قضايا

المراة ضحية نفسها اولا

ارجوا الهدوء عند قراءة العنوان، كي نبين بوضوح ما نقصده من ان تكون المراة هي من اتعبت نفسها وادخلت حالها في نفق الحياة المظلمة تاريخيا قبل اي شيء اخر، هذا بشكل عام ولكل قاعدة شواذ كما نعلم . ولا نعني هنا انها فقط هي السبب في ما وصلت اليه من دخولها المتاهات في جوانب عدة من حياتها لم تتمكن من الخروج منها حتى وبمساعدة الرجل ايضا، وانها نتيجة طبيعية لما هي عليه الان في كثير من البلدان الشرق الاوسطية بشكل خاص وان كانت تعاني حتى اليوم كثيرا حتى في الدول المتقدمة، وان لم نقس التقدم في اية دولة بما هي المراة فيها ومستوى حياتها كما يدعي البعض، وان كانت المراة اكثر حرية ومكانة في الدول الاقل تقدما من الاخرى التي تعاني منها المراة في العديد من الامور  .

انني هنا لا اتكلم من اي خلفية شخصية خاصة  في امر المراة  اولا، ويجب ان لا يتخذ او تتخذ اي احد من كلامي نافذة في تصورات او توقعات في الحياة الخاصة وفي امور تعني الكثيرين قبل ذاتي . لو تكلمنا في مراحل التاريخ باختصار هنا، وكما نعلم بان المراة كانت مختلفة  في وجودها وحالها وموقعها ومكانتها من مكان لاخر اي كانت لها خصوصية لا تشابه الاخريات في امامكن اخرى، وهذا ما جعلها مختلفة عن البعض من حيث معيشتها وموقعها ودورها شكل عام، وكانت في الكثير من المراحل في حقبات تاريخية طويلة هي السائدة والمتسلطة، وكانت هي السلطة سواء ضمن العائلة الصغيرة او في حقبات ومراحل قليلة في الحياة العامة، وخسرت موقعها بفعل الضغوطات الاجتماعية والسياسية والمتغيرات العيدة التي كانت لغير صالحها من جوانب عدة،  او نتيجة حروب متواصلة او خدع وحيل سواء من مثيلتها المراة او من الرجال ولم تكن هناك حقبات متعاقبة لحكم المراة متواصلة، وكانت هناك مراحل ربما ساعد الرجال بشكل واخر في اعتلاء المراة في السلطة، او لظروف اجتماعية ومنها خاصة بعوائل الحكام في حينه، وربما لم تكن هناك من الرجال الموثوقين من هم يمكن ان يولون الامر، او في ظل عدم وجود رجل وريث ضمن العوائل المالكة . اما ما نخص ذكره هنا من السبب وراء ان تنحدر حياة المراة بشكل عام بعد مراحل معينة الى واقع غير ملائم لها، فانها كانت وبحكم حالتها الخاصة الجسمية والنفسية (انها تقدر ان تسيطر على الفروقات البسيطة وتكون مساوية للرجل ان كانت على القدرة العقلية والثقافية العالية) والمثبتة علميا التي هي احد اهم اسباب تغيير مسارها وان كانت في بداية امرها هي الاولى في التشاور والحكم واصبحت متعاونة ومن ثم سحب البساط من تحت ارجلها في حياتها الخاصة والعامة، دون ان تتمكن من المقاومة . فهل كانت هي السبب الاول ؟ ربما يمكن ان نحدد بعض من الاسباب ومنها :

*كونها لا تطيق في اكثر الاحيان مثيلاتها او حتى زميلاتها وصديقاتها في ابسط الاموراو ما يهمهن بشكل عام، وكما هي حالها حتى اليوم، كانت تولي امور خاصة وخطرة وحساسة بالرجل اكثر من مثيلاتها، بحيث تفعل ذلك وان شكت واعتقدت بانه  يمكن ان تقلب الامر عليها بنفسها او بيد الرجال في الامور العائلية والحياة العامة  ايضا .

*كونها تثق بالرجل القريب والبعيد منها في امورها حتى الخاصة، ولم تكن تلتفت الى عقول اللاتي لا ينقصن عنها درجة في اي جانب كان، فانها اصبحت وحيدة في اكثر الاحيان بين معشر الرجال في الامور العامة، على الرغم من انها فعلت بنفسها مالا تتمناه يوما .

*كانت هناك حالات فردية خاصة بحيث اهتمت بالنساء اكثر من الرجال، ولا يمكن احتسابها على النساء جميعا في جانب امكانياتها في امتلاك زمام الامور العامة، لذلك كانت المرحلة التي ادارت الموقع مؤقتا، وان لم يكن هناك فيبعض الاحيان في الظل رجلا كان يدير امرها وهي تحكم بشكل صوري لعدم ثقتها بنفسها، والعكس ايضا .

*لم تسمح المراة المتسلطة في المراحل تلك بنشر العوامل التي تؤدي الى الايمان والثقة بالنفس بين زميلاتها، او لم تفكر في ان تكون المرحلة التي ظلت هي في الدرجة العليا من مرتبات الحياة الخاصة والعامة مساعدة لاحلال البديل المناسب بعدها .

