قضايا

حديث في الأعلام العراقي والعربي

انس قاسم علازيلم تعد الأماكن والمنازل والجدران والأزمان والأزقة والإحياء التي نشأنا وكبرنا بها كما كانت ولا معلمونا ومدارسنا كما هي ولم يعد ما تعودنا عليه وتربينا في أحضانهم كما كانوا ولا الأخبار والوجوه السياسية والأجواء الدينية.. كل شيء تغير وتحول إلى جزيئات صغيره جدا وبتفاصيل متعددة وأوجه مختلفة ومتخلفة في الوقت نفسه ... كما لم تعد القنوات التلفزيونية ولا الإذاعة ولا الصحف كما كانت وتحول الكل إلى جزيئات مبعثره ومتناثرة بتفاصيل مضلله ومتعددة الأوجه ومن غير حلول منطقيه يتقبلها العقل وتدركها الأحاسيس يا ترى ما الذي حدث حتى تغيرت كل تلك المعالم التي بنيت على أسس سليمة لماذا تحطمت الصروح العالية لقد اخترت ان اربط كل تلك التفاصيل حتى أصل إلى جوهر الموضوع الذي أنا يصدده وهو اختلاف وتخلف الخطاب الإعلامي ترى ما الذي حدث ولماذا ومن هو المسبب .

موضوع متشعب وكبير لكني اخترت أن أخوض به حتى اكشف بعض التلاعب بمقدرات ومصير الشعوب

أن الخطاب الإعلامي هوة خطاب حياة وتقرير مصير وكشف الحقائق مرتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة والدين اللتان تحددان أساس الشعوب أن الكتب السماوية جميعها هي خطاب إعلامي موجه من الله العالي القدير إلى بني البشر والرسل والأنبياء عليهم السلام هم جميعهم الوسيلة التي استخدما الباري عز وجل في إيصال الرسالات ألسماويه إلى بني البشر ..وهنا نستنتج أن العمل الإعلامي هوة من أسمى وأدق الإعمال لأنه يخاطب العقول ويخاطب الأحاسيس وتلعب الكلمات والدلائل وطرح المواضيع والتناسق اللغوي الدور البارز في إقناع المتلقي وأساس العمل هوة الصدق في نقل المعلومات دون فبركه أو إضافة نعم هنالك صياغة صحفيه للموضوع المراد نشره لكن الصياغة الصحفية تكون بشكل واقعي دون عن ما نراه ونسمعه اليوم في القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي نعم نحن نشير إلى الأخطاء وفي نفس الوقت نبارك الأقلام الصريحة والصحفيين الشرفاء الذين يمتلكون ويحافظون على شرف المهنة الصحفية (أن خليت قلبت ) وهنا أود أن أشير إلى انتشار القنوات الفضائية والصحف والإذاعات بشكل كبير يثير التساؤل لدى الكثير وأول سؤال هو ما المقصود من هذا الانتشار وما هو الدافع وما هي الاستفادة من تلك القنوات أن المشاريع الإعلامية سواء كانت صحف أو إذاعة أو قنوات فضائية تعمل على أساس نقل المعلومات الصحفية وإنتاج البرامج السياسية والاجتماعية والإعمال الدرامية التي يمكن بيعها وجني الإرباح منها والإعلانات التجارية التي تكون أساس العمل وهذه القنوات موجودة وقائمه ومستمرة لكن هنالك قنوات كثيرة لا تعتمد هذا النهج واغلبها تكون تابعة إلى جهة دينيه او تيار سياسي يروج إلى أفكاره وهذا من حقهم لكن عندما تكون تلك القنوات تعتمد في عملها الترويج إلى الطائفية والى إسقاط الغير وتسلط الضوء على المواضيع المفبركة والكاذبة وتجعل منها حقيقة ملموسة عن طريق محترفي التلفيق والزور هنا يجب أن نقف ونفكر بهذه الأطروحات التي من الممكن أن تكون متحكمة في مصير شعب معين وبما أنها قنوات فضائية تبث على نطاق دولي أذن أنها تتحكم بمصير شعوب وتعتمد على الفبركة والكذب في انتشارها وجمع المتابعين لها ..

وهنا يجب التنبيه لمخاطر المد الإعلامي المعولم الذي يهدف إلى تخريب القيم الأصيلة للمجتمع وتهميش سلوكيات الأطفال وأخلاقيات الشباب بسبب ما يعرضه من برامج تهدف إلى خدمة مصالحه وتكريس صورته في عيوننا لدرجة ثبت معها أن تلك البرامج أكثر تدميرا من أي عامل مؤذ آخر وهي روافد تدعم التطرف الديني والدكتاتورية السياسية حتى تبرر سرقات بعض الحكام والمسئولين وتعطيهم الغطاء الديني وتبرر الأفعال التي ينتهجها البعض في فسح المجال لمليشيات مسلحة تحت غطاء ديني تسفك الدماء وتحتل المدن ويقابلها مليشيات دينيه من جانب أخر تسفك الدماء بحجة تحرير المدن والنتيجة هي تحطيم وهدم وتدمير الشعب أنها مافيا تعمل بصورة مدروسة وعلى أسس واقعية مفبركة بشكل منطقي حتى يتقبلها العقل وتلامس الأحاسيس لكنها تدفع إلى السقوط ودفع الشعب إلى الهاوية ..بعيدا عن كل قيم نشر الحقيقة   لم لا نستجيب للمتغيرات العالمية وننخرط في التاريخ ليس بغرض الاستسلام لتراكماته ودراميته البسيطة لكن لإعادة بلورته وصياغته والفعل فيه لم ندرك بعد أن الإعلام سلاح متعدد الإغراض ولعل من أخطرها الاختراق والهيمنة وهذا ما يستخدمه الغرب ضدنا بدهاء متفاديا الحروب وإراقة دماء جنوده أليس وطننا سوقا للاستهلاك تجريبا وتخريبا انطلاقا من إشباعنا بالمواد الإعلامية الهابطة مرورا بسياسة التمييع والتهميش أليس بإمكاننا الارتقاء بالخطاب الإعلامي العربي إلى مرتبة التحديات التي يمليها الراهن الإعلامي الكوني طالما أن لدينا المال والنفط وبريق الذهب ولمثقفينا الكفاءة الفكرية والأدبية ما يؤهلنا لتصحيح الأمور حتى وان كان اغلب المثقفين هاجرو إلى بلدان أخرى أن للكلمة تأثيرها وللمقالة قراءها وهذه دعوة صريحة لجميع المفكرين والمثقفين للوقوف ضد هذا المد الكبير حتى نستطيع إنقاذ الجيل الجديد .

 

المخرج والإعلامي الكاتب

انس قاسم علاوي

 

 

في المثقف اليوم