قضايا

نبيل أحمد الأمير: الصديق وقت الضيق

nabil ahmadalamirأصدقائك هم بمثابة مرشدون لك في هذه الحياة، فضلا عن كونهم يحددون من أنت، لذلك فان عملية اختيار الصديق هي هامة للغاية .

لأن الصديق هو أداة التوازن في حياة كلٍ منا، فهو صاحب تأثير ونفوذ وسلطة، وهو الصدر الحنون الذي نتكئ عليه حين نمر بمشكلة أو محنة أو ضائقة، لذلك يجب أن نختار بطريقة حذرة، لكي لا نقع في نهاية الأمر في اختيار أصدقاء يكونون أسباب لمشكلاتنا لا لحلها.

وللصديق صفات معينة واجب توفرها فيه، ومن أهمها :

1- أن يكون صديقك ذو عقل رصين فاختيار صديق ينقصه العقل يوقعك في المشاكل أكثر ما يُنجيك منها , لذلك فاختيار صديقك عاقلا يمنحك أفضلية في ائتمانه على أسرارك الشخصية .

 2- أن تكون علاقة صديقك مع الله علاقة جيدة . . لان كلما أبتعد الإنسان عن ربه ازدادت خطاياه، فاختيار الصديق يجب أن تكون مبنية على أساس صلته بربه .

 3- المحبة بدون مصلحة .. حيث يجب أن يكون اختيار صديقك مبنيا على المحبة المنزهة عن أي غرض أو مصلحة فالغرض والمصلحة والصداقة صفات لا يتجمعون سويا، لأن الصديق لا يطلب من صديقه مصلحة لمرافقته أو سماعه أو حتى حل مشاكله .

 4- التضحية ..

5- الإخلاص . .

كما إن تكوين الصداقات شيء، واختيار الأصدقاء شيئ آخر . . حيث هناك معايير علمية حقيقية لإخيار الأصدقاء جاءت نتيجة دراسات وتجارب كثيرة وكبيرة منها:

1 – الامتحان . . اختار صديقك بامتحانه، فالمواقف هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه وتأتمنه على حياتك والامتحان للأصدقاء يوضح مدى قدرتهم على مساعدتك عند الحاجة .

2 – الشدائد .. اختيار صديقك متوقف على صنع الفارق وقت الشدائد فما حاجة الصديق إذ لم تجده وقت الضيق والشدائد والمحن، وهذا يدل على متانة الصداقة وقوتها .

3 – الغضب . . اختار صديقك بعد معرفة كيف يصنع في حالة غضبه، فبعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالة الغضب وهو من أسوا الأشخاص الذين يمكنك اتخاذهم أصدقاء، لأنهم في حالة الغضب قد يفعلون أى شئ لن يكون في صالحك في الغالب .

4 – السفر .. إذا أردت اختيار صديق فعليك بالسفر معه، فالسفر يظهر حقيقة الإنسان وبالأخص الصديق، ففي السفر يرفع التكلف والتصنع ويكون الإنسان على حقيقته .

5 – الصبر .. عند اختيارك صديقك يجب أن تعرف إذا كان يستطيع تحملك والصبر عليك، أم لا، لان الصبر من أهم المميزات التي يجب على الصديق المخلص أن يتحلى بها .

إن معظم الدراسات عن الصداقة أكدت أن اختيار الصديق يجب أن يكون بطريقة حذرة للغاية لأن الصديق يحل محل العائلة والأسرة في الكثير من الأحيان، ويأخذ دور الطبيب النفسي لبعض الناس في أحيان أخرى، فقدرة هذا الصديق على معالجة مشكلات صديقه يجب أن تتسم بالحكمة والرصانة والعقل وإلا ستصبح هذه الصداقة عبئا ومصدرا للمصائب الدائمة، وأكدت جميع الدراسات أن على الأسرة عبئا كبيرا في مراقبة أصدقاء أبنائهم ويكونوا على دراية كاملة ومطلقة بظروفهم الاجتماعية والتربوية، بحيث لا يُترك الأمر حتى تقع المشكلة أو المصيبة .

وهناك بعض الدراسات تؤكد أن من أهم معايير اختيار الصديق هو التوافق الكامل والتام في السن والظروف الاجتماعية والأخلاقية والتربوية، لأنه من الأفضل أن يتوافق الأصدقاء في العمر والأخلاق والطبقة الاجتماعية والتربوية، لكي لا يحدث خلل في اتخاذهم لقراراتهم المشتركة أو في حالة النصح المتبادل بينهم .

والله من وراء القصد . 

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم