قضايا

الجهل علامة مجتمعية


jasim alsafiقيل لي كيف تقول ان الجهل علامة مجتمعية؟ ولكي لايكون الجواب مطول اختصرته في هذه الاسطر

نحن جميعا ومع الاسف نركز على مشكلة التاصل المجتمعي على التراث ومشكلاته على حفريات الماضي وتبعيته ونترك المشكلة الاكبر او نتجاهل الاهم منها الا وهي اصرة الارتباط  بين اليوم والغد بين جيل وجيل لاحق، نحن نكاد واجزم ان نكون مبتورين النسب، منقطعين عن ابنائنا وعن ابائنا لاننا نفكر في مشكلة الاجداد والسلف الصالح في الماضي لا في الحاضر ولا في المستقبل، لهذا لا يمكن حل مشكلة التواصل التاريخي والمعرفي والحضاري ما دمنا نتنكر لجيلن يكبر او يصغر جيلنا، ونشمعهم في متاحف التغريب وهم احياء بيننا، بحجة نحن المعدن الاصيل الذي كان كذا وكذا... اين تلك الايام؟ اين ذلك الزمان؟، ونعيش في وهم الامس متناسين ان كل جيل له هذا الامس الوردي وهذا الحلم الطوباوي، فكلما كبرنا تكبر ذائقنا حتى تشيخ ويوما بعد يوم لا نستطيع ان تتذوق كما الامس فيكون الطعم مملا متكررا لان بكارته طعمه قد فضت بالامس البعيد ولهذا نخون اليوم ومعه جيل اليوم والغد وهم الحاضر والمستقبل، فعجبا لنا نعيب الزمان والعيب فينا ما للزمان عيب سوانا، وهذا ما يقول عنه فوكو شغف التصور او شغف النسق حيث يقول، (لاحرية للفكر بل اننا نفكر داخل فكر مغفل وقاهر هو فكر عصر معين ولغة معينة ولهذا الفكر وهذه اللغة قوانين التحول الخاصة بهما)، علينا التاسيس من هنا لحل مشكلتنا وهي التخوين، ليس السياسي فقط بل المجتمعي والاسري والعملي، نحن بكل صراحة نسلط معرفتنا تجاه السلوك رغم ان سلوك الاخرين سجن لمن راقبه كما يقول سارتر وهذه الاحكام التي نطلقها على الاخرين تنحصر في قالب وضعناه نحن بحكم الخبرة او التوارث او النسق كما يسميه فوكو، ولا يمكننا ان نحيد عنه لانه وبكل بساطة هو كل ما لدينا من معرفة، اننا نجمد معرفتنا في قوانين جاهزة للهندسة لا للمشاعر والسلوكيات والنفسيات وبهذا يكون الجزء الاهم من معرفتنا واقصد به بداية المعرفة وهي (الشك) تكاد تكون لدينا منحصر في فلسفة التخوين والتبرير وعلى كافة الاصعدة الاجتماعية والسياسية والدينية لهذا نجد اكثر مفكرينا تبرريين تحليليين تفقهيين فهل سالنا انفسنا، لم اغلب نخب المجتمع تتجاهل الجزء الاهم من المعرفة وهو السؤال !!، نعم فالتسائل لدينا ياتي من عامة الناس لا من نخبتنا وهذا ياتي من النتائج لامن اسبابها، لهذا انحسرشغل المفكرين والنقاد في خانة التبرير والتحليل وانتقلة عدوى السؤال الجاهل الى العالم والمفكر الجاهل الذي لا يبحث عن المسبب بل كل همه هو الخروج من ذلك التمرد وبذلك يعالج العرض لا المرض انهم وبكل بساطة يبيعون دنياهم بدنيا غيرهم فهم يقراءون ويتفقهون من اجل ان يبرر للاخرين للسياسي، للكاتب، لرجل الدين، بل لكل من اعطى واغدق في عطائه نعم انهم جميعا وعاض السلاطين يبررون الاخطاء لهذا نجد نخبنا اليوم كحال شعراء الامس يكتبوا من اجل ان يعيشوا لا يعيشوا من اجل ان يكتبوا.

 

 

في المثقف اليوم