قضايا

عقيل العبود: التحليل السايكولوجي للفعل بحسب قانون الاحتمالات.. محاضرات بروفسور M

akeel alabodموضوع البحث: الصديق الذي كان يحسبه صديقا، اتضح انه لم يكن كذلك، انما كان مجرد عابر سبيل ينتظر الدور للوصول الى محطة اخرى مهاجرة.

 

ملاحظات:

نظر الى ماحوله، محاولا ترجيح كفة التبرير القائلة" احمل أخاك على سبعين محملا".

اختلى بنفسه، المواقف تباعا راح يؤرقها، الواحد تلو الاخر، كما شريط فيديو مسجل في الذاكرة.

ايقن ان المتشابه من المواقف يشير الى نمط من السلوك، الذي به تتصف شخصية صاحبه تماماً؛

"الملاحظات هذه مهمة"، قالها مع نفسه منصرفا للبحث في تشابه الأفعال بحسب المكان، والزمان، والمؤثر، والتكرار.

 

فكرة البحث:

'موضوع الفعل، توقف عند هذا الأخير، "نعم لكل فعل موضوع" قالها مستانفا كلامه، ليخصص بحثه تحت هذا العنوان، فموضوع الفعل يقتضي الكشف عن الارادة، والإرادة هي الكاشف عن طبيعة التفكير، والمشاعر، وهاتان المقولتان، اي التفكير، والمشاعر يندرجان معا تحت عنوان التأثر، والمؤثر، اي الفعل، والانفعال، وكل يجري في مكان، وزمان.

 

المطابقة:

فالفعل له زمان، اي امتداد زماني، وله مكان، اي عمق مكاني، والفعل هذا عندما يقترن بتكرار، فان هذا التكرار يقود الى الطبيعة والتطبع، وهذا التطبع لا يتكون بيوم، اويومين، انما هو امتداد لحالة بها، اوبسببها يتصف السلوك.

بمعنى ان السلوك وبحسب نوع الانفعال، يتخذ صفة، اوطبيعة تفاوضية في البدء، ثم طبيعة  وصفية لاحقا، اي بعد التطبع، بعد ان يصبح هنالك تجاوبا؛ تناغما سلوكيا بين الفعل، وبين الشخصية.

والسلوك يقود الى ولادة سلوك، أوتصرف ثان، يعقبه مجموعة تصرفات، هذه التصرفات عندما تصبح محببة لدى الانسان، ترسم شخصيته تماما.

والسلوك لا يأتي من دون مؤثر، فهو اثر يرسمه المؤثر؛ فعل يرسمه انفعال، ومنفعل يرسمه فاعل اوسبب فعلي.

ومن الضروري الاشارة الى ان هنالك سلوك ثابت واخر متغير، فقد يغير الانسان سلوكه بإزاء هذا النوع من الانفعالات، اوذاك، بمعنى ان طريقة التفاعل مع المؤثر قابلة للتغيير، ولكن بحسب نوع وقوة المؤثر.

فاحساس الانسان بالجوع مثلا بسبب عدم تهيئة الطعام له من قبل الزوجة، قد يؤدي الى المشاجرة اوالانفعال الذي موضوعه عدم الرضا مع الزوجة، هذا النوع من الانفعال يخضع للزمان، والمكان، والمؤثر، فلو عاش الانسان بتقاليد مجتمع يفرض على الزوجة تهيئة الطعام لزوجها، سيكون رد فعله غير رد فعل الزوج الذي يعيش في مجتمع يعيش فيه الزوجان تحت شروط اخرى، وهكذا.

 

النتيجة:

إذن العادات والتقاليد الاجتماعية هي التي تساهم في فرض انماط السلوك وهي المؤثر الاول، اوالراسم للسلوك، وان القول الذي ينصح بان تحمل اخاك على "سبعين محملا" يشير الى ان هنالك أبعادا اجتماعية يصعب بموجبها اكتشاف الشخصية،الا من خلال الصبر على تصرفاته واخضاع هذه التصرفات لقانون الاحتمالات التي تبلغ العدد المشاراليه. 

فالتصرفات وان كانت غير متطابقة مع النظام، او الواقع الحسي الخاص بك مثلا، ليس بالضرورة ان تحكم عليها بالخطأ، لان الواقع الحسي الخاص بك هو ايضا يكون غير سليم، لانه مرسوم بفعل مؤثرات فرضها الواقع الاجتماعي المحيط وباقي المؤثرات بطريقة غير سليمة.

ولذلك يترتب عليك ان تخوض تجربة التحليل النفسي لصاحبك، وتتعلم قانون الاحتمالات الذي يضعه قانون العقل، لا نظامك الحسي من خلال حمل المحكوم على حكم اخر؛ النظر للخطأ من منظور اخرa new perspective  وبهذا يصبح الناظر اكثر تبصرا وحكمة من المنظور اليه.

الغاية من البحث: اعادة النظر في قضايا الاحكام، والمحاكم.

 

 عقيل العبود

 

في المثقف اليوم