قضايا

الطابور الخامس ودوره في إفشال الإمبراطوريات والدول الوطنية (2)

محمود محمد عليذكرنا في المقال السابق مفهوم الطابور الخامس منذ الحرب العالمية والثانية  والحرب الباردة، ونعود في هذا المقال لنكمل حديثا فنقول: إن العلاقات بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة بقيت بين مد وجزر تبعاً لمعطيات كل حقبة وظروفها؛ فقد "بنت الولايات المتحدة علاقات مع الإخوان المسلمين كحليف لها، خلال الحرب الباردة في صراعها مع الشيوعية بالأساس، ولتقويض فكرة القومية العربية والناصرية التي جمعت بين الاثنتين: الفكر القومي والموالاة للشيوعية. ولكن عقب الثورة  في إيران عام 1979 عرف الإخوان المسلمون أول خلاف لهم مع الولايات المتحدة الإسلامية، كما يشير البعض على إثر ترحيبهم بمجيء نظام "الخميني" عقب ثورة اعتبرت مناهضة للولايات المتحدة، وأعطت دفعة قوية لتوسع الأصولية الإسلامية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. بيد أن هذا التنافر سرعان ما تم تجاوزه بسبب التدخل السوفييتي في أفغانستان نهاية عام 1979 الذي أحيا التعاون بين واشنطن والإخوان" .

فقد شكل الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي بتحالف الولايات المتحدة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والرابطة الإسلامية، وآخرون " بدعم يصل إلي ثلاثة مليارات دولار وبإشراف وتعاون ودعم السعودية وباكستان، تحولاً في الحركة الإسلامية قوي الإسلام السياسي، وذلك عبر محاربة الشيوعية، وإعداد كادر جديد مدرب علي القتال العسكري، وتعزيز روابط المسلمين بين شمال إفريقيا، ومصر، والخليج العربي، ووسط آسيا، وصعود الإسلام السياسي الاقتصادي من خلال قوة البنوك الإسلامية، وتعزيز قوة المؤسسات الدينية المصرية" .

كانت الفترة ما بين 1982-1989 م مميزة في تاريخ تطوع الشباب العربي، فقد بدأ حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة – السعودية، ومصر، وباكستان- في تنظيم حرب المقاومة بمساعدة أمريكية، وتعالت أصوات النظام السعودي، ووسائل الإعلام، والمساجد، مطالبة بمساندة الجهاد ضد الشيوعيين الكفرة (علي حد تعبيرهم) في كل أنحاء المملكة، في حين لعبت رابطة العالم الإسلامي التي يدعمها السعوديون دوراً رئيسياً في إرسال الأموال. وكانت السعودية والولايات المتحدة هما الممولين السخيين الرئيسيين للحرب وقدم كل منهما نحو ثلاثة مليارات دولار، "وكان الأمير " تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود " رئيس المخابرات هو الذي يدير التمويل السعودي، وعمل في ذلك من بين كثيرين آخرين مع " أسامة بن لادن"، وهو ابن رجل أعمال ثري له روابط وثيقة مع الأسرة المالكة؛ وكان أسامة بن لادن الذي استخدم موارده الخاصة لمساعدة المقاومة الأفغانية، من بين أوائل العرب الذين وفدوا للمشاركة في الجهاد، فقد جاء في 1980 واستمر طوال الحرب بأكملها، وإن لاحظ أحد المحللين أن "أسامة بن لادن" زار لندن أيضاً في مطلع الثمانينيات، وأنه ألقي عظات وخطباً دينية كثيرة في مركز "ريجنت بارك"  Regent's Park الإسلامي. كما يعتقد أن الملك السعودي "فهد بن عبد العزيز"، الذي تولي السلطة في المملكة في عام 1982، وولي العهد "عبد الله بن عبد العزيز"، قد التقيا ابن لادن ومولاه كما قدمت وكالة المخابرات الأمريكية  (CIA)، أحدث أنواع الأسلحة التي يمكن للأفراد الأفغان استخدامها ضد الطائرات السوفيتية، واعتبرت الولايات المتحدة أن دعمها لأفغانستان هو أفضل فرصة للانتقام من السوفييت ودورهم في فيتنام. واعتبر قادة الـ" CIA، أن أفغانستان ستشكل فيتنام الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي؛ خصوصاً وأن الاتحاد السوفيتي كان يضم ست دول مسلمة في آسيا الوسطي، وللعديد منها حدود مع أفغانستان" .

وقد استخدم "أسامة بن لادن" نقوده الخاصة لتجنيد المتطوعين العرب وتدريبهم في باكستان وأفغانستان، وإقامة علاقات طيبة مع قادة أفغان مثل "حكمتيار" و"شاه الدين مسعود"، وغضت المخابرات الباكستانية الطرف عن ذلك، وليس هناك أدلة علي دعم أمريكي مباشر لـ " ابن لادن"، لكن أحد "مصادر المخابرات المركزية ادعي أن مبعوثين أمريكيين التقوا بصورة مباشرة، ولاحظ "جون جولي" الصحفي الأمريكي أن  وكالة المخابرات الأمريكية التي كانت منبهرة بوثائق اعتماد "بن لادن" السعودية الخالية من العيوب، أطلقت له العنان في أفغانستان، لتنظيم المقاتلين المتأسلمين".

