قضايا

قوانين خلق الانسان في القرآن (1)

القانون الاول الذي سنتناوله في قوانين خلق الانسان في القرآن هو:

قانون خلق ذرية ادم

 

الحلقة الاولى:

بدأ قانون خلق ذرية ادم ... بالنطفة ... ثم .. العلقة .. ثم المضغة .. والمضغة مخلقة وغير مخلقة .. ثم .. العظام .. ثم كسونا العضام لحما ثم نشأة اخرى ... وهذه نشأة عالم الرحم وهي النشأة الاولى حسب فهمنا .

اما النشاة الثانية .. هي نشاة عالم الدنيا ..

بدأت بالرضاعة ثم الطفولة.. الصبا .. الشباب .. متوسط العمر.. الكهولة ... التراب

... بدانا في النطفة .. وانتهينا بالتراب

النص القرآني في سورة غافر يقول ان البداية في خلق ذرية ادم بدأت بالتراب وليس كما هو متعارف عليه اليوم حيث الذي نشاهده ونلمسه في واقعنا اليومي هي ان خلقنا بدأ بالنطفة المتكونة من حويمن الرجل وبويضة المرأة

 

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (غافر 40)

اين هي المرحلة الاولى التي سبقت النطفة ؟

النص يقول ان هناك مرحلة سابقة للنطفة وهي التراب ...

اين هي من الناحية العملية؟

فلا تقل ان ادم خلق من تراب وانا من ادم وعليه يكون خلقي من التراب بالاستعاضة.

لنؤجل الكلام في هذا القانون قانون خلق ذرية ادم على ان نعود اليه لاحقا ... و لنذهب الى القانون الثاني

 

القانون الثاني: قانون خلق عيسى عليه السلام:

لنرى ماهو الرابط بين قانون خلق ذرية ادم وبين قانون خلق عيسى عليه السلام

السيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام اشترك خلقه مع سيدنا ادم في مادة الخلق التراب

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)

واشترك خلقه مع ذرية ادم في بويضة مريم عليها السلام .

(فأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّ )ال عمران 59

 

المخاض هو خلاصة تمام النشأة الأولى

نشأة عالم الرحم وبذلك يصبح لدينا نوعان من التكاثر

النوع الأول: ماجاء في خلق ذرية ادم.

النوع الثاني: ماجاء في خلق السيد المسيح والذي انفرد خلقه عن بقية البشر عامة بما فيهم خلق ادم نفسه حيث لايوجد مخلوق غير عيسى اخذ من ادم واخذ من ذرية ادم ويبدو لي ان الله تبارك وتعالى اراد لخلق عيسى ان يكون الحلقة الرابطة بين خلق ادم وخلق ذرية ادم لسبب سنطلع عليه خلال البحث

وبهذا اصبحت لدينا معادلة تتكون من طرفين: طرف ايمن وطرف ايسر الطرف الايمن خلق ذرية ادم والطرف الايسر خلق عيسى عليه السلام

قانون خلق ذرية ادم: حويمن + بويضة

قانون خلق عيسى: تراب + بوضة

المعادلة هي:

حويمن + بويضة = تراب + بوضة

فلو حذفنا المتشابه من طرفي المعادلة وهي البويضة

يصبح لدينا منطقيا

حويمن = تراب ....

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ)

ماذا يعني ذلك ؟

ذلك يعني .. ان الحويمن من نفس سنخ التراب

الدليل ان الحويمن نفخ بطن المرأة وهي امي وامك والتراب ايضا نفخ بطن المراة وهي مريم العذراء حينما نقول التراب نعني بذلك المكونات التي تستخرج من التراب ... لكن هذا من الناحية المنطقية .... دعنا نطلع على دور الحويمن ...

هل يدخل في مكونات خلق الانسان المادية وبالتالي تترتب عليه احكام فقهية ام لا ؟

هل الحويمن هو الذي يمثل المرحلة الاولى لخلق ذرية ادم اي التراب الذي نفخ بطن مريم نفسه ؟

كيف لنا ان نفصل بين ماهو مادي اطلق عليه التراب وبين مايحمله من امتدادات غير مادية؟

حينما نقول غير مادية نقصد الجزء الغير مرئي من المادة والذي هو امتداد الى المادة نفسها وهذا ماسنطلع عليه في بحوث اخرى ان شاء الله

التسلسل الصوري للقران الكريم أعطى شمولية لمصدر الحياة وقال ان الماء احد مصادر الحياة

....وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ

معلوم ان البعد التكويني للماء يتكون من ذرتين هيدروجين وذرة أوكسجين ولاحياة فيهما

، ولغرض فصل مصدر الحياة عن ماء خلق الإنسان تنقلنا الصورة الوصفية للنص وتقول::

   خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ

 

ماء الرجل على نوعين:

النوع الأول:-

الماء السابق لخروج الحيامن والمنتج من قبل البروستات

النوع الثاني:

المعروف علميا ان السنتمتر المكعب الواحد من القذفة الجنسية يحتوي على -150 مليون حويمن فإذا كانت ألقذفة الواحدة مكونة مثلا من خمس سنتمترات مكعبة حينها يكون عدد الحيان : 150 × 5 = 750 مليون حويمن . اجتماع هذه الملاين هو الذي أعطى ألصورة التي نراه فيها على شكل ماء أضافة إلى ان الماء العنصر الأساس في مكوناته

 

الدافق:

(الدفق تصبب الماء وسيلانه يدفع وبسرعة والماء الدافق هو المني وجاء في البحث الروائي في تفسير ألقمي.في قوله تعالى خلق من ماء دافق قال: النطفة تخرج بقوه. )محمد حسين الطباطبائي،تفسير الميزان، تحقيق اياد باقر سلمان، تقديم السيد كما الدين الحيدري،دار احياء التراث، ط1، بيروت سنة 2006، ج20ص235

 

أقول: دافق: تعني متعاقب على شكل دفعات.

اما الكيفية التي يكون فيها الماء دافقا ؟ فتكون بالصورة الاتية ..

حينما يراد للحويمن الخروج لغرض التلقيح يصدر إيعاز موجي من المخ لحمل الحويمن من مكان تصنيعه الى المهبل ويبقى في اعلى قمة المهبل لمدة ثلاثة ايام لكونه لايستطيع الحركة والانتقال الى الرحم بسبب كثافة السائل وخلال هذه الفترة يخف السائل وتبدا رحلة الحويمن الجديدة وذلك بفعل الطاقة الكامنة فيه الى

الرحم لذلك تظهرحركة الحويمن حركة موجية تأخذ شكل الموجة على شكل دفعات.خلال انتقالته الاولى اما انتقالته الثانية تراه يسبح داخل السائل ما ان يصل الى البويضة يقوم بافراز سائل يساعد على ثقب جدار البويضة ومن ثم يستغل ذلك الثقب ليقوم باختراق جدار البويضة الى الداخل بواسطة راسه من هنا يقوم الاطباء بتخفيف النطفة بمادة الكلسرين التي تخفف السائل لغرض سهولة حركة الحويمن اثناء الرج في عملية طفل الانابيب المسمات بالرج وسياتي الكلام عنها

تنتقل بنا الصورة الوصفية تدريجيا إلى الأخص في الفصل بين ماء

الحياة وماء الرجل والنطفة، فتقول: .نطفة

فسرت ا لنطفة على أنها اختلاط ماء الرجل وماء المراة،

أقول: لو كان اختلاط ماء الرجل وماء المراة يكون نطفة لتكون لدينا مولود في كل مرة يجتمع بها الرجل والمراة ...وعليه اختلاط المياه لايشترط فيه التلقيح، وإنما سميت.النطفه نطفة بعد التلقيح وليس قبله. والتلقيح لايتم الا في حالة الامشاج .... بمعنى النطفة يجب ان تتحول الى مرحلة الامشاج حينها تكون فعالة والا قبل هذه المرحلة لاتكون فعالة ليتكون الجنين

 

إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ،

جاء في تفسير الميزان ان أمشاج:

(جمع مشيج بمعنى المختلط الممتزج، ووصفت بها النطفه باعتبار اجزائها المختلفة:)

اقول: بعد التطور العلمي التكنولوجي المهول اكتشفت الخارطة الجينية للكروموسومات أو قل الخلية بأكملها واتضح أنها تحتوي على مليارات من الدوائر الالكترونية والكهربائية المسمات بالكروموسومات .. مثال ذلك ... الدائرة الكهربائية الموجودة في كل بيت تتكون من واير ومصباح ومصدر كهربائي وسويج فحينما نفتح السويج يضيء المصباح واذا غلقناه ينطفيء هذه هي الدائرة الكهربائية لكن لو فصلنا المصباح والواير على حدة والسويج والمصدر على حدة بمعنى نقسم مكونات الدائرة الكهربائية الى نصفين حينها لايمكن ان نطلق عليها اسم دائرة كهربائية لانها غير فعالة ... الله تبارك وتعالى جعل الحويمن يحمل نصف دائرة كهربائية والبويضة ايضا تحمل نصف دائرة كهربائية وذلك بعد ان ينتقلا من مكانهما فحينما يخترق الحويمن جدار البويضة سوف يرتبط نصف الحويمن بنصف البويضة اي الملاين من انصاف الدوائر الالكترونية والكهرباية للحويمن مع الملاين من انصاف الدوائر الالكترونية والكهربائية للبويضة من هنا اطلق عليها امشاج اي الارتباط

بعدها تحتاج نطفة الامشاج ان تنتقل الى مرحلة العلقة

والعلقة: تعني تعلق نطفة الامشاج في جدار الرحم وهنا ياتي دور

مني يمنى: قيل ان يمنى لها نفس معنى دافق وبهذا تكون مرادفه لها

اقول: اختلف المعنى الأول في الدافق عن المعنى الثاني في يمنى

الدافق: اكتسب المعنى من خلال المسافة المحصورة من بداية التردد الموجي الذي يحمل الحيامن من منطقة التصنيع إلى الرحم وهو يحمل كتلة من ملايين من الحيامن . في حين ان يمنى جائت في نهاية التردد الموجي الذي دفع نطفة الامشاج) المكونة من البويضه + حويمن ( لتصبح علقة وبهذا اختلف معنى دافق عن معنى يمنى باختلاف الواجبات فالاول حمل كتلة من الحيامن والثاني دفع بويضه + حويمن ولم يحمل كتلة ماء الرجل وماء المراة وهناك فرق بين الحمل من مكان الى مكان وبين دفع في نفس المكان بين ان تحمل ملاين الحيامن وبين ان تدفع حويمن واحد فقط مع بويضة واحدة فقط وبهذا ان دافق لم تكن مرادفة الى يمنى حسب ماجاء عند بعض المفسرين

يستمر الوصف القرآني ليقول:

فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا

كونوا معنا في الحلقة الثانية من الاسبوع المقبل ان شاء الله

 

جبار علوان الحلفي

 

في المثقف اليوم