قضايا

الاختراع تلك المقولة المقدسة

akeel alabodتمهيد: العقل وسيلة الانسان للبحث عن مسميات الشيء،  وإدراك معانيه، وطرق التعاطي مع مفرداته الدقيقة، واستقراء ما يكمن في مادته، اي حقيقته، لذلك تراها تتشعب الموضوعات، وتنمو التفاصيل، بالمقابل يزداد نطام الحاجة لخلق وتشجيع عقول، قادرة على استيعاب المساحات النامية من تلك التفاصيل، وهذا يحتاج الى التعامل المحسوب مع الزمن وعدم التفريط بوحداته المتعاقبة. 

ان تخترع شيئا ما، يعني ان تضع الناس امام اكتشاف جديد، الاكتشاف هذا ربما يكون في جانب الطب، والتكنولوجيا، والفيزياء،  وما شابه، فكيف لنا ان نفهم هذه الحقيقة؟ 

 

موضوع البحث:

هنالك حقول مختلفة في موضوعاتها، ومختلفة ايضا في طرق وأنظمة العمل عليها، هذه الحقول تفرض أهميتها، لتكون محط اهتمام هذا المخترع، اوذاك، لتجعل منه مهتما بما تفرضه عليه ضرورات البحث العلمي وحاجته الدقيقة، والتي من ضمنها تثبيت الملاحظات الخاصة باولياته، ونتائجه، وهذا معناه ان هنالك مسافة من التاريخ محسوبة بهذه النبضات التي تكمن مع انفاس الانسان، ليحسب من خلالها أشواط سعيه. 

لذلك تسمع ان فلانا العالم، او المكتشف الفلاني كان قد أفنى شوطا من عمره بحثا عن علاج لمرض الكوليرا، او السرطان، وكذلك تسمع عن عالم اخر يعمل ليلا ونهارا، لاجل ان يكتشف نظاما جديدا في الحاسوب، وكذا الامر مع عالم يبحث في كيفية استخدام الطاقة الشمسية، لأغراض  الاستخدامات الكهربائية، أو أشياء من هذا القبيل، وعلى هذا الأساس، يتم التعامل مع ما تقدمه العقول البشرية للآخرين.

المعنى، ان الاختراع يحتاج الى زمن، وصبر، وعقل لاستيعاب تفاصيل البحث، والملاحظة، لتقديم المنفعة للأجيال-جيل بعد جيل.

ان الخير الذي يصنعه الخبير، سيعم بفائدته لمراحل متعاقبة من الأزمان، هذا ناهيك عن امكانيات التطوير التي تعقب عملية البحث والاختراع، وهذا ما يمنح المخترع وموضوعه صفة الخلود، وهنالك أمثلة لا تعد ولا تحصى من العلماء. والمخترعين.

لقد بقيت اكتشافات ابن سينا الطبية، ونظرية أنشتاين في الفيزياء، كما بقيت أبحاث  المتخصصين في باب التطورات الخاصة بالتكنولوجيا، بما فيها نظام الحاسوب الحالي وارتباطه مع جميع مجالات الحياة الخاصة بالطب والهندسة، والرياضيات، والفيزياء، وجميع العلوم.

 

الغاية من البحث:

الزمن هو الطريق الذي على أساسه يتم انشاء وتأسيس البرامج العلمية، فكيف لنا ان نتعاطى معه؟

مما لا شك فيه انه بالإمكان تشجيع الأجيال القادمة على التعايش مع العلماء من خلال توفير اجواء البحث في نظرياتهم، وتوسيع رقعة الاهتمامات العلمية من خلال استخدام الفضائيات وتغذيتها بالكوادر المتخصصة لخدمة وإكرام هذه المقولة التي اسمها الاختراع.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم