قضايا

تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده

qassim salihyعلي، هو ابن ابي طالب بن عبد المطلب تاج هامات بني هاشم وأعيانهم، وابن فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف القرشي اشجع الشجعان .. ما يعني انه ما كان شيعيا، لأن الشيعي كما افهمتنا الأحداث السياسية والطائفية يكون متعصبا لمعتقداته المذهبية ، فيما كان عليّا محبا للانسانية ونصيرا للحق حتى لو كان صاحبه من غير دين.

لن نتحدث عن شجاعته .. فتلك صفة يتفرد بها مذ نام وهو فتى في فراش النبي محمد حين اجتمع القوم على قتل محمد في تلك الليلة.ويكفي ان نشير الى واقعة (بدر) ولكم ان تتذكروا الموقف في فلم الرسالة كيف برز الشاب علي وقتل محاربا محترفا مشحونا بدافع الحقد والانتقام.ولا عن بلاغة اقوال هذا الرجل المعجزة من قبيل: ان صوتا واحداً شجاعاً أكثرية في العباد، ولا تطلب الحياة لتأكل .. بل أطلب الأكل لتحيا ، وجالسوا العقلاء .. أعداءا كانوا ام أصدقاء .. فأن العقل لايقع الاعلى العقل ، ولا تزيدني كثرة الناس من حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة وما اكره الموت على الحق. ولا عن فلسفته في التربية التي سبق بها كبار علماء التربية الغربيين الذين نتباهى بالاستشهاد بهم كقوله تعلموا العلم صغارا تسودوا كبارا، والتنبيه الى ان تربية الاطفال ينبغي ان تكون لزمانهم لا لزماننا .. ولا عن نهج بلاغته التي شرحها كبار فقهاء السنة من بينهم الامام الشافعي، وكتّاب مسيحيون واجانب بينهم جورج جورداق وغارودي.

ما يعنينا هنا .. قضية واحدة .. التذكير بأهم صفاته في كيفية تعامله مع السلطة حين صار خليفة على المسلمين.فقد كان امينا على مال المسلمين .. لا منصب جعله يتعالى على الناس ويستأثر بنعمه، ولا مال افسد رأيه، ولا سلطة ولا مغريات، ولا تساهل مع ولاته الذين خاطبهم قائلا: (يا ولاة امور الناس، لا يكن حظكم في ولاياتكم مالا تستفيدونه، ولا غيظاً تشفونه، ولكن أماتة باطل وأحياء حق). وهو القائل: الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق فلا تجوروا عليهم. وكتب لابنه الحسن يقول له ناصحاً: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين الناس فأحبب لنفسك ما تحب لانفسهم، وأكره ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب ان تُظلم، وأحسن كما تحب ان يُحسن اليك .. ).

انا علي يقين ان الذين سيحّيون ذكرى استشهاده من سياسيين يدّعون انه جدّهم او شيعته (المخلصين) من الذين اشاعوا الفساد او سكتوا عنهم وهم اصحاب قرار .. لن يستذكروا خصاله في الأمانة وكيفية التعامل مع السلطة، لأنهم في سريرتهم يعرفون انهم يخالفونه، وانهم يخشون من ادانة الناس لهم ان يصفوهم بانهم منافقون.ولن يمروا على قوله: (ان المال مال الله فهو مردود في بيت المال).

لكن العراقيين ياسيدي الأمام سيتوجهون اليك في ذكرى استشهادك يسألونك قائلين:

هل سيردّ المال من يدعون انك جدّهم واخلص شيعتك ؟ .. واي مال يا ابا الحسن .. لو علمت به لخرجت عليهم شاهرا سيفك ذا الفقار!

لكنهم سيخافون عليك سيدي .. لانك ما ان تصل قريبا من المنطقة الخضراء فانك ستراهم قد اصطفوا يتقدمهم مبعوث عنهم اليك يخيرك بين امرين: العودة من حيث من اتيت .. او القتال!

 

د.قاسم حسين صالح

 

في المثقف اليوم