قضايا

في معنى التاريخ

akeel alabodالمدخل:في مقولة التاريخ، يوجد تاريخان: الاول مزيف، يصنعه الملوك والأباطرة، والثاني حقيقي تصنعه الشعوب، ويصنعه الأبطال.

فالتاريخ الاسلامي في اكثر مقاطعه مثلا، هو من صناعة السلاطين والحكام، أولئك الذين كانوا يحرقون وينسفون ما لم يخدم مصالحهم، وهنالك أمثلة لا حصر لها، حيث ان معاوية زيف ما جاء به علي بن ابي طالب عليه السلام، وكان يلزم الخطباء بلعنه على المنبر في خطبة الجمعة آنذاك ، ونسف تلك الثقافة التي اراد لها نبي الاسلام محمد(ص) ان تنتصر، ومن الجدير بالذكر ايضا، ان من أفتى بثقافة قتل من يخرج على امام زمانه دون تحديد شروط الامام، هو نفسه هذا الذي يفتي الان بعمليات القتل والترويع، ذلك بحسب مقدمة إلزام الولاء والطاعة لولي الامر، وان كان باغيا فاجرا.

فحكام الدولة الأموية برروا قتل الامام الحسين عليه السلام على يد يزيد الحاكم الجائر آنذاك تحت هذا العنوان.

هنا، لكي نستقريء التاريخ، نحتاج الى البحث في مساحات، اوابعاد ثلاثة: اما البعد الاول فهو البعد الجغرافي المكاني، وأما البعد الثاني فهو بعد زماني، يرتبط بحقيقة المكان بناء على الزمان، اما البعد الثالث، فهو البعد الكوزمولوجي، اي الكوني، بمعنى ان هنالك ارادة إلهية تلتصق بهذا المعنى، ذلك بحسب ما ورد في القران في سورة طه( وانا اخترتك فاستمع لما يوحى)، وكذلك ما ورد في: سورة الانبياء(73) وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا واواحينا اليهم فعل الخيرات.

وعلى هذا الأساس فان الباحث في تاريخ الاسلام ومصادره التشريعية، يحتاج الى استقراء مفاصل وأحداث واقع الدولة الأموية، وكذا الدولة العباسية وما قام به الملوك والحكام والسلاطين في تسخير النصف الأكبر من ميزانيات ممالكهم لحماية مصالحهم على اساس البعدين المتقدمين أعلاه وحركة الثورة الحسينية المعارضة بناء على استقراء الوقائع والأحداث بعيدا عن التحريف.

اما البعد الثالث، فهو البعد الكوني، حيث وما رسالة الامام الحسين عليه السلام، الا لإصلاح مسيرة الاسلام المنحرف في عصر يزيد، الذي قال:

(لعبت هاشم بالملك، فلا خبر جاء ،ولا وحي نزل).

ما يشير الى ان مقولة امام الزمان آنذاك تجسدت بأولوية الرضوخ الى احكام السلطان وان كان باغيا فاسدا.

لذلك بقيت ثورة الامام الحسين ع لم تمت على مد العصور، لكانها تقول للعالم نحن لا زلنا نعيش في عصر، يحتاج منا الى اعادة بناء العالم، من خلال إشاعة ثقافة الحسين بن علي بن ابي طالب الذي اراد للإسلام ان يكون طريقا للسلام لا للحرب والقتل وسفك الدماء، ونبذ سياسة يزيد التي أشاعت ثقافة القتل وقطع الرؤوس.

إذن هكذا اراد الله الاسلام كونه خاتمة لباقي الأديان، وهكذا اراد الله نصر الامام الحسين، فجعله مظلوما وليس قاتلا، لذلك قال غاندي: علمني الحسين كيف أكون مظلوما لكي انتصر.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم