قضايا

قاسم حسين صالح: تفسير حلم المشي في الشارع!

qassim salihyيعدّ بن سيرين (أبوبكر محمد بن سيرين البصري) المتوفى عام 110 هجريه، اول من اجتهد في تفسير الأحلام عربيا وعالميا، وله في تفسير الأحلام ما يتفوق به على فرويد الذي حظي بالشهرة عربيا فيما نسينا بن سيرين مع انه من أشهر علماء العرب.

 من جميل ما قرأت له تفسيره لأحلام المشي في النوم .. في الشارع تحديدا. فهو يقول: اذا كنت تمشي في الشارع فهذا يعني أنك إقتربت من تحقيق هدفك وطموحك. وإذا كان الشارع الذي تمشي فيه مألوفا بالنسبة لك فإنه يعني إقتراب الوصول إلي الهدف. وإذا كان مظلما فإنك لن تحصل على الربح من هذا الهدف. وإذا كانت هناك إضاءة في الشارع فأنت سوف تحصل علي المتعة والفوائد.اما إذا كنت تمشي في شارع ضيق فإنه يدلّ على القلق حول الوضع الذي تعيشه، وقد تشعر بأنه لا مخرج منه.وإذا كنت تمشي بمفردك في الشارع، فهذا يعني أنك تعيش حياتك بطريقتك الخاصة مستقلا عن الأخرين، وأنك تتبع أسلوبا جديدا في حياتك لا يعرفه الأخرون.اما إذا كنت تمشي في الشارع وقد وجدت منعطفا، فهذا يدل على أن الأسلوب الذي تتبعه في الحياة سوف يدخل عليه بعض الإجراءات الجديدة .

 والجميل، ان بن سيرين يحلل سيكولجيا قبل ان يظهر علم النفس، فيقول: إذا رأيت نفسك أنك تمشي في شارع أسود، فهذا يرتبط بمشاعر القلق والمخاوف والإكتئاب التي توجد لديك، وأنك سوف تمر بفترة صعبة في حياتك .وإذا كنت تمشي في الشارع ولاحظت إنسدادا فيه فذلك يعني تحذيرا لك على عدم الإستمرار في الأسلوب الذي تتبعه في حياتك وأنك بحاجة لتلبيه هذا التحذير. وإذا وجدت في الشارع الذي تمشي فيه مفترق طرق فإنه يدل علي تغير في القرارات والمواقف. وإذا قمت بالدخول في أحد المنعطفات فهذا يشير إلى أن أسلوب حياتك غير مخطط له.وإذا كنت تمشي في الشارع ذي الإتجاه الواحد وانت تمشي في الإتجاه المعاكس فإنه يدل علي أنك تتحدى رأي الجميع وتتخذ مواقف عكس المواقف السائدة.وإذا كنت تمشي في الشارع إلي الخلف فإنه يدل على أنك تفكّر في الماضي كثيراً . وإذا رأيت الشارع غير واضح لك فإنه يدل على أنك ستواجه بعض الأمور صعبة الفهم. اما إذا رأيت بأنك تمشي في الشارع وفجأة توقفت ونظرت في الأسفل وقد يكون هناك شخص بصق، فإنه يدل على أن هناك عدوا يحاول إلحاق الأذي بك.

 تساؤلي لحضراتكم ولأساتذة علم النفس:

 لو أن هذه التفسيرات صادرة عن فرويد .. اما قلنا عنه كم هو عبقري هذا الرجل فيما نحن نظلم بن سيرين الذي سبقه بمئات السنين؟! .. مع جل اعتباري واحترامي لكليهما.

 

د. قاسم حسين صالح

 

في المثقف اليوم