قضايا

فقه الرؤوس المطموسة

مجدي ابراهيمتتحوَّل طاقات العنف في الرأس المطموس إلى عداء دموي، ويختلط فيها الرأي مع الدم في لغة شريرة منفِّرة إلى أن تصبح دماراً ينسف صاحبه نسفاً، تماماً كما ينسف الأبرياء ممن لا ذنب لهم ولا قوة على ملاقاة هذا الإثم الطائش والفجور اللعين. ونظراً لأن رأس الإرهابي رأس مطموس شرير انغرست فيه قيم ساقطة؛ فهو لا يتفاهم ولا يتحاور، ولا يقيم لغة مشتركة بينه وبين الآخر، ولا يفتح قناة إيجابية تقوم على البصيرة أو تُعلي من شأن الوعي فتغذي روافد الشعور بمطالب الإنسانية والإحساس بالآخرين.

والإرهاب أشكالٌ وألوان، يبدأ باللفظة النابية والنظرة القاسية والإحساس المتبلد والكلمة الجافة والشعور المجدب والجلافة الفكرية والتسلط على خلق الله في البيت والشارع والمسجد والعمل والحارة والأسواق، وينتهي باللعنة الغاضبة على الآدميين وغير الآدميين؛ لتكون اللعنة تدميراً للناس والأشياء, وتفجيراً لطاقات العنف البغيض كيما تنال دماء الأبرياء؛ فيختلط الفجور الآثم مع الأشياء المتناثرة مع الدم البريء في صورة مفزعة مهولة تقشعر لها أبدان الجلاميد.

يا ألطاف الله ..! على ما جَرَى في المذابح الإرهابية سواء في سيناء وآخرها مذبحة مسجد الروضة ومن قبلها بسنوات كانت مذبحة شرم الشيخ : حَربٌ على الوطن، وتدمير غير مسئول موجَّه إلى كل مسئول في هذا البلد الطيب المعطاء، وسلوك أحمق معتوه ينال من دعاة السلم والتسامح على أرض الفيروز.

لعلّ شواهد الإرهاب تقلب العمار خرباً، والأحياء أمواتاً، والأمان قلقاً واضطراباً، وتفتك بكل ذي حياة؛ ليستحيل من فوره إلى ركام مطمور موحش، تعلوه حمرة داكنة من أثر النيران المشتغلة، ويلفه الطلل الدارس ليمضي عابراً مع القدر كما جاء. والله المستعان !

في المقالتين السابقتين تناولت ظاهرة الإرهاب من مستواها الأيديولوجي، ومستواها الاجتماعي، وأرجئت المستوى السياسي لحين الانتهاء من تحليل هذين المستويين. وفي هذه المقالة نركز على البعد السياسي فلا نراه يتغير أو يخضع لعوامل التغيير قيد أنملة؛ فكأن الذي كُتب منذ سنوات طويلة هو نفسه يكتب اليوم ولا تغيير؛ فالحياة السياسية شبه معطلة رغم تطور الأوضاع في ظل ثورات الجفاف العربي، لننظر مثلاً إلى الإرهاب على المستوى السياسي فلم نجد إلى الآن تحديداً لمفهومه قاطعاً؛ إذْ يختلط عَسَفَاً مفهوم الإرهاب مع مفهوم المقاومة الشريفة دفاعاً عن العرض والأرض والوجود؛ فهناك خلط عجيب بين حركات المقاومة المشروعة من جهة، وأوكار الإرهاب الدموي من جهة ثانية, المقاومة المشروعة عمل مشروع يوجه ضد الظلم والعدوان والمهانة وقهر الشعوب وانتهاك حقوقها في وضح النهار, ورغم أنف الجميع !

