قضايا

الهذيانات الغريزية في المحبة الأبوية

علي المرهجكُنت قد كتبت منذ زمن عن هذياناتي في محبة أولادي، ولا جواب عندي لمحبتي لهم رغم أنهم كثيراً ما يُخطئون، ولكنك تجدني أجمل أخطاؤهم، ولا أرتضي ذماً لهم وكأن من يذمهم يذمني، ولا أخفيكم سراً أنني حرت في البحث عن تفسير عقلاني لهذا الدفاع عن أخطائهم، فلم أجد جواباً لذلك فعذرت بعض الساسة والتجار، بل وتجار الثقافة والفن في الدفاع عن أولادهم وإن كانوا لا يحملون كثيراً من صفاتهم كآباء.

أعدت النظر في مُتبنياتي وقلت مُخاطباً نفسي لم أنا مُستميت في الدفاع عن أولادي؟، ولربما يكون في أخواني ـ مثلاً ـ خيراً أحق أعترف به لهم، فما قدمه أخواني يفوق بسنوات ضوةئية ما قدمه أولادي أو ما سيقدموه رغم تفانيهم في محبتي!.

لم أجد جواباً مُقنعاً سوى أنها غريزية حيوانية لا مناص للخلاص منها رضينا أم لم نرض.

عرفت أصدقاء ليَ شاركهم أخوانهم في صُنع حياتهم، ولم يكن لهم في ذلك الحين أبناء، ولكنهم باعوا أخوانهم بأرخص الأثمان، وسعوا لأكل أموال أخوتهم من أجل أن يجعلوها أموال سحت وحرام يلعب ها أبناؤهم!.

وعرفت في الثقافة والفن أباء سعوا ويسعون لجعل أبناء لهم بمصاف مُفكرين وهم للس بمقدورهم كتابة جملة عربية سليمة ولا إداء مقطع تمثيلي يُجيدون إدائه كما أجاده من قبل أباؤهم.

وكذا الحال في السياسة والاقتصاد، لتجد العجب العجاب، فكثير من الساسة والاقتصاديين يكدون ويتعبون لتركوا ما كدوا وتعبوا به لأبناء لهم لم يعيشو يوماً ولم يذقوا مرارة ما ذاق الآباء، ولأب فرح في سعيه لاعطاء ما لم يستحق وحرمان من يستحق.

سأعترف لكم بأن غريزتي غالبة وهي نزوع حيواني، ولو كان لي قدرة على التحكم بهذه الغريزة لتركت كل ما أملك لو كان لي ما يستحق أن أتركه لأخوتي فهم أحق به، رغم أنني والكثير يعرف ذلك لم أتبن الدفاع عن ابن أو أخ لمجرد أنه ابن، ولم أجمل صورة من لا يستحق التجميل، ولكن ما أثارني أنني وجدت بعض من الآباء (الأصدقاء) وأعذرهم، لأنني في بعض الأحيان أقع في ذات المطب يُصيرون أبناؤهم في مشهد هم ليسوا جديرين به.

ولهم العذر كُله، وليعذرني من يظن أن رأيي هذا قد مس بعض من جوانب حياته في تعامله مع أبنائه، فأنا مثله تتحكم بي غريزتي في التعامل مع أبنائي، فتجدني أصرف كل مالي ساعة شدة يمر بها أحدهم، ولكنك ستجدني أقدم قدماً وأترك الأخرى حينما يمر أخي وابن أمي أو صديق بشدة. يال بؤسي "يجد أبو جزمة وياكل أبو كلاش"!.

 

د. علي المرهج

 

في المثقف اليوم