*رغم كون البعض منهن قاسيات او كما عرفن هن انفسهن بانهن شبيهات الرجال في امور شتى ولم يقلن العكس، وهن من وضعن الرجال في المرتبة اعلى منهن وخدمن الرجل في تغاضيهن عما سيضرهن من ايدي الرجال، عملن عمدا في  ان يكون الرجل بديلا لهن واعتقادهن بانهم اكثر نفعا منهن في امور شتى الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية منها .

*في بعض المراحل لم يثبتن جدارتهن في الامور العامة وان ساعدهن الرجال في ما يخصهن او في اعتلائهن مسلة السلطة،سواء كان هذا نتيجة اسباب خاصة بالرجل الذي اخذ على عاتقه تلك الحالة ولربما من اجل عين حبيبة او عشيقة او زوجة او خت او ام او نتيجة جهود فردية لدى احداهن في مرحلة ما . او كان ذلك ولو نادرا نتيجة كون الرجل ينظر اليهن الى انهن في مرتبة عالية  من المكانة سواء جاء ذلك نابعا من افكارهم وعقليتهم اعتقاداتهم ونظرتهم لهن وللحياة، او بعد ظروف طارئة اجبرتهم على العمل وفق ما يهم المراة في حينه .

هذا مع اسباب وعوامل اخرى تخصها هي بذاتها من الناحية الفكرية النفسية الجسدية، اضافة الى ما برز من الرجال ممن يتعامل مع المراة على انها ليست سوى الة ووسيلة خاصة بهالافي الكثر من الاحيان، سواء نتيجة الظروف التي فرضت ذلك على العقلية الرجولية ام من وضعها هي وقدرتها في التعامل مع الحياة .

لابد ان لا ننسى افكار وفلسفات وايديولوجيات اصبحت حجر عثرة امام تقدم المراة وهي من وضعت العراقيل امام تساوي تقدمها من كافة الجوانب مع الرجال، اضافة الى بعض الاديان او اكثرها فيما يضمن من الفكر والنظرة الى المراة وما يجب ان تكون عليه او مدى السماح لها في امور كثيرة تهم الحياة وتهمها هي ايضا قبل الرجل . ومن الغريب انها استسلمت الى الامر الواقع واصبحت خاضعة لم تدافع عن ذاتها بل هي من منعت وقاومت من يفيدها ويفديها  ويقدم لها من الافكار النيرة من الرجال، لمجرد انها اصبحت في مستوى متدني من العقلية وترتبت عليها المستوى المعين من التفكير بعد مراحل متلاحقة من الحكم التسلطي القوي لرجال الدين ومن سلكوا سلوكهم في السلطات المتعاقبة ولحد يومنا هذا. اي انهن ايضا اصبحن اداة بيد من يضر بهن بشكل او اخر سواء علمن بما يجري لهن واخضعن للامر الواقع وما طلبت منهن او جهلا بما يجري لهن من جراء افعال ايديهن او ما يحملنه من خفض مستوى الثقافة والمعرفة لديهن .

لم تكن المراة في الكثير من المراحل بمستوى يمكن ان يصارعن الرجال في الوسط الخاص والعام، ايضا لامور نفسية او جسدية احيانا  او لكسل او الارتضاء الذي كن فيه والتي هي من عاداة اكثر النساء وسلوكهن او ارتكانهن الى السلم وان كان على حساب حقوقهن .

اذن كل هذا كاسباب ذاتية بهن، هي التي دعت ان تكون المراة على ما هي عليه الان من الحال التي يرثى لها، وستطدم احيانا بجدار قوي بنته هي بنفسه خلال المرحلة ذاتها التي تعيشه وليس من ارث واثر التراث . مع ذلك فان التراث الشرقي بالذات فيه من العوامل الكثيرة لتحل من المراة محلا ام تكون مجرد كرة من العاطفة فقط، وكانها هي لا تليق بامور صعبة فكريا ونفسيا وجسميا في الحياة .

عند التمعن في امور المراة اليوم في ظل هذا الواقع والتغييرات التي شهدها العراق، لا نجد سوى ان تكون المراة في اسوا حالاتها وليس لاسباب موضوعية بحتة وانما لانها هي السبب الذاتي في تحقيق ما يدعها ان تكون في المرتبة الاخيرة من ما يجب ان تكن عليه، على ارغم من الامور المظهرية التي ادعتها السلطة وكانها ساعدتها على ما هي عليه لتخرج من الحفرة ووقعت في البئر . فانهن خاضعات لامور الرجل في الحياة الخاصة وللايديولوجيا التي تضعهن في المرتبة الاخيرة وتدافعن عنها، وهن ارتضين قبل احد اخر لما اعطيت لهن وكشفقة بهن وكانهن تنتظرن ايدي الرجال دائما في منحن ما يهمهن دو ان يسعين الى المراد، وعلى الرغم من قبولهن لهذه الامور المخزية احيانا فانهن وفي بقائهن على المنوال ذاته لمدة طويلة قد اجبرن على التراجع ايضا . هذا ان ابعدنا الظروف الموضوعية والاسباب  الاخرى في دفعها الى ما هي عليه اليوم لعدم اتاحة المجال هنا للكلام فيها . وبهذا يمكننا ان نصرح وبثقة بان المراة هي السبب الاول في ان تكون الضحية، اي انها ضحية نفسها وبعمل ايديها   

 

في المثقف اليوم