قضايا

النخبة المثقفة تقصى من قوائم الأفلان في المحليات القادمة

eljya ayshدوما تمارس السلطة ثقافة تصحير العقول وتغييب المثقف عن الساحة السياسية، كونه لا ينفك أن يحشر نفسه في كل كبيرة وصغيرة، ويكشف للرأي العام عيوب السلطة ومساوئها، وها الأحزاب السياسية الموالية للسلطة تمارس ثقافة الإقصاء للنخب المثقفة حتى لا تكون عينا ناقدة داخل مجالسها المحلية، وهو ما حدث داخل صفوف حزب جبهة التحرير الوطني على مستوى محلي عندما رفضت ملفات باحثين ومؤرخين من الترشح للإنتخابات المحلية القادمة

ولعل هناك حالة روحية تعتري المثقف تفتقدها السلطة في الجزائر، ولعل السبب الوحيد أيضا هو افتقارها للثقافة التي ينتهجها المثقف، ولا نعنى بالثقافة هنا حجم المعارف والعلوم التي يزحم بها رأسه، وإنما في أنماط وطرق التفكير واستشراف المستقبل، الذي يخدم الشعب كله بكل مستوياته، وليس خدمة  فئة معينة، ولذلك ترفض السلطة أن تكون سياستها على المحك، ولذا نجدها  لا تكتفي بتعنتها تجاه النخبة، بل تمارس دور الإقصاء للآخر ولأيّ فكر مغاير، ففي قسنطينة كنموذج ندد مثقفون بالطريقة التي درست فيها ملفات الراغبين في الترشح للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 23 نوفمبر المقبل، حيث تم رفض  ملفات إطارات دولة تمثل النخبة المثقفة في الجزائر، منهم باحثين جامعيين ومؤرخين،  لهم قدرة كبيرة على العطاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد لقي ملف الدكتور عبد الله حمادي رفضا مطلقا وللمرة الثانية للترشح للمجالس المحلية، وأحدث هذا الإجراء التعسفي استياء الأسرة الجامعية والثقافية في الولاية التي تعتبر مهد العلم والثقافة، خاصة وأن هذه الشريحة من المثقفين لها وزن علمي وثقافي يشرف ليس حزب جبهة التحرير الوطني بل تشرف الجزائر كلها ، كونها معروفة في الساحة العلمية والثقافية.

و قال متتبعون للشأن السياسي أن شخصية مثل الدكتور عبد الله حمادي مكانها ليس في المجالس المحلية، بل في مجلس الأمّة، وهو المعروف  بفكرة وقلمه ووطنيته، وليس من المثقفين المتقاعسين عن ممارسة السياسة  والخوض في غمارها، وكان المؤرخ الدكتور عبد الله حمادي قد كتب في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي أنه قدم ملف ترشحه في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني لانتخابات بلدية قسنطينة، ولكن رُفِضَ ملفه لأسباب يجهلها ، في ظل ما يحدث من تغيير متكرر في القوائم،  علما أنه لثالث مرة تغير قوائم المترشحين للانتخابات المحلية على مستوى ولاية قسنطينة، دون أن تحرك محافظة قسنطينة وسط ساكنا،  وقد ترك هذا السلوك اللا مسؤول،  أثرا سلبيا في نفوس المترشحين الذين تحولوا إلى أضحوكة أمام الأحزاب الأخرى، كما أثار استياء القاعدة النضالية داخل الحزب، حيث عرفت القسمات موجة غضب كبيرة بعد إقحام أسماء دخلاء عن الحزب، وبطريقة بعيدة كل البعد عن الأخلاق النضالية،  ضاربين بذلك التعليمة رقم 12 الصادرة عن القيادة الحزبية.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم