قضايا

الوجودية عند جابرييل مارسيل

جابرييل مارسيل فيلسوف فرنسي يعتبر من ضمن التيار الوجودي المسيحي، ولد عام 1889 فقد والدته وهو في الرابعة من العمر،ف شغلت فكره باكرا مسائل ما وراء الطبيعة وصار الموت هاجسه، فاتجه نحو دراسة الفلسفة حتى حصل على الإجازة، ثم انصرف الى الكتابة في الفلسفة والمسرح.

تأثر مارسيل بجدلية هيغل، وروحانية برغسون، ومثالية برادلي، وغلبت عليه نزعة تفاؤلية، قريبة من التوجه الذي أرساه كيرككورد وياسبرز.

وترك مارسيل عدة مؤلفات فلسفية مملوءة بالتحليل الدقيق والوصف الوجودي، منها (الوجودية و الموضوعية) و(اليوميات الميتافيزيقية) و(الكينونة و التملك) و(من الرفض الى الابتهال) و(الإنسان العابر) و(ميتافيزيقارويس) وغيرها.

إضافة الى المؤلفات الفلسفية كتب مارسيل مسرحيات أدخل في حبكاتها نظرياته السيكولوجية والاخلاقية. وتبدو العلاقات الانسانية في مسرح مارسيل عرضة للإخفاق وتدور الاحداث حول محاولة إنقاذها.

كتب في هذا لصدد: "إن مسرحي هو مسرح الروح المنفية، الروح التي تتألم من نقص التوحد بينها وبين الآخرين، والتوحد مع ذاتها أيضا".

تتركز كتابات مارسيل الفلسفية حول فرضية مركزية تحيط بها شروحات، وقد اغتنت هذه الاعمال عبر السنين بتعليقات وتفسيرات زادتها عمقا. الفكرة الاساسية لديه هي أن الوجود شيء لا يمكن التعبير عنه ويتبدى للوعي من خلال تجربة فريدة من نوعها.

يقول مارسيل عن فلسفته: إن نمط الفلسفة الذي ينتمي إليه فكره لا يسمح بوجود نتائج جاهزة يمكن ان يحملها المرء ويمضي في طريقه، ذلك ان المذهب شيء نمتلكه، شي يطيب لنا أن نطوف به وان نقيم فيه. اما الفيلسوف، بالمعنى الذي يفهمه مارسيل، فهو على نقيض الملك إذ هو إنسان يجتهد في المشاركه على نحو اكثر وعيا في حياة تعلو على حياته الشخصيه (انا موجود) تلك هي المقولة التي يبدأ منها جابرييل مارسيل، والوجود في جسد، يجعل الإنسان يخوض الحياة في علاقة مع الواقع، وفي عملية بحث عن الذات في اعماق الذات نفسها وفي العالم. أي أن البحث عن الوجود في العالم محور من محاور فلسفته الأساسية.

ويضعنا مارسيل امام حقيقة مفادها:"عدم كفاية العالم"، أي أن القوانين المادية والعلمية لا تشفي الإنسان ولا تكفيه، ولا بد من التأهب للوقوف على عتبة الله.

ومن الافكار التي تدور حولها فرضية مارسيل الفلسفية، الطابع المشترك للمصير الإنساني رافضا تشاؤمية الوجودية،فالبشر مكتوب عليهم أن يعيشوا معا وأن يتبادلوا المحبة وأن يتألموا وينطفئوا ويموتوا.والعيش المشترك هو نوع من العتمه،ولكن من خلال الإيمان بالرب يمكن أن تتبدد اسرار المصير الإنساني المأساوي وان تحل مشكلاته.ويتجلى البعد الأخلاقي في هذه الفلسفة كونها مبنية على وجود الآخر.

احمد حامد .ذي قار

 

 

في المثقف اليوم