قضايا

الشخصية السايكوباثية.. الشخصية المعادية للمجتمع

تتكون هذه الشخصية من مقطعين هما سايكو وتعني النفس وباث وتعني المعتل..

وتعرف الشخصية السايكوباثية على انها حالة من الاضطرابات النفسية وتصنف على انها (شخصية معادية للمجتمع) وهي اكثر الشخصيات تعقيدا لصعوبة تمييز صاحبها،حيث ان المعتل بها له قدرة بارعة بالتمثيل واتقان دور العاقل كما ان له قدرة فائقة على التلاعب بمشاعر الاخرين وافكارهم والسيطرة عليهم ثم التلذذ فيما بعد بالحاق الاذى ايا كان هذا الاذى، ويكون كلامه معسول يعطي وعودا كثيرا لايفي بها،ففي لحظة قد يصعدك الى سابع سماء ثم بعدها ينزلك الى سابع ارض تبعا لمزاجيته.

وتعود ملامح هذه الشخصية الى مراحل الطفولة الاولى حيث يكون الطفل كذاب كثير الشجار يسعى الى الايقاع بالاطفال وايذاءهم وتزداد هذه السلوكيات مع تقدم العمر حتى يصبح الكذب عنده سلوكا اعتياديا ونمطا اعتاد عليه حتى وان لم يعد عليه بالنفع فهويكذب من اجل الكذب وينافق ويتسلق ويسرق الاشياء البسيطة والكبيرة ويعتبرها شطارة..

من يقابل هذا الشخص للوهلة الاولى ينبهر باسلوبه اللطيف وقدرته على استيعاب الاخرين وكياسته المفتعله وشهامته الظاهرية الخادعة حتى يخيل اليك انه فارس من فرسان القرون الوسطى ولكن سرعان ماتنصدم ويتبدد كل شئ عندما تعاشره وتكون معه على المحك ..

وتمتاز هذه الشخصية بالعدائية وحب النفس المطلق اذ ان صاحبها بامكانه ان يدوس على اي شئ في سبيل مصلحته  ولايهمه مصائب الاخرين ويستغل ذكاءه بالتحايل على الاخرين وقد يصل عداءه الى الاجرام دون ان يرف له رمش..

ويقول المستشار النفسي مايكل كونور"ان هذا الشخص يحتاج الاخرين بشدة ولكن ليس كما المعتاد بل يحتاج اليهم لاشباع رغبة في نفسه"

هذا الشخص غالبا مايكون مستغلا للمراة ابشع استغلال جسديا ونفسيا ويحيل حياتها الى حجيم مطبق لانه شخص اناني لايهمه سوى نفسه وملذاته وبما انه اناني فهو معدوم الضمير لايردعه دين او عرف ويكون ميله الوحيد غريزي غير ابه باي مشاعر اخرى،يحقق ماتصبو اليه نفسه،يرتكب الاخطاء دون ان يعتذر عنها او يرف له جفن،تصور مالذي يفعله هذا النوع من الازواج بزوجته التي لاتملك ادنى فكرة عن اعتلاله.

وترجع اسباب نشوء هذه الشخصية تبعا لعلماء النفس الى عامل الوراثة وهو انتقال الصفات الوراثية من الاباء الى الابناء،والبيئة التي تربى فيها وطريقة تربيته وهناك راي يرجح الى وجود خلل في الجهاز العصبي.

وحقيقة الامر ان الموضوع طويل وشائك وساكتفي بالاشارة الى اهم المحاور وقد اشرنا من قبل انها احد اعمدة الشخصية السادية والتي يسمونها علماء النفس الثالوث المظلم.

وقد وضع العالم كليسكي عدة خواص وسمات لهذه الشخصية:

- ذكاء متوسط او مرتفع مع جاذبية مصطنعة

- عدم الثبات

- عدم الصدق وعدم الاخلاص

- غياب الضمير والخجل

- سلوك مضاد للمجتمع

- تمركز مرضي حول الذات

- الفشل في اتباع اي خطة للحياة

- انخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية

- سلوك نرجسي مع الانغماس في الشراب واحيانا بدونه

- غياب العلامات الغير دالة على التفكير العقلاني

ان مريض السايكو باث قابل للعلاج لكنه صعب للغاية كما ان اغلب المصابين يتصورون انهم اصحاء وغير محتاجين لاي علاج، لكن الحقيقة ان هذه الشخصية غير سوية على الاطلاق وعليك تجنبها والا وقعت بحبائلها وخصوصا اذاكان زوجا ..

***

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم