قضايا وآراء

هم كانوا أحباب.. فلماذا نكون نحن أعداء!!

قد سموا الكثير من أبنائهم بأسماء الخلفاء الراشدين، بداية من الامام علي رضي الله عنه حيث كان من بين اولادة الذكور ألاربعة عشر من يدعي أبو بكر (الملقب بمحمد الأصغر) و عمر، وعثمان .

 

ولـ الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ولدان من أبنائه الثمانية اسمهما أبو بكر وعمر، وأما الحسين رضي الله عنه فقد كان لة ولد يدعي ابو بكر استشهد معة في كربلاء (التنبيه والإشراف للمسعودي )، وسمى الحسن بن الحسن بن علي أحد أبناءه أيضا بأبي بكر. وكذلك فعل موسى بن جعفر الكاظم، فقد كان من ضمن أبناءه أبو بكر وعمر وعائشة. وقد كنا الإمام الثامن علي بن موسى الرضى كنى نفسه بأبي بكر( كتاب مقاتل الطالبيين للأصفهاني).

 

وقد لاحظت ايضا ان العلاقة الطيبة بين آل البيت عليهم السلام وبين الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم تقف عند حد إطلاق الاسماء علي الابناء بل امتدت الي علاقة النسب والمصاهرة بينهم، وعلي سبيل المثال  فقد وجدت ان الوليد بن عتبة بن ابي سفيان .. (ابن اخ معاوية) قد تزوج من لبابة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب (المحبر..ص 441 ، نسب قريش ص 133،عمدة الطالب ..هامش ص 43 ..)

 

كما ان نفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب..رضي الله عنه..كانت زوجة لـ الوليد بن عبد الملك بن مروان ...فتوفيت عنده وكانت امها لبابة بنت عبد الله بن عباس..رضي الله عنه (طبقات ابن سعد..ج 5 ص 234، عمدة الطالب..في انساب ال ابي طالب ص 70)

وكانت رملة بنت علي بن ابي طالب..رضي الله عنه زوجة ل معاوية بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية ( الارشاد..للمفيد ص 186، نسب قريش ص 45، جمهرة انساب العرب..ص 87 ).

 

كما تزوجت رملة بنت محمد بن جعفر -الطيار- بن ابي طالب..رضي الله عنه من سليمان بن هشام بن عبد الملك (الاموي) ثم تزوجت..ابا القاسم بن وليد بن عتبة بن ابي سفيان (كتاب المحبر..ص 449 ) وتزوج أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه من أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر (الطيار) بن ابي طالب شقيق علي رضي الله عنهما (المعارف للدنيوري ص 86)

 

وكانت فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما متزوجة من محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان رض الله عنه (مقاتل الطالبيين للاصفهاني 202، ناسخ التواريخ 6/ 534، نسب قريش 4/ 114، المعارف 93 ) كما كانت أم القاسم بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما متزوجة من مروان بن ابان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد ولدت له محمد بن مروان ( نسب قريش 2/ 53، جمهرة انساب العرب 1/ 85،المحبر للبغدادي 438 ) وايضا زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما كانت متزوجة من الوليد بن عبد الملك بن مروان (نسب قريش 52، جمهرة انساب العرب 108)

 

كانت هذه محاولة لإبراز علاقة النسب والمصاهرة بين آل البيت وبين الصحابة في كل جيل علي الاقل مع الاختصار وإلا فالعلاقة بينهم في كتب الانساب والسيرة اكثر من ان تحصي، وهنا يجب القول بما إننا ننادي بالكف عن نبش الماضي وإثارة الأحقاد والأحزان، فإننا ايضا نستنكر ونشجب كل من يحاول إثارة العداوة والبغضاء بين السنة والشيعة ونري ان آراء وتصريحات الشيخ محمد العريفي عن الطائفة الشيعية وعن المرجع الديني الكبير آية الله علي السيستاني تشدداً غير مقبول لا يخدم الأجواء الإيجابية التي خلقتها الآراء المعتدلة و الجهود المبذولة لتعزيز الانسجام القائم بين السنة والشيعة  .

 

ومما هو معلوم لكل ذي عقل وحكمة ان التعايش السلمي بين طوائف الامة اصبح ضرورة شرعية اكثر من ذي قبل، حيث الاخطار تحيط بالامة من كل حد وصوب، وقد اثبت التاريخ ان الخطاب الديني المتشنج لا يؤدي الي خيرا، ولذي وجب عدم إعطاء الفرصة للنيل من وحدة المسلمين، وعدم إشغال ابناء خير امة اخرجت للناس في النزاعات والمهاترات التي لا خير فيها وليكن شعارنا جميعاً "وعند الله تجتمع الخصوم" و"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون".

 فإذا كان ال البيت عليهم السلام والصحابة الكرام عليهم رضوان اللة احباب، فلماذا نحن نكون أعداء !! .

 

 

نبيل عواد المزيني

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1279 الاربعاء 06/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم