قضايا

المرأة ودعوات الكذب والمتاجرة

المرأة تبقى سلعة رغم الدعوات الكثيرة ورغم الكلمات المنمقة والعبارات المزوقة التي تطلق حولها من كثير من الجهات السياسية بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية والدينية الا ان كل ذلك لم يرفع المرأة الى مستوى الانسان ابدا بل لا تزال سلعة كأي سلعة والتعامل معها ينطلق من المصلحة التي تستفيد منها تلك الحركة السياسية الدينية فجعلوا منها ديكورا خاصا يجمل تلك الحركة السياسية او الدينية بل وجدوا فيها وسيلة للحصول على النفوذ الذي يجلب المال الوفير

نعم المرأة لا تزال لم تصل الى مستوى الانسان لا تزال ينظر اليها كسلعة مهما كانت هذه النظرة جميلة حريصة شفافة او ما يسموها حضارية كتعاملهم مع السيارة اي سلعة اخرى ربما بعضهم يطبق التعليمات المرورية وبعضهم يستخدمها في الحفر وبعضهم يتاجر بها وبعضهم يستخدمها للكشخة وبعضهم للمتعة وبعضهم لجمع المال لكننا لم نجد احدهم تعامل معهم كأنسانة لم نجد للمرأة رأي خاص بها موقف خاص بها فكان نتاج عقلها هو نتاج عقل الرجل

 حتى في الغرب المرأة لم تصل الى مستوى الانسان نعم الغرب فتح لها ابواب التعري والاباحية بوسعها وجعلها حرة بجسدها الى درجة يمكنها ان تجني الملايين من الدولارات بمجرد ان تعري جسدها وتمنحه ساعة لهذا الامير او صاحب المال في حين نرى المرأة العالمة العاملة في الغرب تعاني ضنك العيش

اما في الشرق فالمرأة معزولة محجوبة واذا حاول البعض اطلاق بعض قيودها منطلقا من مصلحته الخاصة لا اعترافا بأنسانيتها حتى عندما استجابوا لبعض الصرخات واستخدموا نظام الكوتا لا يعني انها انسانة بل جعلوا منها مادة تجميل وتزويق لكتلهم اجهزتهم المختلفة الحكومة البرلمان وجعلوا منها ديكورا ليس الا فهذه النساء في هذه الكتلة في هذه المؤسسة الدستورية لا يمثلن المرأة بل يمثلن الرجل ورغباته حيث كان أختيارهن وفق شروط خاصة لا علاقة لها بالمرأة وحقوقها سوى قربهن من رئيس الكتلة او احد المتنفذين بالكتلة او لعلاقة خاصة جدا بها وفي بعض الاحيان لجمال جسدها ليس الا وهكذا كانت هذه النسوة اللواتي صعدن الى المؤسسات الدستورية سببا في عودة المراة الى الوراء لانهن لا يمثلن المرأة انهن يمثلن الرجل الذي اوصلهن الى كرسي المسئولية

 

فالمرأة لا تزال تستجدي حقوقها استجداء من الاخرين من مال الله والصخي حبيب الله كان المفروض بها تلغي هذا الاسلوب الذي اثبت انه لا يقدم المرأة خطوة واحدة ولا يرفعها درجة واحدة الى الاعلى

لهذا على المرأة وخاصة المرأة التي تدعي وتتظاهر بانها مع المرأة وهدفها رفع مستوى المرأة ورفعها من مستوى السلعة الجارية الى مستوى الانسان

لا يمكن للانسان ان يكون انسان الا اذا كان حر العقل اي يتحرك وفق نتاج عقله وهذا لا يمكن الا اذا كان حرا في علمه وعمله وهذا لايتحقق بسهولة بل صعب جدا لكنه ليس مستحيل اذا كانت هناك ارادة قوية وعزيمة ثابتة

اثبتت ان التنظيمات النسويىة التي تشكلت في العراق لا تمثل المرأة وانما تمثل النخبة التي تعيش حياة مرفهة من زوجات بنات وعشيقات المسئولين وجدن في هذه التنظيمات نوادي للتسلية وضياع الوقت فكل ما يرغبن فيه هو كسر قيود الزوج والبيت والخروج في سفرات وحفلات والسماح لهن بأرتداء ما يرغبن من ملابس والدعوة الى التعري والحرية الجنسية ولو بشكل مبطن

اثبتت الايام ان الكثير من هذه المنظمات النسوية كانت ضد تطلعات المرأة بل كانت عبئا عليها وسببا في ابتعاد المرأة بشكل عام لان انطلاق هذه المنظمات من مستوى اعلى من مستوى المرأة ومن واقع غير واقعها

فالمرأة لا تمثلها عشيقة الوزيراو زوجته وانما الملاين من النساء في الريف في الصحراء في الجبل في القرى والمدن الأميات العاطلات فهذه الملاين من النساء يعشن في ظلام وتخلف بحاجة الى انقاذ من هذه الحالة

 وهذا يتطلب من المرأة المثقفة التي يهمها امر العراقية

ان تؤسس تيار خاص بالمرأة لا تسمح لاي تيار آخر حزب أخر ان يمثلها او يتكلم باسمها او تسير خلفه بل عليها ان تكول اول المتكلمين واول المتحركين وعلى من يؤيدها ان يكون خلفها ويردد كلامها

ان تنزل المرأة في كل مكان في السهل في الصحراء في الجبل وتكون معها في كل مناسباتها العامة والخاصة المفرحة والمحزنة وتنطلق من مستواها بدون التصادم مع ثوابتها بل تنطلق منها وتكون المهمة الاولى هو تعليم المرأة ثم عملها فاذا استطعنا خلق امرأة متعلمة عاملة تسقط الكثير من السلبيات وتتحطم الكثير من القيود التي تواجهها وتقيدها

المؤسف ان بعض المحسوبات ينطلقن من هذه السلبيات ومن هذه الاغلال وبدون التوجه الى فرض العلم والعمل على المرأة ويمكن فرض العلم والعمل عليها من خلال النقاط المضيئة لدى المرأة

فالتغيير والتجديد لا يأتي بتغيير وتجديد الشكل بل بتغيير وتجديد العقل

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم