تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

الجنون هو فاضح للزيف في رواية (الذبابة على الوردة)

 المصري فهو دائم الحراك والمشاركة في معظم الأنشطة الثقافية المصرية. وبعد خمسة أعوام على وجوده في القاهرة إقترب خلالها أكثر على تفاصيل الحياة الثقافية المصرية عبر ما تحقق من تفاعلات ثقافية عبر الكتابة والنشر وتبادل الرؤى مع المثقفين المصريين ، وصدرت روايته المذكورة عن دار الحضارة للنشر 2009 هكذا قال الأستاذ (أسامة عرابي) ثم عرج على حياة الكاتب منوها ً أنه عمل في الصحافة العراقية وتعرض للتوقيف لعدة أعوام ثم بعد ذلك أصبح نزيلا ً في مستشفى الشماعية / ومن خلال روايته (الذبابة على الوردة) طرح مجموعة أسئلة / منها كيف تعامل خضير ميري مع المجانين ؟ وكيف تمكن من الهروب , والكل يعلم أن الجنون تبلوره عوامل نفسية وإقتصادية وسياسية ، وبالتالي أضحى الجنون نمطا ً للسلوك الإنساني مستخدما ً تقنية الكابوس والفنتازيا من دون أن يلوح هو بحالة من حالات الجمود عن ما هو معتاد ، وأن الجنون نوع من أنواع الحرية وعندئذ يصبح الجنون نوعا ً من أنواع المراعاة حسب تعبيره مضيفا ً (يصبح الجنون في التاريخ الأدبي مدخلا ً إلى رؤية الخافي والثابت) وأن مشروعه الروائي قد خطه لنفسه في هذه التجربة من أجل أن يتغلب على كافة الجوانب المتعددة من حيث الرؤيا الإنسانية ووجود فردي للبطل الذي كان عمره آنذاك 18 عاما ً. وهو يعيش أحداث الرواية ، ومن السمات العامة للجو النفسي العام للرواية يقدم لنا الروائي المذكور عالما ً(كافكويا ً) وفي  نهاية حديثه أثنى د. أيمن على ما قدمه خضير ميري للثقافة العراقية والعربية مستشهدا ً بالعديد من مقاطع الرواية :-

  (بدأت الحضارة تقيم لنفسها مسكنا ً داخل الكهوف البدائية ، وقد وصلت الحضارة ذروتها بتحويل الكهوف إلى سجون) .

وبعد ذلك تحدث الناقد د. صلاح السردي مستهلا ً حديثه بتوجيه الشكر لمدير الجلسة وللحضور ، ومنطلقا ً من إنعكاسات الواقع العراقي من خلال نص الرواية مستشهدا ً ببطل رواية (ذبابة على الوردة) واصفا ً إياه (أنه يعرف سر جنونه) مبينا ً أنه أكثر عقلا ً من الذين يحكمونه موضحا ً أن هناك عملية تضخيم لهذه الذبابة ولم أجد أي كلمة للوردة في الرواية مفسرا ً لنا سر نجاح الكاتب في إستخدامه الرمزي جاعلا ً الرواية مغامرة فلسفية \ وسيرة ذاتية \ وفكرة بالغة الجرأة ، مقتبسا ً من نص الرواية (أستطيع القول .سكائر بغداد باللون الأحمر) ، مشيدا ً بالكاتب حينما رصد كل هذا الجنون ، ثم جاء دور د. أيمن ثعليب بالحديث قائلا ً (لا أستطيع تحديد الشكل لهذه الرواية وهذا الجنون تصور لا عقلي من أجل هدم هذه البنية وهي حقيقة إستعارية \ تصورات القوة الرمزية التي تطرحها الرواية \ متسائلا ً ما هي حدود العقل في الرواية العربية ؟ فالعقل هو جزء عاطفي \ ليس بالضرورة العقل ضد الإسطورة \ الذبابة مجاز لمفهومي \ كإختلاف عن مجاز في جماليات السرد وهو يطرح فكرة العدل بوصفها مجازا ً وليس ضمن المنطق \ قوة الحس على تحريك الفعل \ الأفكار عامة وخبيثة \ جدل الأفكار مع الأفكار \ والأفكار مع الوقائع وهكذا تطرح الرواية ثيمة الجنون بمواجهة ثيمة العقل وهو جدل يناقش العقل العربي محاولا ً نبش القاع .

 (هل تعتقد بأنك عاقل وبكامل قواك العقلية ؟)

أنا .. عاقل نعم ذلك لا شك فيه . قبل دخولي هذا المكان حتما ً ولكنني الآن لست بكامل قواي العقلية أشك في ذلك) ، ماذا تعني بذلك ؟

وذكر الناقد في معرض حديثه عن الكاتب ميري أنه من الكتاب المهمين في الساحة الأدبية العربية ، وبعد ذلك عقب الكاتب محمد كامل وهو من مصر ثم الشاعرالعراقي سعد جاسم ، والقاص المصري

سعد السلاموني وغيرهم من الحضور فضلا ً عن كاتب المقال على نقاط معينة في الرواية وخلص الجميع على أن الكاتب يكتب بتفرد شديد قائم على حشد الخبرة الحياتية والخزين الثقافي  ، يذكر أن الكاتب خضير ميري سبق وأن صدرت له عن دار (نيفرو) لصاحبها نحمد الحسيني رواية بعنوان

(جن وجنون وجريمة) في العام 2007 ، ثم صدرت عن مكتبة مدبولي الطبعة الثانية من رواية

(أيام العسل والجنون) في العام 2008 مع نص أدبي بعنوان (حكايات من الشماعية) ضمن كتاب واحد ثم في العام 2009 صدرت (سارق الحدائق) عن دار الناشر في القاهرة .

 

قاسم ماضي - القاهرة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1258 الاربعاء 16/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم