قضايا

مع احميدة عياشي في بغضه للخلفاء الراشدين

moamar habarعقب قراءاتي لسلسلة "مقالات في سيرة الاسلام السري"، للأستاذ احميدة عياشي، التي ينشرها يوميا عبر يومية "الحياة" الجزائرية، كتبت بتاريخ الخميس 22 رمضان 1436 الموافق لـ 09 جويلة 2015، مقالا بعنوان "مع احميدة عياشي في بغضه للصحابة"، أعقب فيه بأدب واحترام على مقالاته.

ومن يومها وأنا أطالع مقالاته وأعقب مباشرة عبر صفحتي بكل أدب واحترام، وأتلقى في نفس الوقت سلسلة من ردود أفعال متباينة متضاربة، نكن كل التقدير والاحترام لأصحابها المادحين والقادحين معا. ومن نتائج قراءة القارئ المتتبع، كانت هذه الملاحظات..

القبر لم يعاقب سيّدنا عثمان.. يرى الأستاذ احميدة عياشي في مقاله "يوم الدموع" أنه "لم يدفن عثمان بالقرب من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بجوار من سبقاه إلى تبوء رأس الخلافة، قصدت أبو بكر وعمر"....

وكأنه يقول أن سيّدنا عثمان تم عقابه بعدم دفنه بجوار سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بينما الحقيقة التي يجب أن تقال، أن..

المكان كان مخصص لاثنين فقط، بدليل أن سيّدتنا عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنه وأرضاها، حين طلب منها سيّدنا عمر بن الخطاب، أن يدفن بجوار حبيبه صلى الله عليه وسلم، قالت له..

كنت أخصص ذلك المكان لنفسي، وبما أنك طلبته سأتركك تدفن فيه، وأحرم نفسي من أن أدفن بجوار زوجي وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، باعتباره لقي ربه في حجرها وفي غرفتها..

إذن مسألة دفن سيّدنا عثمان بن عفان، لها علاقة بالمساحة الضيقة المخصصة لاثنين، ولا علاقة لها بمعاقبة سيّدنا عثمان، كما ادعى ذلك احميدة.

قطع عنق والاحتفاظ بقميص.. الذين إغتالوا سيدنا عثمان بن عفان ومنعوا عنه الماء، ومنعوا دفنه لمدة 3 أيام، حسب الأستاذ احميدة عياشي في مقاله "يوم الدموع"، وقطعوا أصبع زوجت، يسميهم ثوار ..

بينما معاوية بن أبي سفيان، الذي احتفظ بقميص سيّدنا عثمان، الملطخ بالدماء، يسميه احميدة، بـ.. "اهتدى أمير الشام الى أسلوب في غاية المكر .. اللعبة الشيطانية".

ثوار احميدة.. الذين خرجوا عن سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه، يسميهم الأستاذ احميدة عياشي، بالثوار ويعدد "محاسنهم!!" و"فضائلهم!!"..

بينما الذين خرجوا عن سيّدنا علي بن أبي، رضي الله عنه وأرضاه، يسميهم احميدة، بالشياطين، والماكرين، والمتشبثين بالسلطة، والأثرياء الجدد..

احميدة.. يريدها ثورة ويدعو لها، ولو كان ثمنها عنق المبشر بالجنة، والمجهز لجيش العسرة، وزوج ابنتي سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مكر ودهاء.. احميدة عياشي، يصف معاوية بن أبي سفيان، بقوله.. "ذئب الأمويين معاوية بن أبي سفيان للاستيلاء على الحكم"...

وإذا أضفت لهذا الوصف، هجوم احميدة على الخلفاء أبي بكر الصديق، وعمر بن

كلنا عثمانويون.. إخترع احميدة مصطلح العثمانويون على وزن الإسلامويون. وتعامل مع سيّدنا عثمان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، بنفس منطق المصطلح المقاس عليه في الجزائر.

بغض احميدة لأمنا عائشة.. يتعامل مع سيّدتنا أمنا عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها، على أنها زوجة النبي، وليست أم المؤمنين. وتحليله مبني على هذه الفكرة الجوهرية التي لم يخفيها وأظهرها عبر مقالاته، خاصة حين تعرض لخلافة سيّدنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه.

فرح بمقتل عمر وعثمان.. يلاحظ أن احميدة فرح لمقتل سيّدنا عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، بدليل أنه أطلق إسم الثوار على قتلة الخلفاء الراشدين. ونفس الوقت حزن لمقتل سيّدنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.

شرعية احميدة.. حين يتطرق احميدة لمرحلة سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، يعنونها بـ "موت علي و نهاية الشرعية ". مع العلم لم يطلق مصطلح الشرعية على الخلفاء الراشدين الذين سبقوا سيّدنا علي، رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.

غضب احميدة.. يغضب احميدة بشدة، لأنه "تم وضع علي في نفس مستوى معاوية بن أبي سفيان الذي كان مجرد أمير على ولاية الشام..". لكنه لايغضب أبدا، حين يتم وضع سيّدنا عمر بن الخطاب، وسيّدنا عثمان بن عفان مع الذين قتلوهم وغدروا بهم وسفكوا دماءهم، بل يفرح ويصف القتلة بالثوار. رحم الله أسيادنا الخلفاء الراشدين جميعا، ورضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.

نظرة احميدة للرسول صلى الله عليه وسلم.. من بين الملاحظات التي وقف عليها القارئ وهو يتصفح الحلقة الثانية للأستاذ أحميدة عياشي بعنوان "لقاء السقيفة، الأنصار يعترضون"، بيومية الحياة عدد 475..

المصطلحات التي استعملها عياشي لاتختلف عن تلك التي استعملها المستشرقون، فقد ذكر إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه عدة مرات، دون الصلاة عليه واكتفى بحرف الصاد، وقد تكرر ذلك عبر المقال كله.

قسّم الصحابة إلى قسمين متشدد ومعتدل، وهذا تقسيم لايليق بالصحابة. تعامل مع المحدثين ورواة السيرة على أنهم إخباريين لايختلفون عن غيرهم في نقل الأخبار دون تمحيص ولا تدقيق.

إهانة احميدة لسيّدنا علي.. حسب نظر الأستاذ احميدة عياشي في الحلقة الرابعة، فإن علي بن أبي طالب ظل يعارض خلافة أبي بكر الصديق إلى أن توفت زوجه سيّدتنا فاطمة الزهراء، مايعني، أن..

رأي سيّدنا علي في أمر خطير جدا كالخلافة والإمامة يتبع رأي زوجه.

ومن جهة ثانية يفهم من كلام احميدة عياشي، أن سيّدتنا فاطمة الزهراء لو أطال الله في عمرها لظل علي بن أبي طالب يرفض مبايعة أبي بكر الصديق.

احميدة يتهم أبي بكر بالجوسسة والرشوة.. يرى الأستاذ احميدة عياشي في الحلقة الرابعة بعنوان "علي يبايع أبا بكرعلى مضض..."، أن..سيّدنا أبي بكر الصديق كان له جواسيس يستعملهم ضد سيّدنا علي بن أبي طالب. وهو مايعني أن أبي بكر إستعمل الجوسسة للحصول على منصب الخلافة، بدليل أنه "لم ينس في ما بعد أبو بكر لهما صنيعهما عندما أصبح على رأس الدولة الإسلامية الجديدة، فأجزى لهما وأكرمهما وأولاهما عناية خاصة".

سيّدنا أبي بكر الصديق حسب احميدة، لم يكتفي بالجوسسة بل زاد عليها الرشوة للبقاء في الحكم والتشبث بالكرسي.

احميدة يمدح مسيلمة الكذاب.. الأستاذ احميدة عياشي في الحلقة الثامنة بعنوان "معركة حديقة الموت و نهاية النبي المزيف مسيلمة"، لايستعمل إطلاقا مصطلح مسيلمة الكذاب، بل يستعمل مصطلحاته "النبي المزيف مسيلمة"، "مسيلمة الحنفي المدعو مسيلمة"، "عاصمة مسيلمة". وفي نفس الوقت راح يمدح مسيلمة الكذاب بالشخصية الكاريزمية، ويعدد بطولاته ، وطموحاته السياسية.

ونقل عن سيّدنا أبي بكر الصديق قوله لخالد بن الوليد.. "فان اظفرك الله بهم فاياك و الابقاء عليهم اجهز على جريحهم ، واحمل اسيرهم على السيف" .. أيعقل أن سيّدنا أبي بكر الصديق ينصح بمثل هذا الكلام؟.

ثوار احميدة.. الأستاذ احميدة عياشي في مقاله بعنوان "عثمان.. نهاية دراماتيكية"، بيومية الحياة الجزائرية..

يصف الذين اغتالوا سيّدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه وأرضاه بـ "الثوار!!"، ويصف ماحدث ضده "بربيع الأمصار" ..

ثوار احميدة .. قتلوا أعزل، وأرادوا قطع رأسه، ومنعوا عنه الماء، وتسلقوا الجدران، دون مراعاة لحرمة البيت والأهل، وقتلوه وهو يقرأ في كتاب الله، فتلطخ المصحف الشريف بدمه، وقطعوا أصبع إمرأة..

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم