قضايا

الإنطباع الأول في اللقاء الأول .. أهميته في رسم الصورة

nabil ahmadalamirللشخصية معاني عديدة، كتب فيها الكثير من علماء النفس، وحددها بعض الباحثين على أنها مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الإجتماعية بين الناس، حيث يكون للإنطباع الأول في اللقاء الأول تأثير كبير في رسم ملامحها .

ماهية الانطباع الأول . . .

هو ببساطة الرأي المكوّن عن أحدهم من الآخرين، ويتكون من اللحظة الأولى من لقاء الشخص بأشخاص يتعرف عليهم لأول مرة، ويشمل الانطباع كل شيء . . .

 (التصرف - الميول - الذوق - الفكر - الطباع - الثقافة …. الخ)، وكل شيء آخر قابل للاستيعاب.

وعلمياً أثبتت الأبحاث أن 90% من الانطباع يتكون من أول 20 ثانية من الاتصال بالأشخاص الذين تتعرف عليهم لأول مرة، فاحترس لأن للانطباع الأول المكوّن عنك أشد التأثير على تصرفات الآخرين تجاهك وتعاملهم معك في المستقبل، فلو كان الانطباع الأول الذي كوّنه عنك الآخرون ايجابياً فمن المتوقع انك ستكتسب علاقات ممتازة سواء على مستوى العمل أو المستوى الاجتماعي، وعلى العكس من هذا، فالانطباع الأول السلبي يقطع الاتصال من قبل أن يبدأ، ويكوّن فكرة سلبية عنك لدى من يتعامل معك، وهذا ما يجب عليك تجنبه تماماً حتى تعطى دائماً فكرة ممتازة وايجابية عنك لدى الآخرين .

وتتعدد جوانب الشخصية للإنسان بين مَواطن الضعف والقوة . . . وعلى الإنسان أن يُطوّع إمكانياته ليصل إلى الشخصية المُنظمة مهما كانت قدراته، فهي مجموعة من الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره، والشخصية المنظمة ضمن المحور الإيجابي الذي يسعى إليه الفرد . . .

ومن صفاتها:

1- التفكير بموضوعية وتحديد السلبيات والإيجابيات .

2- الإهتمام بالتخطيط والتنظيم كوسيلة لتحقيق الأهداف وعدم الإبتعاد عن الواقعية في العمل .

3- ترتيب الأولويات في كل شيء، وحسب الإمكانيات الشخصية، والموازنة بين الأشياء والمواقف .

4- الإعتماد على التدوين في كل الأمور والشؤون في كل واجب وكل موعد وكل ما هو مطلوب للقيام بأدائه .

5- القدرة على إدارة الوقت، وتحديد المدة الزمنية المناسبة للانتهاء من الأعمال .

6- التوازن والتوافق في جميع جوانب الحياة، وعدم إهمال جانب على حساب جانب آخر .

مع العلم  أن من أهم صفات الشخصية المنتظمة هي فن إدارة الوقت، وتُعد هذه الصفة من أساسيات المجتمعات المتحضرة، فإذا بدأ أي شخص بتنظيم وقته بطريقة صحيحة، فسيحصل بالتأكيد على نتائج فورية ومرضية، مثل زيادة الفعالية في العمل والمنزل، وتحقيق الأهداف المنشودة بطريقة أفضل وأسرع، كما سيقلل من المجهود المبذول، وبالتالي يجعلنا أكثر راحة، وستلاحظ أنك بدأت بالتفوق على نفسك وعلى غيرك أيضاً في مجالات عدة .

أسباب أهمية الانطباع الأول:

1. في شخصية كل فرد نوع من التحيّز، ولذلك عندما يراك الأشخاص لأول مرة فسوف يُطلقون عليك الأحكام تبعا لتحيزاتهم وتصوراتهم المسبقة، حتى قبل أن يمنحوا أنفسهم الفرصة الكافية لمعرفة حقيقتك بمرور الزمن .

فإذا تمكنت من التأثير عليهم في البداية لتكوين انطباعات صادقة عنك، فإنك بذلك تساعدهم وتساعد نفسك لرسم ملامح شخصيتك التي ترجوا أن تكون مؤثرة فيهم .

2. تكمن المشكلة في أنه حينما يكوّن الآخرون انطباعا سلبيا عن أحدهم في الإنطباع الأول، سوف يحاولون بعد ذلك تدعيم هذا الشعور لديهم وقلما يُغيّر أحداً رأيه ويعترف بأنه كان مخطئا بحق فلان ويسعى لتغيير إنطباعه الأول، بل يبقى يتصيّد الأخطاء والسلبيات، ويغض البصر عن أي إيجابيات يمكن تسجيلها .

3. عادة ما يعتقد الآخرون أن الانطباع الأول هو الانطباع الصادق، لأنهم لن يروا أو يحاولوا أن يروا أي شيء آخر.

 4. لا يمكن للآخرين أن يتوقفوا عن تكون انطباعات عن الشخص مهما حاولوا، لذلك تُعد هذه فرصة للشخص كي يكوّنوا عنه انطباعاً إيجابياً طالما عرف أنهم يتابعونه باستمرار .

وبعد أن أكدنا على أهمية تكوين الانطباعات الأولى وذلك بالحرص على المظهر وأسلوب الحديث وحركات الجسم وما إلى ذلك من القواعد السليمة المرغوبة في التعامل مع البشر، نجد في بعض الأحيان شخصاً يقول أنه ممل ولا يستطيع مشاركة الناس وليس لديه ما يقوله، فإذا كنت هذا الشخص الذي يخشى التعامل مع الأغراب ويخجل من الاشتراك في الأحاديث، فلا تقلل من قدر نفسك بعد ذلك، فجميعنا لديه مايقوله أو يفعله مما يمكنه من مشاركة الآخرين في الحديث بشكل ممتع، فلا شك أن في حياة كل منا أحداث مثيرة أو تجارب طريفة يمكن أن يُحكى عنها ويتمتع بها الآخرين .

فحينما تتحدث عن الأشياء والتجارب والمواقف التي تعرضت لها في حياتك فإن ذلك يتيح لك فرصة كبيرة كي يعرفك الآخرون من خلال عرضك للأفكار والمشاعر والآراء ويساعدك شخصيا على فهم نفسك فهماً صحيحا من خلال تجاوبك مع الآخرين، وتبادلك للرأي والأفكار معهم، فعليك الاشتراك في الحديث والمشاركة مع الآخرين وستجد ما تقوله إذا عزمت على ذلك .

مفاتيح الفوز بحب الآخرين . . .

1- الإلتزام بالابتسامة المشرقة .

2- عليك بكلمة الثناء الصادقة، مع ذكر المحاسن .

3- عدم الإصرار على أن تكون صاحب الرأي الصائب.

4- محاولة إشعار الآخرين بأهميتهم، بأن تكون متواجداً معهم عالماً بأخبارهم وأحوالهم .

5- عدم التكلّم بعشوائية قبل أن تعرف حقيقة الموضوع .

6- الإبتعاد عن الجدل، فالجدل طريق لعناد الطرف الآخر .

7- كسب حب الناس بتذكّر أسماءهم .

8- عدم الوقوف في طابور أصحاب النصائح .

9- الإلتزام بالمقولة (إذا شئت أن تتصدر الناس فاجعل نفسك خلفهم).

10- ضرورة أن تكون ممن يقولون وينفذون .

11- الحرص على إبراز الاهتمامات المشتركة بينك وبين من تحدثه.

وأخيراً ... يجب أن تحاول  ترك إنطباع جيد لمن يعاملك لأول مرة ..

فالمعامله الحسنة أمر طيب . .

وأسال نفسك دائما؟؟

هل كنت موفّق في ترك الإنطباع الأول الإيجابي لدى الآخرين ؟

والله من وراء القصد .

 

في المثقف اليوم