قضايا

الساديّة مرض وانحراف سلوكي

تعرف الساديّة على انها اضطراب نفسي سلوكي يقوم على ايذاء الطرف الاخر (الشريك) غالبا جسديا و معنويا للوصول الى المتعة..

وتنسب السادية الى ماركيز دي ساد الاديب الفرنسي المشهور الذي تميزت شخصياته بتعنيف الاخرين بدنيا ومعنويا..

ورغم ان الحديث عام لكن انتشار السادية يكون بصورة اكبر بين الذكور خصوصا في المجتمعات التي يسود فيها الطابع الذكوري.

ويجزم علماء النفس على ان هذه الشخصية تعتمد على ثلاثة اعمدة اساسية وهي (النرجسية) والتي تعني حب الذات والانانية (انا وفيما بعدي الطوفان)

(سايكوباثية) وتعني الغطرسة والتلاعب بالاخرين مع عدم الشعور بالتعاطف او الذنب اوالندم على الافعال الخاطئة ثم شرعنة ذلك تحت اي بند..

(ميكا فيلية) وهي العمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة..

- وساقوم لاحقا بشرح كل حالة على حدة-هذه الصفات مجتمعة تكوّن الشخصية السادية، وساتناول هنا موضوع الزوج السادي..

ان ايقاع الالم بالطرف الاخر (الزوجة) هو شرط اساسي لاثارته وشعوره بالنشوة ولايقتصر ذلك على العلاقة الحميمة كما يتصور البعض بل يتعداها ليكون سلوكا روتينيا يوميا يمارسه ضد زوجته بينهما او امام الاخرين، بل انه يبالغ بهذا الامر اكثر امام الاخرين بسب زوجته وشتمها واستخدام الالفاظ النابية والتجمعات تغريه اكثر ليري مواهبه للاخرين ولايهمه ان كان هؤلاء الناس اقارب ام اغراب في مكان خاص كالبيت كأن يكونون مدعوون الى مناسبة او انهم يستضيفون احدا، او في مكان عام في شارع او مطعم او دائرة حكومية، غير آبه بمشاعرها او انها تمثل الجزء الاكبر من كرامته، هذه الافعال المريضة يعتبرها السادي بمثابة الحبل السري الذي يغذيه بديمومته، فالقسوة والترهيب والعنف والعدوانية وحب السيطرة وتقييد الحريات الى ابعد الحدود والتحكم بكل صغيرة وكبيرة يرافقها الوسوسة والتدخل باتفه الامورمع عدم الشعور بالذنب حيال هذه الافعال المريضه، هذه السمات الاساسية لهذه الشخصية ومن الصفات الاخرى:

1- الكآبة

2- العصبية

3- الانطواء

4- الفصام

5- جنون العظمة

وتعود جذور تكوين هذه الشخصية الى مراحل الطفولة، البيئة التي نشأ فيها، فمن الممكن جدا ان يكتسب الطفل ذلك من ابويه، تعرضه للتعنيف والقسوة الشديدة مما ولّد لديه رغبة الانتقام لنفسه من الاخرين ظنا منه ان ذلك يعيد اليه بعض الاعتبار، فتتبلد عنده المشاعر ويتعود على القسوة واللعن كجزء لايتجزء من شخصيته، ويعتبر الزوجة خصمه الذي لابد النيل منه باي طريقة..

ان المعاناة العظيمة التي تعانيها الزوجة ازاء هذه التصرفات المريضة الغير سوية بل المقرفة التي تتمخض عن معاناتها وخجلها من الاخرين ونفورها من هذاالزوج الذي لايفتأ عن اذلالها والتقليل من شأنها لينتهي الامر غالبا بالطلاق او الهروب او حتى الانتحار لاستحالة الحياة، اما اذا صبرت وتحملت كل هذا القرف فتكون بالتاكيد قد تخلت عن انسانيتها وكرامتها من اجل ان تستمر الحياة.

ان علاج هذه الحالة ليس امرا سهلا ابدا فلابد ان يعالج الشخص السادي عند اخصائي امراض نفسية وهذا الامر يتطلب وقتا طويلا نظرا لصعوبة علاج الموروث والمعتقدات والامراض النفسية وخصوصا اذا رفض العلاج واعتبر الاخرين هم المرضى وليس هو فتلك الطامة الكبرى.

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم