قضايا

الحب والزواج في زمن الانترنت

shakir alsaediالسعادة: هي حالة اجتماعية لا يعيشها الفرد بشكل منعزل ألا مع الآخرين وبالآخرين وتكون قائمة على شرط واقعي هو إن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع تحقيق كل مطالبه وحاجاته ورغباته لوحده لذلك لا بد لشريك يضمن له شروط السعادة الحقيقية . فحاجة الإنسان لغيره حالة مزدوجة بالطبع والضرورة كما قال الكاتب والفيلسوف السويسري المولد الفرنسي المدفن / جان جاك روسو/  1778- 1712م  (الناس يولدون أحرارا، ولكنهم يستعبدون أينما ذهبوا).

يقال: حب إلام .. كالشجرة تغرس من عود ضعيف ثم لا تزال بها الفصول وأثارها ولا تزال تتمكن بجذورها وتمتد فروعها حتى تكتمل شجرة بعد إن تفنى أعداد أوراقها ليالي وأياما.. وحب العاشقين: كالثمرة ما أسرع إن تنبت وما أسرع ما تنضج وما أسرع ما تقطف، ولكنها تنسى الشفاه التي تذوقها، ذلك التاريخ الطويل من عمل الأرض والشمس والماء في الشجرة القائمة.

إن ظاهرة - الزواج الالكتروني - هي من إفرازات الثورة المعلوماتية وتطور علم الاتصال عن بعد، وعلى الرغم من كونها ممارسة اجتماعية بديلة للطرق التقليدية للتعارف والزواج من قبل الجنسين، إلا أنها بحاجة إلى إنضاج أكثر لكي تحارب وترد السلوك الشاذ والمخالف للعادات والتقاليد الاجتماعية، نظرا للعيوب والكثير من السلبيات التي ترافقها .

فالزوج: مهما كانت طريقة زواجه تقليديا أو الكترونيا الذي يحرص على توافر كافة أسباب الراحة في البيت، يدفع أخر كل شهر سائر ما يطالب بدفعه من نفقات، هذا الزوج يوافق دائما على شراء ثوب جديد لزوجته متى طلبت منه ذلك، ولا يرى غضاضة في إن تشعره زوجته برغبتها في الحصول على ذلك الثوب كلما شعرت هي بالرغبة في شرائه، وفي ذلك دليل على سخاء الرجل وابتعاده عن مظاهر الخسة والأنانية المفرطة .

ولا جدل في إن الحل الوحيد هو في وضع مبلغ من المال مهما كان ضئيلا في متناول يد الزوجة تنفقه كما تشاء، أو توفر منه كما تشاء إن يحل مشكلة كبيرة ما زالت تسبب تعكر صفو الحياة الزوجية وتقلب نعيمها إلى جحيم، لان مبلغ كهذا من شانه إن يرد إلى الزوجة شعورها بكرامتها وعزة نفسها إلى حد كبير.

يقول الشاعر والروائي الايرلندي / اوسكار ويلد / 900   -1854 1  (النساء كل النساء سرعان ما يصبحن نسخة طبق الأصل من أمهاتهن، تلك هي مأساتهن .. إما الرجل فليس عرضة لمثل ذلك، وتلك هي مأساته) وقد ثبت إن الرجال والنساء ليسوا كما صنعتهم الطبيعة بل أنهم يصنعون أنفسهم ليس في الثروة أو المركز الاجتماعي ولكن في كفاءتهم العلمية وسعادتهم الدائمة... حتى في زمن الانترنت.

 

بقلم : شاكر عبد موسى الساعدي (العراق)

 

 

في المثقف اليوم