قضايا

ملف جديد بعنوان: عاشقة الليل

عاشقة الليل التي تمرّدت على كل التقاليد البالية والعادات القديمة. وُلدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23/09/1923، في أسرة تحتفي بالثقافة والشعر وكانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو (أم نزار الملائكة)، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات عدة، أهمها موسوعة (ذاكرة معارف الناس) في عشرين مجلداً.

درست الشاعرة الراحلة اللغة العربية في دار المعلمين العالية، وتخرّجت منها عام 1944، كما درست الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة، ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية، وأكملت دراستها في الولايات المتحدة عام 1954، حيث حصلت بعد عامين على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسنكسن. والملائكة لقبٌ أطلقه على عائلة الشاعرة بعض الجيران، بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ثم انتشر اللقب وشاع، وحملته الأجيال التالية وعملت الملائكة بالتدريس في كلية التربية ببغداد، ثم بجامعة البصرة ثم بجامعة الكويت، وتُعدّ من أبرز رواد الشعر العربي الحديث الذين تمرّدوا على الشعر العمودي التقليدي، وجدّدوا في شكل القصيدة، حين كتبوا شعر التفعيلة مُتخلّين عن القافية لأول مرة في تاريخ الشعر العربي. نشرت الشاعرة قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) عام 1947، فسجّلت اسمها في مقدمة مجددي الشعر مع الشاعر الراحل بدر شاكر السياب (1926 – 1964) الذي نشر في العام نفسه قصيدته (هل كان حباً) واعتبر النقاد هاتين القصيدتين بداية ما عُرف فيما بعد بالشعر الحر. وسجّلت نازك الملائكة في كتابها (قضايا الشعر الحديث) "أن بداية حركة الشعر الحر كانت سنة 1947 في العراق، ومن العراق بل من بغداد نفسها زحفت هذه الحركة وامتدت حتى عمّت الوطن العربي كلّه وكادت بسبب تطرّف الذين استجابوا لها تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً.

وكانت أول قصيدة حرة تُنشر هي قصيدتي المعنونة (الكوليرا)، وكُنتُ قد نظمت تلك القصيدة سنة 1947 أُصوّر بها مشاعري نحو مصر الشقيقة خلال وباء (الكوليرا)، الذي دهمها، وقد حاولتُ من خلالها التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجرّ عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصر، وقد ساقتني ضرورة التعبير إلى اكتشاف الشعر الحر"، صدر ديوانها الأول (عاشقة الليل) عام 1947 ببغداد، ثم توالت دواوينها التالية ومنها (شظايا ورماد) 1949، و(قرار الموجة) عام 1957، و(شجرة القمر) عام 1968، وديوان (ويُغيّر البحر ألوانه) طبع عدة مرات، و(مأساة الحياة وأغنية للإنسان) 1977، (للصلاة والثورة) 1978، كما صدرت لها عام 1997 بالقاهرة مجموعة قصصية عنوانها (الشمس التي وراء القمة)، ومن بين كتبها الأدبية قضايا الشعر الحديث عام 1962، و(سيكولوجية الشعر) عام 1992، فضلاً عن دراسة لها في علم الاجتماع عنوانها (الجزيئية في المجتمع العربي) عام 1947، وكذلك كتاب (الصومعة والشرفة الحمراء)، ورغم غياب نازك الملائكة عن المنتديات الثقافية في السنوات الأخيرة، فإنها ظلّت في دائرة الضوء، إذ حصلت على جائزة البابطين عام 1996، وجاء في قرار منحها الجائزة أنها (شقّت منذ الأربعينات للشعر العربي مسارات جديدة مبتكرة، وفتحت الأجيال من بعدها باباً واسعاً للإبداع، دفع بأجيال الشعراء إلى كتابة ديوان من الشعر جديد يُضاف إلى ديوان العرب. نازك استحقت الجائزة للريادة في الكتابة والتنظير والشجاعة في فتح مغاليق النص الشعري).

كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو 1999 احتفالاً لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي، وشارك في الاحتفال الذي لم تشهده نازك لمرضها شعراء ونُقّاد مصريون وعرب بارزون، إضافةً إلى زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، والذي أنجبت منه ابنها الوحيد.

توفيت الشاعرة نازك الملائكة يوم: 20/06/2007.

راجياً من الأخوة الكُتّاب والنقاد والشعراء إرسال نتاجاتهم بشكلٍ مباشر إلى صحيفة المثقف تحت عنوان: (ملف: "عاشقة الليل").

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1419 الاحد 06/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم