قضايا وآراء

المخرج عقيل مهدي ... مؤسسة جمالية في تفسير العرض المسرحي

اخرج العديد من الأعمال المسرحية القيمة على مستوى العروض الأكاديمية، والتي كانت محط أنظار العيون النقدية المبصرة، وعيون المتلقي النخبوي والشعبي، والتي أيضا يشار اليها بالبنان الانموذجي الأكاديمي العلمي، باعتبارها ملمحا مهما وكبيرا من ملامح الفطنة المُؤسسة لفعل التكوين الإنشائي او البنائي للمشهد المسرحي، فلقد شاركت معظم أعماله المسرحية في المهرجانات الخارجية، وحصدت جوائز قيمة متميزة فيها، أن سِفر الفنان عقيل مهدي من الإسفار الخالدة في تاريخ المسرح العراقي، لقد نذر جل تاريخه الشخصي في تعليم فن المسرح والتنظير له، وهو من الذهنيات الأكاديمية الفذة الناهضة الراقية التي أخذت على عاتقها الاهتمام بعموم المنتج الفني، وسخرت له مفاتن  طاقتها القصوى ورفدته بعلميتها وأفكارها ومنهجيتها النيرة، وهو من المخرجين القلائل الذين اهتموا بالتركيز على التراث المسرحي والثقافي والفني من خلال الاشتغال على مواطـن (السِير) لكبار عملاقة الفن في العراق، ولكبار الشخصيات العراقية بمختلف مخاصب الحياة الفكرية والثقافية والأدبية وكان حسب رأينا مجموعة من المضامير والشُحن التواصلية التي أسست لنفسها مناخا توالديا لـ (الفرجة البغدادية) التي اعتمدت على الذاكرة المثنلوجية والشعبية مرتكزا ملحميا لها، لذلك نراه يلهث خلف مواطن الصورة الجمالية المبتكرة ليوظفها الى بوتقاته التفسيرية الجمالية الملهمة، ليجعل منها بالدرجة الأساس كائنات حية تتقد فلسفيا مع الهنا، واللحظة، مستثمرا مفاتن تخييلته الماهرة في توظيف شحناته الطرائزية وإحالتها الى مشاهد مؤثثة تأثيثا راقيا في متن العرض المسرحي،  لتُحال تلك الشخصيات الى كائنات حية متدفقة بالحياة ومتواشجة أيضا بذلك الكم الهائل من الوعي الذي يسمح لها بالولوج الى ذاكرة هذا المبدع الكبير، ومن ثم لتستقر كصور ملاصقة لدائرة الإنصات والرؤية المعمقة داخل الذاكرة المتقدة الحية في مواطن الاستجابة لدى المتلقي .

اهتم الدكتور عقيل مهدي أيما اهتمام بإحالة أدواته الإخراجيـــة عبر وظيفـة (الميزانسين) الى مباهر جمالية تتحرك على خشبة المسرح، حركة ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية وفلسفية وجمالية ممنهجة، لذا تراه في عروضه المسرحية قد متع العين المبصرة الثاقبة بتلك التكوينات الفائقة التشكيل، وأشاع البهجة في عمق اللون والتشكيل والتكوين، ومهد لتأسيس ملامح جديدة في المسرح العراقي التي أنشاءها فوق دعامات وركائز جمالية استقت ملامحها من معالم خزينه الفكري والفلسفي العالي، واتقاد مرجعية النادرة الجودة والتي عاش جل فضاءاتها داخل استدراجا ته لتلك المشاهد المتبلورة في رحم الجمال الذاكراتي والتي هي بالأصل مفاتن صباه وشبابه، ومخاصب التأسيس الابتدائي المبهرة المتقدة في حيثيات ملازم التنوع الفكري والأدبي والثقافي الذي بناه وفق منظومة تزامن الحدث مع تلك النزعة اللحظوية التي فاقت بمداها التأسيس الرحب لباحته التخييلة الراقية، لتوقع في نفس المتلقي تلك الاستجابة من حيز اللا وعي المكنون في اللامرئيات، الى مراحل متقدمة من الوعي اللحظوي الآني، في ذات الوقت التلقي، والتي نعتبرها مرحلة متقدمة من مراحل انجاز هيبة المعادلة التي تبدو لنا شخصيا، في نجاحاتها العرضية المتوالية، هي نتائج لإفرازات مهمة وواضحة الدقة في بلورة شخصية الفنان عقيل مهدي التكونية التي أحالها بالرمة الى مؤسسة جمالية تنحت لها مكانا متفردا في عالم التماثل او المقاربة ما بين مضامين عروضه المسرحية، وبين تأثيثها ثانيا صوريا مرئيا رائعا، وتطبيعها لأفق البهجة والاستقراء ومن ثم ليحيل المتلقي بذات اللحظة القريبة من مناخات التفسير الى مناهج التشاركية الفاعلة والمتفاعلة  مع الصبغة الجمالية والفلسفية لذات العرض .

تميز الفنان المبدع عقيل مهدي بالثراء المعرفي المتقد كونه مخرجا وناقدا ومنظرا، ومؤلفا للخطاب المسرحي، وهو من العاشقين للعمل في الباحة المسرحية الرحبة التي يواشج اتساع ثقافته الفكرية والفنية والجمالية، له من المؤلفات العديد من الكتب في نظريات المسرح، وعلم الجمال، وفي النقد المسرحي، لقد اهتم عقيل مهدي اهتماما لافتا بمحاور عديدة ورئيسية في فن المسرح (الإخراج والتمثيل والتأليف والتنظير للمسرح)، وقد سجلت له الذاكرة المسرحية العراقية تميزا واضحا ونجاحا ملفتا للنظر في جل المباهر والتجارب المسرحية التي خاضها او اعترك ناصيتها التجاربية الحداثوية.

لقد تعامل الفنان المخرج عقيل مهدي مع العديد من النصوص المسرحية العالمية مثل (فاوست)  لـ(بول فاليري) و(حلاق اشبيلية) لـ(بومارشيـــة) و (المتوحشة) لـ(لجان انوي) و (موزارت وساليري) لـ(بوشكيــن) و (الغوريلا) لـ(يوجين اونيل) و (توراندوت) لـ(شيلر) و (الضفادع) لـ(ارستوفانيس) و (المنقذان) لـ(راينهارت) و (جان دراك) لـ(انوي) و(السحب لـ(ارستوفانيس) ونصين محلين  لعادل كاظم الموسوم (خلود جلجامش) و (التاجر والبهلوان) لـ(محمد عبد الجبار)، لكنه وبذات الوقت تعامل بهيبة مثنلوجية راقية  مع التراث البغدادي الأصيل بشخوصه الحية المتدفقة حياة ً، مع اتساع الأفق الفرجوي المرئي في دائرة ضوءه الساطع المُكتشف لما هو في حيز الخفي واللامرئي في الضفة الأخرى للبوح في ملاذاته شخوصه المبهرة، وإخضاعها لهيمنة المسميات الطبيعية الحية والتي تأخذ على عاتقها إنعاش الشخصية المحلية، وتدوين السير الشخصية وإحالتها الى مفاتن مسرحية فرجوية راقية، أو ما اسميه (مسرح السيرة) او (الفرجة البغدادية) فقد أقدم على تأسيس اللبنة الأولى لطرازية هذا اللون من العروض المسرحية عبر أعماله التي كتب معظمها (بدر شاكر السياب) و (يوسف العانــي) و (جواد سليم) و (حقي الشبلي) فقد أضحى المخرج عقيل مهدي ركيزة تفسيرية جمالية فلسفية مهمة في المسرح العراقي، ودعامة رئيسية من دعاماته الكبيرة، وقمة عالية من قممه المتقدة، التي استلهمت أفكارها الفلسفية من رحم الأسى البغدادي والعراقي، لتحيل ذلك الأسى الى أشكال صورية مرئية عبر المنتج المسرحي في عروضه المسرحية الرائعة التي زخرت بها ملامح باحة المسرح العراقي .

اشتغل عقيل مهدي على مواطن التواشج الحي بين وظيفة الكتابة للسير الذاتية وإخضاعها للتقنية الفنية الفائقة والمحزون الهائل من الرؤى الجمالية التي يتقد بها ذهنه الإخراجي لإحالتها الى طرائزية ملهمة فيما اسميه كما أسلفت (الفرجة البغدادية) التي تنقل المتلقي الى فضاءات ومعالم مليئة بالإحساس الوجداني المتألق بالوجود الغزير بالحياة أولا، وبالانتماء الشعبي والفكري والثقافي والأدبي والإنساني ثانيا والاتصال بذلك العبق والأريج (البغدادي - العراقي) الذي يفوح من خشبة المسرح والشخوص المستلهمة ثالثا . اتسمت أعمال المهدي بجملتها تقريبا بالالتصاق الحي وخلق ذلك الخيط الوهمي المرئي بين العين المبصرة المتلقية، ونتاجه الفني العرضي الذي يحاول فيه الوصول الى تأسيس ملامح جديدة في نظرية التلقي واكتشاف معالم الظواهر التي يستلهمها من شخوصه التاريخية التي يتناولها عبر منجزه الفني المسرحي الإبداعي والتي تستحق الوقوف عندها مليا لأنها تمثل ظاهرة مسرحية تجديدية، ولو أن هناك بعض المحاولات التي قد سبقت المهدي في تناول السير الذاتية وإخضاعها لتأسيس خطاب مسرحي، لكنه تفرد في فهم وإدراك معالم ومجسات شخصياته بحسية جمالية فائقة تنم عن دراية فلسفية لتنتمي بكليتها الى مباهر الخطاب المسرحـــــي (النص) والعرض المسرحي المتكامل . وهذه المعادلة برأينا النقدي بين ان تستحضر الشخوص من كنفاتها التاريخية وإخضاعها للخطاب المسرحي (النص) ومعالجتها فنيا، ومحاولة إحالتها الى (فرجة مسرحية) مبهرة تلامس شغف الاستقبال النخبوي والشعبي لهي من المهام الشائكة والصعبة المراس في الإقناع أولا، وثانيا في تحقيق قيمة مثلى في تأثيث فضاء المشهد المسرحي وثالثا في الكيفية الفنية العالية الماهرة في بلورة تلك الشخصيات دراميا وبنائيا ومطاوعتها لمثل هذا التناول الجمالي الذي يقودنا بالنتائج الفضلى الى مراتع خصبة للمشاهدة، بحيث نجد أنفسنا متلاصقين على كراسينا في قاعة العرض لنكتشف معالم هذه الشخصيات (العقيلية) ومحاولة قراءة ملاحق فلسفات وأفكار وأطروحات المهدي دون ان يتسرب ألينا الممل، لأننا ووفق منظومة المشاهدة الحية والملازمة لزمن اللحظة التاريخية العرضية، واقفين على حدود التماس والالتصاق مع الشخصية المتناولة التاريخية، والتكوين البنائي المدهش لها، ومن ثم تأسيس فضاء المشهد او العرض المسرحي بشكل جمالي ّ راق .

لقد انحاز المهدي بشكل واضح ومميز في تأسيس قاعدة استلهامية استكشافية رائدة ومتفردة في استحضار شخوصه (البغدادية - العراقية) وإخضاعها لتجربته الحداثوية التي تدعو للفخر، لأنها تسجل ملمحا استذكاريا تاريخيا في تثبيت الانتماء التأسيسي الإنساني والأخلاقي والأدبي في خلق الملهم المتفرد الذي امتاز به المهدي عن غيره من المخرجين العراقيين، وهذا في رأينا ما سوف تسجله له الذاكرة المسرحية العراقية في محفلها العرضي والبيلوغرافي الناشط، والذي سيكون مرجعا تاريخيا مهما فيما بعد، على اعتبار ان هذه العروض والتجارب الحداثوية الخلاقة المبهرة التي تميز بها، بل خلقها المخرج المبدع عقيل مهدي بتكويناتها وبناءاتها وإنشاءاتها الملهمة جاءت متفقة بالتمام الأكاديمي العلمي مع عبقريته الفكرية وأدواته الإخراجية الفائقة ورؤاه الفلسفية والجمالية المتقدة.

اشتغل المخرج المسرحي عقيل مهدي على جملة من التأويلات المحاذية للفعل المسرحي ليخلق منها أنموذجا تكوينا مرئيا جماليا، ينفذ الى العين المتلقية المبصرة، لتحيلها بدورها الى مرتكزات تفسيرية قائمة على ذات القيمة الصورية الجمالية المبتدعة من مناخات الارتكاز الفطن في استثمار الأدوات الفنية الماهرة لذهن المخرج وإيجاد حبل سري يربط  تكوينات الإبصار الآنية من قبل المتلقي وبين ذلك النضج الصوري الجمالي المبني على مفردات الاستجابة المثلى، ولعل من المهم هنا ونحن بصدد دراسة الانبعاثات الجوهرية لصناعة أو لخلق الملهم الصوري للمخرج عقيل مهدي ان هناك ثمة خطوط متوازية بين فهم النص بدراية الاستقراء المتأني ومن ثم الانتقال الى توزيع الجهد الفكري والفلسفي على الصبغة التأليفية ليحيلها الى مجامر موضوعية تفسيرية ذات ملامح جمالية تستخلص نتائجها المثالية في حيز التطبيق فوق باحة المسرح، ولعل تعامل المهدي مع جملة من الممثلين المحترفين او الهواة، هو اعتراف جوهري بالقيمة التجسيدية المرتبطة بعمق الأداء لما تصاحب هذا الإدراك الفاعل من  ملازم تفسيرية عديدة لكي يستطيع النفاذ الى عقل الممثل ليؤدي ملامح الشخصية في سيره المتعددة المناخات البئوية  والتي ما زالت الذاكرة المسرحية العراقية تحتفظ برؤاها الجمالية الفرجوية، وتسجل لهذه التكوينات فطنة ابتدائية النشأة من عقل كبير لمخرج كبير كعقيل مهدي الذي حاول اختراق المألوف لينفذ بالعرض الى مناحي استنباطية مرتكز ها الأصيل هو الإبحار في المرئيات واللا مرئيات من التشكيلات الصورية المتعددة أوجه الإبصار، وبذا يكون المهدي من المخرجين العراقيين والعرب القلائل الذين اعتمدوا الاتكاء على ملامح ذهنيته الجمالية المتقدة لخلق بوابة تفسيرية محصنة بدراية تكوينية علمية ذات بيئة محلية ترتقي بأجوائها الى منصات الإنصات الاستجاباتي العالية .

ان الحيز البنائي المثالي المقرون بالحث الجمالي التفسيري الاستنباطي، الذي تشغله عملية تناول النص وبناء العرض المسرحي لدى المخرج العراقي عقيل مهدي تقع على مواطن استفزاز الرؤى التخيلية المستثمرة من قبل طاقاته الاستنباطية التكوينية، ومرجعياته القرائية والتنظيرية والصورية الحداثوية، يجعل عطاء المقاربة بين الوظيفتين مشغل انتهائي ملازم لقرائنية المبعث القصي والثيمي والحبكي للنص والتشكيل اللوني والحركي والسينوغرافي الذي يؤثث فضاء المشهد المسرحي بطرائزية خاصة، تحتمل ملاحق التأويل، عبر اشتغالاته السيميائية الدلائلية التي يشتغل عليها المهدي في معظم عروضه المسرحية التي استطاعت ان تنفذ للذائقة الفنية بقدرة استحكامها على ملازم الشد للعين المبصرة لتحيلها بالرمة الى عين تعالج وتشارك العرض المسرحي، وفق هذه النظرية الجمالية التشاركية الفاعلة والمتفاعلة مع جسد العرض والمجاورة للنص باعتباره أدبا مدونا، وبين العرض باعتباره صورة فرجوية جمالية مرئية .

ولد الفنان المخرج د عقيل مهدي يوسف في الكوت عام 1951، أنهى البكالوريوس بجامعة بغداد كلية الفنون الجملية قسم الفنون المسرحية عام 1972 حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من جامعة فيتس / بلغاريا عام 1982-1983 تدرج بالوظائف بدءا من مدرب فنون في كلية الفنون الجملية مرورا بأستاذ في قسم الفنون المسرحية ومن ثم رئيسا لقسم الفنون المسرحية وانتهاءا بمنصب عميد كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، اصدر د. عقيل مهدي العديد من الكتب العلمية الأكاديمية في جملة من الاختصاصات والمخاصب الفنية وبخاصة في فن المسرح منها الجمالية بين الذوق والفكر والتربية المسرحية في المدارس ونظرات في فن التمثيل والواقعية في المسرح العراقي ومسرح ما بعد الحداثة ومتعة المسرح جماليات المسرح الجديد والتعريف الجمالي والعملية النقدية والسؤال الإبداعي جاذبية الصورة السينمائية أقنعة الحداثة في تاريخ الفن المعاصر وأسس نظريات التمثيل التقاط الجمال والفضاء الجمالي للمسرح وفي النقد المسرحي النظري والتطبيقي ، وقد اشرف على جملة من اطاريح الماجستير والدكتوراه تعد بالعشرات، وقد شارك بالعديد من المؤتمرات و المهرجانات المسرحية العربية والدولية منها مهرجان القاهرة والمؤتمر العلمي الأول في طرابلس ومهرجان قرطاج وملتقى الإبداع الثاني الارجن، وقد كُرم بالعديد من الجوائز منها تكريم من وزارة التعليم العالي وشهادات تقديرية من نقابة الفنانين ورابطة النقاد ومعهد الفنون الجميلة وجائزة الإبداع في مهرجان حقي الشبلي ومهرجان السينما في ليبيا وملتقى الشارقة الثاني ومهرجان القاهرة التجريبي وقد كُرم أخيرا في مهرجان قرطاج المسرحي في تونس .

وقام د. عقيل مهدي بإخراج عدد من الأعمال المسرحية منها فاوست لبول فاليري وحلاق اشبيلية لبومارشيه والمتوحشة لانوي وموزارت وساليري لبوشكين والغوريلا ليوجين اونيل وتوراندوت لشيلر وخلود كلكامش لعادل عبد الله والضفادع لارستوفانيس والتاجر والبهلوان لمحمد عبد الجبار والمنقار لراينهارت وجان دارك لانوي والسحب لارستوفانيس،وله أعمالا مسرحية من تأليفه وإخراجه منها يوسف يغني والصبي كلكامش وماجد الدمشقي  ومن يهوى القصائد والسياب ومسرح أيام زمان الليالي وظرفاء بغداد مع قاسم محمد ومغامرات مسرحية والسيدة والفرسان والفيلسوف الطائر طرزان وجواد سليم يرتقي برج بابل والأبدية والقرصان والصياد والسندباد والضوءان والمكان الجديد والعازف البدوي والفتاة البديلة والمحطة وامرأة غريبة الأطوار والمستشرق جون والرجل المهم وعبر الانتر نت والليلة الأخيرة لشهرزاد .

سيبقى الفنان المخرج العراقي الكبير عقيل مهدي محطة مبهرة من المحطات التي سجلتها الذاكرة المسرحية العراقية بفخر وكبرياء، لأنه ارتقى منصات البوح من خلال فضاءاته الجمالية، واستنباطاته الفلسفية، وبناءاته التكوينية لعناصر العرض المسرحي، الذي حقق أعلى درجة من درجات الاستجابة المثلي على مستوى الفرجة الشعبية والنخبوية  من خلال أعماله المسرحية، التي سحبت اليها دائرة الإنصات للمتلقي، والعيون المبصرة النقدية .

 

سعدي عبد الكريم / كاتب وناقد مسرحي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1289 السبت 16/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم