قضايا

إضاءة

akeel alabodمقدمة: احيانا وانا أشاهد شاشات التلفاز العراقية خاصة، ارى بعض المقابلات الخاصة بالمسؤولين والمسؤولات، وما يستفزني هو ان هذا، اوتلك كلاهما لا يجيدان الا فن التحدث، اما فن التحدث هذا، فهو لا يساوي الا ضمائر هاوية، وعقول خاوية، ونفوس ساهية، خاصة عندما تتكرر لغة الخيبة والخذلان، وخاصة ايضا، عندما تكون  تلك النفوس على قناعة تامة بانها لا تساوي الا ثمن مقابلة، اعلامها رخيص، وكلمة لا محل له من الأعراب في سجلات الترخيص الخاصة بقواعد اعراب الضمير. 

 

الموضوع

العقل والحركة مقدمتان يرتبطان مع بعضهما البعض عن طريق الكلمة. اما الكلمة، فأصلها صياغة شعورية ترتبط مع ما يسمى بالموقف، والموقف هو اقصى درجات التعبير عن الضمير، اما الضمير فكيفية نفسانية ترتبط أصلا مع معدن الانسان وتاريخه، اما التاريخ، فمجموعة مواقف لها علاقة بحقيقة الانسان، ماهيته، او جوهره الحسي والعقلي.

وما أريد قوله ، هو ان نظام المعنى الوجودي لكيان الانسان؛ موضوعه، طريقة ارتباطه مع قانون نفسه اولا، ومع قانون الحياة ثانيا، يرتبط مع العوامل والمفردات التكوينية لهذا الانسان اوذاك.

 

فشخصية الانسان هي حقيقته النوعية، وليس صورته الظاهرية، اي ليس المظهر العام للصورة او الهيئة التي نرى فيها زيد، اوعبيد، انما ما يختزله المعنى او الحقيقة النوعية لهذا الانسان، بما فيها العامل الوراثي، وتطورات المفردة النوعية لهذا الكيان اوذاك.

ومن الطبيعي ان هنالك قانونا بموجبه يتأثر السلوك الانساني لهذا الفرد اوذاك، وبموجبه ايضا يصبح للضمير وعيا جديدا ينتج عن المخاضات والتجارب بما فيها الأحداث، والحوادث، هذا الوعي على أساسه يتحكم الانسان بالمواقف، وعلى أساسه يتحرك الضمير، كما تحرك الحجرة بركة الماء الساكنة.

وخاتمة الكلام ان الشخصيات الهزيلة التي هزل العراق بسببها، والتي أراها الان في التلفاز، ما هي في حقيقتها الا دمى صبيانية تتحرك الان وتتوهم بناء على مساحة انتمائها الحقيقي بأرضية سبخة، ارضية بعيدة عن العطاء، هؤلاء كان أكثرهم، وأكثرهن أحلامهم واحلامهن لا تتعدى هذا السطح الذي تضحكنا اليوم صورته، وتبكينا.   

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم