آراء

سعد جاسم: هل توجد حقاً حركة شعرية عراقية في كندا؟

سعد جاسم"أنّي أريد أن أُعلِم سائلتي (الباحثة)، أَنْ لا قدرةَ لي على استيفاء حقّ حركة الشعر العراقيّ في كندا، من دون معرفة شعرائها كلّهم، واستقراء ما انطوت عليه تجربة كلّ واحد منهم حياةً وشعراً، لكي يكون الحكم على كليّة الحركة، بما يوجد في جزئياتها لتحقيق الموضوعيّة العلميّة في الجواب. وانطلاقاً من هذا المفهوم المنهجيّ، فإنّي سأقصر حديثي على تجربتي الشعريّة الخاصّة، مدّة ثلاثة عقود من إقامتي في كندا، مركّزاً على تفاصيل ما تضمّنته من نشاطات ثقافيّة واجتماعيّة ابتغاء التوثيق التاريخيّ. ومهما تختلف خاصيّة هذه التجربة؛ فانّها ستجلو دون ريب صورة مهمّة ومفيدة، عن حركة الشعر العراقيّ في كندا "

بهذا المُقتطف من شهادة الاستاذ عبد الاله الياسري المُعنونة:

"نبذة من الشعر العراقيّ في كندا، والهجرة إليها"

سأبدأ مداخلتي وحواري وتعقيبي على ما قاله الياسري في اجابته عمّا سألته فيه الأُخت الطالبة (نُهى عبدالرسول زكيّ الأنباريّ)، خلال بحثها لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربيّة وآدابها في جامعة بغداد، حيث انها قد طرحت عليه سؤالين: الأوّل عن سبب الهجرة العراقيّة إلى كندا، والآخرعن حركة الشعر العراقيّ فيهاَ؛

وفيما يعنيني انا؛ سأناقش الياسري حول السؤال الثاني المُتعلّق

بما تمَّ تسميته بـ "حركة الشعر العراقي في كندا"

اولاً: لقد قال الياسري: " لا قدرةَ لي على استيفاء حقّ حركة الشعر العراقيّ في كندا، من دون معرفة شعرائها كلهم " .

طيّب اخي اذا لم تكن لك قدرة على استيفاء حق حركة الشعر العراقي في كندا؟ وكذلك فأنت ومن الواضح جداً انك لاتملك معرفة جيدة وحقيقية بشعرائها العراقيين المبدعين والكبار والحقيقيين؛ فلماذا ورّطت نفسك بكتابة هذا الشهادة التي تفتقد الى أبسط شروط{الموضوعية العلمية في الجواب} كما اشرت أنت اعلاه؟

ثانياً: أَينَ هو "المفهوم المنهجي"؟ وأَين هي   الـ " صورة مهمّة ومفيدة، عن حركة الشعر العراقيّ في كندا.."  في شهادتك أو في اجابتك هذه على سؤال الاخت " الباحثة "؟ مادمتَ أَنتَ تجهل الاسماء والابعاد والرؤى والنتاجات والتفاصيل الحقيقية لحركة الشعر العراقي في كندا؟

وكذلك فأَنا أَمتلك مجموعة من الافكار والاراء والتصورات التي تدعوني للتساؤل معك عزيزي الياسري:

ومن هذه الاسئلة هو السؤال الجوهري التالي: هل توجد حقاً "حركة" للشعر العراقي في كندا؟ كمصطلح ومفهوم وعمل ونشاط وحضور منتج ومثمر وفعّال؟

أَمْ ان ماتسميه انت " حركة " هي ليستْ أكثر من مجموعة من الشعراء المتناثرين في بلاد شاسعة ومترامية الاطراف؟

بلاد المحبّة والسلام والتسامح؛ وبلاد العلوم والاداب والفنون المُتعددة؛ في الوقتِ الذي تتواجد وتعيش فيها مجموعة رائعة من الشعراء العراقيين المبدعين الكبار والذين من بينهم مَنْ هو بمنزلة الشعراء العالميين وذلك لعمق ورصانة وجماليات ابداعهم الشعري الذي اثبت حضوره في مختلف الاوساط الثقافية العراقية والعربية والعالمية؛ ويسرني هنا ان أذكر لك بكل فخر واعتزاز الاسماء الشعرية الكبيرة والمهمة بشاعريتها وحضورها الابداعي المضيء وهم الشعراء:

عيسى حسن الياسري وسعد جاسم وهادي ياسين ومحمد تركي النصار ومعتز رشدي وكريم الزيدي . وكذلك أذكر الشعراء الشباب: م .أروى السامرائي وم. أحمد كاظم سعدون وم. حاتم عبد الهادي ومديح الصادق وغيرهم؛ طبعاً هذا بالاضافة الى اسماء الاصدقاء والزملاء الشعراء الذين ذكرتهم أَنت كونك تعرفهم شخصياً؛ إلّا أَن المؤسف في امرك هو انك لم تُكلّف نفسك حتى مجرّد التعرّف على تجارب هؤلاء الشعراء الحقيقيين؛ ولا حتى قد قمتَ او فكّرتَ بالتعارف معهم من منطلق اخوي وانساني؛ وأعتقد  "وعذراً على قولي هذا" انك مأخوذ وموهوم ومهموم بتصورات ومواقف وذرائع لا علاقة لها بجوهر العملية الشعرية والابداعية والوطنية والانسانية.

رابعاً: مادام معظم حديثك يؤكد على وجود " حركة " للشعر العراقي في كندا؛ فلماذا لمْ تقم بتسليط الضوء على

كتاب الاديب كريم شعلان؟ والذي اشرتَ بشكل سريع وعابر؛ وذكرتَ انه قد تضمّنَ سيراً ذاتية وقصائد ونصوصاً لمجموعة من  الشعراء العراقيين في كندا؟ والذين لاأدري ان كنتَ أَنتَ من بينهم  أَمْ لا؟ أَمْ لأنَّ الكتاب قد كان باللغة الانجليزية التي لا أعرف هل انك تُجيدها أَمْ لا؟

والله من وراء القصد

 

سعد جاسم

..........................

للاطلاع

عبد الإله الياسريّ: نبذة من الشعر العراقيّ في كندا، والهجرة إليها

 

 

في المثقف اليوم