قضايا

النار بين الريح والاتجاهات الأربعة

akeel alabodأفرأيتم النار التي تورون. ءأنتم أنشأتم شجرتها ام نحن المنشئون[1].

اكلة تلتهم الحطب، أواي مادة اخرى، لون احمر، واصفر، وازرق، واخضر في بعض الأحيان، مضافا اليها طبعا باقي الألوان. حرارة يلتجئ بعضها طولا وعرضا، وكذلك ارتفاعا، وانخفاضا وفي وقت واحد، علما ان الانخفاض غير مرئي؛ يصطدم بالخط المستقيم، كونه مكان تتكئ النار عليه فينحني، فتبقى تلك التكورات متصلة بطريقة، لولبية بحسب ما نراه.

الأبعاد الثلاثة تشبه مثلثا متساوي الزوايا، بيد ان التساوي هذا بفعل الريح يتغير، فيصبح مقدار اي زاوية من المثلث خاضع لهذا التغير؛ فالزاوية الحادة مثلا يمكن ان تصبح منفرجة، وبالعكس، رغم ان مقادير الزوايا تجتمع على مسار ثابت، اي غير متغير، وهو مائة وثمانون درجة.

وهذا اتجاه تجمعه نقطتان؛ واحدة في الشرق، وأخرى في الغرب، او واحدة في الشمال عند نقطة في العلو، وأخرى في الجنوب، عند نقطتين غير ملموستين، اي متخيلتين فقط، باعتبار انه لا يمكن تحديد مكانهما الفيزيائي ضمن مقاييس الاتجاهات الأربعة، بل يتم الاكتفاء فقط بتصورهما.

ولهذا يعد الخط المستقيم قاصرا في احتواء جميع الاتجاهات، بينما زواياه الخاضعة مقاديرها للتغير بفعل الريح يمكن ان تحتويها جميع الاتجاهات، هذا في حسابات الريح المتجهة من الشرق الى الغرب، او بالعكس.

ولو كانت الريح متجهة من الشمال الى الجنوب، او بالعكس، فان الزوايا ستكون معرضة للانقسام، اي الانشطار بفعل الخط الذي يفصلهما عن الاتجاهين المذكورين.

وهذا بفعله، ستتحول مجموع الزوايا من مائة وثمانين الى ثلثمائة وستين درجة.

هذا يعني ان المسار المستقيم بفعل الريح القادمة من الشمال، أو من الجنوب، سيحل فيه انحناء تابع لذلك القطب، او ذاك؛ هذا الانحناء صورته تشبه في تقوساتها، انحناء قبة السماء فوق سطح البحر؛ عناق الهواء الى الماء، والتراب، والنار مكملة باعتبارها من سنخ مادة متحولة، حيث بها تلتئم جميع خلايا الوجود، وبها تتغير صفة الكينونة، لعلها تتصف، اوتنجب كينونة اخرى[2].

هذا الانحناء على أساسه يتحول المستقيم الى نصف خط دائري شمالي، وآخر جنوبي وكلاهما متصور، وتصبح الدائرة متعينة، ولكن وفق مدارين متخيلين، لان قوة الريح اما ان يكون اتجاهها من الشمال نحو الجنوب، او من الجنوب باتجاه الشمال، وهذه ال (او) تشير الى عدم اجتماع قوتي القطبين في مكان واحد،  باعتبار انهما اذا التقيا يتهافتان.  

 

عقيل العبود

...................

[1] راجع سورة الواقعة  اية ٧١،٧٠، راجع ايضا الآيات ٦٢-٧٣.

[2] راجع العناصر الأربعة المؤثرة في حياتنا، قيصر زحكا، القسم الثاني، العناصر والطبائع الخمسة اوالأربعة 

http://maaber.50megs.com/issue_march15/alternative_medicine1.htm

 

في المثقف اليوم