قضايا

الموقف الأمريكي من القضية الجزائرية 1830 – 1962 (2)

كما أنه وفي العام 1948 فقد أعدت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا شرحت فيه السياسة الأمريكية في منطقة شمال إفريقيا جاء فيه بأن فرنسا إذ لم تقم بإصلاحات في المنطقة، فإن الإطراف الشيوعية ستستغل الوضع المتدهور في الجزائر وتوظفه لصالحها، وواصلت الإدارة الأمريكية من تحذيراتها للسلطات الفرنسية، من تزايد التوجهات الوطنية المطالبة بالاستقلال، وفي التقرير أيضا إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية، كانت دائما تذكّـر السلطات الفرنسية بأنها لا تعمل من أجل تفجير الاستعمار الفرنسي من أجل تعويضه في المنطقة " لأجل هذا فسوف يكون موقف الو م أ معارضا ومعاديا للثورة الجزائرية تخوفا من انتشار الشيوعية فيها وهذا على الأقل في السنوات الأولى منها ولا يمكن هنا أن تتماثل النظرة الأمريكية لكل من تونس والمغرب الأقصى مع نظرتيهما للجزائر هذه الأخيرة والتي هي أرض فرنسة في حين الأخريتين هما دولتان وفق القانون الدولي .

وفي العام 1950 طالب عباس فرحات الو م أ بضرورة إعانة الشعوب المضطهدة في القضاء على الاستعمار وذكر بالالتزامات الموقعة من طرف الأمم المتحدة من أجل تحرير الدول المستعمرة – 17   والشعوب ونحن حسبهم لسنا بشعب ولا بحسبهم دولة وهو أي عباس فرحات ما زال يؤمن بالثورة بالقانون فرنسي أو دولي لكونه رجلا مسالما ويكره العنف .

وانطلاقا مما سبق فإن الموقف في سنوات الثورة الأولي كان معادى لها وهذا لكون الو م أ وفي هذه الفترة قد كانت تتبني وجهة النظر الفرنسية تجاه القضية الجزائرية باعتبارها قضية فرنسية داخلية وهذا لكون الفرنسيين استطاعوا إقناعهم بهذا الأمر وهذا منذ بداية الحرب العالمية الثانية ولذا فإن الجزائر في عرفهم هي مقاطعة فرنسية فيما وراء البحار ولا تدخل في مجال تصفية تىستعمار هذا المشروع المزمع تجسيده بعد ح ع 2 .

ويخبرنا مولود قاسم نايت بلقاسم بأن الو م أ قد تدخلت عقب اندلاع الثورة الجزائرية لدي كل من حكومة مصر وإسبانيا بهدف إيقاف الدعاية ضد فرنسا في الجزائر كما أنها رخصت لفرنسا حق استخدام عتاد الحلف الأطلسي فيها خاصة وأنها قد أعطت لها البطاقة البيضاء لكي تفعل في الجزائر ما يحلو لها وأن تنهي النزاع بالطريقة التي تراها مناسبة وهذا من بعد زيارة غي مولي Guy Molly رئيس الوزراء الفرنسي لواشنطن . كما أنها أي أمريكا عملت جاهده لكسب الصف العربي إلى جانب فرنسا على حساب الثورة الجزائرية . 18

ولهذا فقد صرح السفير الفرنسي في باريس دوغلاس ديلون Douglas dion عقب اندلاع الثورة بأن أمريكا تؤيد تأييدا مطلقا السياسة الفرنسية في شمال إفريقيا ثم ألقي خطابا جاء فيه بأن السياسة الفرنسية في شمال إفريقيا تحظى بالتأييد المطلق من الو م أ وقال إننا نساعد فرنسا في الجزائر ففي المجال الدبلوماسي مثلا بمعارضتنا تسجيل قضية الجزائر في هيئة الأمم المتحدة وفي المجال العسكري بإمدادها بالطائرات العسكرية العمودية وغيرها من الوسائل والتجهيزات إلى أن يقول وأود أن أطلب من صحافتنا أن تتفهم ذلك إنه يحق لفرنسا أن تفخر بما أنجزته في الجزائر . 19

كما قال أيضا بأنه بالرغم من أن شيوعي إفريقيا وشيوعي فرنسا أو حتى موسكو حاولوا تفادي دعم الثوار الجزائريين، إلا أن فرنسا لديها دلائل بأن الثورة مراقبة من بعيد من طرف الشيوعيين، وأن هناك تونسيين متواجدين الآن في روسيا وتشيكوسلوفاكيا 20 ولذا علينا أن ننتظر ما بعد العام 1958 حتى تتضح الرؤية للو م أ وتصبح تفرق بين الشيوعية من جهة وبين الحركة النضالية الثورية في الجزائر وعندها فقط ستتأكد بأن لا خطر عليها من الثورة الجزائرية وهذا ما سوف يؤدي إلى تغير جذري في موقفها منها .

كما أن كل من الرئيس إيزنهاور ووزير خارجيته جون فوستر دالس John Foster Dulles كانوا متفقين على ضرورة تأييد الإدارة الأمريكية لفرنسا وهذا لكي تستعيد فرنسا مكانتها كقوة عظمى في العالم، وكان الاثنين مقتنعين بأهمية فرنسا ومستعمراتها في إيقاف تقدم النفوذ السوفيتي والشيوعية العالمية وهذا كان محور السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة الخمسينات وبالتالي كان عاملا حاسما في علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . 21 أما قنصل الو م أ بالجزائر العاصمة كلارك CLARK فقد كتب يقول بأن ما وقع ليلة الفاتح نوفمبر، له صلة مباشرة بالأيدي الشيوعية وموسكو وأن زعماء هذه الهجومات ينتمون إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية وتحركاتهم جاءت تحت ضغط الجامعة العربية وسفيرها في باريس .

ونبقى دوما مع وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس فقد كان هو الآخر أكثر عداء للمسألة الجزائرية، فهو من جهة كان يفضل أن تبقى بلاده بعيدة عن المشكلة الجزائرية، على اعتبار بأنها مشكلة فرنسية داخلية ومن جهة أخرى كان يرفض إلزام فرنسا بشرط يجبرها عدم استعمال الأسلحة الأمريكية في الجزائر، ومع ذلك نجده يتشبث برأيه القائل بضرورة ترك الحرية لفرنسا لكي تتصرف في المسألة الجزائرية كيفما شاءت . 22

وفعلا فقد وفت الو م أ بوعودها تجاه فرنسا بحيث صوتت لصالح سحب إدراج القضية الجزائرية من جدول أعمال الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة وذلك في دورة سبتمبر 1955 وهو نفس الموقف الذي سوف تتبناه وإلى غاية العام غداة استقلال الجزائر . أما الدعم العسكري فتكفي هذه الفقرة والتي كتبها الحاكم العام الفرنسي للجزائر جاك سوستال Jacques Soustelle والتي قال فيها : " لم يكن لفرنسا سوى طائرة واحدة من نوع بيل وأما الطائرات سيكور سكاي وبنان، فإن فرنسا لم تكن تصنعها أصلا وفي أوائل 1955، ارتفع عدد الطائرات المستعملة لمواجهة الثورة الجزائرية إلي حوالي 60 طائرة خفيفة و30 طائرة عمودية من صنع أمريكي ولم يكد يحل شهر أوت 1956، حتى أرتفع عدد الطائرات ارتفاعا مذهلا حتى بلغت150 هليكوبتر " 23 .

كما ألح أيضا أي جاك سوستال على حكومته الفرنسية بضرورة إقناع القوات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية بألمانيا، لإرسال بعض من طائراتها من نوع SIKORSKYS إلى قواته الجوية الفرنسية بالجزائر .وكل هذا يدخل في أوجه الدعم المتعددة والذي قدمته الو م أ لحليفتها فرنسا ضد الجزائر أثناء الثورة التحريرية الكبرى فها هو الجنرال ويغان Maxime Weygand كتب مقالا جاء فيه : " بصيص من الضوء ينبعث من حوالك الأيام لقد أعلن سفيرا بريطانيا والولايات المتحدة قرار حكومتيها بتأييد فرنسا في نضالها المفروض عليها في إفريقيا الشمالية " 24 .

كما أيدت الو م أ فرنسا في إطار ميثاق الحلف الأطلسي ولقد استندت فرنسا للحصول على هذا التأييد على المادة الرابعة من ميثاق الأطلسي والتي جاء فيها : " أي هجوم – اعتداء- مسلح على أراضي عضو أو أكثر من أعضاء التحالف، تعني الاعتداء على الأراضي التابعة للأعضاء في أوروبا، أو أمريكا الشمالية أو المقاطعات الجزائرية التابعة لفرنسا، أو إقليم تركيا أو الجزر الخاضعة لأعضاء منظمة الحلف الأطلسي " .

ولقد استطاعت فرنسا فعلا إنزالها أي المادة السابقة إلى أرض الواقع حيث أعلن رئيس الحكومة الفرنسي فليكس غايار Félix Gaillard في العام 1957 من أن ميثاق الأطلسي يشمل ولايات الجزائر وهذا في مادته السادسة حيث أن كل تهديد موجه لوحدتها يستتبع التضامن الآلي من جانب حلفائنا كما أوضح أحد أعضاء الوفد الأمريكي الذي وقع معاهدة شمال الأطلسي . إن هذه المعاهدة تشمل ولايات الجزائر الفرنسية الأربع التي تؤلف جزءا من فرنسا من الناحية الدستورية " 25 وفرنسا تحتج على الو م أ بأنه لا يمكن أن يكون المرء حليفا هنا دون أن يكونه في كل مكان . كما صرح ميشال دو بريه Michel Jean-Pierre Debré في العام 1959 بأنه لا يمكن أن يكون المرء شريكا في أوروبا في حالة وقوع التهديد وأن يكون منقسما في البحر المتوسط أمام التهديد ذاته وهذا ما جعل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تندد بدعم الحلف الأطلسي لفرنسا عسكريا وماليا ودبلوماسيا في حرب الإبادة وإعادة الفتح التي تشنها فرنسا منذ ست سنوات حتى اليوم " 26 ولذلك فهي ترى بأن الجزائر أدرجت في ميثاق الأطلسي دون رضا شعبها ولذلك وجب فسخ إدخالها وبصورة تعسفية في ذلك الميثاق وهو نفس الأمر الذي يشير له محمد العربي الزبيري وهذا حينما يخبرنا بأن بعض السياسيين قد استغلوا وجود هذين النصين فراحوا يدفعون حكومتهم إلى المطالبة بتدخل الحلف مباشرة لخنق أنفاس الثورة في الجزائر وكان أعضاء المنظمة يعرفون حقيقة ما يجرى في الجزائر ويعرفون أنه يتنافي مع روح المادة السابقة من ميثاقهم التي تمنع المساس بالحقوق المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير مصيرها لكنهم رغم ذلك متعاطفين مع فرنسا بسبب ما يجمع بينهم من منطلقات استعمارية وامبريالية ولقد جاء التعاطف المذكور مجسدا في مواقف كل من أمريكا وبريطانيا على مستوى مجلس الأمن " 27 علما بأن الجزائريين لم يقبلوا أبدا بأن تشمل معاهدة شمال الأطلسي بلادهم فها هي حركة الانتصار للحريات الديمقراطية تحتج وترسل بمذكرة إلى هيئة الأمم المتحدة تندد فيها بهذا الإجراء التعسفي الذي لم يستشر فيه الشعب الجزائري وكان هذا في 20 سبتمبر 1950 28 .

علما بأن الو م أ قد واجهت عدة صعوبات في كيفية التعاطي مع القضية الجزائرية وأولى هذه الصعوبات هي كون الأخيرة مسألة فرنسية داخلية ولكن هذه النقطة تجاوزتها الأحداث لحظة أن أصبحت القضية دولية لا مسألة فرنسية داخلية كما يخبرنا جون كنيدي John F. Kennedy في خطابه الشهير في العام 1957 والعقبة الثانية تتمثل في عدد المعمرين الكبير والذي من مصلحتهم أي الكولون حسب الو م أ أن يكون هناك حلا سريعا للقضية الجزائرية حتى لا يزداد الخطر عليهم أكثر وهي نظرة صائبة والهدف الآخر الذي ترجوه الو م أ من وراء ضرورة إيجاد حل سريع للقضية الجزائرية هو منع الشيوعيين والناصريين من الاندساس في الثورة وتزعمها وهذا ما يهدد مصالح الو م ا في منطقة شمال إفريقيا ولذلك ومنذ العام 1957 والو م أ تعتبر ما يحصل في الجزائر ثورة وحركة تحررية خاصة وأنها هي ذاتها استقلت بثورة تحريرية عن بريطانيا .

كما أن حجج فرنسا والتي كثيرا ما أرعبت بها الو م أ من احتمال دخول المنطقة في الفوضى لو تنال الجزائر استقلالها قد فندها استقلال كل من تونس والمغرب الأقصى كما أنه لا خوف على التنوع في الجزائر المستقلة لأن التنوع قاعدة عامة حسب جون كنيدي طبعا في كل إفريقيا وحتى في الو م أ نفسها وهذا حسب ما جاء في خطابه الشهير حول الجزائر في العام 1957 ولذا فحجج فرنسا الاستعمارية لم تعد مقنعة لتيار عريض في للو م ا وعلى رأسه جون كنيدي والذي وعندما يصل إلى رئاسة الو م أ سيغير من سياستها ولو بصورة جزئية لصالح القضية الجزائرية ويصبح من المؤيدين لاستقلالها وخاصة من بعد اتفاق الطرف الجزائري والفرنسي حول حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره ومن بعد مباحثات إيفيان accords d'Evian ولهذا فقد تغاضت الو م أ عن نشاطات جبهة التحرير الوطني داخل أراضيها كما سمحت للثورة التحريرية الجزائرية بفتح مكتب دائم لها في هيئة الأمم المتحدة وعلى أراضيها أيضا .

علما بأن خطاب النائب جون كنيدي قد جوبه بعدائية وبالرافض التام من قبل إدارة الرئيس إيزنهاور وها هو فوستر دالاس والذي يخبرنا بأن : " الإدارة الأمريكية تتعاطف مع الشعوب المستعمرة وأنه يدرك مدى صعوبة المسألة الجزائرية، معبرا بأنه لا توجد قيادة وطنية لتمثيل الجزائريين، وبذلك أنكر دالاس وجود جبهة التحرير الوطني كقيادة وطنية تمثل الثورة والشعب الجزائري . " 29 وفي الدورة الرابعة عشر للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة سبتمبر / ديسمبر 1959 تقدمت باكستان باسم حركة عدم الانحياز بقرار : " يستعجل الطرفين المعنيين للدخول في محادثات لتقرير البدء بأسرع ما يمكن في تنفيذ حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره بما في ذلك شروط وقف إطلاق النار " . ولقد وقفت ضده الو م أ ترضية للجنرال ديغول حتى أنها ضغطت على بعض الدول الصغيرة لتقف هي الأخرى ضده ولكنها عملت على أن تخفف من حدة معارضتها للقرار لكي تسترضي الجزائريين وتخفف من حدة غضبهم 30 .

علما بأن الو م أ وحتي العام 1958 كانت مع فرنسا وضد الجزائر ومع بقاء فرنسا في الجزائر ويتضح هذا في التصريح التالي والذي أدلى به جورج ألن George Allen مدير وكالة أنباء الولايات المتحدة في 29 / 06 / 1959 حيث جاء فيه : " لقد حيينا عرض الجنرال ديغول صلح البواسل والولايات المتحدة تؤيد الجنرال ديغول من غير تحفظ وذلك لوضع حد لما أسماه بالنزاع العقيم أي نزاع الثورة الجزائرية الكبرى 31 والولايات المتحدة الأمريكية كانت حريصة على التفوق الفرنسي في الجزائر ولذا فقد وافقت في جوان 1959 على أن يشتري الجيش الفرنسي العامل في الجزائر 25 طائرة هيليكوبتر ثقيلة وعدد غير محدود من طائرات التدخل من أجل دعم العمليات البرية والاستجابة لاحتياجات شتاء 1959 – 1960 في الجزائر وقد سلمت الولايات المتحدة إلى فرنسا 60 طائرة في جانفي 1960 ... وكانت هذه الطائرات الأمريكية هي من فتكت بالأطفال أثناء خروجهم من مدرسة الساقية وقد صرح دوغلاس ديلن Douglas Dillon سكرتير الدولة المساعد للشؤون الاقتصادية في 26 فيفري 1958 بأن استخدام العتاد الأمريكي ضد ساقية من الصعوبة أن نجد له عذرا 32 .

ولكن الشيء المعلوم هو أن أمريكا ككل لم تكن تتخذ موقفا معاديا من الثورة الجزائرية ففي أوت 1959 أصدر الحزب الديمقراطي بيانا مؤيد للقضية الجزائرية من توقيع 16 عضوا ونفس الموقف المؤيد لها تبنته الفدرالية العمالية الأمريكية وهي كلها قوى لها وزنها على الصعيد الاجتماعي والسياسي كما أن بعض الأصوات العسكرية ارتفعت لتعلن صراحة تأييدها للقضية الجزائرية مثلما نجده في هذا التصريح لأحد الجنرالات حيث قال : " أعتبر أن امتداد الحرب الجزائرية، مخالف للمصالح الأمريكية في شمال إفريقيا " . كما أن الثورة الجزائرية قد أصبحت عبئا وعلى الجميع ساسة ومجتمع في أمريكا ولذلك فلا بد من إيجاد حل لها فوكالة المخابرات المركزية توصلت إلى قراره مفاده بأن الفرنسيين سيجبرون على ترك الجزائر كما أن حرب الجزائر تسببت في الأمراض الاقتصادية الفرنسية الحالية إلى حد كبير، لقد زرعت في الوطن الفرنسي أسباب الفوضى، وعدم الاستقرار ولقد هزت جو التضامن في هيكل الناتو،حتى الجذور 33 ولذا وجب إيجاد حل سريع ونهائي لهذه القضية .

كما أن السياسة الفرنسية الرعناء في الجزائر وأهم مظاهرها قنبلة ساقية سيدي يوسف على الحدود الجزائرية التونسية في 08 فيفري 1958 قد كانت بمثابة علامة مفصلية في سير تطور النظرة الأمريكية للقضية الجزائرية وهذا ما نجده في حديث لفوستر دالاس والذي قال : " إن قنبلة مدينة مفتوحة يوم سوق أسبوعية، وتقتيل نساء وأطفال، هي قضية قذرة ... وأنه لا يرى حقيقة مآل كل ذلك بالنسبة إلينا، إن الفرنسيين اظهروا عجزهم في إدارة الوضع في شمال إفريقيا، ونحن بدأنا نرسم سبيلا مع أناس من المغرب وتونس، راغبين أن يكونوا من جانب الغرب ... إن الوضع أصبح غير مراقب من قبل الفرنسيين، فالعداء الجزائري اتسع إلى تونس، وإذا لم يوجد حل لهذا النزاع، فقد نخسر تونس، ليبيا، والمغرب وكل الدول الإسلامية وجنوب الاتحاد السوفيتي " وهنا ومتى أصبحت المسألة الجزائرية قنبلة ستنسف العلاقات الأمريكية مع العالم العربي والإسلامي فلا بد من فرض حل عادل حتى ولو كان ضد رغبة فرنسا .

كما أن موقف الو م أ من القضية الجزائرية قد تغير بتغير من كان يحكمها من مؤيدين وبصفة مطلقة للاستعمار الفرنسي إلى معارضين لسياسة فرنسة في شمال إفريقيا والتي هي سياسة تخرب مصالحها في المنطقة فمثلا وصول جون كنيدي إلى السلطة في الو م أ عام 1960 . وفي ظل صراع أجنحة في السلطة الأمريكية بين العناصر المؤيدة للاستعمار التقليدي المباشر على معسكر الداعين للاستعمار غير المباشر وممن يدعون لنشر قيم العدالة والحرية والديمقراطية في العالم أجمع ولعل ما سهل على الو م أ تغيير موقفها من الثورة الجزائرية هو ترأس فرحات عباس للحكومة الجزائرية المؤقتة وهو رجل معروف بميوله الغربية وبعدائه إلى الشيوعية العالمية وهذا منذ العام 1948 وهذا أمر مطمئن للمعسكر الغربي وكلنا نعرف تصريحه في العام 1950 من أنه لا يريد أن يتعاون مع أي حزب تابع لستالين ونفس الموقف يتبناه تقريبا مصالي الحاج والرافض هو الآخر بأن تغيير هيمنة غربية بهيمنة شرقية شيوعية .

كما لا ننسى بأن الو م أ دولة مصلحية براغماتية مواقفها تخضع لمبدأ الربح والخسارة ويمكن لنا أن نلخص العوامل التي حكمت نظرتها للمسألة الجزائرية في هذه الفقرة والتي نقتطفها من خطاب السيناتور جون كيندي قبل أن يصبح رئيسا للو م أ وهذا في العام 1957 حيث جاء فيه: " أن هناك 400 ألف جندي فرنسي . يقومون بالحرب في الجزائر علي حساب قوة الحلف الأطلسي التي أصبحت من جراء ذلك مجرد هيكل عظمي ثم إن هذه الحرب أضعفت المعسكر الغربي وأجبرت فرنسا علي أن يكون اقتصادها خاضعا لاقتصاد الحرب، كما أن هذه الحرب عرقلت علاقاتنا مع تونس والمغرب وتسببت لفرنسا في قطع إعاناتها الاقتصادية للبلدين المذكورين لمساعدتهما للوطنيين الجزائريين، إن هذه الحرب قد أضعفت قيمة مشروع أيزنهاور في الشرق الأوسط وعرضت للخطر بعض مراكزنا الجوية الإستراتيجية وشوهت موقفنا في نظر العالم الحر ودنست سمعتنا ومكانتنا وأتاحت للدعاية المناهضة للغرب في آسيا والشرق الأوسط أن تعمل عملها لإضعاف مركزنا وأجبرت هذه الحرب فرنسا علي تأجيل إصلاحاتها الداخلية وإهمال تطورها الاقتصادي والسياسي في إفريقيا السوداء وفي الصحراء وفي الإتحاد الأوروبي وجعلت الحزب الشيوعي الفرنسي يقوي في فرنسا في الوقت الذي يتقهقر في كل مكان آخر وهذا يقع في الشعب الفرنسي الذي لا يعرف أي استقرار وزاري كما أن هذه الحرب أدت إلي عملية قناة السويس ...".

ولذلك فالو م أ قد أصبحت منزعجة من الطريقة التي تدير بها فرنسا مستعمراتها بشمال إفريقيا والمبنية على الرعب والإرهاب ولهذا وحسب الو م أ فإنه يترتب عليها إيجاد حل ترضي به الشعوب الإسلامية ولذلك فهي قد قررت السير في هذا الاتجاه 34 . ولكن هذا لا يعني أنها مع وجهة النظر الجزائرية وإنما هي هنا تكيف موقفها حسب ظروف الحرب البادرة ومصالح الكتلة الغربية فالحل الذي يرضي الشعوب الإسلامية لا يعني أبدا الاعتراف باستقلال الجزائر عن فرنسا ولهذا فهي قد وقفت ضد أي قرار لتدويل القضية الجزائرية في الهيئة الأممية لأنها كانت تبحث عن صيغة ومخرج للقضية الجزائرية يضمن المصالح الغربية بعيدا عن الكتلة الشرقية وهذا لكونها على اقتناع تام بأن عصر الاستعمار التقليدي قد انتهي وعليه فقد وجب وضع ترتيبات مناسبة لما بعده .

كما أن القضية الجزائرية قد أصبحت تهدد مصالح الو م أ كما مر في خطاب جون كنيدي المذكور أعلاه وهي دولة لا يهمها سوى الأسواق والمواد الأولية وعدم انتشار الشيوعية كما حصل في الفيتنام والو م أ في تلك الفترة مشاكلها كثيرة في العالم والقضية الجزائرية ليست ذات أولوية بالنسبة إليها لكونها لا تدخل في نطاق الحرب الباردة وصراعها مع الشيوعية العالمية خاصة وأنها أي الو م أ قد إتعضت من تجربة الهند الصينية وتأكدت بأن المستعمرات لا بد لها من أن تستقل يوما ما وهي هنا تستشهد بما قاله تريغو من أن المستعمرات مثل الثمار في الشجار لا تبقي فيها إلا يوم نضجها، ولذلك فمن مصلحة الو م أ كسب ودها على معاداتها ليستقوى بها على المعسكر الشرقي . وما زاد من اقتناع الو م أ بالثورة الجزائرية هي أن هذه الأخيرة لم تكن حركة تمرد فوضوية محدودة دون انسجام وإدارة سياسية أو أنها معرضة للفشل ولقد قام الدليل أيضا على أنها بالعكس ثورة حقيقية منظمة وطنية شعبية لها إدارة مركزية وتقودها أركان حرب قادرة على الوصول بها إلى النصر النهائي " وما زاد الو م أ اقتناعا بضرورة إيجاد حل للقضية الجزائرية خارج الحل السياسي هو فشل الحل العسكري والذي راهنت عليه فرنسا ومنذ العام 1954.

كما أنه أي جون كنيدي قد كان يرى بأن استقلال الجزائر هو الطريق الصحيح الواجب السير فيه لإنقاذ الأمة الفرنسية من الضياع ومن شبح الحرب الأهلية ومن الخراب والدمار الاقتصادي والانحطاط الاجتماعي ويري بضرورة استقلال الجزائر لكي نبقي على شمال إفريقيا الفرنسية وإلا فلن يكون هناك إلا الكارثة لأن استقلال الجزائر لا يتعارض أبدا مع قيام علاقات اقتصادية متينة مع فرنسا وهذا من مصلحة الغرب كله . كما وأن واستقلال الجزائر حسبه سيقلل من الخسائر البشرية قدر المستطاع وفي نفس الوقت ربما يعيد الحياة للاتحاد الفرنسي المنهار وهو هنا يتمثل التجربة البريطانية وكيف أن بريطانيا وبحكمتها قد استطاعت أن تبنى كومنوالثا ناجحا .

وما أيضا أقنع الو م أيضا بضرورة حل القضية الجزائرية وفي نفس السياق الدائر حول فشل فرنسا عسكريا في الجزائر هو ما يخبرنا به بسام العسلي والذي يقول : " وكتبت صحيفة أمريكية ما يلي لا أعتقد أن هناك أيا من المسؤولين الأمريكيين يعتقد بأن الثورة الجزائرية يمكن إخمادها بنصر عسكري إنهم يعتقدون أن الثورة في الجزائر مثلها كمثل جميع الثورات المشابهة التي اندلعت في النصف الأول من هذا القرن سوف تنتهي فقط عندما تفعل الحكومة الفرنسية ما تعلمت الحكومة البريطانية فعله وهو الاعتراف بصدق عزم الثوار على طلب وضع جديد في بلادهم إننا لا نعتقد بأن فرنسا قادرة على تهدئة الجزائر والاحتفاظ بها عن طريق سياسة القوة العسكرية " 35 لذلك فقد غيرت موقفها وضغطت على فرنسا لأجل الوصول إلى حل عادل للقضية الجزائرية .

كما أن الو م أ قد تأكدت من أن الحل العسكري ليس مجديا أبدا في الجزائر فتجربة تونس والمغرب الأقصى والفيتنام خير شاهد على هذا وهذا الحل سيولد أخطارا جمة على الو م أ وعلى الغرب عموما وعلى الحلف الأطلسي ولذا وجب الاعتراف باستقلال الجزائر وهذا خاصة مع تنامي قوة الثورة الجزائرية وفشل سياسة التهدئة الفرنسية في الجزائر أقنع الو م أ بضرورة الإسراع في تصفية القضية الجزائرية بعيدا عن سياسة المجاملات لفرنسا حتى ولو أدي الأمر إلى خسارة الو م ا لحليفتها فرنسا خاصة وأن الثورة الجزائرية ثورة شعبية وإرادة الشعوب لا تقهر والو م أ تعلم جيدا بأنه وكما قال وانقات : " عندما تكون الثورة مؤيدة من الشعب يستطيع ألف رجل فيها أن يقاوموا 100 ألف جندي معادي إلي ما لا نهاية له، وهذا بالضبط ما يجري في الجزائر " . كما جاء في خطاب جون كنيدي دوما والذي نحن اقتبسنا منه الكلام السالف الذكر . وهكذا تعرت الأكاذيب الفرنسية فثورة الجزائر هي حركة تحررية حركة شعب يريد الحرية ولا علاقة لها لا بجمال عبد الناصر ولا بتونس والمغرب الأقصى ولا بالروس الشيوعيين وهنا افتضحت كل الأكاذيب الفرنسية فتحملت الو م أ مسؤوليتها التاريخية كاملة وإن كنا هنا لا نمتدحها أو نتملقها وإنما نحن ندرس التاريخ وكما حدث بعيدا عن أية مزايدات ومهما كانت طبيعتها

كما لا يجب أن يغيب عنا بأن الو م أ كانت تعمل جاهدة لأجل إرساء أسس الاستعمار الجديد غير المباشر في حين فرنسا لا زالت متمسكة بالطبعة القديمة من الاستعمار أي الاستعمار المباشر وترفض أي تنازل لصالح الجزائريين في السنوات الأولى للثورة وهذا يتناقض مع سياسة الو م أ والتي تقوم على تقديم ترضيات وتنازلات في حدود المعقول خدمة لمصالحها ولهذا فقد تصادمت كل من فرنسا والو م أ حول حوا بعض المسائل ومنها اختلافهما في النظرة إلى المسألة الجزائرية .

كما أن الو م أ قد تخوفت من تغول الحزب الشيوعي الفرنسي ونجاحه في الوصول إلى السلطة مما يهدد أوروبا الغربية ككل وهذا نتيجة لتخرب الاقتصاد الفرنسي لكونه أصبح اقتصاد حرب مما سيجعل الدعاية الشيوعية تنجح لكونها تتغذي من مثل هذه الظروف ولهذا وجب إنهاء النظام الاستعماري المتحجر والذي أصبح عبئا ثقيلا على الو م ا لكونه أصبح ميدانا خصبا للدعاية الشيوعية المضادة والتي مفادها بأن الغرب استعماري يضطهد الشعوب ويستعبدها خدمة لمصالحه .

إضافة إلى ما سبق ففرنسا تعمل جاهدة لأجل نيل التأييد المطلق للو م أ عسكريا ودبلوماسيا ولكن مسعاها هذا قد خاب فالصحافة لأمريكية ما فتأت تندد بالأعمال الإجرامية وبتلك الفظائع الحربية التي يقوم بها جنود اللفيف الأجنبي وجنود المظلات كالتنكيل بالشيوخ والأطفال وتقتيل المثقفين والمدنيين الأبرياء وتعذيب المساجين السياسيين الوطنيين وإكثار المعتقلات وإعدام الرهائن وتطالب الصحافة العالمية الاستعمار الفرنسي بالاعتراف العلني الرسمي بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره " 36   ولذلك فلا حل هنا سوى منح الجزائريين لما يطالبون به أي الاستقلال التام عن فرنسا ولا يهم موقف فرنسا هنا إن هي أرادت أن توقف وبالقوة سير عجلة التاريخ هذه الأخيرة والتي تجاوزت وبصورة نهائية محطة الحقبة الاستعمارية إلى محطة تصفية الاستعمار وتحرير الشعوب التي لم تزل مستعبدة بعد من قبله فالضمير الإنساني لم يعد يستطيع أن يتحمل فظائع ومجازر وجرائم فرنسا أكثر .

وبعد سنة 1958 أصبحت المسألة الجزائرية قضية دولية تهدد السير الحسن للعلاقات الأمريكية مع العديد من دول العالم الداعمة والمساندة للقضية الجزائرية وخاصة الدول العربية البترولية ومصر كدولة محورية في الشرق الأوسط كما أن مصالح الو م أ متشعبة وموزعة في العالم ككل وكذلك الأمر مع قواعدها العسكرية واستمرارها في تأييدها المطلق لسياسة فرنسا في الجزائر من شأنه أن يعرض تلك المصالح للخطر كأن تتعرض لهجمات عسكرية وإرهابية انتقامية على أراضي الدول التي تستضيف تلك المصالح والقواعد ومعها مصالح كل الدول العضو في الحلف الأطلسي ذلك أن الثورة الجزائرية لها أصدقائها في كل دول العالم ولذا وجب على الو م أ على الأقل الوقوف على الحياد بدل من تأييدها لفرنسا ضد الثورة الجزائرية وضد الشعب الجزائري . ولا يمكن لفرنسا أن تخرب لها كل هذا فيكفيها بأن أصبحت شريكة لفرنسا في جرائمها أمام الرأي العام الدولي وهذا الأمر يجب أن ينتهي وفورا نعم شريكة في تقتيل الجزائريين بواسطة الحلف الأطلسي : " إن الفرق الثلاث التي وضعتها فرنسا تحت تصرف منظمة الأطلسي في أوروبا لم تسهم في خدمة هذه المنظمة إلا بأن تزودت بعتاد المنظمة وانكفأت نحو ميادين العمليات الحربية في الجزائر ... وهكذا استقبل الشعب الجزائري الموت والدمار من جراء وجود فرقتين في شرق البلاد وفرقة ثالثة في الغرب " الفقرة الأخيرة 37 . كما إن العتاد الموجود في الجزائر بكامله على وجه التقريب بما فيه تجهيزات الوحدات الفرنسية والتجهيز الصحي جميع ذلك من منشأ أمريكي وهناك مدربون أمريكيون يقيمون في الجزائر وبخاصة في مرسى الكبير وبوفاريك وبجاية وإن قطع التبديل والمعدات كلها أمريكية وإن قسما من تدريب الفرنسيين العاملين في الجزائر يجري في ألمانيا وخصوصا على الطائرات ... هذا وقد أوصت فرنسا الولايات المتحدة في مارس 1956 على خمسين طائرة هيليكوبتر ذات المحركين مخصصة للعمليات الحربية في الجزائر ... وقد سلمت الدفعة الأولى إلى فرنسا في جوان 1956 " .  

كما أن الو م أ لا يمكن أن تبقي ملكية أكثر من الملك فها هي فرنسا ومنذ العام 1956 تفتح باب الاتصالات والمفاوضات مع الطرف الجزائري خدمة لمصالحها فما يمنع الو م أ من أن تكون هي الأخرى تعمل لأجل مصالحها في منطقة شمال إفريقيا وأولها المصالح الاقتصادية ولذا وجب امتصاص شحنة الغضب والكره والحقد تجاهها خاصة وأنها في صراع حياة أو موت مع الشيوعية العالمية .

وفي نفس الوقت فقد تأكدت الو م أ بأنه لا خطر شيوعي يتهدد المنطقة وهذا ما نجده في تصريح لروبير موفي مبعوث الرئيس أيزنهاور في شمال إفريقيا والذي جاء فيه : " إن نهاية سريعة لحرب الجزائر ستحمي شمال إفريقيا من فيروس الشيوعية " . خاصة من بعد تأكدها من عدم امتلاك فرنسا لحل سياسي لا على مستوى الجزائر ولا على مستوى هيئة الأمم سوى سياسة الكرسي الشاغر ولا هي تستطيع حسم المسألة عسكريا وبصورة نهائية . كما أنه ولما فشلت الو م أ في أن تستخدم الحبيب بورقيبة ليقنع ثوار الجزائر بالحكم الذاتي مع فرنسا فلم يبقي سوى الاعتراف بالأمر الواقع أي الاستقلال التام للجزائر عن فرنسا . وأمام اقتناع فرنسا بأن لا حل للمعضلة الجزائرية إلا عن طريق المفاوضات هنا انفتح الطريق أمام الو م أ للتعمل وبصورة علنية ومباشرة مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية . وما أن جاء العام 1961 حتى صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن واشنطن تؤيد حق الشعب الجزائري في نيل استقلاله وحقه في تقرير مصيره . وما بقي منها سوى الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وفي ديسمبر من العام 1961 أعلنت واشنطن بأنها على استعداد لاستضافة أعضاء الحكومة المؤقتة ومتى يرغبون في ذلك ومن بعد استفتاء تقرير المصير في الجزائر 03 جويلية 1962 اعترفت الو م أ باستقلال الجزائر .

 

خلف الله سمير بن امهيدي / الطارف / الجزائر

.............................

الهوامش

01 مذكرات القنصل الأمريكي وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر تعريب إسماعيل العربي الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1982 ص 104 / 02 نفس المرجع ص 127

03 مولود قاسم نايت بلقاسم شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل سنة 1830 الجزء الثاني دار الأمة 2007 ص 212 / 04 نفس المرجع ص 249

05 مولود قاسم نايت بلقاسم ردود الفعل الأولية داخلا وخارجا على غرة نوفمبر دار الأمة الجزائر 2007 ص 152

06 مذكرات القنصل الأمريكي وليام شالر المرجع السابق ص 185 / 07 نفس المرجع ص 186

08 أحمد مريوش دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر ج 1 مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع الجزائر 2013 ص 51

09 - أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الثالث الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992 ص 194

10 معمر العايب العلاقات الفرنسية الأمريكية والمسألة الجزائرية 1962 -1942 أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر السنة الجامعية 2008 – 2009 ص 79 / 11 نفس المرجع ص 90

12 أبو القاسم سعد الله المرجع السابق ص 193 / نفس المرجع ص 195 14 معمر العايب المرجع السابق ص 39

15 محمد العربي الزبيري تاريخ الجزائر المعاصر ج 1 منشورات إتحاد الكتاب العرب 1999 1 ص 82 / 16 معمر العايب المرجع السابق ص 117

17 هاجر قحموش التنافس بين جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية (MNA) في المحافل الدولية – منظمة الأمم المتحدة نموذجا مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في تخصص التاريخ المعاصر السنة الدراسية 2012 / 2013 ص 9

18 مولود قاسم نايت بلقاسم ردود الفعل الأولية المرجع السابق ص 175 / 19 نفس المرجع ص 177 / 20 نفس المرجع ص 175

21 معمر العايب المرجع السابق ص 176 / 22 نفس المرجع ص180 / 23 نفس المرجع ص 191

24 بسام العسلي الاستعمار الفرنسي في مواجهة الثورة الجزائرية دار النفائس الطبعة الثانية بيروت لبنان 1986 ص 24

25 بسام العسلي جبهة التحرير الوطني ط 3 دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان 1990 ص 176 / 26 نفس المرجع ص 181

27 محمد العربي الزبيري تاريخ الجزائر المعاصر ج 2 منشورات إتحاد الكتاب العرب 1999 ص 118

28 يحي بوعزيز موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر والعرب دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع 2013 ص 356 و357

29 معمر العايب المرجع السابق ص180

30 بسام العسلي الاستعمار الفرنسي في مواجهة الثورة الجزائرية المرجع السابق ص 171 /

31 نفس المرجع ص 192 / 32 نفس المرجع ص / 33 نفس المرجع ص 210

34 هاجر قحموش المرجع السابق ص 50

35 بسام العسلي الاستعمار الفرنسي في مواجهة الثورة الجزائرية المرجع السابق ص 183 و184

36 بسام العسلي الاستعمار الفرنسي في مواجهة الثورة الجزائرية المرجع السابق ص 73 /

37 نفس المرجع ص 173

 

المراجع

- أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول والثاني الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992

- أحمد مريوش دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر ج 1 مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع الجزائر 2013

- بسام العسلي جبهة التحرير الوطني ط 3 دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان 1990

- بسام العسلي الاستعمار الفرنسي في مواجهة الثورة الجزائرية دار النفائس الطبعة الثانية بيروت لبنان 1986

- هاجر قحموش التنافس بين جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية (MNA) في المحافل الدولية – منظمة الأمم المتحدة نموذجا مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في تخصص التاريخ المعاصر السنة الدراسية 2012 / 2013

- محمد العربي الزبيري تاريخ الجزائر المعاصر ج 1 و2 منشورات إتحاد الكتاب العرب 1999

- مولود قاسم نايت بلقاسم شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل سنة 1830 الجزء الثاني دار الأمة 2007

- مولود قاسم نايت بلقاسم ردود الفعل الأولية داخلا وخارجا على غرة نوفمبر دار الأمة الجزائر 2007

- معمر العايب العلاقات الفرنسية الأمريكية والمسألة الجزائرية 1962 -1942 أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر السنة الجامعية 2008 – 2009

- مذكرات القنصل الأمريكي وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر تعريب إسماعيل العربي الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1982

- يحي بوعزيز موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر والعرب دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع 2013

في المثقف اليوم