قضايا

الاستحمام بكلمات الرب / بيتر بريستون

saleh alrazukمن عدة سنوات طلبوا مني إلقاء محاضرة في مؤتمر خاص بأساتذة كلية الأديان وموضوعها هو مشاكل تعليم الأدب الإنكليزي لطلبة لا يعلمون شيئا أو لديهم فكرة بسيطة عن الكتاب المقدس، أو أنهم بلا خلفيات مناسبة عن الثقافة المسيحية خلال تطور الدين المسيحي في إنكلترا.

جاءت الدعوة في نهاية حوار مع الكلية المختصة، في وقت كنت أدرّس فيه رواية (قوس قزح)a لمجموعة طلبة ماجستير وأحضّر أيضا لطبعة مع هوامش وتعليقات من كتاب (لغز إدوين درود) لديكنز. كانت حلقة الماجستير تتضمن، كما هو الحال في معظم السنوات، نسبة عالية من الطلبة الذين ينتمون لثقافات وخلفيات غير مسيحية -- مثل اليابان والصين وكوريا -- وكان قد أخبرني ناشر رواية ديكنز أن نسبة كبيرة من منشوراتهم قد نجحت تجاريا في الشرقين الأوسط والأقصى. كانت أحداث (إدوين درود) تدور في كاتدرائية مدينة إنكليزية، وبغض النظر عن المراجع المتكررة التي تتكلم عن بناء وهندسة مكاتب كاتدرائية كلويستير هام، ومن يعمل هناك، فهي تعرض كذلك نمطا مركبا وموضوعاتيا يقوم على اقتباسات من الكتاب المقدس وبعض الأوهام التي تعزى له ولكتاب الصلوات الشائعة. وكما نعلم جميعا، رواية (قوس قزح)، منذ صفحاتها الأولى، تردد صدى إيقاع ونورانيات العهد القديم. كما أنها تحاول بناء أسطورة الخلق الخاصة بها، وكأنها سفر تكوين المنطقة الوسطى من إنكلترا.

وفي ورقة العمل التي قدمتها في نهاية المطاف ذكرت المزيد من التفاصيل عن تلك الحقائق، وعن المشاكل المتعددة التي واجهتها ليس فقط لأقرر كيف أعلق على الأفكار الإنجيلية والمسيحية التي وردت في (إدوين درود)، ولكن أيضا كيف أوضح دلالاتها وأهميتها في النص.

وحينما وصلت لمناقشة المشاكل التي يمكن أن يواجهها المرء في تدريس نص يعتمد بقوة على الكتاب المقدس استعملت لبناء تصوراتي الفقرة الخامسة من قوس قزح، والتي وزعتها على الحضور. إن وجود وتفسير حضور الكتاب المقدس في هذه الفقرة ليس مسألة مباشرة ومستقيمة. إذ ليس هنالك اقتباسات مباشرة من الكتاب المقدس، ومع ذلك إن هذا المقطع، كما ورد عدة مرات، هو إنجيلي بلا مجال للإنكار. والعبارات الثلاثة التي تبدأ من " ولكن السماء والأرض مروضتان"، على ما يبدو تحمل أصداء من سفر التكوين (8:22) حيث ورد فيه " مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال"1.

ولكن الكتاب للمقدس أيضا يسكن في هذا المقطع بطريقة مباشرة ونفوذية. ويمكن أن تسمع صوته الضمني في مواضع معينة، مثل التعبير المتحول والعكوس لقوله " لم يكونوا مقتّرين" و" وجعلهم لا يسرفون". وباستخدام العبارة التالية: في " سحب أثقال الجياد". وأيضا بالإيقاع الذي ينجم عن تراكم العبارات والتراكيب والجمل. كل ذلك يكثف التشابه مع نثريات الكتاب المقدس.

وإن عملي كأستاذ لديه عدد متزايد من الطلبة، من الطرفين، بريطانيين وأجانب، لم يساعدني على تعقب أو فهم حضور الكتاب المقدس في فقرات من افتتاحية (قوس قزح).

في بعض المسارات، إن عدم حساسية الطلبة لوجود عناصر من الكتاب المقدس في المقطع الذي اخترته من (قوس قزح) ربما هو ليس أمرا مهما. وفي النهاية إنه من الممكن أن تستوعب قدرا كبيرا من هذا المقطع من غير معرفة مسبقة بالكتاب المقدس: من الممكن أن تفهم كيف أن العلاقة مع العالم الطبيعي لذكور عائلة برانغوين قد أخذت اتجاها حسيا وجنسيا، من خلال علاقتها مع الرغبة والعري أو ما أسميه الثدي والبطن والنكاح. هذا الفصل يضم رؤية عن اتصال حميمي مع نبض الحياة، ويرى الحياة على أنها عالم دافئ وخصب ومتجاوب وتناسلي.    

وعلاوة على ذلك، إن طلبة من ثقافات أخرى، يضيفون لهذا المقطع رؤيتهم الخاصة عن الخلق أو عن تأسيس الأساطير وعليه سوف يغنون إحساسنا بتلك العناصر الدفينة في طوايا النص التي تسمو بنظام- إيماني خاص بذاته وما يترتب على ذلك من نصوص قانونية (لها صفة تشريع). نعم، كما أكد تيري رايت في كتابه، أن يكون لك رأي مركزي ويخلو من المؤثرات ولا يستقبل غير الآراء التي ينتجها هذا المركز قد يتسبب لنا باختناقات في إحساسنا بما يجري، ليس في هذا الفصل فقط، ولا هذه الرواية وحسب، ولكن في كل سيرورة لورنس المهنية، التي جاءت من كفاح مرير مع النص والذي انتهى ولكنه لا يزال جزءا لا يتجزأ منه.

وفيما تبقى من هذه المقالة أود أن أتأمل في بعض التساؤلات التي لها علاقة بمدى تورط لورنس مع الكتاب المقدس وتأثره به. وكما يبدو من العنوان الثانوي، أود أن أكتشف الطرائق التي دخل بها هذا الكتاب إلى عالم لورنس وتجلى فيه.

***

من عدة شهور مضت، وخلال مراجعة بعض الكتب عن جون بونيان John Bunyan 2، اقتبس الشاعر والناقد توم بولين Tom Paulin 3 جملة من محاضرة عنوانها " انتصار عالم الرب في حياة وأدب جون بونيان". تقول الجملة:" تابعه في كل مكان، وستجد أن دماءه إنجيلية"b. " إنجيلية" كلمة مجهولة بنظري، ولذلك ألقيت نظرة عليها في قاموس أكسفورد للغة الإنكليزية، ولكن لم أضع اليد عليها. ببساطة لم تكن حاضرة في القاموس. ربما لأن لجنة القاموس لم تصل إلى الأعمال الكاملة للقس إيان بايزلي Ian Paisley 4، الذي كتب المحاضرة، والتي اعتمد عليها توم بولين في اقتباسه. ولكن معنى الكلمة واضح بما فيه الكفاية من السياق: لو جرحت بونيان، سوف ينزف الكتاب المقدس مع دمائه، سفرا سفرا وآية آية. لقد كان مغمورا في الكتاب المقدس حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من وجوده الجسداني؛ لقد تسلل إلى تيار دمه وأصبح هو السائل الذي يسري في عروقه وشرايينه.

قاموس أكسفور الإنكليزي يوفر احتمالين بدلا عن "الإنجيلي / bibline". الأول هو " الإنجيلي/biblic"، ومن الواضح أنه انتهى منذ القرن التاسع عشر، وحل محله ما يعرفه القارئ بالإحالة للبديل الثاني، وهو " إنجيلي/ biblical". وتعريفه في القاموس:" من، له علاقة بـ، أو أنه متضمن في، الـ 'إنجيل' The Bible". وفي قاموس شامبيرز (وعنه تغيب كذلك كلمة bibline") يأخذ biblical التعريف التالي:" من، مثل أو له علاقة بالإنجيل The Bible"، وهذا يوضح قليلا حساسية معنى المسافة المتضمنة في اللاحقة ical -، التي تشير لعلاقة مرتبطة بالجناس الذي يعارض لفورية وقرابة المجاز الاستعاري.

" الإنجيلي بصيغة Bibline" على ما يبدو كلمة تناسب أغراض الدكتور بيزلي التي يرى القارئ - هذا القارئ - أنها تدمج أو تصهر " إنجيل Bible" مع " ـي line".

خلف " الإنجيل" يوجد الجذر الإغريقي biblia الذي يعني " كتب - بصيغة الجمع" (وهو معنى أصبح خاصا بتعبير " كتب الشريعة والقانون الإلهي")؛ ومفرده biblion، وهو نفسه اختصار لـ biblos، ويعني حرفيا ورق البردي أو الورق. أما ‘Line’ يمكن أن نفهم منها من خلال حساسية توالي المعاني، عائلة أو خط الدم. وعليه إن كلمة ‘bibline’، بالإضافة إلى أنها تعود بنا لمادية الإنجيل - الورق الذي تم تدوينه عليها، وهيئة أو شكل تجليده وجمع الأوراق في غلاف واحد - فهي أيضا تراه بمعنى وملفوظية التوارث، أو بث وإرسال الكتاب ولغته، وهذا يتضمن ليس فقط تناقله من جيل إلى جيل آخر، ولكن أيضا تدفق، شيء يسري مع الدم c.

وعند هذه النقطة كتبت كلمة ‘bibline’ في غوغل وتبين لي أن الدكتور بيزلي ذاته كان يقتبس حينما وصف دم بونيان بالمصطلح bibline: لقد اقتبس من الواعظ المشهور الذي عاش في القرن التاسع عشر وهو شارلز هادون سبورجون Charles Haddon Spurgeon ، الذي ولد في إسيكس عام ١٨٣٤ وولد للمرة الثانية في عام ١٨٥٠، حينما غادر الكنيسة المستقلة (أو كنيسة البروتستانتيين) التي ترعرع فيها وأصبح معمدانا. لقد انتقل إلى لندن عام ١٨٥٣ وأصبح فورا واعظا أساسيا، وكان يعقد صلواته في مجمع ميتروبوليتاني يحتشد فيه حوالي ٦٠٠٠ شخصا.

وفي عام ١٨٨٧ غادر الاتحاد البابوي محتجا على انتشار تأثير النقد الحديث للإنجيل. وألقى كلمته الأخيرة في مصلين اجتمع بهم عام ١٨٩١ ثم وافاه الأجل في جنوبي فرنسا عام ١٨٩٢. وقد وجدت في محرك البحث غوغل مراجع هائلة العدد تتحدث عنه وأيضا مراجع عن الجملة التي اقتبسها بيزلي. وكلها متوفرة على شبكة الإنترنت وبإشراف كنائس أصولية وإفانجيلية 5. ولا سيما في إسكوتلاندا والولايات المتحدة. أما اقتباس سبورجيون فقد كان من الواضح أنه يكتسب أهمية خاصة في المجتمعات الإيمانية التي تلتزم بالعقيدة والذين يشيدون دينهم ونمط حياتهم على أساس افتراضي مفاده: أن الإنجيل يمثل كلمة الله المباشرة. وواحدة من تلك المواقع، تريبود، تقدم زاوية " كلمة الأسبوع المأثورة"، وفيها السياق الذي استعمله سبورجيون لكلمة bibline، وذلك في كلمة ألقاها بمصلين بمناسبة " كلمات السيد المسيح الأخيرة وهو على الصليب":

... مبارك أن تأكل من روح الإنجيل، حتى في النهاية، تصل لتتكلم بلغة النص المقدس، وأسلوبك يكون بثوب قشيب من قيافة النص المقدس، والأفضل، أن تكون لروحك نكهة كلمات الرب. وسوف أقتبس هنا من جون بونيان مثالا على ما أعني. اقرأ أي نص له وستلاحظ أنه تقريبا يشبه تلاوة من الكتاب المقدس ذاته... إنه لا يستطيع أن يمنحنا رحلة الحاج الخاصة به... من غير أن يدفعنا دائما لأن نشعر ونقول:" لماذا، هذا الرجل كتاب مقدس يمشي وينطق!". انظر في أي جزء منه؛ دمه إنجيلي، وجوهر وماهية الكتاب المقدس تتدفق وتسيل منه...

وتصورات الاستقامة والنصية متوفرة في أقوال سبورجيون والتي يتحدث فيها عن التالي: كيف على المسيحي أن يكون صادقا وهو يقترب من الكتاب المقدس. وفي مقال عنوانه " إلى عمال يستخدمون أدوات رفيعة"، موجهة لزملائه رجال الدين والذين بوسعهم أن يحملوا عددا صغيرا من الكتب، قال ينصحهم:" لا تشتروا من هذا الحساء القليل، اشتروا لب اللحم"d. وفي تعليق آخر على بونيان يقول:" كما أنظر إلى دودة القز وهي تقضم من ورق التوت، وتقتات عليها، علينا أن نحاكيها في التغذية على كلمات الرب.. لا أن نزحف على السطح الظاهر للعيان، ولكن التهموا اللب الطري حتى تلتحم مع أرواحنا وقلوبنا"e. وواحدة من صفحات الإنترنت التي اطلعت عليها وعنوانها " التهام الكلمة"، تذكر نفس الجملة ومعها صورة يضيفها إيان بيزلي وهي لطاولة طعام ممتازة ومدهشة وعليها إنجيل مفتوح فوق طبق f. أن تكون " إنجيليا Bibline "، على الأقل في بعض الاستعمالات المعاصرة التي توظفها الثقافة المسيحية، يعني انك تحمل خصالا مرغوبة، وهذه إشارة للإيمان الذي هضم به الإنسان الكتاب المقدس.  

***

ظهرت قراءة توم بولين في الوقت الذي كنت خلاله قد بدأت التفكير بماذا أقول في ورقة العمل هذه: وسألت نفسي السؤال التالي: هل لورنس كاتب إنجيلي؟. هل لديه تلك المعرفة الإيمانية، تلك الألفة المادية المتجسدة بالكتاب المقدس، بالمعنى الذي أصر عليه سبورجيون؟. كما نعلم، اعترف لورنس مرارا وتكرارا، وأحيانا كان يسعده ذلك، أحيانا أخرى بشيء من اليأس الدفين، بالتأثير العميق للكتاب المقدس وحضوره في وعيه وضميره الفردي g.

كان سعيدا ويائسا في مقالته المتأخرة التي استقبلها القراء بترحاب شديد وعنوانها " الأناشيد في حياة الإنسان". اهتمت المقالة بالعودة المشروطة لتجارب وذكريات الطفولة والشبابh: ولا سيما أمسية من آب عام ١٩٢٨ في كيسيلمات قرب جيستيغ حيث أنفقها بغناء الأناشيد مع آل بروستير، ومع شقيقته الأكبر منه إميلي وابنتها مارغريت. في الصباح التالي كان لورنس مرهقا وانتظر في السرير، وفيه كتب مسودة " الأناشيد في حياة الإنسان". يقوم الموضوع الظاهر لهذه المقالة القصيرة على تجربة شخصية في الترنيمات وغناء الأنشودات، ثم يستطرد إلى تأملات عن الأغاني التي كان يحبها أشد الحب وتلك التي يبغضها ويمقتها منذ أيام الطفولة.

ولكن كما هو الحال دائما مع لورنس، حينما بدأ يكتشف طريقه إلى أسلوب موضوعه، بدأت اهتمامات أخرى بالظهور. " الأناشيد في حياة الإنسان" تكسر ارتباطات وقيود مادة موضوعها الأساسي وتتحول إلى تأملات ليس في ذكرياته فقط عن الأنشودات والأغاني ولكن أيضا عن تربيته الدينية. الطريقة التي تبدلت بها منطقة مسقط رأسه وماذا يعني ذلك بالنسبة لرجل إنكليزي في إنكلترا وبالنسبة لرجل إنكليزي في العالم الأوسع. وفي نفس الوقت تسبر المقالة العلاقة بين التجربة والمعرفة في نتاج المخيلة البشرية وكيف تتم تغذية وإذكاء الذاكرة والوعي أو الضمير، وعلى أي مستوى وبأية درجة من الديمومة والاستمرار.

الأناشيد تمثل عند لورنس تجربة أساسية في اللسانيات والتخيل، تجربة سبقت ومهدت لثقافته الرسمية في اللغة والشعر. بعكس " الشعر الأنقى" الذي " يمنحنا الشكل النهائي في حياتنا.. [ و] ... يتطور في أعماق ضمير المرء، ويضع " الابتهالات الإصلاحية التي نفذت في خلاصة جوهر وأعماق طفولتي". مثل هذه الأناشيد والأغاني "كل منها حمامة لطيفة"، وجوقتها تترنم قائلة :" أيها الجليل!/ أيها الجليل العذب !/ حيث أغرم يسوع وأراد أن يعيش؛/ أيها الجليل! الجليل العذب!/ تعال وأنشد أغنيتك من أجلي!". بالنسبة للورنس، هذه الأغنية تمثل تجربة " غير ملموسة" على الدوام وهي في وعيه العميق بعيدة عن متناوله، ودلالتها توجد في صوت كلمة " الجليل".

إن الانتباه الذي يسبق مرحلة التثقيف والتعلم والذي ينتبه لموسيقا هذه الكلمة هو ناجز ويكتفي بذاته: ولا ينتابه الشعور بالإجبار لاختبار هذه الكلمة بسلم معايير المعرفة - أن تذهب إلى الأرض المقدسة وتزور الجليل وترى هل الأوضاع ترقى لمستوى " هذا الصوت المدهش"I . في الواقع، أن تفعل ذلك هو تصرف انتاجي، مثمر ، ويطبع كلا من الكلمة والسياق التخييلي بطابع الجليل، وهذا يتضمن ما يسميه لورنس " التبلور.. والتحقق ...[و] ... التشكل في نطاق تداول المعلومات الشائعة والمشتركة" j .

وهو يفضل أن يحتفظ بالجليل " في الضباب الذهبي لخيال نصف متبلور هو خيال الطفولة". وطوال استمراريته هناك، يكون غير مستقر، ولا متشكل ولا متبلور، ويحتفظ بسيولته وكمونه، بشكل موضوع لتكهنات خيالية.

ولاحقا في نفس المقالة، يذكر لورنس الجليل مجددا، وفي هذه المرة بسياق الكتاب المقدس:

أعتقد أنه كان من حسن حظي أن تربيتي بروتستانتية؛ لقد ترعرعت بين البروتستانتيين، إصلاحي، وبين الإصلاحيين، كنت بروتسنتيا. وهذا له نبرة فيريزية 6 . ولكنني فقدت ، يا للمرارة، المعرفة المباشرة بالكتاب المقدس؛ والعلاقة المباشرة والملموسة بالجليل وأرض كنعان، ومؤاب وكيدرون Kedron، تلك الأماكن التي لا وجود لها على الأرض k.

في هذه الفقرة الفاتنة، يعرّف لورنس بدقة طبيعة إرثه الديني: بروتستانتي، غير نصي، إصلاحي. الإصلاحيون يمكنهم الإدعاء أنهم منحدرون من الأصول، فقد افترقوا عام ١٦٦٢ عن الكنيسة الإنكليزية وأسسوا طريقة للعبادة وحكومة كنسية وضعت سلطتها في أيدي أعضاء كل كنيسة على حدة. إنهم شعب الكتاب، يضعون كل ثقتهم ليس في معارف أعضائهم فحسب عن الإنجيل ولكن في الإحساس بالمسؤولية عن سلامة أرواحهم ذاتها وعلاقاتهم مع الرب؛ وبكلمات أخرى، ينظرون لكل المؤمنين على أنهم قسس ورجال دين.

لقد تطوروا من الحركة البيوريتانية وكانوا أول من عرف باسم المستقلين، ودعموا كرومويل خلال الحرب الأهلية وعصر المحمية. خذ السيدة موريل على سبيل المثال فهي " تنحدر من عائلة بورجوازية قديمة، ومن مستقلين مشهورين قاتلوا مع العقيد هتشنسون ومع ذلك استمروا بروتستانتيين أتقياء"؛ ويذكر لورنس في " الأناشيد في حياة الإنسان" بشيء من الاعتزاز أن البروتستانتيين " هم أقدم الإصلاحيين، المتحدرين من مستقلين لهم علاقة بأوليفر كرومويل" l .

في الجملة الثالثة من هذا المقطع من " الأناشيد في حياة الإنسان" يفكر لورنس بالإرث الإنجيلي الذي تلقاه من تربيته البوتستانتية، فهو في انتسابه للمستقلين، يختلف مع التقاليد التي شكلت خبراته المبكرة السابقة عن الدين، وبالضرورة اهتم بأولوية الكتاب المقدس. إن معرفته به " مباشرة" وبلا وسيط، كما هو الحال في معرفته بالجليل وسواه من الأمكنة التي ذكرها. على أية حال، " المعرفة" هي من نوع خيالي تماما: هو " يعرف" كنعان أو مؤاب، أو كيدرون كما لو أنه " يعرف" أنها مكان أو شخص في ثنايا رواية. وهذا النوع من المعرفة كان، بالنسبة للورنس، مكثفا وماديا بشكل ملحوظ: في شبابه قام لورنس بإخبار جيسي شامبيرز أن أغصان شجرة الزان تذكره بذراعي ماغي توليفير m. وبنفس الطريقة، هذه الإشارة المتكررة والمنتظمة لنص مفرد، هي عند لورنس كما ذكر تيري رايت، تقدم خزانا من الاستعارات والرموز والمفردات وإيقاعا يضاف إلى نثره الذي لا يخذله أبدا.

على أية حال، في مناسبة أخرى، قلل لورنس من شأن التأثير العميق للكتاب المقدس على ذهنه وقال:

... من السنوات المبكرة وحتى أيام الرجولة والنضج، مثل أي طفل إصلاحي آخر كان الإنجيل ينسكب يوميا في ضميري المستسلم له، حتى وصلت إلى نقطة الإشباع.

وقبل أن يعتقد المرء أو حتى قبل أن يفهم بشكل عام وغامض، إن هذه " الآيات والسُوَر" من الكتاب المقدس تعلقت بالذهن واللاوعي وخيمت عليهما، حتى تشربها، وتحولت لمنابع تؤثر بكل سيرورة العواطف والأفكار. ولذلك، مع أنني ، اليوم، نسيت " إنجيلي"، يتوجب علي أن أقرأ مقطعا فقط لأستوعب أنني " أعرفـ"ـه تقريبا كما لو أنه عقدة تثبيت مهيمنة تشبه الغيبوبة. وعليّ أن أعترف، كانت أول ردة فعل لي، تتسم بالتحسس، والرفض، ولدرجة البغض. إن غريزتي اللاواعية قد قللت من شأن الكتاب المقدس n.

كانت هذه المقتطفات من "القيامة"، وقد كتبها لورنس بين ١٩٢٩- ١٩٣٠، وذلك بعد ثمانية عشر شهرا تقريبا من نشر " الأناشيد في حياة الإنسان". وكما تلاحظ اللغة هنا مختلفة تماما عن لغة مقالته المكتوبة عام ١٩٢٨. " فالضباب الذهبي" لخيال الطفل، كان مسرورا لاستلام الانطباعات المسموح لها بالتطور بطريقتها الخاصة، وبسرعتها الخاصة، ثم الاحتفاظ بها. ولكنها لاحقا تلاشت. واستبدلت بصورة من لاوعي وضمير الطفل وكأنها موضوع يائس ونفوذ وفيه كان الإنجيل " ينسكب" حتى دخل في طور" الإشباع"، أو أنه " خيم" عليه حتى تم " التشرب به" لدرجة " الغمر".

هذا النوع من الالتحام التدريجي والتفهم للنص الإنجيلي قد ذهب بلا جدوى؛ والإنجيل اليوم يبدو له بصورة الغمر المفاجئ أو الفيض الروحي قصير الأجل. وبمعنى من المعاني، هذه التعابير سلبية جدا وهي تعبر عما تقول عنه مقالة لورنس إنه " مترسب عميقا في وعي الإنسان" أو " أنه ينفذ عميقا". إن الاستحمام بكلمة الرب شيء: وأن يلقيه أحد فوقك، ويندلق مثل الماء من آنية، هو شيء آخر.

والفقرتان لهما صورة مشتركة، و" عقدة التثبيت" التي يعتقد لورنس أنه " يعاني منها" ترد في سياقات محددة، وهي التي تأخذ حيثياتها من مدرسة يوم الأحد ومقاعد الكنيسة، وهو الذي يمكن الإحالة إليه بالـ " تبلور" أو " التشكل في المنطقة المشتركة" التي نجمت عن المعرفة بالجليل الحقيقي. وعليه هو لا يهتم بما قد " يعلمه" الإنجيل أو يسمح لنا أن " نعرفه" بأية طريقة تقليدية.

برأيه، هذا مصدر مفيد ومؤثر يغذي التخيلات والصور. " والمتعة الحقيقية للكتاب المقدس"، كما يقول لورنس" توجد في قراءته مرة بعد مرة، ودائما أنت تجده مختلفا، ويفتح الطريق لمعنى آخر، ومستوى آخر من المعاني" o.

ولهذا السبب لم يحب لورنس " رحلة الحاج" لبونيان. وفي ١٧ شباط من عام ١٩١٦، كتب رسالة مطولة إلى كاترين مانسفيلد وجون ميديلتون موري، ناقش فيها دستويفسكي، وكان موري خلالها يكتب دراسة نقدية.

ووصل لورنس إلى النتيجة التالية:

هذه حكايات خرافية مدهشة، إنها روايات، ولكنها فن مزيف. إنها مجرد خرافات فقط. أنت تفهم أن كل الناس ملائكة وقعت بالخطأ- إنهم نفايات قذرة. وهذا لا أستطيع أن أهضمه. الناس ليسوا ملائكة لوثوا أنفسهم بالأخطاء، إنهم مجرد أناس. ولكن دستويفسكي يوظفهم كوحدات ومعايير دينية وأخلاقية، إنهم مقياس للألوهيات، مثل " اليسوعـ [ـي] " زراع يتقدم ليزرع"، وهكذا هي رحلة الحاج لبونيان. إنه فن رديء، حقيقة مزيفة" p.

كان على لورنس عند نقطة توتر من النقاش حول دستويفسكي أن ينعطف ليتكلم عن بونيان لأغراض المقارنة وهذا وحده موضوع يلفت الانتباه. في النهاية، كان بونيان بطلا عظيما لديه اتجاه ديني إصلاحي ومستقل. ومع أنه من الصعب أن تصنفه في عداد طائفة بالمصطلحات الحديثة، لا شك أنه برز من بين تيار الحركة البيوريتانية ورأى نفسه كممثل للفقراء والمساكين ضد الأثرياء والأقوياء. وقد كتب أشهر كتبه في سجن بيدفورد.  

تتابع رحلة الحاج ، كما أوضح سبورجيون، لتصبح عملا يتمتع تقريبا بوضع قانوني وشرعي بين المسيحيين الإصلاحيين، باعتبار أنه عمل تخييلي له صياغة ثقافة دينية تهيمن عليها شبهات إيديولوجيا الخيال الروائي q. وعليك أن تتوقع من لورنس احترام بوتستانتية بونيان وعزمه على متابعة مشروعه الأدبي بالرغم من العوائق. ولكن بالنسبة للورنس إن الصعوبة التي واجهها في بونيان كان مصدرها " عقدة تثبيت الغيبوبة والاستغراق" التي تهيمن على رحلة الحاج، وفيها كل شخصية وكل موقف له دلالة أو معنى دقيق، أو رموزي، تدعمه مرجعيات هامشية لاستيعاب وهضم النصوص الإنجيلية.

وعلى الرغم من استغراقه في الإنجيل، كان لورنس غريزيا على الضد من تلك الممارسات، على مستوى الكتابة وبنية النص المادية، وبرأيه، إن تحميل الشخصيات والمشاهد والفقرات لرموز لها معنى إشارة للـ " معنى"، تنتهك الإمكانية التخييلية للكتاب المقدس ولحكايته وتخونها. ولا تترك مجالا أمام القراء لتحريك وتجريب قدراتهم التخيلية الخاصة، والنظر إلى نص الإنجيل كنقطة بداية وانطلاق وليس كهدف يجب الوصول إليه. وبمصطلحات هارولد بلوم، يستسلم بونيان للكتاب المقدس باعتبار أنه تمهيد قوي يحرضه ذهنيا، بينما يواصل لورنس صراعه معه.

(وربما يجب على القارئ أن يتوقف هنا قليلا ليفكر بما يبدو أن لورنس لم يكتشفه في بونيان، والذي على الأرجح كان له دور مؤثر في أعماله - ولا سيما حالة "رحلة الحاج" كنموذج يدل على النص البنائي والنفسي الذي تميزت به معظم روايات القرن التاسع عشر. أن الموضوعة المستمرة في الرحلة، والتي تجد مصدرها جزئيا في رواية البيكاريسك 7 ، تميل لشكل دنيوي غايته البحث والطلب وهدفه أورشليم الجديدة التي تجتذب الفرد الناضج الذي حقق نفسه، والذي يرتحل إليها بغاية إنجاز - ذاته بالرغم من سلسلة المخاطر على الطريق، إلى جانب المغويات والخيارات المفتوحةr .

مثل هذا الأسلوب يميز أحداث وتفاصيل جين إير (١٨٤٧) لشارلوت برونتي والطاحونة على نهر الحرير (فلوس) (١٨٦١) لجورج إليوت 8- وهي روايات بدأ لورنس بالإعجاب بها ولكنه كان يشك بها أيضا. إن رحلته تنطلق باتجاه مدينة مقدسة مختلفة وفي النهاية يصل إلى هدف مختلف فعلا. والأخوات برانغوين، وجيلبيرت نون، وألفينا هاوتون، وأهارون سيسون، في الرواية التي تحمل بوضوح شديد آثار وعلامات بنية مماثلة لرواية بونيان، كل هذه الشخصيات، مثل كريستيان، تنطلق برحلات تقوم بها الروح، وترتحل في مشاهد ومناظر هي تفسير حي وبليغ للعالم المعاصر - إن واقعية بونيان ذات مواصفات مختلفة يتصف بها عمله والتيعلى ما يبدو لا يحوز فيه لورنس على تقدير مناسب، وإنما على قدر يسير من الانتباه).

وفي النهاية، بالنسبة للورنس إن مشكلة بونيان هي المشكلة التي تعاني منها كل الأعمال الأدبية التي تستعمل المجاز: إن الحساسية التي تسبق الخلق والحساسية التي تلقي بشخصيات وظروف أو حالات بونيان في الوجود ومعها المعاني المسبقة والمحددة سلفا. كتب لورنس في القيامة يقول:" كرهت المجاز حتى وأنا في مرحلة الطفولة، كرهت أن يكون للناس أسماء لها خصال مجردة... الأنسان هو أعمق من أن يكون كريستيان9... وأن يكون الناس مجرد شخصنة لبعض اخصال يعني بنظري أن يتوقفوا عن أن يكونوا أناسا" s. ومثل خالقهم إن شخصيات بونيان، بمصطلحات سبورجيون، هم إنجيليون. وفي نصيحة لرجل دين ، يحذر سبورجيون من قراءة كتب كثيرة العدد، ويدافع عن قراءة الكتاب المقدس فقط، فالإنسان الذي " يكون الكتاب المقدس بمتناول يده ورأس أنملته على الورقة ليقلبها، وفي نفس الوقت يكون الإنجيل في داخل قلبه، هو بطل في إسرائيل"، هو " بطل مقلق ومخيف". وفي مقالة كتبها قبل عشرين عاما، يربط توم بولين قصيدة لورنس " أزهار البابونج والحناء" مع " أسلوب شاهد يعرفه كل من يصغي لواعظ في الشارع أو أنه يحضر الصلاة في كنيسية إفانجيلية".

إن تصوير القصيدة لفكرة الإكسودوس تبدو كما يراها لورنس شيئا " ينطلق بشكل طبيعي من إرثه البروتستانتي البيوريتاني " ويضمّن عدة أمثلة من رواية باميلا لريتشاردسون وصلاة جماعية من الدكتور إيان بيزلي t.

في النهاية، يقول بولين، إن قصيدة لورنس هي دراسة في الإغواء والمخاطر والجاذبية... عن استسلام الذاتية الشخصانية لحركة الجموع العريضة" u . وبذلك النشاط للذاتانية البيوريتانية القاسية كان بمقدور لورنس أن يقاوم الإغراء. وهذا لا يتضمن، على أية حال، أنه معبأ كله في مصطلحات تلك التقاليد المتزمتة. فكلمات الاختلاف والإصلاح والاستقلال هي الكلمات التي يمكننا بسهولة أن نجد لها تطبيقات في أعمال لورنس.

ثم إن تلك الهيمنة، والغمر بالكتاب المقدس، التشرب حتى يصل إلى الضمير ليصبح مصدرا للمفردات والصور والإيقاعات، قد رافقه تفسير عدائي نشيط يعمل على الوعاظ ومعلمي مدارس يوم الأحد، إنها أفعال ونشاطات يجب مقاومتها: " ليس الانجيل وحده الذي دخل إلى الوعي، وكأنه بصمات أقدام لا تحصى تطرق على السطح بصلابة وعزم وتصميم، ولكن بصمات الأقدام كانت متشابهة ميكانيكيا، فالتفسير مثبت، حتى أن كل الاهتمامات والتشويق ضاع منها" v .

ومع ذلك إن اهتمام ولهفة لورنس لم تتبدد. لقد ترعرع وعاش بين شعب أهل الكتاب، وذلك الكتاب شكل طبقة عميقة في وعيه. ومقاومته الدائمة والواعية للتأثير القمعي بالإمكانية وليس الفعل والمعاني المثبتة قد أكدت أنها مثمرة على نحو واضح في نصوصه، كما بين لنا تيري رايت. وأن الشريحة الإنجيلية، قد هبطت عميقا، ولكنها تركت فضاء لمفردات غيرها - لخطاب من نوع مختلف- وخياله ازدهر وتغذى على غذاء آخر. ربما إن جزءا من دماء لورنس إنجيلية، ولكنها لم تكن تسري في عروقه بنبرة كتاب إنجيلي.

 

هوامش المؤلف:

    

قوس قزح. ص 9-10. مطبوعات جامعة كامبريدج. 1989 .

الشجاعة المقدسة. متابعات مجلة لندن عن الإصدارات الحديثة. 16 كانون الأول. 2004 . ص 11 .

شارلز سبورجيون. حول لوقا 23 – 46 . Metropolitan Tabernacle Pulpit. مجلد 45 .

من أرشيف سبورجيون.

كلمة لسبورجيون حول رحلة الحاج. واكتشفت بعد وفاته.

http://www.mwtb.org/pages/display.php?=413520&lo=c,.

على ما يبدو أن سبورجيون نفسه لم يخترع هذا المصطلح. وعلى ألأرجح أنها تعود للدكتور جيمس هاملتون , توفي عام 1666 .

من كتابه (مقالات وبحوث جديدة. تحقيق وجمع: جيمس ت. بولتون. مطبوعات جامعة كامبريدج. 2004 . ص 130.

المصدر نفسه. ص 130 .

المصدر نفسه . ص 130 – 131 .

المصدر نفسه. ص 133 .

أبناء وعشاق. مطبوعات جامعة كامبريدج. 1992 . ص 15 . الأناشيد في حياة الإنسان. ص 133 .

دي إتش لورنس : سجل شخصي. لندن . 1935 . ص 98 .

القيامة والكتابة عن الثورة. تحرير: مارا كالنينز. منشورات جامعة كامبديج. ص 59.

المصدر السابق. ص 60.

رسائل دي إتش لورنس. المجلد 2 . تحرير جورج زيتروك وجيمس ت. بولتون. منشورات جامعة كامبريدج . 1981 . ص 544 .

انظر فالنتين كانينغهام. كل مكان تتكلم ضدي/ الاختلاف في الرواية الفكتورية. منشورات جامعة أكسفورد. بلا تاريخ نشر. تجد مناقشة عن الاختلاف في فكرة الرواية خلال القرن التاسع عشر.

كتاب لمايكل ويلير.

القيامة. ص 61 .

توم بولين (أزهار البابونج والحناء): الخيال المتزمت. دي إتش لورنس في العالم الجديد. تحرير بيتر بريستون وبيتر هوار. ماكميلان. 1989 . ص 184 - 185 .

مرجع سابق. 191 .

القيامة. ص 59 .

 

هوامش المترجم:

 

تم التدقيق مع الكتاب المقدس. طبعة بيروت. 1961.

1628 – 1688 .قس بيوريتاني وكاتب إنكليزي .

ناقد إنكليزي. من أهم مؤلفاته (نوماس هاردي: شعرية الإدراك).

سياسي إنكليزي. ورجل دين برتستانتي.و أول وزير عن شمال إيرلندا. وزعيم في حزب الإتحاد الديمقراطي.

كنيسة تؤمن بنص الإنجيل و الخلاص من خلال الإيمان الفردي بيسوع.

نصي. والفيريزي عضو في جماع يهودية ترمن بتداول التعليمات الشفاهية بالإضافة لنص التوراة.

مغامرات التشرد والصعلكة.

الطاحونة على نهر فلوس. ترجمة عنوان الرواية كما ورد في موسوعة ويكبيديا.

يلعب لورنس بمعنى الأسماء فركريستيان هو اسم صفة يعني (مسيحي).

 

ترجمة: صالح الرزوق

.....................

بيتير بريستون:Peter Preston معاون مدير مركز لورنس في جامعة نوتنغهام. توفي عام ٢٠١١. ومصدر المقالة مراسلات شخصية.

 

في المثقف اليوم