قضايا

الجهاد في العربية السعودية.. المجاهدون المتطوعون في بدايات الحركة / توماس هيغ هامير

saleh alrazukيقول ناصر البحري (1):علمنا أننا كنا أمة (قوما) لها مكان خاص بين الأمم. وإلا، ماذا يدفعني لمغادرة العربية السعودية– وأنا من أصل يمني – كي أذهب إلى البوسنة وأقاتل هناك؟.

في معظم السرديات التاريخية عن الجهاد في أفغانستان خلال الثمانينات، كان مؤلف الحكاية شديد الاهتمام للتأكيد على حجم تعبئة العرب حتى أنه يتشكل لدى القارئ قناعة أن الأفغان العرب هم حركة أساسية وليست فرعية. على أية حال، هذه ليست حقيقة الحال. حتى لو قبلنا أعلى التقديرات بخصوص أرقام المجاهدين السعوديين، وهي تصل إلى 20.000، فهذا فقط نذر يسير من الكثافة السكانية التي يبلغ تعدادها 6 – 12 مليونا في ذلك الوقت. ولو أن المرء يعتقد، مثلي، أن عدد السعوديين الذين خضعوا لتدريبات عسكرية أساسية في هذه الفترة هو على الأرجح بين 1000 و5000، هذا يعني بالتأكيد أننا نتحدث عن ظاهرة هامشية. مما يقودنا إلى السؤال التالي : من خرج للجهاد ومتى بالضبط ؟ وهنا سوف أستعين بـ 161 سيرة ذاتية لسعوديين خرجوا للجهاد في أفغانستان والبوسنة وطاجكستان والشيشان قبل 1996، لأنظر إلى خلفياتهم ومرجعياتهم والدوافع التي أثرت بهم وكيفية وطريقة تنسيبهم للحركة (2).

 

سيطرة الحجاز

من وجهة نظر اجتماع – اقتصادية كان المجاهدون السعوديون الأوائل جماعة لا تلفت الانتباه (*)، ومعظمهم رجال في بواكير عشريناتهم من طبقة متوسطة مدينية، ولكن كان نطاق خلفية الأفراد واسعا ويتضمن كلا من الجاهل والنخبة. ويعكس أوائل المجاهدين صورة جماعة متباينة بالمقارنة مع أواخر المنتسبين إلى القاعدة في التسعينات ومقاتلي عام 2003 من القاعدة والأفغان، وذلك يؤكد أن الطوعية في الجهاد في الثمانينات وبواكير التسعينات كان نسبيا مسألة لا تقبل الجدال على الرغم من توفر قدر قليل من الخطر أثناء النشاط.

وكجماعة، لم يكن أوائل الجهاديين بلا صفات خاصة أو غير متطرفين دينيا قبل رحيلهم. وقد اتهم عدد من المقاتلين أنهم مروا بـ ظروف حياة آثمة، وعدد قليل منهم فقط كانوا يعملون في مجال المهن الدينية. وهذا لا يعني أننا نقول إنهم من عتاة المجرمين أو مدمني المخدرات : بينما توجد إشارات على انعدام الثقافة في عدد نادر من السير، كان عدد قليل يتحدثون عن الفرار من الشرطة قبل أول رحيل لهم. وبشكل عام، يبدو أن الاغتراب والحرمان ليسا من العوامل المؤثرة الهامة. فلبعض المنتسبين في الواقع مستقبل واعد. ومن الممكن أن يعيش أسامة بن لادن حياة مرفهة أما الشاب سمير السويلم (ابن الخطاب) فقد كان تلميذا رائعا عمل لدى أرامكو وخطط للدراسة في الولايات المتحدة (3).

والأصول الجغرافية هي إحدى الصفات القليلة التي تميز الجهاديين الأوائل كجماعة. فلمنطقة الحجاز حضور واسع فيها، ولا سيما بين صفوف الأعضاء في فترة سبقت 1987. وهذا الاحتمال شبه مؤكد لأن أول الرجال الذين تحركوا هم من الحجاز ولأن الشبكة الإسلامية الدولية كانت على وجه الخصوص قوية في المثلث الكوزموبوليتاني : مكة – المدينة – جدة. ومع تقدم حركة الجهاد الأفغانية، أبدت حشود الأعضاء بشكل متصاعد وجود غير متجانس جغرافيا.

ومنذ نهايات الثمانينات فصاعدا بدأت معظم المناطق بالمشاركة، ولكن ليس بنفس النسبة والتناسب. وجدير بالملاحظة وجود تمثيل قوي لأفراد ينتمون لمناطق شرقية ولا سيما في عينات منتخبة من الشيشان، وهذا ربما يعكس أثر الشبكة التي تنحدر من عهود مبكرة تعود لأيام خطاب ورفاقه. على أية حال، وعموما، إن البروفيل الاجتماع – ثقافي لا يخبرنا بالكثير عن أسباب رحيل هؤلاء الناس إلى أفغانستان.

 

في سبيل الأمة وما بعد الموت

إن المحرض الذي حدا بالجهاديين للعمل كما يتبين من أقوالهم هو بلا شك خبراتهم السلبية. والسير الذاتية كما ترويها كتابات الجهاديين هي بالعادة ذات طبيعة إيمانية مقدسة وتقدم حقائق بعدية وجهادية تفسر القرار الشخصي أو الدافع لللانضمام للجهاديين. وعلاوة على ذلك، إن المحرضات معقدة ومركبة، وكذلك إن أي رأي عام مثل هذا الذي نقدمه هنا سيكون مختزلا بالضرورة. ومع ذلك وبسبب كل نقائصها، تبقى هذه المصادر لنا وحدنا، ولذلك هي غامضة، وتفتح منفذا ضيقا على عقول بواكير أفراد حركة المجاهدين.

وإن النموذج الأساسي للمحرضات المعلن عنها الذي نجده في سيرة السعوديين الذين ينتمون لجبهة المجاهدين المبكرة هو الرغبة في مساعدة المسلمين المكبوتين من ذوي الحاجات. ومعظم السير تلقي الضوء على مظاهر واضحة : إن المجتمعات المدنية في أفغانستان والبوسنة والشيشان هي تحت الاحتلال والقمع ويتسلط عليها غير المسلمين.

وأحد أهم التفسيرات لدور الإسلاموية في دفع السعوديين للجهاد خارج بلادهم في الثمانينات وفي مطلع التسعينات تجدها لدى ناصر البحري، وهو حارس شخصي سابق لابن لادن، وقد وافق على مقابلة مفصلة مع القدس العربي في 2005.

وضوح تحليلي مدهش، يصف وعيه السياسي المتنامي بخصوص أجزاء أخرى من العالم الإسلامي، وإحساسه بالتضامن الإسلاماتي والشعور بأنه في موقع الضحية قائلا:

إن دافعنا الجوهري للجهاد هو الدفاع عن أرض المسلمين. لقد تأثرنا على نحو واسع بالمآسي التي نشاهدها وبالأحداث التي نراها، أطفال يبكون، نساء تترمل، ثم نسبة عالية من حوداث الاغتصاب. لقد تأثرنا بكل ذلك بشكل عميق. وعندما خرجنا للجهاد، اختبرنا ظروفا مريرة. لقد شاهدنا أشياء أفظع مما نتوقع وأفظع مما سمعنا أو رأينا في نشرات الأخبار.

لقد كنا أشبه بقطة مغمضة العينين ثم فتحت عينيها على هذه المآسي. وشرعنا بالاحتكاك الحقيقي مع الاتجاهات الأخرى، أعداء الأمة، وبدأت إيديولوجيا الأمة بالتطور والتصاعد في عقولنا.

كنا نحن الحجازيين أمة (قومية) لها مكان متميز بين الأمم، ولو لا ذلك ماذا يدفعني لمغادرة السعودية العربية – وأنا من أصل يمني – للذهاب إلى البوسنة للقتال؟.

لم نفكر بالمسألة الوطنية (االبلد الذي ننتسب له) وآمنا بموقف أوسع، بالتحديد مفهوم الأمة. كان الموضوع في البداية بمنتهى البساطة، وهو حتى الآن دافع وأساس للجهاد (4).

وهناك أمثلة أخرى لأشخاص على ما يبدو تأثروا بالرغبة في الدفاع أو إعادة الهيبة لشرف الأمة الإسلامية.

و قد كتب أفغاني من أصل سعودي في وصيته أن الجهاد هو الطريق الوحيد كي تستعيد الأمة شرفها التليد الضائع. وأكد، في مقابلة مع المؤلف، عدد من الإسلاميين السعوديين أن مشاركة العرب العسكرية في أفغانستان في الثمانينات تعكس الحنق المتراكم والإحساس بالعجز تجاه الأذى الذي لحق بالمسلمين، ولا سيما في فلسطين.

وورد في أحد المصادر: بعد كل تلك السنوات من الذل والإهانة بمقدورهم أخيرا تقديم شيء لمساعدة إخوانهم المسلمين .

إن الدوافع الإسلاماتية هي على وجه الخصوص واضحة في سيرة السعوديين الذين قاتلوا في البوسنة، على فرض أن الجو الإسلاماتي كان ساخنا في بواكير التسعينات بالتحديد. على سبيل المثال، تذكر سيرة سعودي استشهد في البوسنة أنه كان يتابع أخبار أشقائه بتعاطف عميق وكان يرغب لو يفعل شيئا، أي شيء، لمساعدته . ويتذكر صديق متطوع آخر في البوسنة قائلا : غالبا نجلس ونتبادل الحديث حول المذابح التي تعرض لها المسلمون، وكانت عيناه تنهمران بالدموع. وعندما سمع بأحداث البوسنة لم يتردد في قراره (5).

إن العاطفة الإسلاماتية أيضا أثرت بطريقة جذب المتطوعين بشكل غير مباشر من خلال عوائل المجاهدين. في حالة أحد المقاتلين، علمنا كيف أنه كانت تجلس أمه في البيت ذات يوم حين شاهدت الأخبار في التلفزيون وهي تصف الإبادة الجماعية للمسلمين في البوسنة. حينما شاهدت ذلك قالت لأبي سيف يا بني، انهض وارحل ! انظر ماذا يفعلون، إنهم يغتصبون أخواتنا ويقتلون أشقاءنا. يا بني، انهض وارحل – لا أرغب برؤيتك مجددا هنا ! (6).

إن خطاب الإسلاماتيين الحجازيين حول التضامن والغيرية يصب في اتجاه ضحايا القمع أكثر مما يفعل تجاه التعبير عن بغضاء القامع. وفي هذه السير، إن وصف معاناة البوسنيين يتردد بوتيرة أعلى بالمقارنة مع استهداف شرور الصرب. وتكون الإشارة للروس والصرب غالبا وبكل بساطة باسم العدو وبلا إسراف في إلقاء التسميات. وهذا يتفق مع ملاحظة مارك سايجمان أن النشاط الجهادي يميل ليكون بشكل جماعات أدمنت على العشق والمحبة وليس على البغضاء والكره.

وفي إحدى الفقرات نقرأ عن شاب سعودي تقدم به العمر وهو يسمع عن رحلات أشقائه في طاجكستان . ولذلك قرر الإنضمام إليهم هناك وغادر إليهم بالطائرة في عام 1992، وهذا كله بسبب حبه لأخوته (7).

وفي نفس الوقت، يوجد قليل من الشك حول قناعة المتطوعين أنهم يؤدون واجبا مقدسا على وجه الأرض. وربما لديهم مستويات مختلفة من الالتزام والخشوع الديني، ولكنهم جميعا ينظرون إلى الجهاد كواجب ديني. وكما كتب أحد الشهداء السعوديين في أفغانستان في وصيته : أنا أقاتل بنقودي وبروحي ومع التزام كامل يؤكد أن الجهاد فرض عين، ولذلك تطوعت للجهاد. وإن سيرة أفغاني سعودي آخر تشير إلى أنه : عندما سمع الفتوى تقول إن الجهاد هو فرض عين، توجه من فوره إلى أفغانستان . ولا شك يوجد موقف طقوسي للمشاركة الجهادية، أن تكون مجاهدا، كما يعتقد المتطوعون، أسمى غاية للتضحية والعطاء وأفضل سبيل لتكون مسلما صالحا (8).

