قضايا

الثورة الجزائرية التحريرية الكبرى 1954 حتمية تاريخية (2)

وإضافة إلى ما سبق فهم لم يسمعوا لأية نصيحة يصدرها العقلاء والحكماء فها هو عباس فرحات وبسبب دراسته للتاريخ الروماني في الجزائر واستنتاجه بأنه قد فشل وأفلس في الأخير ولذلك فهو قد رحل وهذا على عكس الفتح الإسلامي والذي يراه ناجحا . ولذلك فقد نصح فرنسا الاستعمارية بضرورة تقليد العرب لا الرومان وما دامت فرنسا لم تستمع لنصيحته فهذا جعله يبتعد عنها لصالح النموذج الآخر نموذج الثورة لأنه لا يمكن له أن يبقي يسير خلف نموذج ظالم وفاشل وهذا الكلام يخبرنا به عباس فرحات ذاته في كتابه الشباب الجزائري وهو رجل معتدل تجاه فرنسا الاستعمارية فما بالك بمن يناصبونها العداء ويتحينون الفرص لرمي نظامها في البحر . نعم هم أي الكولون لم يكتفوا بعدم الإصغاء للنصائح بل هم فرضوا منطقهم على الدولة الفرنسية في حد ذاتها والتي تنازلت أمام الأوليغارشيات المالية، وأظهرت ضعفها ووهنها بخصوص وعد فرنسا واحترام القانون الفرنسي وتطبيقه، فإنه لن يبقى أمام الجزائريين سوى الاختيار بين السجن أو الجيل. " 27 .

فعلا لقد كانت هناك أصوات عاقلة دعت إلى ضرورة إصلاح الوضع قبل الطوفان فهي دعت مثلا وبصراحة إلى ضرورة تعليم الجزائريين اللغة الفرنسية بهدف تحقيق الإدماج الكلي للجزائر فبعد إدماج الأرض لا بد من إدماج الشعب ولقد وجد عباس فرحات سندا قويا في هذه الأطروحات وأرضية يقف ويتكأ عليها وهي أطروحات كانت موجودة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر واستمرت في التواجد خلال القرن العشرين وهذا ما نجده عند المستعرب والمستشرق الفرنسي أوكتافAlfred Marie Bell Octave في كتابه الجزائر المئوية فهو يدعو الفرنسيين إلى ضرورة الإسراع في: " فتح أبواب المساعدة الطبية الواسعة والمنظمة، وفتح المدارس في كل مكان، وخاصة مدارس البنات، وأن لا نفكر في التأخر، لنضع برنامجا من أجل تحقيق اندماج كامل للأهالي، وذلك لبناء جيل المستقبل " ولكن كلامه هذا كان كمن يتجه إلى الأموات ويخطب فيهم ويطلب منهم أن يستمعوا له .

فماذا كانت النتيجة ؟ لقد تمثلت في أنه لا يوجد حل وسط نتيجة لتدافع التطور التاريخي بشكل سريع وهذا بظهور الفلاحين في القرى والبروليتاريا في المدن مما جعل من المستحيل التفكير في إصلاح النظام الاستعماري 28 . خاصة وأن أنصار هذا النظام لا يريدون هم الآخرون إصلاحه وهذا في ظل وجود تحالف مصلحي قوى يجمع المعمرين بالسلطات الحاكمة في باريس مع الرأي العام الفرنسي والكل متفق على أن لا حل للمعضلة الجزائرية إلا باستخدام القوة العسكرية ولا حل لها خارجها . وهذا ما تجسد من بعد انتفاضة 20 أوت 1955 والاستخدام الوحشي للقوة من قبل الاستعمار لم يبق أي أمل في حل سلمي للمشكلة الجزائرية .

بل وعلى العكس من هذا ففرنسا الاستعمارية وبدلا من أن تسمع النصائح فهي قد عملت على تخريب ونسف كل المبادرات السلمية والرامية إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف سكان الجزائر وهذا ما كان يهدف إليه عباس فرحات مثلا ولكن المنطق الاستعماري الأرعن والمتغطرس كان يعمل وفي اتجاه مضاد نتيجة لتوسع الهوة بين كل طوائف الجزائر ذلك أن الاستعمار لا يمكن له أن يضمن بقائه إلا في ظل سياسة التفرقة العنصرية وتغليب جانب على آخر 29 . ولهذا ففرنسا هي المسئولة عن إجهاض وتخريب أي مسعى في اتجاه المصالحة الوطنية الشاملة في الجزائر لكونها لا تؤمن إلا بالجزائر الفرنسية والموجودة على الورق فقط أما الواقع فغير ذلك تماما وحتى الممارسات السلمية فقد أفرغتها فرنسا من محتواها وهذا عن طريق التزوير مثلما حدث في انتخابات 1947 وهنا لم يبق أمام الجزائريين سوى العمل الثوري لاستعادة سيادتهم وحقوقهم وأي نضال سياسي أصبح هو عين العبث في جزائر ما بعد 1945 . فلا فرنسا تستمع للأصوات المعتدلة ولا لأصوات تيار مصالي الحاج ولا للعلماء وهذا ما يعبر عنه بعقم الكفاح السياسي والذي أقنع الجميع بضرورة التوجه للكفاح المسلح كخيار واحد ووحيد تركه الاستعمار أمام الجزائريين مما يؤكد صحة ما ذهب إليه عباس فرحات من أن تجميد الوضع السياسي لن يؤدي إلا إلى العنف . 30

فلقد طالب الجزائريون مثلا بضرورة إنشاء: " جمعية وطنية تأسيسية جزائرية سيدة منتخبة بالاقتراع العام، دون تمييز عرقي أو ديني، إنه الحل الوحيد الذي يضمن العودة إلى السيادة الوطنية، لشعبنا، ويشكل الحل العادل والديمقراطي للمشكل الجزائري . " هذا ما جاء في خطاب محمد الأمين دباغين في العام 1947 ولكن غلاة الكولون كانوا يرون في مثل هذا العمل نهاية حتمية لحكمهم في الجزائر تلك الجزائر التي يعتبرونها ملكية خاصة لهم ورثوها عن آبائهم ولذلك فقد كانوا يطلقون عليها: " l'Algérie de papa " وحتى الجنسية الجزائرية فقد سرقوها من الجزائريين ليصبحوا هم الجزائريون وأصبح الجزائريون غرباء في وطنهم وأجانب وهذا الوضع الشاذ كان يخدم السادة الإقطاعيين في الجزائر وأعوانهم وهم المنتفعون منه لوحدهم وفقط ولذا فهم لا يرغبون في إصلاحه فضلا عن زواله .

وفي مقابل جزائر الكولون هذه فإن جزائر أخرى بقيت حية وموجودة صحيح أنه غير معترف بها وتعيش على الهامش ولكن أبنائها يعملون وبلا ملل أو كلل لاسترجاعها خاصة وأن الوطنية فيها لم تمت هي الأخرى أبدا ففي بجاية ببلاد القبائل الشامخة شموخ سيدتها لالا فاطمة نسومر وبطلها ونمر الجبال العقيد عميروش مثلا كتب أحد المعلمين على السبورة إنني فرنسي وفرنسا وطني فكتب التلاميذ الجزائريون بدلها هذه الجملة إنني جزائري والجزائر وطني سعد 31 . وكانت الوطنية الجزائرية تنمو وتتطور متأثرة بما يدور ويحدث حولها في العالم . وفكرة الاستقلال لم تبارح خلد الجزائريين مطلقا . وها هم يعلنون لمن يريد السماع لهم بأنهم عازمون على البقاء وحدهم في أرض أجدادهم وأنهم سوف يسترجعون استقلالهم الكامل . الزبيري . 32

حقا إن الأمة الجزائرية قد بقيت حية حيث جاء في كتاب أبو القاسم سعد الله الجزء الثاني منه بأن: " أية أمة حتى ولو احتلت عن طريق السلاح لا يمكن أن تهدد بالزوال إلا إذا فقدت الثقة بنفسها وقد وجد المستشرق الفرنسي جوزيف دي بارمي de parmi Josephيخبرنا بأن: " الأمة الجزائرية لم تفقد الثقة في نفسها ذلك أن غريزة البقاء عندها قد بقيت نشطة " 33 . وهذا هو السر في أن الجزائريين لم يقبلوا بالهزيمة أبدا طوال القرن التاسع عشر وهذا ما يبرز في تلك المقاومات المختلفة والمتعددة الأشكال بين الشعبية والرسمية 34 . كما وأن العلم الجزائري والذي كانت فرنسا تعتقد بأنها قد أحلت محله العلم المثلث في الجزائر وإلى الأبد فها هو يرفع من جديد وهذا في العام 1910 حينما رفع الجزائريون الأعلام الوطنية وساروا في مسيرات شعبية استنكروا فيها الحكم الفرنسي وطالبوا بالحرية وتقدم أثناءها خطيبا لعله إيطاليا وذكر الجزائريين بأبناء البلاد الحرة دائما اللذين لن ينسوا أن العلم المثلث سوف لا يعني قريبا أي شيء وأن علما أحمر في لون الدم سيحل محله في النهاية 35 نعم لقد كان الجزائريون ينتظرون الفرصة غير راضين عن أحوالهم وما ألت إليه أحوال بلادهم . وها هو وفي العام 1914 كتب أحد الجزائريين إلى صديقه رسالة كان مضمونها أنه قرر كتابة رواية اجتماعية تاريخية عن الشعب الجزائري وعن الدمار والعذاب اللذين يعانيهما هذا الشعب الذي حكم عليه الله أن يبقى تحت نير المجوس . 36

وعطفا على ما سبق نقول بأن الشعب الجزائري لم يقبل أبدا بالغزو الفرنسي لبلاده ولا بتلك النتائج المأساوية والتي انجرت عنه وإنما رضخ فقط لإرادة السكين ولو إلى حين وهذا ما صرح به السيد محمد لمين دباغين في خطابه في العام 1947 حيث نجده يقول: " الشعب الجزائري كلفنا نحن المنتخبين الوطنيين وانتخبنا لنعلن للشعب الفرنسي والعالم كله أن الجزائر لا تعترف بالوضع الذي خلقه الاحتلال عام 1830 وأن الجزائر ليست فرنسية، وأنها لم تكن يوما فرنسية، إضافة إلى هذا، فإن الشعب الجزائري لا يقبل أي حل ما لم يضمن بالدرجة الأولى وبصفة مطلقة العودة إلى السيادة الوطنية . " ونحن هنا أمام مشروعين متناقضين وكلا الطرفين قد وصل إلى طريق مسدود لا يمكن فيه تقريب وجهات النظر أبدا فلا فرنسا ستقبل بمطالب الحركة الوطنية ولا هذه الأخيرة لديها قدرة كافية على احتمال استمرار النظام الاستعماري أكثر وعليه فالصدام الكبير مع المجموعتين هو قضية وقت لا أكثر .

وهنا نصل إلى أنه ومن المفارقات العجيبة أن فرنسا التي تحررت من الاحتلال النازي وبدعم خارجي وبمقاومة وطنية داخلية رفضت وبشكل مطلق أي حديث عن استقلال للمستعمرات في الفترة ما بعد 1945 وهذا وضع لا يقبله المنطق السليم فبأي حق فرنسا تعطي لنفسها حق مقاومة الألمان وتجحد حق المقاومة وتحجبه عن الشعوب التي ترزخ تحت نيرها ؟ . وهي ومن بعد 1945 لم تكتف بحجب حق تقرير المصير عنا فقط بل أرادت إبادة كل الأصوات المنادية في الجزائر بالاستقلال ونكلت بها ومجازر الثامن ماي خير شاهد على هذا الأمر . وعليه فقد سدت فرنسا كل الطرق فيما عدا طريق واحد بقي كخيار متاح أمام الجزائريين وهو المتمثل في العمل الثوري كخيار واحد ووحيد بيد الجزائريين ولو سمعت فرنسا لصوت العقل فلربما لم نكن نرى ثورة بتلك القوة ولا بتلك القسوة والتي تماثل قسوة الوحوش من قبل الجانب الفرنسي . وعليه فالتعنت الفرنسي هو المسئول الأول والأخير عن اندلاع ثورتنا المباركة وهذا التعنت لم يكن في الجزائر فقط وإنما في كل مستعمراتها ومنها لفيتنام والتي شهدت هي الأخرى ثورة انتهت باستسلام هو أقرب إلى الفضيحة منه إلى الهزيمة العسكرية .

وكما رفع الجزائريون الإعلام الوطنية في الحرب العالمية الأولي فقد رفعوها أيضا عقب نهاية الحرب الكونية الثانية وشعارهم كان دوما الجزائر أرض عربية وهذا ما نادوا به أثناء مظاهرات الثامن من ماي 1945 وهذا لكون الوطنية الجزائرية قد بلغت أعلى درجات نضجها بعد سنة 1947 من بعد أن كانت قد بُـعِثت من جديد في بداية القرن العشرين وهذا ما نلتقي به في ذلك الخطاب المدهش والمميز للسيد محمد لمين دباغين نائب حركة الانتصار من أجل الحريات الديمقراطية والذي نقتطف منه هذه الفقرات لندلل بها على مدى النضج الذي وصلت إليه الحركة الوطنية وعلى الجرأة والقوة في الطرح يوم كان ليس من السهل مجرد رفع الرأس أمام جبروت الغازي فما بالك بإدانته وفي عقر داره ومما جاء في خطابه ما يلي: " زملائي من كتلة حركة انتصار الحريات الديمقراطية بالجزائر الذين سبقوني إلى هذا المنبر، وأثبتوا بما يغني عن المزيد من الأدلة أن الاستيطان والاستعمار كان بالنسبة لوطننا « الجريح » كارثة حقيقية من كل الجوانب ووجهات النظر، لكن سيكون من الخطأ الجسيم أن نعتقد مثلا أن إرادة ورغبة الشعب الجزائري في الاستقلال ناجمة فقط عن كون الاستعمار فشل بالمعنى المادي للكلمة، لأن هذا سيعني مثلا أن الاستعمار لو نجح في تحسين مستوى معيشة المسلمين، كان سيجرنا ربما إلى تقبل فقدان شخصيتنا وسيادتنا وثقافتنا بالرضا، وهذا كله مناف للحقيقة . فحتى لو افترضنا أن فرنسا حققت معجزات فيما تسميه مستعمرتها الجزائر، وحتى إن كانت كل الأكاذيب المتداولة حول إيجابية الاستعمار المزعومة حقيقة، وحتى لو كان الشعب الجزائري كما أكدوا لنا قد انتقل من بائس تحت حكمه الذاتي وأصبح بحكم النار الفرنسية الشعب الأكثر سلامة وثقافة ورقيا ... لا تنسوا سيداتي وسادتي أن الجزائر أمة، كانت أمة وكانت سيدة ... وفقط اعتداء 1830 أفقدها سيادتها، وعلى سبيل المثال، تكرر التأكيد من طرف الحكومة أو أعضاء هذه الجمعية أن الجزائر هي مرة جزء لا يتجزأ من فرنسا، ومرة ثلاث مقاطعات فرنسية، وأخرى كما جاء في القول: جماعة محلية تابعة للجمهورية الفرنسية، وكلها تأكيدات من جانب واحد، لا ترتكز على أي أساس . وإذا كان قانون العدد والعدة، ومصير الحرب لم يكن لصالح الجزائريين، هل هذا يثبت بالصدفة مثلا أن الجزائر فقدت حقها في الاستقلال ؟ وهل هذا يثبت بالخصوص أن لفرنسا الحق في أن تقول إن الجزائر فرنسا ؟ وعلى أي حق وقانون نرتكز للقول بأن الجزائر فرنسية ؟ هل هو حق الأقوى؟ هل هو قانون الاحتلال ؟ .

إنها حقا لمعجزة أن نجد بعد أكثر من قرن من الاحتلال والحديد والنار واللفيف الأجنبي والخونة والعملاء والتزييف الممنهج للتاريخ مع نشر الأكاذيب والعمل التبشيري الجاد والحثيث من دون كلل أو ملل أن نجد الوطنية والقومية الجزائية كقطعة الذهب لا تزال تلمع في قلوب الجزائريين والذين هم على اقتناع تام بأن الاستعمار الفرنسي للجزائر ما هو إلا ليل مظلم وكابوس مزعج سينتهيان ومهما طال الزمن أو قصر وهذا ما يخبرنا به خطاب محمد لمين دباغين السابق الذكر حيث يقول: " تشيكوسلوفاكيا فقدت سيادتها بفعل اعتداء إمبريالي، لكن حافظت على حقها في الاستقلال، وهي الآن حرة من جديد . الأمر نفسه بالنسبة إلى الجزائر: رغم كفاحها البطولي، فقد فقدت سيادتها في الحرب التي كانت بالنسبة لها كارثية، ولا يمكن أن نقبل أن يكون هذا حدا لسيادتها، إنها ستستعيد حريتها، وتصبح كما كانت هي ذاتها، ونحن مقتنعون أنه لا يوجد في العالم مثال لم ينته بالعودة إلى الأصل ... قرن من الاعتداء والهجوم لم يفقدها شخصيتها ولا إرادتها وعزمها القوي في العودة إلى ذاتها " .

إلى أن يقول وهو طبعا يريد حلا يرتكز على العدالة وللجميع: " وأستذكر هنا فقط اتفاقية 5 جويلية 1830 التي تعهد فيها الماريشال دي بورمون الذي كان ربما فقط جنرالا، تعهد كتابيا بشرف فرنسا على احترام حريات السكان، دينهم، ملكيتهم، تجارتهم وصناعتهم . وفور دخول الجيوش الفرنسية للجزائر، اعتبرت هذه المعاهدة حبرا على ورق . السكان طوردوا وطردوا، هذا تاريخ ... وتم نفيهم جماعيا . قبائل كاملة تمت إبادتها ... قبيلة العوفية مثلا.. . وأخرى أبيدت على آخرها في مغارات . أملاك الحبوس حجزت، وأحسن الأراضي صودرت، ويمكنني أن أحدثكم مطولا عن هذه الأشياء وأجمل المساجد تم هدمها أو حولت كاتدرائيات، أما فيها يخص التجارة والصناعة الجزائريتين، فإنه الإفلاس الصارخ للاقتصاد الإسلامي، والتفقير، وجموع البروليتاريا التي خلفها الاحتلال موجودة لتثبت كيف تم احترام هذه التجارة والصناعة وإلى أي درجة . " .

ونتيجة لهذا الوضع المزري والذي خلفه الاحتلال الفرنسي بالجزائر فإن الكل قد توقع ثورة شاملة تأتي عليه ومن أسسه بل كان يعد إليها وينتظرها فها هو الشيخ عبد الحميد ابن باديس وعندما يعلن بأن الصبح قد اقترب فهو هنا يخبرنا بقرب نهاية النظام الاستعماري في الجزائر والصبح هنا هو كناية عن الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية المغتصبة والمصادرة أما الليل الاستعماري فهو قد ولى وانتهى وأصبحت أيامه معدودة في الجزائر والشيخ ابن باديس هنا ليس رجلا حالما أو مرابط يتنبأ ويرجم بالغيب وإنما الرجل يتخذ هنا موقفا واضحا من الاستعمار وهذا انطلاقا من الواقع وليس من التوقعات أو من تحاليل قد تصدق وقد تخطأ وإنما الرجل ينطلق من منطلقات واضحة ستؤدي حتما إلى نتائج محسومة . فالرجل يتحدث في قصيدته والتي مطلعها: " شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب " عن قرب عن نهاية النظام الاستعماري لأن المشروع الاستعماري أصابه الإفلاس أولا ولم تبق بيده سوى القوة الغاشمة ومتى فقد هذه الأخيرة فقد حقه في الوجود وحتى بحمله للبندقية فهذا لا يعطيه شرعية البقاء في الجزائر أصلا . والشيخ ينطلق في قصيدته تلك من مظاهر إفلاس المشروع الاستعماري والتي تتجلى في فشل سياسة الإدماج بشكل نهائي فلا الجزائريون يرغبون في أن يكونوا فرنسيين ولا الفرنسيين يرغبون في هذا الأمر لأنهم يعتقدون بأن تعاليم الإسلام تتناقض والجنسية الفرنسية . هذا أولا وثانيا الأمة الجزائرية لا زالت حية فهذا الشعب العظيم من قال عنه بأنه قد مات فقد كذب وكل أمة واعية بكيانها ومحافظة على شخصيتها فمهما طال الزمن فلا بد من أن تسترجع سيادتها وهو هنا ينطلق من التجارب الأوربية فبولونيا والمجر واليونان وكلها دول فقدت سيادتها ولكنها لم تمت فبعثت من جديد ولو من بعد قرون من السيطرة الأجنبية وهذا هو حال الجزائر .

كما أن الشعب الجزائري لم يحافظ فقط على شخصيته المستقلة بل حافظ على وجوده كذوات لم يستطع الاحتلال إبادتها ومن هذا الشعب المنبعث من رماده كالعنقاء سيكون النشء الجديد، حطب يشعل ثورة التحرير هذا النشء الذي أعده ابن باديس لذلك اليوم مع رفاقه في النضال من رواد الحركة الوطنية وبالتالي فهو هنا يعول على الدماء الجديدة والتي تشكلت تشكلا جديدا وهذا من بعد انبعاث الحركة الوطنية ونضجها في وقته . كما أنه يعرف الواقع الدولي جيدا وأن عصره ليس بالقرن التاسع عشر قرن الغفلة وبالتالي فإنه يرى بأن الظروف كلها تتجه صوب الثورة لإنهاء النظام الاستعماري البغيض والمقام حسبه وفي قصيدته الشهيرة تلك على اللاعدل وعلى الظلم وعلى الغصب وعلى الخائنين وهؤلاء وكما باعوا شعبهم فسوف يبيعون الغزاة متى مالت كفة القوة لصالح المظلومين . أما عامة الشعب ومن يطلق عليهم لفظة الجامدين فهؤلاء ما أن يسمعوا نداء الجهاد هذه اللفظة السحرية فإنهم سيهبون للثورة على المحتل الغاصب وقصيدته هذه ليست مجرد تعبير أدبي راق وقطعة أدبية جيدة وإنما هي ملخص لمشروعه النضالي ولما يعتقده الرجل وأوقف حياته عليه .

وابن باديس كان مصيبا في تحليله للوضع الجزائري وهو محق في أن القضية مجرد وقت فقط وفكرة الثورة لم تكن غريبة ولا مستبعدة عن ومن مشروع الشيخ ابن باديس فهو لم يعترف أبد بشرعية الاحتلال الفرنسي للجزائر وهو أصلا كان يتبنى موقفا ثوريا تجاهه وهذا ما نلتقي به في خطاباته الأولى والمبكرة والخاصة بالاجتماعات التحضيرية لتأسيس جمعية العلماء المسلمين كما تخبرنا به الدراسات الحديثة وهي تعتمد هنا على مذكرات الشيخ خير الدين رفيقه في النضال . كما أنه أي ابن باديس يخبرنا بأن المماطلة الفرنسية: " تدفعنا إلى اليأس الذي يدفعنا إلى المغامرة والتضحية " أي إلى الثورة بتعبيرنا اليوم ثم هو يقول: " بَرْهنُوا للعالم أنكم أمةٌ تستحق الحياة . " وهل بغير الثورة والتضحية في سبيل الوطن سنبرهن للعالم بأننا امة تستحق الحياة ؟ .

ومن تستحق الحياة هي المجموعة الجزائرية المتمايزة عن المجموعة الفرنسية فها هو فرحات عباس يخبرنا في كتابه الشباب المسلم بأن الكتلة الأوروبية والكتلة المسلمة بقيتا متمايزتين غريبتين عن بعضهما ولا روح مشتركة بينهما .37 وهذا نظرا لاحتكام العنصر الأوروبي خلال تلك الحقبة إلى نظرية الجنس الأعلى والجنس الأدنى ولأننا نحن كجزائريين كنا مجرد رعايا خاضعين لا مواطنين كذلك الخليط من المستوطنين والذين منحت لهم فرنسا جنسيتها وهذا في العام 1889 38 . وما زاد من اتساع الهوة بين الكتلتين هي تلك الفلسفة والتي تبناها العنصر الأوروبي في الجزائر والتي مفادها لا بد من سيادة العنصر الغالب لأنه هو الأصلح ما دام قد غلب . لأن العقل الأوروبي وكما هو معلوم للجميع وخلال القرن التاسع عشر وهذا ليس كلامنا نحن وإنما هو كلام مشاع يعرفه الجميع كان يحتكم لنظرية داروين والتي مفادها بأن البقاء للأقوى وهذه العبارة تم رفعها في أوروبا إلى منزلة القانون الطبيعي والذي لا مفر منه فالأجناس العليا حسبهم قدرها أن تهمن وتسيطر وتستعبد وتخضع لها الأجناس الأدنى منها تطورا كما هو الحال في الطبيعة تماما وهذا حسب استنتاجاتهم وملاحظاتهم الخاطئة طبعا . وعليه فقدر شعوب إفريقيا وآسيا أن تُــستعمر من قبل الأوروبيين وبالتالي فالاستعمار وطوال القرن 19 وبداية القرن 20 كان يحمل عندهم الطابع الأخلاقي وضميرهم لم يكن يؤنبهم على تلك الجرائم المقترفة في حقنا كجزائريين لأن هذا أمر من وحي الطبيعة فهي من شرعت لأن يسيطر الجنس الأعلى على الجنس الأدنى وهذه الخرافة جاءت كنتيجة مباشرة لنظرية التطور والتي وضعتنا في مرتبة وسطى ما بين الإنسان والقرد وهذه كلها نفايات فكرية خاصة بالقرن التاسع عشر .

وكنتيجة مباشرة لذلك الفكر فقد تشبعوا أي الكولون بالروح العنصرية والتي انحدرت لهم من آبائهم وجدودهم ممن استقروا في الجزائر والذين كانوا يكرهون سكانها أي الجزائريين وهذا الكره هو من سوف يفجر أي محاولة للتقارب بين الكتلتين وسوف يزيد من اتساعه الهوة بينهما وخصوصا من بعد تلك الجرائم التي ارتكبها الاستعمار في حق الجزائريين مما جعل تلك الهوة بينهما يستحيل ردمها وهذا خاصة بعد مجازر 08 ماي 1945 حيث تحددت بعدها معالم شعبين منفصلين يعيشان فوق رقعة واحدة ويتربص أحدهما بالآخر وسوف يحسم الأمر لأحدهما لأن الاستعمار وبحماقته تلك أي مجازر الثامن ماي 1945 يكون وبتعبير الفرنسيين قد حفر خندقا سيملأ بالجثث في قادم الأيام أي أنهم هنا يتنبئون بالثورة وبالتصادم المسلح بين الكتلتين وهذا ما تحقق بالفعل بعد 10 سنوات تلك المدة التي ضمن فيها السفاح دوفال Raymond Duval السلام لفرنسا بالجزائر .

وهم بأعمالهم الهمجية تلك كانوا يريدون تحويل الشعب إلى قطيع قاصر يفرضون قوانينهم عليه ولكن الجزائريين ومن بعد 1945 قد أصبحوا يرفضون وضع القاصر المحجور عليه من قبل الوصي المستبد والظالم والخائن ولهذا فهم قد أصبحوا يرفضون أن يحكموا بقوانين لم يساهموا هم في وضعها بعبير الأمير خالد وهذا ما نجد صداه في خطاب محمد لمين دباغين في معرض مناقشته لقانون الجزائر الخاص لعام 1947 حيث يقول: " يراد اليوم ودون استشارته - أي الشعب - فرض قانون على الجزائريين، لا يهدف سوى إلى تكريس عبوديته واستغلاله الاقتصادي والقضاء على ثقافته والمسح التدريجي لشخصيته . " . وما دامت فرنسا ماضية قدما في تجاهلها للشعب الجزائري فإن كل ما يأتي من جهتها كأمر مفروض على الجزائريين لهو أمر غير ملزم لهم وكما فرضته القوة الفرنسية فسوف تلغيه القوة الجزائرية المضادة وما دامت القوة حققت للمحتل إرادته فهي حتما ستحقق للجزائريين إرادتهم أيضا وهذه الإرادة القاضية باسترداد حريتهم وسيادتهم على أرضهم المغتصبة لأن الشعب الجزائري وصل إلى مرحلة أصبح فيها قادرا على تقرير مصيره وبنفسه .

ولهذا وكما يخبرنا فرحات عباس من أن الثورة الجزائرية لم تكن مفاجئة للشعب الجزائري فهو قد كان ينتظرها وهذا منذ مجازر 08 ماي1945 تلك المجازر الرهيبة والتي يقول عنها بأنها قد وضعت حدا نهائيا للعلاقة بين الجزائريين المسلمين، والمحتلين 39 . خاصة وأن التجمعات الأوروبية قد تحولت إلى تجمعات مغلقة على نفسها وكانت تظهر عدائية وفظاظة تجاه الجزائريين 40 . ونتيجة لتك العدائية ولتلك الفظاظة فقد حدث الطلاق وبصورة نهائية بعد مجازر 08 ماي 1945 بحيث أصبح في الجزائر شعبين منفصلين يتحين كل واحد منهم الفرصة للقضاء على الآخر فالكولون مصير نظامهم العنصري الرمي في البحر والجزائريين مصيرهم الإبادة إن استطاع المعمرون ذلك وما هي سوى مسألة وقت حتى يسترجع كل طرف قواه . وعليه فالفترة الممتدة ما بين 1945 و 1954 ما هي إلا استراحة محارب كما يقال .

ومن بعد تلك المجازر الرهيبة اقتنع الجزائريون بضرورة الكفاح المسلح وهذا ما يتضح من خلال تأسيسهم للمنظمة الخاصةOS والتي تأسست في شهر فيفري 1947 بهدف التحضير للكفاح المسلح ولئن تـأجل موعد الثورة عن العام 1952 فإنه لن يتأجل أكثر وأكثر ولمعرفة ضخامة الشرخ الذي أحدثته تلك المجازر فإننا نستشهد هنا بما قاله الفرنسيون أنفسهم من كون تلك المجازر مسئولة مسئولية مباشرة عن الثورة فها هو الجنرال توبير toubir Générale قائد لجنة التحقيق في تلك المجازر الوحشية يقول بأن: " القمع الدموي للاضطرابات كان غلطة كبيرة فالنزاع الحالي يعني ثورة نوفمبر 1954 قد ولد جزئيا من هذا القمع الأعمى " 41 . وحكمه هذا نراه صائبا فالثورة التحريرية الكبري جاءت كنتيجة حتمية لتلك التراكمات والتي عرفتها الجزائر وهذا منذ الغزو الفرنسي لها 1830 تراكمات سلبية وفي جميع المجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية دينية كانت مجازر الثامن ماي هي أقربها نسبيا إلى الثورة المباركة .

تلك المجازر حفرت خندقا بين الجزائريين والفرنسيين سيملأ يوما ما بالجثث بتعبير أحد الفرنسيين كما مر أعلاه وإن هؤلاء الذين امتدحوا الجيش الفرنسي وأعوانه الدرك اللفيف الأجنبي ميليشيا المعمرين على مهارته وفعاليته أثناء تلك الحادثة قد عضوا فيما بعد الأنامل من الندم على ما فعل هذا الجيش وأعوانه ولكن بعد فوات الأوان 42 . ولهذا فالثورة الجزائرية كانت آتية لا محالة وهذا ما نجده في الشعارات المحمولة في مظاهرات 08 ماي 1945 ومنها: " استعدوا فإن ساعة الصفر قد قربت ولنعد أنفسنا للثورة أيها الجزائريون حاربوا من أجل الحرية وموتوا إذا اقتضى الأمر ولكن لا هوادة مع المضطهدين أيها الجزائريون الجبال تناديكم ... " 43 . ولئن استطاعت فرنسا الاستعمارية إجهاض مشروع ثورة 1945 فإنها لن تستطيع إجهاض ثورة الفاتح من نوفمبر المباركة . ولن يجديها هنا تزوير الانتخابات في شيء ولا كذلك قطع الطريق أمام تيار الحركة الوطنية وعلى رأسهم المصاليين من أن يكونا نوابا للجزائريين فهذه الصفحة مزقها الجزائريون لصالح صفحة الكفاح الثوري المجيد .

وفي الأخير نقول بأن الاستعمار الفرنسي في الجزائر كانت نهايته حتمية لأنه مشروع فاشل أقيم بقوة الحديد والنار ولم يكن مبنيا على عقد تفاهم وقبول بين الطرفين وعليه فهو قد بقي عدوا في نظر الجزائريين خاصة وأن أصحابه الكولون لم يقدموا بديلا حضاريا للشعب الجزائري يؤهلهم لأن يكونوا القاطرة التي يتبعونها بل هم كانوا مجرد مجموعة من اللصوص في غالبيتهم يحكمون بمنطق العصابة لا بمنطق العدالة . والجزائريون كانوا في مستوي التحدي الذي واجهوه حيث أنهم استجابوا له وهذا من خلال تكيفهم مع الظرف الذي يعيشونه مما مكنهم من تجب الذوبان التام في هوية المحتل الأقوى عدة وعتاد ولكنهم كانوا أقوى منه روحيا ولذلك فقد حافظوا على هويتهم وقوميتهم حية وهي من ستكون السلاح الفتاك والذي سيهدم النظام الاستعماري ومن أسسه لأن القوى المبدعة والتي تقود الأغلبية بتعبير توينبي Arnold Joseph Toynbeeلم تختف أبدا من الجزائر ولم تتخلى عن دورها هذا أبدا سواء كانت قيادات وزعامات للثورات الشعبية والمنظمة أو قيادات للمقاومة السياسية أو زعامات دينية كجمعية العلماء المسلمين مع الشيخ ابن باديس . تلك الأقلية والتي لم تكن أبدا مسيطرة أو انتهازية تهدف لأغراض شخصية حقيرة بل كانت أقلية مضحية بما في الكلمة من معنى . كما كانت أقلية مخلصة ووفية لقضيتها مما سهل عليها عملها وجعل الجماهير تنقاد لها بسهولة وتطيع أوامرها كما لو كانت أوامر إلهية مقدسة .

كما أن الكولون فشلوا في مد شبكات التواصل مع الجزائريين لكونهم كانوا يحتكمون إلى منطق أخرق هو منطق السادة والعبيد الرجل الأعلى والرجل الأدنى منطق الغالب والمغلوب وهنا تكون شبكة العلاقات الاجتماعية بينهم وبين الجزائريين معطلة ومفقودة تماما نتيجة للكره وللحقد اللذين يكنانهما للجزائريين وعليه وجب أن يحسم الأمر لأحد الطرفين ومحال أن يقوم كيان سياسي شبكة العلاقات بين مواطنيه معطلة تماما فلا علاقات زواج بين الكتلتين إلا نادرا ولا علاقات جيرة محترمة لكون الكولون كانوا يطردون الأهالي حتى من محيط التجمعات السكانية وهذا لكي لا يقلقوا راحتهم كما أنهم لا يحبون رؤيتهم على الشواطئ ولا يريدون أن يتقاسموا معهم وسائل المواصلات ولا المقاعد في المجالس النيابية والمندوبيات المالية ولا يريدونهم إلا للضرورة الملحة كخدم في مزارعهم أو في بيوتهم أو كجنود من الدرجة السفلى للدفاع عن مصالح الاستعمارية المبتذلة وبكل بساطة لا يردونهم أن يتقاسموا معهم نفس الوطن كانوا يرفضون العيش المشترك مع الجزائريين وهذا هو الكيان الشاذ الذي يفتخر به الكولون وهو كيان مصادم لأبسط حقوق الإنسان ولأبجديات الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ولذلك حكم عليه التاريخ بالزوال مثله مثل نظام الأبارتيد Apartheidفي دولة جنوب أفريقيا . والكولون من جهة أخرى تحجروا وتجمدوا عند القرن التاسع عشر ونسوا بأن العالم يتحرك والقوة تهاجر من ضفة إلى ضفة فهم توقفوا عند خرافة الجزائر الفرنسية والموجودة فقط في عقولهم المريضة وفي بطونهم المنتفخة تلك الجزائر التي اعتبروها جنة أبدية لهم ولأبنائهم وبجرة قلم مسحوا وتجاهلوا الجزائريين الغالبية العظمى من سكانها وهم وبالقوة الغاشمة أرادوا إيقاف عجلة التاريخ وتطور المجتمعات البشرية وأرادوا لها أن تتوقف عندهم وهذا أمر محال .

 

خلف الله سمير بن امهيدي الطارف / الجزائر

....................

الهوامش:

01 - فرحات عباس ليل الاستعمار ترجمة أبو بكر رحال وزارة الثقافة الجزائر 2009 ص 133

02 نفس المرجع ص 141 / نفس المرجع ص 13 / 04 نفس المرجع ص 20

05 فرحات عباس الجزائر من المستعمرة إلى الإقليم الشباب الجزائري ترجمة أحمد منور منشورات وزارة الثقافة 2007 ص 130

06 أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الثالث الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992 ص 242

07 محمد العربي الزبيري تاريخ الجزائر المعاصر ج 1 منشورات إتحاد الكتاب العرب 1999 ص 81

08 نفس المرجع ص 86 /

09 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 156/ 157 / 10 نفس المرجع ص 157

/ 11 نفس المرجع ص 26 / 12 نفس المرجع ص 164

13 عباس محمد الصغیر فرحات عباس من الجزائر الفرنسية إلى الجزائر الجزائرية (1927 (1963- مذكرة مقدمة لنیل شھادة الماجستیر في تاریخ الحركة الوطنیة جامعة منتوري قسنطینة كلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الإجتماعیة السنة الجامعیة 2007/2006 ص 68

14 عز الدين معزة فرحات عباس ودوره في الحركة الوطنية ومرحلة الاستقلال 1985-1899 مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر تاريخ المناقشة: 16 فيفري2005 ص 89

15 نفس المرجع ص 130 / 16 سعد الله المرجع السابق ج 2 ص 71 / 17 عز الدين معزة المرجع السابق ص 172 / 18 نفس المرجع ص 83 / 19 أبو القاسم سعد الله المرجع السابق ج 2 ص 38 / 20 نفس المرجع ص 74 / 21 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 133 / 22 نفس المرجع ص 200 / 23 سعد الله الحركة الوطنية ج 2 المرجع السابق ص 73 / 24 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 40 / 25 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 223 / 26 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق تاكد ص 110 / 27 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 108

28 محمد حربي الثورة الجزائرية سنوات المخاض ترجمة صالح المثلوتي دار هومة 1994 ص 135

29 الزبيري المرجع السابق ج 1 ص / 30 محمد حربي المرجع السابق ص 40 / 31 أبو القاسم سعد الله المرجع السابق ج 3 ص 232 / 32 نفس المرجع ج 1 ص 64 / 33 نفس المرجع ج 2 ص 37 / 34 نفس المرجع ج 2 ص 74 / 35 نفس المرجع ص 108 / 36 نفس المرجع ص 204

37 فرحات عباس الشباب الجزائري المرجع السابق ص 156 / 38 عباس فرحات ليل الاستعمار المرجع السابق ص 156 / 39 محمد الصغير معزة المرجع السابق ص 196 / 40 فرحات عباس الشباب الجزائري المرجع السابق ص 20 / 41 أبو القاسم سعد الله ج 3 المرجع السابق ص 255 و 256 / 42 نفس المرجع ج 3 ص 257 /43 نفس المرجع ج 3 ص 232

 

المراجع:

- أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول والثاني الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992

- محمد العربي الزبيري تاريخ الجزائر المعاصر ج 1 منشورات إتحاد الكتاب العرب 1999

- محمد حربي الثورة الجزائرية سنوات المخاض ترجمة صالح المثلوتي دار هومة 1994

- فرحات عباس الجزائر من المستعمرة إلى الإقليم الشباب الجزائري ترجمة أحمد منور منشورات وزارة الثقافة 2007

- فرحات عباس ليل الاستعمار ترجمة أبو بكر رحال وزارة الثقافة الجزائر 2009

- عباس محمد الصغیر فرحات عباس من الجزائر الفرنسية إلى الجزائر الجزائرية (1927 (1963- مذكرة مقدمة لنیل شھادة الماجستیر في تاریخ الحركة الوطنیة جامعة منتوري قسنطینة كلیة العلوم الإنسانیة والعلوم الإجتماعیة السنة الجامعیة 2007/2006

- عز الدين معزة فرحات عباس ودوره في الحركة الوطنية ومرحلة الاستقلال 1985-1899 مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر تاريخ المناقشة: 16 فيفري 2005

في المثقف اليوم