قضايا

الدعوة إلى بناء المجتمع المفتوح في العالم العربي ضرورة تاريخية أم ترف اجتماعي (1)

ما دفعنا إلى كتابة هذه الأسطر هو ذلك النجاح الباهر والذي حققه صديق خان Sadiq Khan في الانتخابات الأخيرة ببريطانيا . وهذا عندما أصبح أول مسلم يترأس بلدية لندن ، والعجيب في الأمر أن منافسه كان يهودي الديانة . وكلنا نعلم بأن المسلمين واليهود ما هم إلا أقلية في المجتمع البريطاني فالمسلمون يشكلون حوالي 05 ٪ في حين يشكل اليهود حوالي 0.47 ٪ من مجموع السكان هناك . وهذا مقارنة بالغالبية العظمى هناك والتي تتشكل هم إما من المسيحيين وإما من  اللادينيين . وهذا هو المجتمع الذي تطمح إليه العائلية الإنسانية وتصبو إلى معانقته . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الانجليز قد أعطوا للعالم أجمع درسا في التسامح وفي الانفتاح على الآخر سيبقي خالدا خلود موقف سقراط Socrate والذي فضل الموت على الهروب من السجن احتراما لقوانين بلاده . نعم إن الانجليز قد صنعوا التاريخ مرة أخرى ليس كمستعمرين اليوم وإنما كرسل للفكر الإنساني الراقي الذي يتقبل الآخر ويتعايش معه . فالمعيار هنا قد كان منحصرا في عنصر الكفاءة بعيدا عن الحسابات العنصرية الرثة والمقيتة والتي تحتكم إلى العشائرية وإلى القبلية وإلى المذهبية المتعفنة . حتى خيل إلينا ونحن نتابع أخبار فوز صديق خان بأن الإنجليز يطبقون الحديث النبوي الشريف والذي جاء فيه : " خير الناس أنفعهم للناس " أو كأنهم يستلهمون نمط حياتهم من قول الرسول ص : " لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى " ولكن طبعتهم هم تقول لا فرق بين الإنجليزي وغير الإنجليزي إلا بالعمل الصالح والنافع لفائدة كل اللندنيين وهي قمة التسامح والإنسانية بعيدا عن كل الولاءات القاتلة والمزيفة والمدمرة .

نعم لقد بدت لندن وكأن ربيع قرطبة وبغداد قد بعث فيها من جديد ، أيام كان الوزير يمكن أن يكون من غير المسلمين متى توفرت فيه شروط الكفاءة ، كأن يكون وزير تنفيذ مثلا ، ناهيك عن باقي الوظائف الأخرى كالتطبيب والتعليم والترجمة . ويكفي هنا أن نستحضر كل من يوحنا بن ماسويه وحنين ابن إسحاق . لأن المعيار هنا يكمن في مدى تحقيق الصالح العام والمنفعة العامة لكل الناس وهذا بغض النظر عن الجنس أهو رجل أو امرأة لأن المرأة تدخل ضمن مجموع الناس وبغض النظر عن دينه ومعتقده أو عن لونه وجنسه وعرقه . وهنا من حقنا أن نتصور هل يمكن أن ننتخب في بلداننا العربية رئيس بلدية غير مسلم ؟؟؟؟ حتما سوف يلحق هذا الانتخاب بأحد أشراط وعلامات قيام الساعة عند الكثير ممن يشاركوننا الوطن الواحد ويعتبرونه كفرا بواحا وخيانة عظمى للوطن وللأمة ولدين .

ومما سبق نقول بأي حق نغيب البعض منا عمدا ولا نعطي الفرصة وبصورة متساوية للجميع ليساهموا في مسيرة بناء أوطاننا . وها هي هيلين كيلر Helen Keller والتي تعتبر اليوم معجزة القرن التاسع عشر . ونظرا لعاهاتها المختلفة فقد كان ينظر إليها البعض ويؤكدون على أنها كائن أبله . ولكن لما أتيحت لها الفرصة تغلبت على كل العوائق وأصبحت تعرف بأنها معجزة حياة . حتى أنها كانت تجيب على من ينظر لها بعين الشفقة من أن الله قد وهبها الكثير حتى أنه ليس لديها وقت للحزن على ما حرمها إياه . فكيف نقصي نحن لبشر وهبتهم الطبيعة كل الأدوات الممكنة للنجاح في الحياة وللمساهمة في ركب تغييرها نحو الأفضل تحت حجج عنصرية واهية ؟ . لم ولن يعطيها العلم المصداقية ولن يشهد لها مطلقا وكل هذا لإشباع أنانيتنا المدمرة للحياة وللعنصر البشري فينا وفي غيرنا على حد سواء . ونضيف إلى هيلين كيلر المخترع الفذ ألفريد أديسون Thomas Edison والذي هو بدوره قد اعتبره مدرسوه بأنه أبله وغبي ولا يصلح لتعليم . ولذلك فقد طردوه من المدرسة وفي سن مبكرة ولكنه ومع كل هذا فقد أنار العالم لنا ولمن كانوا يعتبرونه مغفلا ومجنونا لا لشيء إلا لأنه كان يبدو غريبا عن أقرانه . ثم علينا أن لا ننسى ألان تورنج Alan Turing والذي كثيرا ما تعرض للضرب وللإهانة من قبل رفقائه في المدرسة لأنه يختلف عنهم هو أيضا . ومع هذا فهو من سوف يختصر مدة الح ع  2 وكما يقول الخبراء بسنتين أو بأربع سنوات وهذا عندما نجح في فك شفرة أنيجما الألمانية . وغيرهم كثر لا يتسع المجال هنا لذكرهم جميعا . وهنا علينا أن ننتبه بأن حلول مشاكلنا موجودة أيضا عند من نهمشهم ونحتقر أمرهم ونقلل من شأنهم نتيجة أحكامنا السلبية المسبقة والتي يغذيها عدم نضج تجاربنا الحياتية بعد ، وعدم توفرنا على كل المعايير التي تزن بها مختلف الأنماط البشرية والتي تعترضنا في مسار حياتنا .

وهنا علينا أن نتساءل عن المبرر الواقف خلف هذا الأمر أي محاولة تثبيط العزائم واحتقار الآخر وقطع الطريق عليه نتيجة عدم الثقة في قدراته واحتقارنا له . ومعرفة أيضا سر النظرة الدونية التي ينظر بها إليه والوصمة التي نلصقها به لكي نقطع عليه طريق نيل فرصة في الحياة مساوية لتك التي نالها أقرانه . وهذا بهدف أن نضمن عدم خروجه من القطيع ومن حيز الدائرة التي حددنا مساحة تحركه فيها ظلما وعدونا منا له وعليه . وأنه قدر عليه أن يبقى مجرد مقطورة ونحن هم القاطرة التي تجره هو وغيره من العربات البشرية الأخرى لأن هذا قانون طبيعي لا خيار له ولنا فيه . ونحن هنا لا زلنا نعتنق ومع كل أسف شديد نظرة أرسطو القاصرة تجاه فئات اجتماعية بعينها وهذا مثلا عندما برر العبودية ورأي بأنها قانون طبيعي لأن الكثير من البشر لم يخلقوا إلا ليكونوا هكذا بشر دون البشر مع كل أسف شديد نقولها مرة أخرى .

ونحن في الجزائر مثلا قد عانينا الويلات من سياسة الإقصاء المتعمد لنا طوال الليل الاستعماري الطويل لولا أن البعض منا قد استطاع وتحت ظروف ما أن ينسرب من ذلك الوضع الشاذ وعلى هذا يمكن القول ماذا لو لم يتعلم فرحات عباس ولمن لا يعرفه فهو ظاهرة فريدة في التاريخ الجزائري المعاصر . وهذا نظرا لمسيرته النضالية الفذة ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر . حتى أن هناك من يعتبره أبا الحركة الوطنية الجزائرية وبغض النظر عن مدى صحة ومصداقية هذا الحكم وهل نتوافق معه أم لا وهذه قضية أخرى . نقول هل كنا سنسمع به أي بعباس فرحات لو لا الفرصة التي منحت له نتيجة لمكانة والده الاجتماعية أو من حيث كونه موظف في الإدارة الفرنسية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر حيث كان برتبة " قايد " ماذا لو كان فقيرا ولم تتح له هذه الفرصة ؟ الشيء الأكيد أنه كان سيعيش مثل أي راعي غنم عند الكولون في الجزائر الفرنسية وكنا سنخسره وإلى الأبد . وكم خسرنا من عباس فرحات ولا زلنا نخسر أمثاله وهذا بفعل سياستنا الرعناء والتي نخسر من خلالها مواهب فذة قادرة على تغيير قدرنا وبصورة جذرية إلى الأفضل وإلى الأبد . ومرة أخرى نقول إنه ولولا مكانة والده تلك لعاش عباس فرحات كبقية كل الفلاحين الجزائريين حياة بائسة ومهمشة وعاش ومات ولم ولن يسمع به أحد . ولكن مع الفرصة التي أتيحت له فقد كان من أبرز ممن ساهموا في تحقيق استقلال الجزائر واستعادة سيادتها المسلوبة وهذا بغض النظر عن مدى اتفاقنا أو اختلافنا مع الرجل ومع ضياعه تضيع شهادة مهمة عن تاريخ الجزائر المعاصرة ولكان قد سقط فصلا كاملا من تاريخ بلادنا من المشهد السياسي خلال الفترة الاستعمارية وهذا لغياب أهم لاعب فيه ألا وهو عباس فرحات . 

والمثال الثاني الذي يفرض علينا أن نبني في الجزائر - والتي نكتب منها هذا الموضوع - مجتمعا مفتوحا وفي كل بلد من بلداننا العربية هو مصالي الحاج ، والذي يقدمه الكثيرون على أنه أبو الحركة الوطنية الجزائرية والذي أدى نضاله السياسي وبصورة مباشرة وحاسمة إلى استقلال الجزائر . هذا الرجل وعندما نقرأ مذكراته نجده ينحدر من وسط اجتماعي جزائري بسيط للغاية حتى أن عائلته ونحن هنا نعتمد على مذكراته والتي تحمل عنوان مذكرات مصالي الحاج 1889 – 1938 ترجمة محمد لعراجي والتي يخبرنا فيها بأن عائلته لم تكن تملك في مرحلة ما من حياته منزلا خاصا بها ولا عملا تعتاش منه حتى أن والده اضطرته الظروف القاسية إلى أن يشغله صبيا عند حلاق . كما يخبرنا وفي نفس المذكرات بأنه وحتى من بعد تأسيس نجم شمال إفريقيا لم يكن يعمل سوى جرسون في مغازة خياطة . وحتى زوجته الفرنسية فقد كانت هي الأخرى تنحدر من أسرة فرنسية متواضعة وحتى العام 1930 فقد بقي هو ورفاقه في الحزب يعيشون كالبدو الرحل ينقصهم المال والمنخرطين ونحن هنا نقتبس دوما من مذكراته السابقة الذكر . ومع كل ذلك فقد استطاعوا قهر الإمبراطورية الفرنسية المدعمة من قبل الحلف الأطلسي في الجزائر . مصالي الحاج هذه الشخصية المحورية في تاريخ الجزائر المعاصر وصفه خصومه بالمغامر وبالشخصية الجاهلة من دون فلس وهو رجل يسكن مع عائلته في حي فقير في غرفة فرق السطح في الطابق السادس إنها الفقر كيف يستطيع رجل في هذه الوضعية أن يدافع عن بلدنا وأن يجد تقديرا ما عند شعبنا وعند الحكومة الفرنسية وهذا كما جاء في مذكراته السابقة الذكر دوما . هكذا كان حاله ، هذا الحال الذي لم يمنعه من أن يكون أبو الحركة الوطنية الجزائرية وأن يغير نضاله السياسي مصير الجزائر وإلى الأبد . وجاء استقلالها كثمرة مباشرة لنضال رجل من عامة الشعب ولا علاقة له بالطبقات المترفة والتي كانت وفي معظمها وطوال التاريخ البشري هي الطبقات المعاكسة لتيار التاريخ وقلما كان خلاص المضطهدين على يدها .

وقبل هؤلاء جميعا نجد الأمير عبد القادر الجزائري والذي عانى هو الآخر من هذه العقلية المغلقة والظالمة حيث لم يعترف به أتراك الجزائر . وقاست عائلته الويل ودفعها الأتراك إلى النزوح خارج الجزائر . ولما عاد وهذا من بعد الغزو الفرنسي لها وقاد حركة المقاومة الشعبية الباسلة اصطدم بعقبة الوصمة والتي كانت نتيجتها عدم الاعتراف به كأمير ومنها عدم الاعتراف بشرعية حكمه . لا لشيء وحسب أصحاب هذه النظرة القاصرة إلا لأنه من سلالة لا تنجب الأمراء . هكذا كان ينظر إلى الأمير عبد القادر الجزائري من بعض خصومه ومنافسيه . وكلنا يعرف اليوم من هو الأمير عبد القادر ويكفيه فخرا بأنه أول مؤسس لمبادئ القانون الدولي الإنساني ، ويعود له هو وله هو وحده  فضل تأسيسه . وماذا كانت النتيجة لعدم الاعتراف به لقد كانت تأليب الناس عليه ووضع اليد في يد العدو الغاصب نكاية فيه . ولهذا فقد فشلت مقاومته مع أسباب أخرى طبعا ليس هنا مجال عرضها وكانت النتيجة ليل استعماري طويل خيم على الجزائر .

 كما أن ما يفند حجج دعاة المجتمع المغلق لصالح دعاة المجتمع المفتوح هو فشل نظام الطبقات في الهند . حيث أن أبناء طبقة المنبوذين Untouchables لما هاجروا إلى خارج الهند وأتيحت لهم فرصة العمل والبروز فإن هذه الطبقة قد حققت نتائج مذهلة قوضت وهدمت الأفكار المسبقة عنها . وهي ومنذ مدة أصبحت تطالب بحقوقها المسلوبة من قبل الطبقات النافذة في السلم الاجتماعي للديانة الهندوسية وبحقوقها السياسة في الهند أيضا . ولا ننسي هنا الرجل الأسود الزنجي والذي أنزله الرجل لأبيض الأمريكي في مرحلة سابقة إلى درجة ماسح الأحذية ثم ادعى بأن هذا هو وضعه الطبيعي . ومعه طبعا الجزائري والذي أنزلة هو الآخر المستعمر الفرنسي إلى مرتبة الراعي أي " السارح بالعامية الجزائرية " مدعي كذلك بأنه لا يصلح إلا لهذا العمل . ولكن واقع حال سود أمريكا اليوم والجزائريين يكذب إدعاءات المجتمع المغلق في تلك الحقب التاريخية المظلمة من تاريخ البشرية .

ولهذا علينا أن لا نستسلم لمثل هذه الأطروحات الهدامة والمثبطة للعزائم والعنصرية والواصمة والظالمة . فهي لم ولن تستثني أحدا منا ما دام هناك تدافع للبشر وتنافس فيما بينهم على الثروة وعلى الوجاهة الاجتماعية وعلى وهج وسحر السلطة . فحتى الأنبياء لم يسلموا من العمل الدءوب لأقوامهم بهدف قطع الطريق عليهم نتيجة احتقار شأنهم وشأن أتباعهم لكونهم وحسب أقوال منتقديهم من أسافل الناس ومن أرذلهم وأوضعهم وهم أصلا ليسوا أهلا ليكونوا قاطرة التغيير . ممن هم من أمثال قوم موسي ع في نظر فرعون لكونهم شرذمة من العبيد المستضعفين والمفسدين في الأرض ، وهذا حسب فرعون ومن ينتهج منهجه في أي زمان ومكان ، وقد لاقى قوم شعيب ع نفس المصير أيضا . و داوود ع والذي ما كان إلا حرفيا فقد اصطفاه الله ليصبح من أعظم ملوك بني إسرائيل وأنجب سليمان الحكيم ع ومحمد ص والذي غير مجرى التاريخ وإلى الأبد قد احتقره قومه واستكثروا عليه النبوة وكانوا يتمنون ما يخبرنا القرآن الكريم من أنه : " لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " الزخرف الآية 31 والمقصود بالرجلين هنا هما كل من الوليد بن المغيرة المخزومي من مكة و حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي من الطائف ولا لشيء إلا لأنهما من وجهاء قومهما ، ولأن محمد ص قد كان فقيرا في مرحلة ما من مراحل حياته والغنى والثراء كانا ولا يزالان هما معيار تصنيف وتفضيل الناس , وإن كنا لا ننكر فضل المال ولا نعيبه ولكننا نستهجن أن يكون هو العامل الوحيد لتحديد قيمة البشر . حتى أنهم تأمروا عليه لقتله لأنهم لن ينالوا شرف مكانته أبدا على الرغم من ضعفه وهوانه على الناس في مرحلة الدعوة الأولى ، كما أنه عندهم العدو رقم واحد لهم والمنبوذ والمغضوب عليه من قبلهم . وماذا لو أنهم في نجحوا في مسعاهم ذاك ، أكيد أن البشرية كانت ستخسر الشيء الكثير والذي لا يمكن تعويضه أبدا . محمد النبي ص لم يعترف به قومه فقط بل لم تعترف به كذلك شرائح واسعة من أصحاب الديانتين السابقتين له لكون النبوة حسبهم محصورة فقط في بني إسرائيل . ولا يمكن أن يكون هناك نبيا من غير هذه الفئة . وبالتالي فلا مجال أبد هنا للاعتراف بشرعيته كنبي لأنه من نسل إسماعيل الذي يرمز إلى الآخر وإلى ابن الجارية لا إلى ابن الحرة وإلى الذي لا حق في التواجد في الصفوف الأولى ولا حق له في الحديث أصلا لأنه لا يملك شرعية هذا الأمر ، ولئن كان لكل هؤلاء كلمتهم فلتاريخ كلمته أيضا .

وهذا الأسلوب في التعامل الإقصائي لم يتعرض له الأفراد فقط وإنما أمم بكاملها كانت ضحية هذا التعالي الفارغ وضحية للنظرة المغلقة للمجتمع . فغير اليونان هم برابرة يحق استعبادهم ولا حق لهم في العيش الكريم لكونهم يتقبلون الاستعباد بأريحية أكثر من اليونان الأحرار ، هذا ما يقرره أرسطو في كتابه السياسة . وغير الرومان برابرة أيضا لا شرف لهم ولا ينتسبون للعائلة الإنسانية . وبالتالي فلا حق لهم سوى أن يكونوا عبيدا للسادة الرومان والذين يتسلون بهم كما يتسلون بالحيوانات وهذا هو وضعهم الطبيعي الذي خلقوا لأجله . ومن يتمرد أو يعترض يسكبون في حلقة المعادن المذابة أو يقتلوه في السجن بواسطة الجوع كما حدث مع القائد البربري العظيم يوغرطا . وهذا ليكونوا عبرة لمن يتطاول ويطالب بنفس حقوق السادة ، أو أن يكون ضمن الفئة المحظوظة من أبناء الآلهة .

 

خلف الله سمير بن امهيدي / الطارف / الجزائر

 

في المثقف اليوم