قضايا

موازين بين رفض المغاربة قبولهم

alkabir aldasisiمنذ انطلاق نسخته الأولى ومهرجان موازين بالرباط يثير اختلافا في وجهات النظر في صفوف المغاربة بين تيار يرى فيه انفتاحا للمغرب على الثقافات العالمية، وموعدا للقاء أكبر وأشهر رجال ونساء الغناء في العالم، مما جعله أيقونة المهرجانات في العالم العربي متباهين بالأعداد الكبيرة للمتفرجين التي تتابع حفلاته في مختلف المنصات المنصوبة للعروض الموسيقية ..

وتيار يرى فيه تبديدا للمال العام وتهديدا للهوية الوطنية والإسلامية، نشرا لثقافة العري والتشويش على التلاميذ والطلبة أثناء إعدادهم للامتحانات، لما يعرض فيه من عروض يرونها تخل بالآداب العامة والقيم الأصيلة للمغاربة هذه الإنتقادات ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة، فبعد أن أثارت سهرة المغنية البريطانية دجيسي جي درود فعل غاضبة عقب تقديمها لحفل بتبان قصير يشبه مايو سباحة، جاءن سهرة جينيفر لوبيز البورتوريكية الأصل هذه السنة لثير زوبعة أعنف - إذ قدمت حفلا حضره حسب المنظمين 160 ألف متفرج وهو ما اعتبروها نجاحا قياسيا لفنانة حطمت شهرتها كل المقاييس - فذهب البعض إلى إعلان جام غضبه على الحكومة الإسلامية وخاصة على رئيسها وناطقها الرسمي وزير الاتصال باعتبار هذا الأخير المسؤول عن القناة الثانية التي نقلت السهرة وأدخلتها لبيوت المغاربة، وخاصة أيضا أن ذلك جاء غداة منع وزارته فيلما مغربيا تدعي أن به خدشا للحياء، والسهرت قدمت ليلة الجمعة في شهر شعبان قبيل شهر رمضان ، بل من الأصوات من دعت الوزير إلى تقديم استقالته، ورأت أن فيلم (الزين اللي عطاء الله) الممنوع من العرض أهون على المغاربة بكثير مما قدمته جينيفير لوبيز ورفيقاتها في الرقص شبه عاريات ، لأن عرض الفيم كان مقصورا على بعض صالات السينما ولن يشاهده إلا من قصد ذلك وأدى ثمن التذكرة فيما سهرة لوبيز فرضت على جميع العائلات في بيوتها..

ومقابل ذلك رأى آخرون في هذه الزوبعة تعبيرا عن سكيزوفرينية الإنسان العربي الذي يعلن تذمره من أشياء يحبها، ويرفض إعلان حبه لها في العلن وإلا بم يتم تفسير هذا الهوس والإقبال المنقطع النظير على ما يتم تسريبه من هذه الأفلام الممنوعة والسهرات التي تعتبرونها (ماجنة)، ففي الوقت الذي تتعالى صيحات الاستهجان تتقاطر الوفود على المشاهدة والمتابعة، فلا أحد أجبر ال160 ألف متفرج إلى تكبد السفر والسهر ودفع المال و الخضور إلى السهر بالرباط، ولا أحد أجبر المتفرجين على مشاهدة القناة الثانية أمام تعدد القنوات المغربية والعالمية ...

ورغم كل ذلك يستمر موازين في عرض سهرات، ويستمر عدد من المغاربة في حضروها، ويستمر آخرون في الانتقاد، حتى أصبح موازين ورقة انتخابية يركب عليها كل من كان في المعارضة، فبالأمس القريب كان حزب العدالة والتنمية من أشد منتقدي المهرجان، وهاهي اليوم ضربات المعارضة تتهاوى على الحزب وهو يقود سفينة الحكومة المغربية وقد لا تكون للحكومة يد في المهرجان ما دامت لا تموله بل لاتعلم شيئا عن برنامجه

 

ذ. الكبير الداديسي

 

في المثقف اليوم