قضايا

ألتنمية البشرية .. المفاهيم والمشاكل

nabil ahmadalamirالإنسان دائماً وأبدا وكما خلقه الله تعالى وأراده ان يكون، هو الثروة الحقيقية التي يمكن من خلاله بناء الحضارات وتعمير الأرض وتطوير المجتمعات، فبعقله وإبداعاته تتشكل الحضارات الإنسانية، وتربية الإنسان وتنميته هو طريق الاستثمار الصحيح للحكومات والشعوب .

إن مفهوم التنمية البشرية ظهر في عقود الحداثة الأخيرة ضمن مجموعة مفاهيم سوق العمل المعاصرة وزاد تردده فيما يتعلق بالتطوير والحاجة للتعامل مع مشكلات أمية الثقافة التكنولوجية، وثقافة الرأي والرأي الآخر، وثقافة التواصل الفعال ... وإلخ .

تم نشر أول تقرير عن التنمية البشرية في عام 1990 حيث ذُكر فيه إن الشعب هو الثروة الحقيقية لأي أمة .

و قد تم دعم هذه الرؤية بثروة معلوماتية مأخوذة من تجارب سابقة، مع أساليب جديدة في طرق تناول القياس لمعدلات التنمية، من منظور تقدم حياة الإنسان المعاصر، وضرورة إثراء حياته معنويا فضلا عن إثرائها اقتصاديا .

وبمتابعة مؤشرات التنمية البشرية خلال العقود الأخيرة يتضح ارتفاع معدلات متوسط الأعمار والحالة الصحية، والثقافية والاتجاهات التعليمة، وأنماط الاستهلاك، وهذه المؤشرات ارتفعت حتى في الدول الأقل تقدما بسبب الثورة المعلوماتية والتكنولوجبة التي إجتاحت العالم خلال العقود الأخيرة .

ولدعم التنمية البشرية في أي مجتمع يجب علينا أولاً تصنيف القوة البشرية في ذلك المجتمع .. وتُصنّف القوى البشرية في المجتمعات إلى الفئات:

- الأطفال من الجنسين . .

يصب في ملف الأطفال الكثير من قضايا التنمية البشرية، مثل قضايا الصحة والتعليم والحماية والتأهيل، فهم مشروعات استثمارية ناجحة إذا تم توظيفها بصورة صحيحة، والتي يجب أن يُخطط لنتائجها المستقبلية بصورة جيدة، بداية من مرحلة ما قبل الميلاد برعاية الأسرة والأم ثم الرعاية الصحية والتعليمية والثقافية والتهيئة لمرحلة الشباب وسوق العمل ... إلخ .

- الشباب من الجنسين . .

هم بداية الحصاد للخطط الصحية والتعليمية والتأهيلية والإستثمارية الناجحة السابقة وبداية تنفيذ الخطة التنموية بدخول الشباب لسوق العمل مُعٙدّاً بالمهارات المهنية والاحترافية ... إلخ .

- متوسطي العمر . .

وهم الشريحة التي تُمثل قمة العطاء والنشاط بسبب العمر والخبرة المكتسبة ... إلخ .

- مرحلة التقاعد . .

وهم شريحة الكنز من الخبرات والتجارب التي لابد من رعايتها ودعمها والاستفادة منها .

ولتكملة نجاح النتمية البشرية بالمجتمع هناك أيضاً مؤشرات للتنمية البشرية يجب معرفتها . . . ويشير المصطلح إلى "الأسلوب الأكاديمي العالمي" لقياس التنمية البشرية من خلال الجمع بين مؤشرات مختلفة مثل . .

- متوسط العمر

- التحصيل العلمي

- الدخل السنوي

وبناءاً على الاحصائات الإجتماعية والإقتصادية بمستوى الحد الأعلى والأدنى، يتم قياس المستوى التنموي لكل بلد بالعالم، وفقا لهذه المعايير السابقة الذكر أو الإحصائات مُعبراَ عنها بقيمة بين (الصفر – 1) دائماً، وحسب طريقة حسابية يعرفها المتخصصون بالتنمية البشرية .

وللتنمية البشرية مفهوم يختلف من وجهة نظر لاُخرى نتناوله . .

1- وجهة نظر المستوى الدولي ومستوى المنظمات الدولية تهتم المنظمات الدولية العالمية بتفعيل مشروعات حقوق الإنسان ومبادرات التبادل الثقافي Cultural Exchange في هذا الشأن عن طريق المنح العلمية والتدريبية والمشروعات الإنمائية التي تتبناها الهيئات الدولية الكبرى دعما للتنمية البشرية .

وأهم هذه المنظمات:

- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة . . وتختصر في اليونسكو حيث الغرض من إنشائها هو المساهمة في صون السلام والأمن على مستوى العالم من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم، والعلوم، والثقافة والاحترام العالمي للعدالة .

- منظمة الصحة العالمية .. وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة United Nations والتي تهتم بالصحة العامة دولياً، وهي عضو في مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية United Nations Development Group .

- منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة .. وهي كالة متخصصة بشئون الأمن الغذائي، تابعة للأمم المتحدة، وتقود الجهود الدولية الرامية إلى دحر الجوع، وتخدم كل من البلدان المتقدمة والبلدان النامية، ومنظمة الأغذية والزراعة بمثابة منتدى محايد حيث تلتقي جميع الدول على قدم المساواة للتفاوض بشأن الاتفاقات ومناقشة السياسات الخاصة بأزمات الغذاء على مستوى العالم .

2- وجهة نظر مستوى السياسة الداخلية للدولة حيث يُنظر إلى القوى البشرية في هذه الدولة على أنها مورد استثماري وإنمائي، ومن ثم تصاغ خطط التنمية والقوانين الحاكمة، وفقا لمعايير حقوق الإنسان العالمية لكل فئة، مثل قوانين مجانية التعليم ومجانية الرعاية الصحية، ومشروعات الإسكان والتنمية، والتنمية الزراعية والصناعية ... إلخ .

3- وجهة نظر التنمية البشرية كعلم أكاديمي حيث يشمل جميع الدراسات الإنسانية ووالصحية الطبية والديموجرافيا وما يختص برعاية الأسرة والمجتمع من دراسات نفسية واجتماعية، وتعد هذه الدراسات أسس وضع المعايير والقوانين الخاصة بحقوق الإنسان ومؤشرات التنمية البشرية .

4- وجهة نظر التنمية البشرية على مستوى قطاع الأعمال والسوق، أو ما يعرف بالقوى العاملة المنتجة، والمتمثلة في مجموعة الموارد البشرية من خبراء أكاديميين ومهنيين، والعملاء المستهدفين وجميع ما يشكل الهيئات المنتجة، والتي ترتبط بخطط توزيع الأعمال والخطط التنسيقية والتنفيذية التنموية الإنتاجية ... إلخ .

5- وجهة نظر مستوى الأفراد، وهو نشاط يقوم به الفرد البالغ تجاه نفسه وتجاه غيره بنشر ثقافة تنمية الذات بمجموعة من السمات الشخصية والمهارية التي تشكل الفرد الناجح المثقف القادر على التعامل مع متغيرات الحياة ومتناقضاتها، لذلك لابد من تنمية جوانب الشخصية السبعة المتمثلة في:

- الجانب الإيماني

- الجانب الصحي والبدني

- الجانب الشخصي

- الجانب الأسري

- الجانب الاجتماعي

- الجانب المهني

- الجانب اللاقتصادي

من الاستعراض السابق لوجهات النظر المختلفة لمفهوم التنمية البشرية يتضح أن جميعها جزئيات تشكل المفهوم الكلي لمعنى التنمية البشرية الشامل، والذي يتحقق بتكامل أكبر كلما زاد التفاعل والتداخل بين . . .

- العلم وتطبيقاته

- مجالات السياسة

- القانون

- مشاريع العمل التنموية

- تربية الفرد كوحدة مستقلة بنائية للمجتمع .

ولايعني ماذكرناه ان عملية التنمية البشرية عملية سهلة، فهناك مشكلات تعيق التنمية البشرية منها ..

1- المشكلات السياسية

وهي أساس جميع مشكلات التمنية البشرية، خاصة إذا ترتب عليها حروب أو حصار الاقتصادي .

2- المشكلات الاقتصادية

والتي تترتب بعد تدهور الظروف السياسية حيث يحدث تدهور بالوضع الاقتصادي، والاقتصاد ركيزة القوة لأي أمة لتوفير الدعم العام، وتأسيس بنية تحتية على كافة المستويات للنهوض وتنمية الدولة والمجتمع .

3- المشكلات الصحية

والتي تترتب بعد سوء الأوضاع الاقتصادية، وأبسطها سوء التغذية نتيجة الفقر، وأبشعها ضحايا الحروب، بالإضافة إلى مشكلات انتشار الأوبئة المترتبة على أي أو كل مما سبق .

4- المشكلات التعليمية

وهي لاتحتاج لتعريف، حيث أن التعليم الناجح هو الركيزة لأي إستقرار وتنمية في أي أمة .

5- المشكلات الاجتماعية وثقافية

وهو المنتج النهائي لمستويات الهرم السابقة الذكر، حيث مجموعات بشرية تتسم بالجهل والتعصب الذي يشعل نيران الخلاف دائما ويؤدي الى توقف أي تنمية مجتمعية .

لذلك علينا العمل بشكل علمي صحيح للتخلص من هذه المشاكل للنهوض بالمجتمع وتنميته للوصول الى أحسن طموح يمكن الوصول له .

وللموضوع بقية إن شاء الله . .

والله من وراء القصد .

 

 

في المثقف اليوم