطي الأمل المتواصل للمعرفة المتواصلة، لأن وضع النظام التفاعلي ليس له حدود من المعرفة المستمرة، فالعقل الإنساني كان يدرك دائماً بأن ما حصل عليه من معارف وقوانين لا تساوي شيئاً في نظام الكون المكون من كم لا يمكن حصره من المعرفة المركزة في بنيته وفي كل جزء من أجزاءه المتنوعة،  وقدرة فائقة على المتابعة المتكاملة لهذه الأنظمة المختلفة من المعارف في كل مجالات الكون من حولنا لأن العمق الدماغي في بنية الإنسان له وجود عميق في التكوين الملائم لماهية الكون يفجر لديه الطاقات المتتابعة للمعرفة المستمرة والدائمة حول الوجود من حوله ويعطيه مظاهر متنوعة من الوجود المختلف على جميع المسارات العقلية والتجمعات البشرية المختلفة في ماهية وجودها ونظامها المتكامل الأبعاد للاتحاد مع عمق البنية الكونية وتعميق الاتساع المتواصل مع المجريات القائمة في نظام العالم لأن الدماغ البشري جهاز معقد التكوين ويستمر في التعقيد المتتابع مع نمو الحياة وتطورها عبر الزمن، لأن الدماغ شأنه شأن جميع موجودات الكون المستمر في تعميق بنيته وتكامل أنظمته فالعقل يتعمق مع التعميق المباشر والمستمر لكل محتويات الكون الإجمالية والمعرفية، فالمعارف المتزايدة والمستمرة للدخول في النظام الدماغي للإنسان توسع بنيته الدائمة في مجال تكوينه وترفع مقدرته على الاستيعاب المتواصل لكل الزيادات الناتجة عن توسع المعرفة وتوسيع مجالات أبحاثه المختلفة على مجمل النظم وقنوات العلوم المختلفة، فقد كان الدماغ الإنساني المتشكل من بدايات مباشرة في التعامل مع الموجودات على شكل مواجهة بسيطة وقدرة ضئيلة على التكيف مع الوسط أستطاع من خلاله تطوير نظام المتابعة المستمرة لمختلف المتغيرات الجارية في أنشطة الإنسان بالذات وعمق مجال أبحاثه بانتظام متواصل وضمن مسير تاريخي عسير من الإخفاقات والإنجازات والحروب والمواجهات الهائلة لكوارث مستمرة في نظام كوني واسع فجرت الاستعداد لديه لتحقيق كينونته الفاعلة مع وقائع جديدة بشكل متواصل وعبر قرون طويلة من التلازمات الشاقة بين الإنسان والحياة تابع نظامها وحض ذاته بشكل دائم على إخراج منظومة من الأفكار القابلة للحياة مع المتغيرات الجارية في نظام اجتماعي يتطور وفق المعطيات الجديدة وإدخالها في بنيته على مر العصور، لقد تعامل العقل مع الكون ضمن أنظمة معرفية تكاملية عمقت قدرة الكائن البشري للإتحاد بنظام الكون الخارق، وتوسيع المجال العقلي بإعطائه مدارات مختلفة من البنى العميقة لأساس التكوين وإستمرار التكوين، ومعرفة متنوعة من الإسهامات المباشرة على شكل نظم وقواعد أخلاقية وسلوكية وتوقعات مستقبلية لماهية الكون من حولنا ونهايته، لقد أدرك الإنسان أنظمة مختلفة من العبادات والتصورات المتنوعة لماهية الوجود القائم على أساس من الدعائم العميقة في بنيته وسعت المدارك الإنسانية وجعلتها في حالة استعداد دائم للانفتاح والإتحاد مع عمق الكون الأعظم، مما ولد الرغبة الدائمة لتوسيع مدارك العقل حتى يصل إلى لحظة الانفتاح على الوجود الكوني ومعرفة الكينونة الجوهرية الفاعلة في الوجود ونظامها المتسق، فتابع العقل توجهاته نحو معرفة الماهيات الأساسية للكون وتنوعت معارفه واتخذت مجالات واسعة في النشوئية داخل أنظمة علمية وفلسفية وعمليات كشفية متنوعة جرت في إطار معقول وغير معقول لأنها تسير نحو الغاية التكاملية للوجود الحي وبالتالي التوسع الدائم في مجالات العلوم المختلفة وتوسيع الملكات الكامنة في العقل لتحقيق أفضل الاكتشافات وأكثرها أهمية حتى يصل العقل إلى الدرجة النهائية لإمكانية تخليد ذاته في علم المعرفة الكونية وتعميق المكانة الأساسية للوجود الإنساني وقدرة الوصول إلى العمق الجوهري للنظام الطبيعي التكاملي في ماهية النظم الحية وغير الحية وبالتالي الارتفاع من وجود قائم على الغائية إلى وجود أبعد من الغائية ذاتها إنه الوجود المتعمق في البنى والمكون من أنظمة عقلية متنوعة تتفاعل لتعطي الوجود صفاته الحيوية في النشاط والمتابعة القادرة على تغيير نظام المعارف بشكل دائم بما ينسجم مع تتابع العمق الكوني في تواصله العميق مع كل الموجودات الداخلة في نظام متسق ومتكامل الأبعاد والأشكال، لأن الغاية النهائية لمجرى البنى المعرفية تقودنا إلى أن نكون في عمق متواصل ضمن نظام الصيرورة المتغيرة في معطياتها الفاعلة وأبعادها اللانهائية .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1240 السبت 28/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم