قضايا وآراء

رمزية عاشوراء .. رمزية التوحد الوطني العراقي

انتصر الحسين بقيمه ومبادئه انتصر على أراذل العبيد عبيد   يزيد ابن الطلقاء. الأمام الحسين أعطى معنى عظيم للحرية والإيثار والنبل والشجاعة ووضع حدا للخوف في داخل النفوس.. وهذه الرمزية التي  تحققت في ملحمة كربلاء بانتصار دماء الأحرار على سيوف العبيد .. انتصر الفكر الصالح ليترسخ ويبقى عبر العصور تتداوله الألسن بقدسية نبل وحكمة وليبقى رمزا للحرية ورمزا للشرف والمبادئ  كأسطورة عظيمة تنبه الغافلين في كل زمان ومكان ..

 

 قد يستغرب البعض لسلوك الكثير من الناس في أيام عاشوراء..حيث ان اغلب العراقيين يلاحظ بأنهم ينفضوا غبار حب الدنيا وتترقق قلوبهم حبا بالحسين فكرا وعقيدة ويتوحدون برحمة عفوية هذه الرحمة العفوية والتوحد لازالت ترعب الطغاة . حب الحسين هيجان جماهيري يسير كالطوفان بامنيات الخلاص ..سيبقى هذا الولاء ألعقيدي سيف حق   مسلولا لينبه الكل الى حقيقة أن القيم السامية متجسدة بفكر الحسين أمام الإصلاح الذي وقع وثيقة الإصلاح بأقدس دماء.. مع الأيام نسلو الجميع وأحزاننا تذوب وتنسى  لكننا  مهما مرت الأيام والأعوام لا ننسى الحسين ولا ننسى كربلاء ولا ننسى أن نستذكره بدموع ساخنة دموع الحب والولاء وقلوبنا تهتف لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين.. لبيك تعني نعم للحق نعم للفضيلة نعم للسلام المشرف نعم للعدل  وتعني كلا للباطل كلا للفساد والمفسدين كلا لحرباوات الزمان والمكان كلا للنفاق والمنافقين)..أننا نستذكر أبا الأحرار كل عام بهيام حب ورحمة ووجل ونستذكر يوم عاشوراء بألم ودموع تزكي وتطهر نفوسنا..

 

 أن الثقافة العراقية هي ثقافة حسينية فيها الألم والنبل والصبر والتضحية والفداء ومن كل هذا تولد الحكمة لتنير السبيل الى التراحم والخلاص والأيمان بالغد وكيفية مواجهة الظلم والتجبر والطغيان .. أن الثقافة العراقية هي ثقافة حزن وشجن.. وهذه سمة تراحم  توحدنا كعراقيين بان مستقبلنا واحد وطننا واحد..ووطنيتنا بحفظ مراسم عاشوراء .  أن ما يوحدنا العراقيين هو حب الحسين والتوحد بفكره العظيم فكر العدالة والحق والشرف والتضحية والآباء. أن كرنفالات إحياء عاشوراء مهيبة وتمنح العراقيين سمة رفع شعارهم الوطني بصرخة الشرف التي تنطق بها الجموع .. لبيك يا حسين.. لترعب كل ظالم  وكل طامع وكل باطل. أن التضامن الشعبي في جمع أحباب الحسين في يوم عاشوراء عظيما والكرم والرحمة نراها مجسمة في كل المحتشدين . هذا يبدوا واضحا لكل العراقيين شيعة وسنة ومسيح وصابئة وغيرهم من الطوائف والملل والأعراق العراقية أن كرنفالات عاشوراء بمواكب الزناجيل تشير الى طرد الألم وتفريغ هموم النفوس بالبكاء وإزاحة هموم الصدر ومواكب الراكضين بفقدان الشعور الفردي والاندماج بجسد واحد وهو جسد التكامل في إحياء عاشوراء بالولاء للحق. يوم عاشوراء نبكي وتذرف دموعنا الساخنة ونزيح هموم أنفسنا ونزيح رواسب الألم التي نعيشها كعراقيين...ونبتهج للتوحد الجماهيري الكبير ونبتهج لهذه الجموع التي تعيش حاله من الهيام والتوحد بحب الحسين أن مراسم عاشوراء هي مراسم التقارب والتالف والمسامحة .كثيرا ما يشارك الشيعة أخوانهم السنة والمسيح والصابئة في إحياء هذه المراسم...وفي هذا العام تزامن ايام عاشوراء مع اعياد الميلاد للاخوة المسيحيين.. ولقد قرر الاخوة المسيحيين قرار مشرفا و نبيلا بمنع أي احتفالات لهم هذا العام خارج الكنائس وجعلوا احتفالاتهم فقط داخل الكنائس هذا دليل التلاحم الوطني .واحتراما لقدسية مراسيم الحزن بيوم عاشوراء. يجب أن يحمي بعضنا بعضنا ويجب أن يحترم بعضنا بعضا...

 

الحسين ليس للشيعة فقط انه سيبقى ملكا للبشرية جمعاء في كل العالم و حبه سيضع حدا للألم العراقي وسيوحد الكلمة العراقية... لنهتف لبيك يا حسين سوف تتصدع جبهات الإرهاب الوافد وسينهض العراق بفكر الحسين سينهض العراق بفكر الحسين  ومبادئه وعدله...

 

د.علي عبد داود الزكي

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1271 الثلاثاء 29/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم