قضايا

لماذا تبقى دعايات وصور المرشحين معلّقة الى الآن؟

jawadkadom gloomانتهت الانتخابات منذ امد طويل وفاز من فاز وخسر من خسر وأسدل الستار ووَضعت العملية الانتخابية اوزارها وحاز النواب على مقاعدهم هانئين بالمنصب الذي جلب السرّاء اليهم ولااظنه سيأتي بنفس المنفعة لناخبيهم فقد تعوّدوا على الضرّاء التي تلازمهم وهذا هو حال اشواطنا الانتخابية في السنوات المنصرمة غير ان بغداد وشوارعها واحياءها مازالت تعج برسوماتهم وصورهم الكثيفة ومن بقايا دعاياتهم التي أهدرت فيها الاموال الطائلة والجهود التي لاطائل من ورائها سوى ان ترفع بهذا وتطيح بذاك والشعب بعمومه هو اول الخاسرين وفوق كل ذلك مازلنا نرى هذه الصور والدعايات تنتشر في شوارعنا وساحاتنا والأماكن البارزة فيها، ولا نخفي حقيقة ان تلك الآثار قد أثقلت على عيوننا شواهد فيها الكثير من الاذى والإزعاج للبصر والبصيرة معا فإذا كانت هذه الشخصيات الفائزة والخاسرة نوّابا ومسؤولين في الدولة بلحمهم وشحمهم وعظمهم لم تقدم للعراق اية بارقة أمل في النهوض والارتقاء فما بالك برسوماتهم التي تماثل أخيلة المآتا وشعاراتهم البرّاقة الاّ من المواعيد العرقوبية مثلما شبّهها القرآن الكريم بأنها كسرابٍ في قيعةٍ يحسبها الضمآن ماءً

فما زالت هناك شواهد لصور كبيرة معلقة على اسطح البنايات العالية مثبتة بأعمدة حديدية عالية تصدم العيون وشواخص لوجوه سياسية تقابلنا اينما حللنا وحيثما أزفنا لهؤلاء المرشحين ونتساءل ؛ ما الداعي لبقائها ؟!، اما كان من الاجدر رفعها والاستفادة من موقعها في وضع اعلانات اخرى تشيع الجمالية في المدن وتدرّ ربحا وفيرا لمؤسساتنا الاقتصادية والشركات العاملة في بلادنا لتأتي بمردود اقتصادي مثمر وبنفس الوقت نعمل على تجديد الوجوه التي ألفناها سابقا والتي قد يصيبنا الملل والضجر من كثرة شيوعها واتساعها في اغلبية الامكنة تقريبا

ندرك ان صناعة الاعلان مهما كان مضمونه يهدف الى تحقيق اهداف متنوعة منها اعلامية وإرشادية اضافة الى الترويج للخدمات والسلع التجارية ولكن بأساليب جمالية تلفت انظار العابرين والقاصدين وهناك اماكن مخصصة لنشرها بحيث لاتؤثر علىى الذوق العام وتخدش الابصار لكننا نشاهد في بغدادنا كل مايشين الجمال ويسيء للذوق بسبب هذه الدعايات التي ألصقت بفوضوية واضحة ودون اية دراية بفنّ الاعلان التي تتنافس فيه الشركات العملاقة ليس لترويج بضائعها وخدماتها فقط وإنما لإضفاء الجمال والسحر في المعروضات الاعلانية وجعل مرافق المدينة تزهو بطلعتها البهية ليأنس اليها الناظرون والسابلة ... واين نحن المشوِّهون والمسيئون من هؤلاء الذين يضعون البهاء والفن والمشاهد التي تسرّ القلوب والأرواح قبل ان تملأ الجيوب وتحقق الارباح ؟؟

نعرف ان مفوضية الانتخابات قد سنّت ضمن بنود قوانينها على تغريم كل من يُبقي آثاره الدعائية من شعارات تختلط فيها الاكاذيب والوعود الشبيهة بالسراب وتفتقر كليا الى الصدق وصور شخصية لساسة ورؤساء قوائم فقد الكثير منهم الثقة بينهم وبين ناخبيهم فجلّهم وربما كلهم لايريد ان يرى سحناتهم ماثلة امام الانظار، وقد نبرّر وجود مثل هذه الشواخص قبيل الانتخابات لكن ما الداعي الى وجودها الان طالما ان الانتخابات قد انتهت منذ زمن ليس بالقريب ! ؟؟

يبدو ان امانة بغداد هي الاخرى بقيت مكتوفة الايدي ولم تكلف نفسها ارسال كوادرها لرفع هذه التجاوزات التي تشوه معالم عاصمتنا بالرغم من ان مجموعات من المهتمين بالأمر من عناصر مجتمعنا المدني قد ابلغوا السيد امين العاصمة شخصيا ووعدهم خيرا بإزالتها في اسرع وقت لكن لم يتخذ ايّ اجراء بشأن رفعها وبقيت شاخصة امام مرأى الناس ولتظلّ هذه الصور فزّاعات للجموع البشرية من حاضر لايتحسن ومقبل مخيف حالك السواد

آمل من امانة العاصمة ان تحرّك ساكنا وتعمل على قلع هذه اللافتات والرسوم والشواخص الحديدية والخشبية المعلقة فوق اسطح البنايات والجزرات الوسطية في الشوارع والملصقات الموضوعة على الجدران وحبذا لو يستعاض عنها برسومات كرافيتية جميلة تعمل على تجميل بغدادنا التي اثقلت كاهلها التشويهات الكثيرة والنفايات الجمة عسى ان تخفف من الخناق الرابض على صدر هذه العاصمة الموجوعة الباكية

 

جواد غلوم

في المثقف اليوم