قضايا

نساء وامهات تحت خط العنف

يعّرف العنف الاسري على انه كل فعل عنيف ينجم عنه اذىً مادي(جسدي، جنسي) او معنوي (نفسي) بما في ذلك الحرمان بانواعه.

تعاني المراة منذ فجر الخليقة الى تعرضها للعنف بشتى الوسائل التي تترك اثرها واضحا كالعنف الجسدي والذي يشمل الضرب والضرب المبرح الذي يصل احيانا الى موت الضحية، ثم العنف المعنوي ويشمل السب والشتم والاهانة والحرمان بكل وسائله سواء كان حرمان عاطفي عن طريق الاهمال والاقصاء اومرضي كالقمع وتقييد او الغاء الحرية باجبار المراة على ملازمة البيت وعدم ذهابها الى العمل او الدراسة او التسوق او الذهاب لصالون الحلاقة او زيارة صديقة ما ويصل الحرمان ذروته حينما تحرم من ذويها واقاربها وتفرض عليها الاقامة الجبرية تحت اي ذريعة واي نوع من المسميات والتي تصب جميعها في مصب المرض النفسي لذلك الرجل الذي انعدمت انسانيته متجاهلا تعاليم السماء اولا والتعاليم الانسانية ثانيا مستعينا باقوال وانصاف ايات غير مكتملة ليثبت لنفسه انه قادر على التحكم بهذه المراة التي خلقها الله ككل قائم بذاته وليس كتابعةلاحد الابما يرضي الله..

ان المراة التي تتحول ملكيتها على مر العصور ومختلف الازمنة- بغض النظر عن التقدم العلمي والتكنولوجي الذ ي وصل اليه المجتمع-من الاب والاخ الى الزوج والابن، تلك الملكية المقيتة التي تجعلها مجردة من انسانيتها، كارهة لانوثتها التي وضعتها في تلك الزاوية من الحياة، لاعنة القدر الذي ميز بينها وبين اخيها في كل شئ متمنية ان تكون ذكرا حتى وان كان معاقا في مجتمع تسوده النزعة الذكورية الى حد اللعنة، فترى الاب او الاخ يمارسان كل الصلاحيات لحرمانها من ابسط حقوقها كمنعها من الذهاب الى المدرسة او اجبارها على الزواج بالاكراه، غير ان الاب والاخ قد يخضع تعنيفهم لنوع من العاطفة وان كانت ضعيفة لكنها ليست معدومة وهي رابطة الدم، اما انتقال الملكية الى الزوج وخصوصا اذاكان زوجا طائشا، اهوجا، يعاني من امراض اجتماعية لاحصر لها وشعور بالنقص على اعلى مستوياته، فانه لايفتأ ان يجعل هذه الضحية التي لاحول لها ولاقوة لها سوى انها وجدت نفسها انثى مختبرا لعقده النفسية، بل فأر تجارب يمارس عليها كل انواع العنف وبلا رحمة ومن غير ان يرمش له جفن امام الابناء الذين ستتشوه الحقيقة لديهم وهم يرون هذا الحضن الذي ياويهم ويحميهم غير قادرا على حماية نفسه فكيف لهم بعد ذلك ان يثقوا به وبقدرته على حمايتهم وهو فاقد الاهلية اصلا لحماية نفسه، هذا الحضن الذي قاسى الويلات ليجعل منهم اشداء على مواجهة الحياة، فاما ان تكون النتيجة ابناء محبطون غير قادرين على اتخاذ اي قرار حاملين عقدا نفسية لاحصر لها كالانطواء والخوف والانعزال عن الاخرين او ان يكون الابن نسخة من الاب المريض وتلك الطامة الكبرى فتراه قد اكمل المسير تلقائيا دون الرجوع لابيه فلقد اتقن اللعبة جيدا وبدأ بتعنيف والدته معتبرا ذلك اسلوب حياتي روتيني قد اختصت به تلك المسكينة وبدون رحمة، تلك الام التي قضت سني حياتها متاملة ان يصبح ابنها رجلا محترما ذو خلق كريم ليجازيها احسن الجزاء على تضحياتها الغير محدودة، غير ان هذا الابن قد اعتاد على سماع الالفاظ النابية من ابيه"القدوة" فبدأ ديناميكيا باعادة تلك الالفاظ على والدته التي اعتادت على هذه الاساليب اللاانسانية، فهذا الابن المحترم الغير قادر على رفع عينه بعين زوجته اجلالا واكبارا يجد متنفسه الوحيد بتفريغ جام غضبه على تلك الام لكي يري زوجته هيمنته وشخصيته البائسة تجاه من وهبت حياتها بلا مقابل وقد يصل الامر الى ضربها وايذائها دونما ادنى ضميروذلك ابشع انواع العنف..

كل المجتمعات المتقدمة تفرض عقوبات وقوانين تجرم الشخص الذي يقوم بتعنيف المرأة باقسى انواع العقوبة كاجراء رادع لحمايتها من العنف اما مجتمعاتنا العربية فان اجراءاتها في هذا الموضوع ضعيفة مقارنة بالاذى الذي يلحق بالمراة تاركة الحبل على الغارب للرجل الذكر يصول ويجول ويسد نقصه باي طريقة عابثا بكل شئ حتى وان كانت حياة المراة وادميتها..

المطلوب تعديل واضافة قوانين للحد من العنف ضد المراة وانشاء مراكز لايواء المعنفات وتزويدهن بكل مستلزمات الحياة لانها اصل الحياة..

 

مريم لطفي

 

 

في المثقف اليوم