ومع غيبة الشرعية الدوليّة ومع غياب عدالة القضايا العربية, وأخَصَّهَا القضية الفلسطينية, وغيرها من القضايا العربية التي تطورت بتطور قضاياها خلال تلك السّنوات العجاف, يكون من المحتم وجود مثل هذا الخلط العجيب بين الإرهاب والمقاومة حين تتغير المفاهيم وتختلط الأوراق.

على أن الفرق بين المقاومة والإرهاب، هو أن المقاومة في الأصل تأخذ شكل النضال السياسي دفاعاً عن الحقوق المهضومة. أمّا الإرهاب فهو عمل عسكري مسلح يحتكر صاحبه الحقيقة ويقصرها على ذات نفسه، ويحْرِم غيره من المشاركة في الرأي بوجه من الوجوه فيما لو كانت المشاركة على المستوى الفكري. إنه عمل عسكري مسلح يزعم صاحبه أنه ينتزع الحق بعد فشل المباحثات الدبلوماسية، ويجور على حقه وحق غيره بلا اعتبارات سياسية. وحين يكون "الظلم" قانوناً دولياً تتبناه سياسة القطب الواحد ويرعاه منطق الإمبريالية الأمريكية، يصير الخلط بين حابل ونابل ضرورة واقعية مَرَدَّها إلى السياسة الدولية الجائرة إزاء منطقة الشرق الأوسط؛ فما زلنا نطالع تقارير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في العالم، بتصنيف المنظمات الإرهابية : كحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ وكتائب شهداء الأقصى ومنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على أنها تمثل منظمات إرهابية تفتقر إلى الشرعية وتوجَّه ضد إسرائيل، لكأنما كانت إسرائيل من حيث التاريخ والواقع بمعزل عن الإرهاب، وكأنما العنف الصهيوني لم يرتكب جرائم الإبادة، وهو بحق إرهاب الدولة غير منازع : أشنع ما عرفت الإنسانية من جرائم صوبت قذائفها إلى الفلسطينيين!

أذكر أنني كنت مع غيري ممَّن كتب المقالات في السابق للتفرقة بين المقاومة والإرهاب، وإني خصصت هذا الموضوع بإحدى مقالاتي جاء فيها إنه : ليس يخفى على أحد أن هناك توحيداً بين الإدارة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية بمختلف من تعاقبوا عليها، في نظرتيهما إلى الإرهاب؛ هذا فضلاً عن توحيد النظرتين واشتراكهما معاً في كل الأعمال التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة. فبالإضافة إلى أن هناك خلطاً ظاهراً بين الأوراق - كما تقدَّم - في تحديد مفهوم الإرهاب أو تمييع وتعويم التحديد المفهومي له، وهو الأمر الذي دعى الجهات المسئولة يومذاك (أي منذ ثمانيات القرن الماضي) وذلك حين نشأت هذه الهوجة الشرسة غير المعقولة ضد الإنسانية، إلى عقد مؤتمر دولي للإرهاب، يضع تعريفاً محدَّداً له، ويبيِّن الإجراءات الكفيلة بمواجهته، ويفرِّق بينه وبين المقاومة المشروعة لإنهاء الاحتلال، وهو عمل مطلوب دائماً ينبغي أن تتوافر لتنفيذه الإدارات الدولية مجتمعة، فتعقد لأجله المؤتمرات المستمرة شريطة أن تراقب ما يصدر عنها من قرارات واتفاقيات لإزاحة مثل هذا الخلط المشين على المستويين المحلي والدولي.

هناك أيضاً على الجهة المقابلة نوع من التعالي تمليه سيادة القوة كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسرائيل، لا يستقر معه مثل هذا الواقع المقرَّر الذي يحمل معاني الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل الواقع الحق ينفي هذه المعاني بالجملة ويقيدها بقيود التناقض والتعتيم، وربما التضليل كذلك، وإذا هو قبلها، فلتكن في محيط تلك السيادة ولا تخرج عنها". والمقال المشار إليه هنا بعنوان" ثقافة المقاومة : التزييف المقصود للوعي في الثقافة العربية"؛ وهو منشور في جريدة الأهرام المسائي المصرية، بتاريخ               (13/12/2004م). غير أن الذي جعلني أرجع اليوم إلى هذا المقال القديم هو شدّة ما أرى من الركود السياسي فيما لا شأن بحل فيه؛ فلا تكاد تكتب اليوم شيئاً في هذا الخصوص إلا وهو تكرار لما كتبته منذ أعوام سلفت بغير تغيير ولا تبديل؛ فهلا من حل نهائي لهذا الإرهاب؟ هنالك قناعة في الأدبيات الغربية تقول: إنّ الإرهاب الأصولي الإسلامي حائلٌ منيع دون السلام حتى إذا ما أوفيت مطالب العرب بالتوصل إلى حلّ عادل للمسألة الفلسطينية - الإسرائيلية، فإن ذبح وتشويه المواطنين الأبرياء سوف يستمر.

فقه الرؤوس المطموسة ليس القصد منه ما ينسحب على الداخل مما هو شأن العقلية العربية وحدها فقط بل ما ينسحب كذلك على الخارج مما هو شأن العقلية الغربية.

الغريب أن هذا الرأي ردّده كبار منظّري الغرب مع تسليمهم بأن الحل النهائي للإرهاب يكمن في العدالة السياسية، ولكن إذا كان الحل الوحيد النهائي للإرهاب هو العدالة السياسية، فإن الإرهاب بهذا المعنى كما جاء في كتاب "معنى الحياة" "لتيري إيغلتون" ليس أمراً غير منطقي، بصرف النظر عن مدى عدائيته؛ فثمة حالات مثل إيرلندا الشمالية يمكن فيها أن ندرك أولئك الذين يستعملون الإرهاب لنشر حلولهم السياسية أن مطالبهم بالعدالة والمساواة قد لبيت أخيراً إلى هذا الحد أو ذاك ويتوصلون إلى نتيجة مفادها أن استعمال الإرهاب أصبح مسبباً للمشاكل فيوافقوا على نبذه". لكن الأخطر من ذلك، هو ما يبسطه من وجهة نظر في أن الإسلام الأصولي إرهاب يحول دون تحقيق العدالة السياسية، وإنه مهما يكن من أمر فلن يكف عن تحقيق أهدافه وممارسة سطوته في ذبح الأبرياء؛ لكأنهم حققوا العدالة السياسية فعلاً، فواجههم الإرهاب الأصولي الإسلامي قهراً. وهذه أكذوبة رابضة في الذهنية الغربية دائمة لا تزول.

وعليه؛ فمن المؤكد أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط لها أكبر الأثر في إزكاء فتيل الإرهاب وإشعال نيرانه المدمرة، وهى المسئولة قطعاً، وبشكل مباشر عن جميع الحوادث الإرهابية. فالعنف الصهيوني ضد الفلسطينيين، والغزو الأمريكي للعراق، والتصميم على فرض القوة على الشعوب، وتفتيت الوطن العربي إلى دويلات صغيرة، ومحاولة تقسيمه تنفيذاً لخطة الصهيوني برنارد لويس في التقسيم، وغياب الشرعية الدوليّة بصفة مطلقة هى لا شك من أهم أسباب إشاعة العمليات الإرهابية في العالم بغير استثناء. ومن المؤكد كذلك إن السياسة الدولية تقوم على أساس واحد، يبدو من الوهلة الأولى غير إنساني بالمرة، ثم تدور كلها من الألف إلى الياء على هذه القاعدة وحدها؛ أعني "المصلحة".

فتش عن المستفيد، وأبحث عن كل ذي مصلحة، تصل إلى الحقيقة من فورك. ومادامت المصالح والمنافع متعارضة، وهى كلها مرتكزة في قوة واحدة وأطماع واحدة، فقد يعزُّ تحقيق سبل السلام بمقدار ما تزيد الكراهية من تزكية روح الإرهاب. نعم! فمادام هنالك تعارض قائم بين الآمال العربية المشروعة والمصالح الأمريكية؛ فإن صراع المصالح نفسه لا يقود إلى تصوِّر - مجرَّد تصوَّر - أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية شريكاً في عملية السلام ولا حتى طرفاً فيها، وتصبح - من ثمَّ - فكرة السلام خيالاً في خيال أو هى على المستوى العملي بالتحقيق مجرد أضغاث أحلام!

لقد كان البعض منَّا قبل الغزو الأمريكي للعراق يرجع انحياز أمريكا السافر لإسرائيل إلى ضغط الدعاية الصهيونية ومستقبل الرئيس الأمريكي السياسي المرهون بمثل هذا التساند يوم ذاك، وبوجوب الوقوف إلى جانب إسرائيل دوماً، وبفعل ما كانت أمريكا تخطط له من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد. ولم يكن هذا المخطط الاستعماري الجديد إلا تنفيذاً يحفظ معالم المصلحة الحيوية الأمريكية في الشرق الأوسط، وكان العراق هو المدخل الأوُّل واللقمة السائغة التي أتاحت ذرائعها ومبرراتها أن تدفع الأمريكان بالقيام بالمهمة المقدسة، وعلى رأسها مطاردة فلول الإرهاب أينما كان، وقد بلغ الصراع مداه بين العرب - بعضهم لا كلهم - وبين أمريكا حينما قامت الحرب ضد العراق؛ فكان بالدقة تجسيداً لتعارض المصالح الأمريكية مع الآمال العربية؛ لأنه في الأصل صراعُ - إنْ وجد - فهو يعكس من فوره حدَّة الصراع العربي الإسرائيلي، ذلك الصراع الذي كان ولا يزال دوماً، وسيظل، من أجل"الوجود" لا لشيء آخر غيره. ولما كانت أمريكا تقف جنباً إلى جنب مع إسرائيل على نفس الأطماع الصهيونية التي هى أيديولوجية عنصرية استعبادية (Exclusionist) بمعنى أنها لا تعطي اعتباراً ولا أولوية لكثير من الدول التي لها حق الاعتبار والأولوية، ولها حق تقرير مصيرها؛ فإذا سقط عنها الاعتبار وفقاً للنظام الاستعبادي كان معنى ذلك أن تمثيلها في موازين القوى - شعباً ونظاماً - ضعيف جداً فهى دول مستعبدة؛ لأنها دول لا تقوى على تشييد النفوذ الذي يمكنها من حق تقرير المصير.

أقول؛ لما كانت أمريكا تقف بجوار إسرائيل على نفس الأطماع الصهيونية؛ فقد حق القول بأن الصراع العربي- الإسرائيلي؛ لا ينفصل عن الصراع العربي ضد الإمبريالية الأمريكية، ولا ينعزل عن أطماع الولايات المتحدة التي جسَّدت طبيعة هذا الصراع الماضي باحتلالها للعراق، درءاً للتعارض القائم بينها وبين إسرائيل (إنْ وُجد!) من جهة، وحفاظاً على مصالحها الحيويّة في المنطقة من جهة أخرى، وهى بالطبع مصالح تتناقض تناقضاً جذرياً مع الحلم العربي الكبير.

ويظهر التحليل من وراء الأحداث كاشفاً عن الدور العربي المفكك سواء كان في الماضي أو الحاضر في : انقساماته الداخلية وتعارض مصالح أنظمة الدول العربية بعضها مع البعض الأخر، عن طريق إيحاء أطماع الغرب بأن المصالح فيما بينها متعارضة، ثمَّ تآكل وحدتها، وهى الدول التي لاقت مصيرها البائس في فترة الإدارة الأمريكية الثانية للرئيس بوش. ثم فرض الديمقراطية بالقوة على دول الشرق الأوسط، والتَّدخل في الشئون الداخلية للدول العربية لتكون الإدارة الأمريكية ضاربة عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن، والشرعية الدولية تماماً كما حَدَثَ في فترة الإدارة الأولى حين انتزعت من مجلس الأمن رغم أنف المجتمع الدولي استصدار القرار رقم (1546) الذي يبارك الغزو الأمريكي للعراق ويعترف بشرعية احتلال أراضيه، كأن غزو العراق صار فرض عين أو واجباً مقدساً! (ولنلحظ كلمات الرئيس الأمريكي وقتها التي تقول سنعلنها حرباً صليبية, لترى الواجب هاهنا صار مقدساً..!), ولا يهم إذ ذاك أن يصل عدد القتلى في العراق خلال الغزو وبعده إلى مائة ألف قتيل! وتسألني عن أسباب الإرهاب؛ فأقول لك مؤكداً مرة أخرى أنه نتيجة حتمية لسياسات أمريكا والغرب تجاه المنطقة؛ ومن الطبيعي أن يتزايد مع الشعور الزائد بالظلم ويتفاقم مع الإحساس المقلق بالاضطهاد.

إذا ربطتَ الأمس باليوم لم تستطع أن تستنتج إلا التدهور والنكوص والتردي والقناعة التامة بتعطيل الحياة السياسية وتوقفها عند نقطة الرجوع للوراء. ومثقفونا ومفكرونا وكتابنا لم يفعلوا شيئاً أكثر مما كان يفعله فولتير فيما حكى عنه "رتشارد تارناس" صاحب كتاب "آلام العقل الغربي" من أنه كان قد رأى وأعجب على نحو مباشر بنتائج التسامح الديني في انجلترا، تلك النتائج التي بادر الفيلسوف بدوره إلى تقديمها بحماسة نبراساً جنباً إلى جنب مع شروح وتفسيرات بيكون، ولوك، ونيوتن إلى القارة الأوروبية، متنكباً أسلحة العلم والعقل والحقائق التجريبية. رأىَ التنوير منخرطاً في صراع نبيل ضد أصفاد ظلام عقيدة الكنيسة الدغمائية الجامدة وأوهام الخرافات الشعبية في القرون الوسطي، وهى مرتبطة جميعاً ببنية سياسية متخلفة واستبدادية قائمة على أساس الامتيازات الفاسدة. الأمر الذي جعل من السلطة الثقافية ترى الدين الدغمائي معادياً أساساً للحرية الشخصية والتأمل والاكتشاف الفكريين الطليقين، بمقدار ما تجد في شأن الحساسية الدينية نفسها - إلا إذا كانت بصيغة معقلنة ربوبية - معاداة للحريّة الشخصية. بمثل هذا تمّ ترقيع الثقافة العربية بثقافات الغرب بحجة الزعم أن فيها النجاة من سائر المشكلات السياسية والأخلاقية والدينية، وما فعله مفكرو الغرب المسيحي نفعله نحن في مجتمعاتنا غير آسفين، وبهذا تحل القضية بالترقيع والتقليد .. هذا ما قمنا بعمله ولا زال فينا من يعمله !

وبما إن السياسة حربٌ باردة، والحرب سياسة ساخنة كما يقول أرنست رينان، وبما أن الحرب نفسها مأساة يستعمل فيها الإنسان أفضل ما لديه ليُلحق بنفسه وبغيره أسوأ ما يصيبه؛ فإن الواقع العربي لا نجاة له من سعر الحروب وأطماع الدول المتكالبة عليه إلا إذا اتحد في نفسه، فلا غناء في كثرة الأعداء مع قلة اجتماع القلوب كما قال الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فإن المعجزات وليدة الرجال المتحدين، ولنتذكر إنه إذا اتحد أفراد القطيع نام الأسد جائعاً.

 

بقلم : د. مجدي إبراهيم

 

 

في المثقف اليوم