قضايا

هل تدوم زيادة ثروة الاغنياء طرديا مع زيادة الفقراء واللاعدالة في العالم؟

emad aliلا نتكلم فلسفيا عن حتمية التنقل من مرحلة حياتية انسانية الى اخرى وفق ما اشار اليه ماركس في فكره وفلسفته التي وضحها في كتبه ومنشوراته ونظرته وتيقنه من ما ذهب اليه قناعة فكرا وفلسفة،ما قام به معتمدا على تقيمه للحياة الانسانية وبداياتها وما تصل اليه عبر تسلسل المراحل الانسانية الى ان تصل الى الشيوعية والمساواة في نهاية الامر، على العكس تماما مما تدعيه الراسمالية من نهاية التاريخ عندها .

ان تكلمنا بشكل بسيط على ما يجري في العالم وما نتلمسه في واقعنا اليومي، نرى تجمع الثروة عند مجموعة قليلة على حساب الاكثرية، هذا بشكل واضح وبين من الشرق الى الغرب، وبتفاوت مبين واضح حسب الموقع او نظام الدولة المعينة او المرحلة التي وصلت اليها اية بقعة في العالم .

وفق اقرب تقدير واقنعه ان اكثر من 80% من ثروة العالم مجتمعة عند 20% من الناس والعكس صحيح ايضا اي اكثر من 80% من الناس يملكون اقل من 20% من ثروة العالم والحالة مستمرة لحد الان وتزيد الفروقات اكثر فاكثر يوميا، مما يوضح هذا الموجود مدى الغبن والاجحاف بحق الاكثرية عند نظام يعتبر نفسه مع حقوق الانسان وحريته ومعيشته بالرفاه والسعادة ومع تحقيق اماله وحقوقه ومبلغا لغاياته واصلا لنياته واهدافه ومحققا لاحلامه الحياتية على الارض، ولم يتوقف في الارض بل واصلا الى الفضاء من اجل خير البشرية كما يدعي .

المعلوم ان الثروةة الاكثر متجمعة في البلدين امريكا وبريطانيا راسي الراسمالية ومنظرتيهما، ومن بعدهما الصين التي تزيد عدد سكانها عن نصف عدد البلدان الراسمالية مجتمعة، وما تتخذه من النظام الاقتصادي الليبرالي الحر بشكلية يسارية ماوية في السياسة والحكم .  

و تشهد بريطانيا اكثر من امريكا في جمع اموال العالم عندها وهي تستفاد من الازمات الاقتصادية وما تسير عليه امريكا في سياساتها العالمية، مستغلة الوضع الاقتصادي العالمي المتقلب وعدم تحملها لمسؤليات ما تتحملها امريكا حليفها الراسمالي ماليا واقتصاديا ولكنها تابعة لها سياسيا، وتصرف امريكا من اجل ذلك الهدف المصيري لتوصل العالم الى ما تريد من خلال بناء الشعوب والتنمية البشرية وفق اهدافها الاستراتيجية وما تفضله من النظام الراسمالي المسيطر على العالم لتمنع الحركات والافكار والفلسفات الاخرى في الظهوراو العمل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وتجهد بكل ما تملك من القوة والقدرة لتُبقي الامور بيدها من كافة الجوانب . وهي غير ابهة ما تحصل للاكثرية الفقيرة والتوسع في الفرق الشاسع بين الاثرياء والفقراء وما يحصل لحقوق الانسان على العكس مما تدعيه من احترامها لحقوق الانسان في العالم اجمع، وكل خطواتها تتجه نحو استغلال ما هو عليه العالم من اجل ترسيخ ما لديها من الارضية لتجسيد افكارها وتنفيذ نظرياتها من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . ولكن حتمية التاريخ تفرض ان تسير الحياة وفق ما تفرضه التغيير والتطور الملح في كل جانب من الخليقة والحياة بانسانه ونباته وحتى جماده . ولا يمكن ان تستمر الحياة بهذا الشكل المجحف باللاعدالة بين الناس وتفرض امريكا ما تؤمن دون اعاقة او تغيير للمسار كما هو المعتقد ان يفرضه التطور الواجب حصوله وما يتطلبه هذا التطور من ازاحة المعرقلات امامه مهما فعل المانعين لذلك .

يعتقد الكثيرون ان المرحلة الراسمالية وصلت الى قمتها من حيث سلبياتها المنتشرة في العالم وبما تتمدد تفرض ما في غيها، وتساعد الظروف غير المستقرة في بقاع عديدة في العالم ان تزيد الراسمالية من سطوتها، الا انها ستصل لنهاية الامر مهما طالت مرحلتها وتصطدم بما تفرضه الطبيعة الحياتية وما تتوجبه من التغييرات الطبيعية من النواحي كافة، الى ان تنتهي مرحلة الراسمالية وتصل الى ما بعدها ويمكن ان تمر بمراحل متنقلة الى ان تزيح هذه المرحلة الجاحدة بحق وتنزل في الخط البياني المرتفع لتقدم الراسمالية العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة لحد اليوم .

و الكل على يقين من تلك التغييرات الا ان التنظيرات تختلف من كيفية حدوث تلك التغييرات والتنقلات، فهل هي عامة وشاملة في العالم ام كما هو الحال الموجود من اختلاف النسبة فان التغيير يكون نسبيا من منطقة او قارة او بلد لاخر، الا ان التغيير حتمي لا خلاف عليه وما المختلف عليه هو الوقت والكيفية والطريقة التي يتم بها .

ان كل المؤشرات العلمية تؤدي الى التطور المنشود لانتقال الانسان من مرحلة لاخرى، وربما تحصل تلك التغييرات وتبدا من الدول الاكثر تقدما من الراسمالية العالمية او من كافة الدول المتحالفة على الامر ذاته وهي الان سائرة على الخطى ذاتها وبنفس السرعة والشكل .

لا يمكن ان يعيروننا بالشيوعيين المسلكيين( الدقة القديمة ) كما يحلو لمن لم يتعمق في الحياة وما تجري فيها نظريا وعمليا. ولكن التدقيق في التمعن لما يجري في العالم خلال العقد الواحد فقط، لنستدل منه المرحلة الطويلة العريضة للراسمالية العالمية وما تتطلبه من الامور ليفسح امامها المجال للتنقل والتغيير، نقتنع بان التغييرات التي تنظٌر لها ماركس علمية واقعية تحدث كما هي بنصها وروحها دون اختلاف لما ذكرها علميا وبالدلائل المقنعة، ولكن كما قال؛ فان التغييرات والانتقالات الضرورية تحدث بشكل سلس وطبيعي حسب الزمن المراد ولكن الذي يحدث احيانا من القفز على المرحلة لابد ان تُعاد الحال من جديد من اجل التنقل وتتغير المرحلة بشكلها المذكور . وما نعتقده وان كان في زمن لم نكن فيه، الا ان العدالة الانسانية الواضحة كوضوح الشمس، تبدا بعد غياب فكر وفلسفة ومرحلة الراسمالية وتُعاد الحقوق وتبدا الانسانية تعمل والانسان فوق كل شيء وينال ما يُضمن له المساواة والعدالة في المرحلة ما بعد الراسمالية وان سميناها باية تسمية كانت .

 

في المثقف اليوم