قضايا

مؤتمر الشباب والكفاءات العراقي في لندن.. خطوة ناصعة نحو الأمام

كاظم جواد شبرإستضافت العاصمة البريطانية في شهر آذار/ مارس الماضي يوم الأربعاء 28/4/2018 مؤتمراً للشباب والكفاءات كان بحق إنجازاً بكراً إنطوى على فقرات مُعجبة ، مثلما إتسم المؤتمر بحسن إدارته وأهمية من حضروه من مسؤولين وشخصيات عراقية لها شأنها. فعلى الرغم من أن المؤتمر دام لفترة يوم واحد، إلا أنه يُعد بحق خطوة نحو الإمام على هذا الصعيد لابد أن تعقبها خطوات أخرى، كي توضع

"لبنة على لبنة حتى يكبُر المبنى".

فالشباب العراقي - من هو دون ال 30 من العمر - يشكلون القسم الأعظم من المجتمع العراقي في الداخل، كما إنهم يُمثلون نسبة عالية من عراقي المهجر المنتشرون في أرجاء العالم كافة. من هنا، فأن الوزارات المختلفة مدعوة لمواصلة الإهتمام بالقدرات الشابة ودعمها وتشجيعها، حيث تمثل وزارة الشباب والرياضة محور هذا الجهد، مع الحاجة الماسة لتعاون الوزارات الأخرى، منها وزارات الخارجية والتربية والتعليم العالي والداخلية والدفاع.

فالسواعد الشابة هي التي دحرت عصابات داعش المتوحشة ووجهت لها ضربات قاصمة كي تُبعدها عن أرض الرافدين الحبيبة، رغم أن كل هذا تطلب توجيهاً مُركزاً وإدارة حاسمة من قبل قادة البلد وزعمائه الروحانيين والسياسيين والعسكريين. وعند الحديث مع الشباب العراقي - ذكوراً وإناثاً - يتضح بجلاء مدى تعلقهم بالوطن وحرصهم على بناءه وعصرنته حتى يلحق بمصاف الأمم المتحضرة، لاسيما وإنه يحظى بموارد

وخيرات يقل نظيرها على وجه هذا الكوكب.

العراق وبريطانيا

ولاشك أن إنعقاد المؤتمر في مدينة الضباب يفتح آفاقاً رحبة لتنمية المواهب الشبابية. ذلك أن بريطانيا تقع في قلب العالم الغربي وتنبض بالفرص التقنية والمجالات التطويرية، وهو الأمر الذي يحتاجه الشباب العراقي المتعطش للرعاية والتطوير والتقنيات الحديثة والدعم لمشاريعه الإقتصادية على إختلاف ألوانها و أصنافها.

فقد أكدت توصيات المؤتمر على رعاية وتنفيذ الأفكار والمشاريع التي يُقدم عليها الشباب، مثلما أشارت نحو رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة وفتح قنوات التواصل مع الجانب البريطاني لأغراض التدريب و العصرنة وتنمية المهارات. والواضح أن المطلوب هو المزيد من هذه المؤتمرات واللقاءات النقاشية وورشات التدريب المُوجهّة على نحو جاد، مع الإستفادة من البيئة المنفتحة التي توفرها المملكة المتحدة.

وقد لعبت السفارة العراقية في لندن دوراً بارزاً في تنظيم المؤتمر وإنجاحه ودعمه، مثلما أكدت وزارة الشباب والرياضة دعمها الواضح عن طريق حضور الوزير الأستاذ عبد الحسين عبطان. و في هذا الصدد، كان هناك دور مُتميّز لجمعية المدارس العربية التكميلية في بريطانيا، التي تعاونت مع السفارة العراقية في تنظيم المؤتمر و إدارته على نحو كفوء. أيضاً، كان هناك إسناد منظور من قبل الجامعة الأميركية في دهوك، التي حضر رئيسها (د. نزار نعمان) جلسات المؤتمر، إضافة الى حضور عدد آخر من منتسبي هذه الجامعة و الموظفين الكبار اللذين قدموا من الوطن الأم.

رابطة الوطن

ويُعد القرار لإنشاء

"رابطة الوطن للشباب والكفاءات"

أحد النتائج الإيجابية البارزة في توصيات المؤتمر لثلاثة عشر توصية خرج بها المؤتمر حيث يؤمل أن تتولى الرابطة متابعة تنفيذ القرارات، لاسيما وأن من الأمور المهمة هي الحاجة الى تطوير نُظم التعليم في الداخل بدءاً من رياض الأطفال، صعوداً الى التعليم الإبتدائي والمتوسط، ثم الى التعليم الجامعي.

كل هذا يستلزم تدريب مُكثف لجهة الكوادر التعليمية بجميع مراحلها، إضافة الى تهيئة التسهيلات والمستلزمات الأخرى من أبنية ووسائل عرض ومناهج ومواد تدريسية. وفوق كل هذا وذاك، هناك الضرورة للإرتقاء بطرق التعليم والحرص على الجوانب النفسية للأجيال الشبابية التي سيكون لها دور في بناء المجتمع، فضلاً عنتحسين النظم الإدارية والرقابية.

من هنا، فأن الدرب شاقٌ وطويل، ويستدعي تعاون جميع المخلصين لغرض النهوض بواقع الشباب العراقي من أوجه متعددة، بما في ذلك دعم الإبداع والإهتمام بالجوانب النفسية والإرتقاء بنظم التعليم في مراحلها المختلفة. ثم هناك الدعم الخاص الذي يحتاجه الشباب لإقامة مشاريع ( إقتصادية ، صناعية، زراعية، خدمية) في القطاع الخاص، إذ لابد من رعاية الدولة لهذه المبادرات وتوجهيها للقدرات الناهضهة نحو الفروع والأنشطة المُجدية بحسب مايحتاجه البلد.

 

بقلم : أ. د. كاظم جواد شبر

أستاذ جامعي وإستشاري في حقول الإدارة والإقتصاد

في المثقف اليوم