قضايا

عفوية نضال المرأة وصدقيته!!

الخطوة الأولى لحل قضية المرأة، هو أن تتجاوز المرأة فكرة انتظار أن يأتي حل قضيتها من الرجل، وتفعل ذلك بنفسها، فالحياة ليست رجلا فقط، بل هي رجل وإمراة ، حيث أن الكثير من الأعمال الإنسانية العظيمة عبر التاريخ البشري، الفنية منها أو الأدبية أو الدينية أو السياسية، كانت البداية فيها فكرة تفاعلت مع البيئة التي نشأت بها، وتطورت مع الظروف المحيطة بها، من مجرد فكرة إلى عمل عادي، ومن مجرد عمل عادي إلى عمل عظيم، صار بعد التطبيق والتفاعل انجازاً، وفي الكثير من الأحيان يتحول الإنجاز وفاعله إلى رمز، لا يستطيع أي منا، مهما كان انتماؤه الأيديولوجي أو السياسي وحتى العقائدي، إلا أن يفرح له، ويلاقيه بالترحاب والتشجيع والمساندة، لأن إنصاف الجهود، وإحقاق الحقوق، وتقدير المجهودات المبذولة، يوجب الفخر بكل الانجازات التي يقدم عليها أي كان بصدق وتجرد لمصلحة الناس، سواء قام بها الرجل أو المرأة، يظل التقدير فيها مطلوبا، والشكر واجبا، والتكريم سلوكا متحضرا، وتحرص عليه المؤسسات الحكومية والجمعيات المدنية في البلدان التي تقدر مواطنيها، وتترجمه إلى تقدير واحتفاء واهتمام بمن يستحق، تمنحه الدروع التذكارية والشهادات التقديرية، والهدايا الرمزية، وحتى النقدية والعينية، لأنه لا أفضل من شكر المحسن على عمله،رجلا كان أو إمرأة، وأن شكر الناس من شكر الله كما جء في قوله الإمام علي كرم الله وجهه: "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" ، ومن أساليب الشكر والبر والتكريم، ذكر الفضل لأهله، الذين عملوا ويعملون على ايجاد الحلول والبدائل لقضايا المجتمع الأكثر التهابا وراهنية، وعلى رأسها مناصرة المرأة بالشكر وتشجيعها على حل قضاياها أوضاعها الاجتماعية بنفسها، لأن القضايا لا تثمر حلولا مرضية إلا من خلال إنخراط أصحابها كليا في قضاياهم الشخصية ووالوطنية، كما في يحث رجل الشارع على ذلك في المثل الدارج الشهير "ما يحك ليك غي ظفرك، وما يبكي ليك غي جفنك" وكل عام والمرأة على حل قضاياها أقدر..

 

حميد طولست

في المثقف اليوم