ومن الأفضل أن تجاهد في شهر رمضان، بسبب المنافع الخاصة التي يعتقد أنها تحل على أولئك الذين يستشهدون خلال شهر الصيام. وتتوفر إشارات قوية، في السير وأماكن أخرى، أن العديد من الميليشياويين، إن لم يكن معظمهم، يتحركون جزئيا بدافع الرغبة في الشهادة. يقول صحافي سعودي أجرى لقاء مع أفغان سعوديين أن معظمهم أعلنوا أنهم جاؤوا سعيا وراء الشهادة . وإن عدد الشهداء السعوديين أكبر من غيرهم في أفغالنستان. وتنقل لنا سير المتطوعين الأفغان ما يبدو بظاهره إيمانا أصيلا بفوائد وحسنات الشهادة. وقد كتب أحد المقاتلين ممن ماتوا في أفغانستان في 1985، في وصيته: بعض الأشخاص ينظرون إلى الحياة كطريق يقود إلى الموت، ولكن أنا أراها كطريق للحياة الحقيقية . على أية حال، يؤمن الجميع بمعجزات (كرامة) الشهادة، ولكن ليس كل شخص يأمل أو يتوقع أن يموت في المعركة. ومن المعتقد أن أحد المقاتلين اعتاد أن يقول (سأنتسب) إلى الجامعة بعد الجهاد. ومن دواعي السخرية، أنه قتل في أفغانستان (9).

وتبدو المشاركة في الجهاد، بالنسبة للبعض، وكأنها تعكس سيرورة تطهير ديني. وتتوفر لنا شهادات فردية ممن عاش حياة فاسدة حتى هداهم الله إلى سواء السبيل ورحلوا إلى أفغانستان كتعويض عن موبقاتهم السابقة. أحد المتطوعين كان يبحث عن مكان يغسل به ذنوبه ويتقبل منه توبته . متطوع آخر عاش حياة طائشة إلى أن هداه الله وتوجه للجهاد. وعندما وصل إلى أفغانستان، اقترب شهر رمضان، ولكن المشكلة أنه لم يلتزم بفرض الصيام طوال حياته، مع أنه في أواخر عشريناته وكان يعيش في مكة. وتوجب أن يعلّمه المشرف على المعسكر طريقة الصيام. وعندما تدبر أمره ليصوم يوما كاملا، عقد المجاهدون حفلة صغيرة (10).

ويبدو أن ديناميكية مماثلة دفعت عددا قليلا من الأشخاص الذين تركوا الجهاد بعد حادث مؤلم كفقدان الوالدين، أو طلاق، أو بعد صدفة. وبحوزتنا في سيرة فهد القحطاني، وهو شهيد سعودي في البوسنة، تفاصيل طيبة لتبدل ديني ومشاركة في الجهاد بعد حادث مؤلم. كان القحطاني سائق شاحنة وله حياة دون الحد الفاصل بين الإيمان والفوضى حتى عام 1993، عندما تورط بحادث وهو يقود ويشرب على طريق الملك فهد في طريق العودة من البحرين (حيث أن الكحول وسوى ذلك من الأشياء الآثمة التي تتوفر على نطاق واسع).

وقد مد له يد العون لمغادرة السيارة وإجراء الإسعافات شابان مؤمنان ربطا معه أواصر الصداقة وألهماه لتبديل نمط حياته. وبعد فترة قصيرة، غادر منقذاه الإثنان إلى البوسنة، ولدى عودتهما، كان القحطاني شديد الإيمان وقد توسل لهما ليرافقهما في الجهاد. وفي مطلع 1994 رحل أيضا ليقتل هناك لاحقا (11).

إن السياسة والدين حافزان مهمان لبواكير المجاهدين في السعودية، وقد تورط بسببهما عدد من المتطوعين، على ما يبدو، وشاهدوا جاذبية لهذه الأبعاد العسكرية المغامرة التي يتميز بها الجهاد. وبالنسبة لعدد منهم، إن الرغبة بالسفر، والتدريب العسكري والرفقة، كانت على ما يبدو أكثر أهمية من العوامل الإيديولوجية. وقد رحل سعودي شاب، يدعى سويد المدني، إلى أمريكا في بواكير التسعينات بنية الاستقرار هناك، وجدلا عاش مثل أي شاب ضائع هناك، بعيدا عن سيده وربه . وفي عام 1994 ذهب إلى السعودية العربية لزيارة والديه، في نفس اللحظة التي جرح فيها ابن عمه، الذي يقاتل في البوسنة، جرحا بليغا وأعيد إلى المملكة ليتلقى العلاج الطبي.

وعندما ذهب سويد ليزور ابن عمه، قابل كل الأصدقاء المجاهدين الجدد الذين كانوا يتحدثون حول الجهاد، والمعارك والشهداء. وتأثر سويد بعمق بقصص البطولة التي تشبه ما للصحابة وقرر أن يرحل إلى البوسنة ليمر بهذه الظروف نفسها. لقد أضافت قصص المصاعب والبطولة عنصرا فروسيا لتجربة الجهاد ووضعت العائدين من الجهاد في جو مرموق كان يعجب حلقات الشباب. وكما قال ناصر البحري، اعتاد الشباب أن يحسدوا أولئك الذين رحلوا إلى أفغانستان وتأثروا على نحو مؤكد بهم.... وحينما تعودنا على النظر إلى الزي الأفغاني الذي عاد به المجاهدون من أفغانستان وكانوا يرتدونه ويسيرون به في شوارع جدة ومكة والمدينة، بدأنا نشعر أننا نعيش في ظل جيل من الصحابة المنتصرين الذين رافقوا النبي، وهكذا كنا ننظر إليهم كمثال يقتدى به وكسلطة... وأتذكر أن واحدا من زملائنا ذهب إلى أفغانستان وأمضى هناك أسبوعين خلال شهر رمضان. ولدى عودته، قابلناه بترحيب الأبطال. لقد أثر بنا على نحو عظيم (13).

إن هذا البعد الاجتماعي يساعد في تفسير لماذا كان معظم السعوديين الأغرار يسافرون إلى باكستان وأفغانستان لفترات قصيرة، وغالبا خلال عطلة الصيف. وبالنسبة لعدد كبير منهم، إن الحصول على الوضعية الاجتماعية للمجاهد كانت بشكل واضح قوة دافعة (14 (.

ومن دواعي الاهتمام، إن النزوع المضاد لأمريكا كان غائبا من هذه السير الذاتية على نحو خاص. وفي حالات نادرة ورد بها اسم أمريكا، قال أحد المتطوعين إنه يأسف على حياة الكوكا كولا والهامبرغر حينما كان يعيش كطالب في الولايات المتحدة. مثل هذه الإشارات تبدو غير ضارة بالمقارنة مع النزوع الشرس المضاد للغرب الذي أبداه الجهاديون العالميون في الألف الثانية. ويؤكد ناصر البحري هذا البغض العام لأمريكا، ويقول لم نرحل عن بلادنا بسبب الأمريكيين، ولكن بسبب المشكلة التي كانت بين المسلمين وغيرهم . وبالمثل إن هذه النصوص تتضمن ما يثير الاهتمام و(على وجه الخصوص) إشارات الانفصال عن النظام السعودي. لقد حمل بعض المقاتلين في أفغانستان أسماء حركية، أو كنيات تنتهي بكلمة السعودي (مثل أبو عبيدة السعودي)، وهذا شيء لم نسمع به في دوائر المجاهدين في التسعينات وفي الألفية الثانية لأنه قد يدل على انتساب مباشر لعائلة آل سعود الحاكمة (15).

 

ترجمة: د. صالح الرزوق

........................

هامش للمترجم:

* يذكر الكتاب في الملاحق والإحصائيات أن 17 بالمائة من المجاهدين الذكور حازوا على شهادة جامعية. 25 بالمائة على دراسة ثانوية و38 بالمائة على دراسة إبتدائية. أما مجاهدو السعودية فالصورة لديهم على النحو التالي: 19 % جامعة 48 % ثانوية، 9 % ابتدايئة. ومن حاز منهم على شهادة دكتوراة  أو ماجستير (1) فقط مقابل (6) على شهادة بكالوريوس. وبالنسبة للقاعدة لا توجد شهادات عليا ولكن (6) بكالوريوس. وهذه الإحصائيات مستمدة من دراسة تشمل 161 عنصرا تم التعرف على 35 عنصرا منهم فقط. ومن بين هؤلاء تجد 11 مجاهدا لم يتم تعليمه المدرسي (ملحق رقم 1 ص242).

 

هوامش المؤلف:

1 - القدس العربي 20 آذار 2005.

2- حول إحصائيات سكان السعودية في الثمانينات انظر: فاسيلييف، تاريخ السعودية العربية 457 .

3 - انظر: شهداء أفغانستان (www.alfirdaws.org64 – 7، والنويصر: خطاب، الرجل الذي مات في سبيل قضية الشيشان.

4  - القدس العربي 20 آذار 2005.

5- إهداء أفغانستان: 23 – 6، محمد، النصار، 33، مقابلة للمؤلف مع إسلامي سعودي مجهول الهوية.

6- القطري والمدني، من قصص الشهداء العرب، 4.

 

في المثقف اليوم