قضايا

قوانين خلق الانسان في القرآن (2)

فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا

المرحلة التي جاءت بعد ذلك هي مرحلة المضغة قيل في المضغة أنها( قطعه لحم بمقدار ما يمضغ و القطعه من اللحم بقدر الممضوغه) .. الميزان - هويدي

أقول: المضغة ليست قطعة لحم بمقدار ما يمضغ، او اكبر... لماذا ؟.

لان اللحم جاء بعد صناعة العظم وليس قبله حسب النص

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا

والمضغة مرحلة سابقة لمرحلة العظم كما لانجد لحما تحت العظم بل نجد نخاع العظم وطبقة باطن العظم الهشة

بعدها جاءت مرحلة مخلقة وغير المخلقة وهنا نتوقف على ان نعود لاحقا الى هذه المرحلة لعلاقتها في خلق عيسى عليه السلام

نعود الان الى الحويمن: يتم تصنيع الحويمن كل اربع وعشرون ساعة على اربع مراحل في كل مرحلة يحمل بمجموعة مصفوفات من البيانات وتنقل هذه البيانات من مناطق تخزينها في منطقة قرين امون في المخ عن طريق الظهر الذي هو الممر الوحيد الذي يتصل في الخصيتين حيث تصنيع الحويمن

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى الاعراف 172

فالحويمن حامل إلى إنصاف الدوائر ال23 كروموسوم وهذه الكروموسومات هي التي طبع الله تبارك وتعالى عليها معلومات الفطرة مثل الاحساس بالالم والجوع والسعادة ومن ثم تراكمت عليها المعلومات المكتسبة التي حصل عليها الاجداد من ادم الى اليوم والحويمن بعد ان يخترق جدار البويضة تشتبك هذه الدوائر مع بعضها ومعلوماتها معلومات غير مرئية اي سوفت وير وبعد الارتباط يلفظ الحويمن مع المخلفات خارج البويضة وعلى هذا فالحويمن لايوجد له اي دور في خلق الانسان من الناحية المادية كونه مجرد ناقل الى البيانات من المخ عبر الظهر الى البويضة من هنا اقول ان هذه الكروموسومات هي نفسها الموجده في ظهر ادم وظهري وظهر ابي وظهر اي انسان اخر لهذا فان الملاك الذي قابل السيدة العذراء ادخل الى رحم مريم ال23 كروموسوم ولم يكن بحاجة الى الحويمن لانه هو من قام بهذا الدور ..اما كون تسميته بالحيوان المنوي تكسبة صفة الحياة فهنا اقول انه دليل غير كافي لان ذلك يعني ان البويضة ايضا لها حياة شانها شان الحويمن والحياة تعني الروح وبهذا اصبح لدينا روحان في خلق واحد وهذا خلاف العلم والمنطق فالحويمن عبارة عن فايروس لاحياة فيه شانه شان جهاز المناعة في الجسم حيث يؤكد علماء الطب على ان لجهاز المناعة خطط قتالية وجيش واسلحة لمحاصرة العدو وكل ذلك لايحصل بفعل الروح الموجودة في كريات الدم البيض بل بفعل الاياعزات الصادرة من المخ والتي بدورها تحرك الفرق القتالية بواسطة الاوامر الموجه لها من مركز القيادة مثال ذلك نشاهد رصاصة البندقية تقتل وتتحرك بسرع مختلفة وبمسافات محددة وذات تاثير فعال وهي لاتمتلك اي شكل من اشكال الحياة فهي قطعة من الحديد لم تكسبها حركتها وقتلها الاخرين صفة الحياة كذلك الحويمن والدليل مايحدث في طفل الانابيب وتحديدا في عملية الرج حيث يخفف الخليط بواسطة الكلسرين لعدم قدرة الحويمن على الحركة في مثل هذا الخليط ومن ثم يرج بواسطة هزاز كهربائي لغرض تحريكة لكي يخترق جدار البويضة بفعل الدفع الحركي للهزاز الكهربائي

الله تبارك وتعالى قادر على كل شئ ، ويقول للشئ كن فيكون فهو ليس بحاجه إلى ان يبعث إلى مريم رسولا ويدخل الرعب في قلبها وهي في خلوتها تتعبد بعيدا عن انظار الناس كان ممكنا ان يوحي إليها بوقوع الحمل ويعلمها كيفية التعامل مع الناس ، كما أوحى إلى أم موسى

(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص 7

 

الملاك كشف لها انه ليس بشرا بل هو متمثل بهيئة بشر والتمثل غير الحقيقة ، وذلك ما نلاحظه اليوم من خلال الماكير الذي يحول الإنسان بهيئة حيوان وبالعكس

(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا )مريم 17

لم يقل لها الله هو الذي يهب لك غلاما، او باذن الله كما في البعض الاخر من النصوص بل ادعى ذلك لنفسه، أي انه الأداة التنفيذية لقدرة لله تبارك وتعالى ، ألسيدة العذراء استغربت الأمر

كيف يكون ذلك وهي العذراء الطاهرة العابدة الزاهدة ؟

وهي ايضا تعرف ان الامر لايتم بدون مواقعة جنسية فكيف يكون ذلك ؟

لهذا سالت الملاك

قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا

فأجابها الملاك:

قالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّن وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ٌ

كانه يقول لها لاتخافي ولاتحزني فانه من ابسط الأمور والذي سأفعله سيكون أية للناس ودليل لاصحاب العقم كي يتبعوا نفس الطريقة لغرض الانجاب، اما رحمته تكمن في إعجازه أي في الكيفية التي تم بها الحمل والحمل والولادة ليست محصورة باعتقادي في الهداية للتوحيد فقط بل هي شاملة للموحد وغيره كونها قانون خلق جديد تستفيد منه البشرية .. وقد جاء ذلك الحوار في الانجيل المقدس العهد الجديد

(فدخل عليها الملاك وقال لها: السلام عليك ،يامن انعم الرحمن عليها والرب معك فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها ،مامعنى هذه التحية،؟ فقال لها الملاك لاتخافي يامريم نلتب حظوة عند الله ، فستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى ويعطيه الرب الاله عرش داوود ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولايكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا عذراء لا اعرف رجلا ؟. فاجابها الملاك الروح القدس يحل عليك وقدرة العلي تظللك لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله ها قريبتك الياصبات حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو شهرها السادس وهي التي دعاها الناس عاقرا فما من شيء غير ممكن عند الله) الانجيل المقدس العهد الجديد ط4 دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط 1993 لوقا ص69 الايات من 29-38

من خلال ما تقدم أرى ان الملاك وكاطروحه اجري إلى السيده العذراء عملية جراحية ادخل من خلالها مادة الحمل داخل بويضة مريم العذراء بطريقة مشابة إلى طريقة طفل الأنابيب أو قل أكثر تطورا منها لربما بواسطة الاشعة

ان سبب خلق عيسى مختلفا عن خلق ذرية ادم يبدوا لي : انه تبارك وتعالى أراد لنا القضاء على العقم وذلك من خلال الصورة المتكاملة المنقولة عبر النصوص السماويه ، والعقم لايعني عدم وجود حيامن .

فإذا كان الرجل الغير عقيم يمتلك(150) مليون حويمن في كل سنتمتر مكعب واحد فان الرجل العقيم يمتلك( 40) مليون حويمن في كل سنتمتر مكعب واحد لكن كل هذه الملاين الأربعين هي من الضعف والوهن بحيث لاتستطيع ان تخترق جدار البويضة

(أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ )المرسلات 20

لذلك نحن بحاجه إلى عوامل مساعده لغرض تقويتها لاختراق جدار البويضة أو إدخالها بواسطة الاجهزه الميكانيكية الحديث طفل الأنابيب

قلنا ان كل سنتمتر مكعب واحد من القذفة الجنسية يحتوي على (150) مليون حويمن فاذا كانت القذفه الواحدة تتكون من خمس سنتمترات :يكون عدد الحيامن (750) مليون حويمن تتسابق جميعها ليخترق حويمن واحد فقط جدار البويضة للتلقيح هذا مايحصل مع الرجل الغير عقيم ، إما الرجل العقيم فانه يمتلك في كل سنتمتر مكعب واحد (40) مليون حويمن وبذلك يكون عدد الحيامن 200 مليون حويمن لكن جميعها لاتمتلك قدرة اختراق جدار البويضة لذلك سمي عقيما وبعد اكتشاف طفل الأنابيب أصبح العقم في خبر كان والحمل لايحتاج إلى كل تلك الملاين بل يحتاج إلى حويمن واحد فقط ليلقح البويضة.

توجد طريقتان لطفل الأنابيب

الطريقه الأولى:- الوخز.ويتم ذلك بسحب حويمن واحد تكنولوجيا بواسطة ماسك (Hold) ويزرق الحويمن إلى داخل البويضة بإبره خاصة حيث البويضة تحتوي على نصف دائرة (23كروموسوم) والحويمن يحتوي على نصف الدائرة (23 كروموسوم) وبالتالي يرتبطان ويكونان نواة للخلية أي (دائرة كاملة) ومن ثم تأتي المراحل الاحقة.

الطريقه الثانية:- طريقة الرج. في هذه الطريقه تؤخذ قذفة كاملة للرجل وليس حويمن واحد (750) مليون حويمن وهو ماء الرجل وماء المراة الذي يحوي بويضتها

ويحفظ في درجة حرارة تحت الصفر المئوي ب(- 95) درجة كي لايتلف وذلك بعد ان يخفف بالكلسرين ليساعد في عملية الرج لغرض اختلاط المائيين ومن ثم يؤخذ الخليط ويزرق بواسطة ابره إلى داخل الرحم ومن ثم يسحب من داخل الرحم ويوضع داخل أنبوبة اختبار وترج الانبوبة كهربائيا لغرض ربط النصفين ثم يعاد الخليط إلى رحم المراة مرة أخرى . فإذا قال قائل اليس الأولى إدخال الخليط إلى الرحم بعد رجه دون إدخاله وإخراجه ومن ثم رجه وإدخاله مرة

أخرى إلى الرحم. قلنا : العلم يقول إذا ادخل الخليط إلى الانبوبة لغرض الرج دون إدخاله اولا إلى الرحم فان البويضة والحويمن يتلفان ولايوجد هنالك أي شكل للتلقيح لكن إذا ادخل إلى الرحم ولو ثانية واحدة ومن ثم رجه خارج الرحم واعادته إلى الرحم لم يكون هناك تلف للبويضة والحيامن إما لماذا ؟ العلماء إلى الان لايعرفون السبب ، الله اعلم لربما يتوصلون إلى السبب في يوما ما والتجربة هي التي أعطت النتيجة بالصدفة .. ولربما يوجد لاهل الاختصاص غير هذا الكلام من حيث ادخاله الرحم واخراجه

ومثل ذلك حدث الى ابراهيم وزكريا

(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِين َفَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء 90

ان علاج العقم منذ ذلك الزمن كان معمولا به في دعاء زكريا وهو يطلب من الله تبارك وتعالى إصلاح علة بيولوجية في خلقه ، وزوجه ، حيث كانت زوجته عاقرا وكان هو كبير السن ونستنتج من طلب زكريا انه على علم ودراية في إمكان ذلك حسب القانون الإلهي فالأصلاح لم يكن في السيرة والسلوك والقرآن يشهد

إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

 

بل كان إصلاحا بايلوجيا ، لنتابع القصديه في النصوص من سورة الذاريات

(هلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ .. فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ .............................. وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ فأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ ) ابراهيم 254-25-26-27-28 -29

الآيات أعلاه فيها دلالة على ان هذا النوع من العقم يمكن معالجته وفعلا قد تم ذلك بواسطة ضيوف إبراهيم لماذا إذن نتغافل وننسبه للإعجاز ونترك القصدية في النص والإصلاح لابد ان يشترط فيه معرفة قانون العلية حيث ارسل الله تبارك وتعالى من يقوم بذلك

.يستمر الوصف الصوري للقران يرتب العلل ويقول في سورة إبراهيم

(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء )ابراهيم 1

وقال تبارك وتعالى:

(قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْء عَجِيبٌ) هود 72

 

نلاحظ ان هناك تبادل مراكز في العلل حيث لاحظنا ان علة زوجة زكريا هي العقم في حين ان زوجة إبراهيم كانت عجوز ونسبت العقم إلى كبر السن من دون علة بايلوجية أي وراثية وبهذا أصبح لدينا تسلسل قصدي وتبادل مراكز في العلة والمعلول بين الجنسين الذكر والأنثى . مرة المراة عقيم لاعلاقة لكبر السن في عدم الإنجاب ومرة كبر السن هو العلة في عدم الانجاب. وعلى هذا جائت الغير مخلقة

عودة الى مرحلة غير المخلقة

كونو معنا في الحلقة الثالثة .. ان شاء الله

 

جبار علوان الحلفي

 

في المثقف اليوم