قضايا وآراء

من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين

emad aliبعد مرور اكثر من عقد لم نجد في العراق الا القتل والتهديم، ما اصاب الجميع هوخيبة امل نتيجة التراجع والتخلف في النواحي الكثيرة ومنها الثقافة والمعرفة وما تتطلبها التحضر والتمدن، لكن مما يفرح النفس هو وجود اشعاعات مضيئة ومعبرة عن التراث الغني والحضارة الثرية التي تمتع بها العراق في وقت لم يعلم الاخرون ماهي الحضارة والعلم والمعرفة. نجد تباينات عديدة مختلفة بين موقع واخر من حيث الصفات وما يتميز به المجتمع، ومن يتمعن يجد فروقات فردية وفئوية من مدينة واخرى وحتى من قصبة وقرية لاخرى، نتيجة لاختلاف تاريخهم وما مروا به . فهل من احد ينكر ما هي عليه مدينة الناصرية والبصرة والسليمانية من الناحية الثقافية الفكرية المتاصلة في سلوك قاطنيهم ناهيك عن بغداد صاحب التاريخ العميق .

اننا نلمس يوميا ما يوضح لنا الجهود والاصرار والارادة الفردية وهي تواجه معرقلات نابعة من المصالح السياسية سواء كانت فردية اوحزبية. اليوم نجد هيفاء الامين التي تميزت بتاريخها وقدرتها وثقافتها وارادتها امام تحدي ليس شخصي فقط وانما صادر من افكار وايديولوجيات تريد طمس الثقافة والمميزات والسمات الجميلة التي تتمتع بها المناضلة هيفاء ومثيلاتها، ومن خلالها يعتبرونه تهديدا واخافة للاخرين وللمدينة لا بل للشعب العراقي بشكل عام، ان التهديدات العلنية جهارا في وضح النهار بفرض ما لا تؤمن به هيفاء ظاهريا يشكل تهديدا للقيم الديموقراطية والحرية المكفولة وفق بنود الدستور التي واجبة التطبيق وعلى السلطات الدفاع عن تنفيذها وازاحة اي معوق او خلل في طريقها . التشديد على تحدي من يؤمن بالديموقراطية ويحمل الثقافة التقدمية وهو نشط ولم يعتد بسلوكه وتصرفاته على احد لا بل من مشارك نشط في تسهيل حياة الناس بقدرته الشخصية الخاصة، وله المام بالفعاليات العامة وما يدفع بالناس الى الايمان بالتقدم والعلم والمعرفة وافضل المشاركين في الدفع نحو العدالة الاجتماعية والمساواة، مثل هكذا انسان يستحق الاشادة به وتكريمه، ام انك تفرض عليه ما ما يتعبر من الامور الشخصية بالقوة والتهديد دون ان اعتبار للقانون .

الكل على العلم وان لم ينطقوا من هو مصدر التهديدات والطلبات الجائرة التي تعتبر تدخلا فاضحا في حياة الناس الشخصية ليس لصالح العام، وانما ما تنتجه ايدي الخيرة التي تزيح الظلام والغشاوة عن الافعال المشينة التي تقدم عليها اصحاب الافكار المتحفظة التخلفية، وهم يقدمون على الافعال الظلامية في الليل كالخفافيش ويهددون في النهار لهدف وحيد وهو اخافة الناس ومنعهم من الخروج من طوق الافكار والايديولوجيات والعفائد التي فرضوها لصالحهم الحزبية والشخصية، يخافون العمل اليومي التقدمي وما ينير الطريق امام الاجيال، يخافون النقاش والحوار ويريدون فرض ارائهم وتحقيق اهدافهم بالقوة الغاشمة كما فعلوا في تاريخهم الاسود .

ان ما يجري من الافعال المشينة وتهديد صارخ بحق ناشطة محبة للخير والسلام لمدينتها بشكل عام وليس لمجموعة او حزب او فئة معينة انما يهدد هذا الفعل الخبيث السلام والحرية ويخرق القانون والدستور ويضر بالشعب العراقي بجميع مكوناته، ويستحق من وراءه المحاكمة امام الشعب ويجب ان يفعل الناشطون والمحبون للسلام وا لخير والتقدم والمعرفة ما بوسعهم ليس في الناصرية كبلدة للناشطة القديرة هيفاء الامين وانما في انحاء العراق ليس دفعا عنها فقط وانما دعما ومساندة للحرية والديموقرطاية والتقدمية والخير لجميع ابناء الشعب في كافة انحاء العراق، ويجب ان تتم نشاطات ثقافية وسياسية لرد ما اقدم عليه هؤلاء العابثون والمصلحيون والمتشددون وايقافهم عند حدهم ليدركوا هم ومن ورائهم بان الثقافة والتراث الغني وبالاخص ما تتمتع به مدينة كالناصرية من حضارة سومر لا يمكن ان تخضع لزعيق ونعيق من لا يتجرا على مواجهة الشعب بل يحاول بتهديدات جبانة كتم الاصوات ومنع الافعال التي تقع لصالح العلم والمعرفة الحضارة والحرية في العراق .

اننا لابد ان نقول ونحن من كوردستان نتالم مما نسمعه ما يجري في الناصرية البعيدة مسافة والقريبة ثقافة ومعرفة، في الوقت الذي ندين مثل هكذا اعمال وقحة جبانة، وقلبنا مع الخيرين المثقفين ويجب ان لاندخر جهدا في دعم ما هناك والدفاع عن اهم اركان الثقافة وهو الحرية والديموقراطية في العمل والسلوك . ولم تكن مهمات الناشطة هيفاء الامين الا جزء من الواجبات التي تقع على عاتق كل مثقف تقدمي حضاري مؤمن بالحرية ومن الواجب تنفيذه باكمل وجه، يجب ان يدافع الخيرون عنها بكل ما لديهم من الامكانية ليقف هؤلاء عند حدهم ويعلموا بان البلد لازال فيه النسبة الخيرة المدافعة عن الحضارة والتقدم والديموقراطية ومحبة للسلام والمنفذة للقانون والمؤمنة بالانسانية . والجميع على علم ومن دون شك ان مصدر تلك التهديدات هو من يفرض نفسه بالقوة على مسار العملية السياسية والاشرار المدعومين من قبل من له المصلحة داخليا كان او من خارج الحدود، ويريدون بقاء الحال لما هي عليه لمصلحتهم الخاصة وعلى حساب النخبة والثقافة العامة للشعب العراقي جميعهم وبكل مكوناتهم المختلفة، انه صادر من الاحزاب الدينية المذهبية والمعتمدة على الايديولوجيا الغيبية التي لم تطق ما يسحب البساط من تحت ارجلهم، لكونهم لا يمكن ان يناسبوا الوضع والمرحلة الحالية، ولا يمكن ان يستمروا وهم لا يتلائمون مع التراث والثقافة والوعي العام للشعب، فلا يمكن ان يخضع لهم الشعب لاخر الامد .

في المثقف اليوم