قضايا

اهل القلم الموالي للسلطة أشد من أهل السيف

emad aliيوميا نقرا ما يسم النفس من التبريرات المضللة لاخطاء السلطة من قبل الموالين والمصلحيين من كتبة باب السلطة. وعندما نسال ونفسر عن ما يجبرهم على ذلك فيقولوا لقمة العيش، يا لها من الاهانة للنفس والضعف و السفاهة للحد الذي لا تطاق .

لكل سلطة ومرحلة مميزاتها، وطريقة لادائها لواجباتها وتعاملها مع الاحداث وادارتها للبلاد، والمعلوم ان لكل سلطة اقلامها، واعتبرت اصحاب هذه الاقلام في مراحل شتى منظرين ومدافعين عن السلطات امام الملا ومغطين لسلبياتها ومضخمين لمنجزاتها ان وجدت ومخففين لاخطائها لعظمى، وكان هناك ايضا الى جانب هؤلاء من الخيرين الذي نسيهم التاريخ دائما، هؤلاء كانوا اهل القلم في دواوين السلطة سابقا، وتحولت بمرور الايام الى مؤسسة ومن ثم وزارة تابعة للسلطان والحاكم، وفيها من الشعراء والادباء والكتاب من التابعين والموالين لعتبات باب السلطان للتزود بالهدايا والنعم التي مطرت عليهم كلما تفاعلوا مع عملهم واصبحوا ماهرين فيه متملقين مادحين من غير حق مقنعين للشعب ومزيدين للموالين او محاولين لكسب العدد الاكثر ومقنعين للمعارضين باساليبهم المتنوعة .

هؤلاء يقع عليهم العتب في خراب السلطة قبل اي احد اخر، مادام هم كانوا دائما في الطليعة لتبرير افعال السلطة المؤثرة على حياة الناس، وماداموا ناكرين لحق الشعب ومضحين بالمصلحة العامة ومنظرين للسلطة، انهم هم من يقع عليهم العتب في الاسائة الى حياة الناس .

فان كان اهل السيف يجزون الرقاب كلما طلب احد منهم الحقوق العامة، فان اهل القلم يحطمون العقل ويحزون الراس بكلماتهم المسممة والمغطية لافعال السلطة . فان استحق اهل السيف كل المقاومة والاعتراض لا بل المحاربة وانهائهم للحفاظ على اجساد الناس فان العالم بحاجة الى المقاومين لاهل القلم للحفاظ على عقلية الناس وافكارها وعقائدها الحقيقية وانسانيتها . من التاريخ القديم والحديث ايضا نستهل حقائق يمكن ان نعرف بانه لا توجد سلطة او حاكم ولم يعتمد على هؤلاء اهل القلم والفساد العقلي كما هم اهل الفساد الاداري وو الاجتماعي والثقافي ايضا .

عندما نقيم كل مرحلة وما احتوت من السلطات المتعاقبة فنجد في كل منها اهل الشعر والكتاب واهل الدف والنقار واهل النزوة والنشوة من الموالين القريبين للوالي والسلطان او الحاكم كيفما كان ومن كان، انهم من نشروا على ارض السلطات خرابا وفسحوا امامهم الساحة لكل ما افسدوا فيها على حساب الشعب بشكل عام من جهة وبرروا افعالهم امام الشعب على العلن من جهة اخرى .

ومن الامس القريب، الم نتذكر الموالين للبعث ومن كان راقدا امام ابواب مؤسسات البعث من ما سماهم البعث باهل الفكر والقلم، الم تكن وزارة الثقافة البعثية على راس الفساد والتخريب للعقول، انهم هم من الٌهوا الدكتاتور وضللوا الناس طوال العقود من حكمه، وفرضوا على الشعب عبادته واشتروا الانفس وباعوا الضمائر وشوٌشوا على العقول النيرة، والادهى ما في الامر انهم جننوا العقول الصافية واصحاب الافكار والتوجهات السليمة واجبروا الكثير على ترك البلد ان لم يوالي، وكم منهم اعتقلوا ودفعوا الى غياهب السجون وعذبوا نفسيا وجسميا بحجج وتلفيق وتهم زورا وافتراءا كلما حسوا بان لهم تاثير على مسار تفكير وعقلية الناس. انهم كانوا حاملين لاخطر السيوف وهو قلمهم الاحدٌ من السيف واشهروه على رقاب الانقياء والشرفاء من المخلصين للشعب والبلد .

بعد التغيير وسقوط الدكتاتور، نرى انهم يزدادون يوما بعد اخر، ان كانوا بالامس في عتبات السلطة البعثية بينمات اليوم نراهم على عتبات باب كل حزب ومسؤل وشيخ ومعمم ومسؤل اداري، يتملقون ويكذبون ويضللون كل صحيح، اصبحوا كمخبرين سريين في الدوائر السلطة التنفيذية، يرفعون شان من لا يستحق ويغدرون بكل من يحترم نفسه وشخصيته . انهم اهل القلم الفاسدين الذين باعوا ضميرهم في كل مرحلة ولابد ان يعاقبوا قبل اهل السيف ان حل البديل الديموقراطي والسلطة العادلة المخلصة للشعب لا للاحزاب والافراد فقط، وفي المقابل هناك من لم يبع ضميره وشخصيته يعيش منكفئا على نفسه محترما لتاريخه وذاته بعيدا عن الاحزاب والسلطات الفاسدة .

اليوم نرى ونتعامل مع العديد من اهل القلم الحاد الذي يقطع رقاب الخيرين واشد من السيف الغادر، انهم ازدادوا عددا ونوعا واصبحوا ممارسين محترفين ابتلى بهم المثقفون الحقيقيون اصحاب عقل وضمير والمخلصون للقضية العراقية والشعب بشكل عام .

اول خطوات الاصلاح المطلوب يجب ان تكون من تصفيتهم بشكل عادل لياخذوا جزائهم ويخلى البلد من الجرائم الثقافية العادية وتصفى السلطة منهم، وتعود الثقافة الى مسارها الصحيح .

 

في المثقف اليوم