وفي عهد الرئيس " أنور السادات"، كانت مصر تمثل لاعباً رئيسياً ثانياً، فقد نظمت نقل المتطوعين المصريين إلي أفغانستان، بمن فيهم الإخوان المسلمين، الذين شكلوا نسبة كبيرة من المقاومة المناوئة للسوفيت . وبعد "اغتيال دعاة الإسلام السياسي للسادات في 1981، قام بعض من هؤلاء الذين سجنوا مؤقتاً، بهذه الرحلة لاحقاً، ومنهم "محمد عاطف"، الذي أصبح معاوناً لصيقاً لـ"ابن لادن"، وحارب كثيرون من دعاة الإسلام السياسي المصريين المتشددين مع حزب حكمتيار الإسلامي".

وبالفعل نجح  المخطط الأمريكي نجاحا منقطع النظير في تحويل الاتحاد السوفيتي لدولة فاشلة، وقد بدا ذلك واضحاً ومميزاً مع مجيئ " جورباتشوف" من خلال  فكرتي الجلاسنوست والبيروستريكا، واللذين أديا إلي تفكك ما يسمى بالإمبراطورية السوفيتية، وتدهورت هيبة الدولة الشمولية، وتفكك الجهازان السياسي والأمني للدولة، وتراجع النفوذ السوفيتي السيادي والأيديولوجي عالمياً، نتيجة تراجع مساندته لقضايا الجنوب وخاصة مع توجهه على إنهاء الحرب الباردة، ودفع في ذات الاتجاه، عدم قدرة الاتحاد السوفيتي على تحمل تكاليف مواصلة الثورة العلمية وتخليه عن أوهام هزيمة الإمبريالية وانتصار الشيوعية، وعجزه عن رفع مستويات الرفاهية الجماهيرية، وتورطه في حرب أفغانستان التي أدت إلى تقويض مصداقية الاتحاد السوفيتي لدى الرأي العام العالمي.

وفي 26 ديسمبر 1991 م استيقظ العالم عن سقوط الاتحاد السوفيتي والذي كان يمثل ثلث العالم، حيث أصدر مجلس الأعلى للاتحاد السوفييتي الإعلان رقم (H-142) والذي أُعلِن فيه الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة، وإنشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي, وهنا ربحت الولايات المتحدة الحرب الباردة دون أن تطلق رصاصة واحدة، وتزعمت وحدها العالم الجديد، وهي منتشيه بذلك الانتصار الهادئ الذي لم يكلفها جندياً واحداً.

وعقب سقوط الاتحاد السوفيتي واستحواذ أمريكا بالنظام الدولي الجديد، قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن تغير من نمط إدارة الحروب الدائرة في العالم ؛ حيث اكتشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بأن نموذج حرب الناتو "Nato -model" المبنى على القطاعات الضخمة المزودة بالآليات، غير فاعل إلى درجة كبيرة أمام قوات العصابات المدعومة من قبل الأهالي، وهذا جعل الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن نموذج آخر مؤسس على عدم توريط الجيوش الأمريكية في اشتباكات عسكرية مباشرة، وبالتالي أهمية الاعتماد على قيمة ومنطقية القوات الخفيفة (Lighter Forces) التي كانت منبوذة في السابق من قبل ألوية الجيوش التي تزحف عبر الأنهار والوديان على سكان القرى، وبالتالي التخلص من "الفشل العسكري" وتقليل المخاطر البشرية والاقتصادية لأي تدخل من قبل الجيوش الكبرى..

وهنا بدأ كثيرون من صناع القرارات في الولايات المتحدة يتحدثون عن الحرب غير المتماثلة والحرب طويلة الأمد، حيث ستشارك الولايات المتحدة - تحت مظلة هذه النماذج من الحروب- في أنشطة مكافحة الإرهاب في منطقة واسعة من العالم الإسلامي لفترة طويلة جداً. وبدا صراع الند للند peer-to-peer conflict  قد عفى عليه الزمن؛ حيث أشار بعض المحللين الأمريكيين إلى أن الحروب التي شاعت في السابق أصبحت لا تتضمن دولًا، وإنما جماعات غير وطنية، وبالتالي لن تكون هناك حرب نظامية.

وهنا خرجت الولايات المتحدة لتعلن عن مولد حروب الجيل الرابع، تلك الحروب التي تمثل بشهادة البعض أكبر نقلة نوعية في تاريخ التخطيط العسكري منذ "معاهدة وستفاليا" عام 1648؛ حيث إن هذا الجيل من الحروب ينهي نسبيًا احتكار الدولة القومية لشن الحروب، إذ أصبحت التنظيمات والميليشيات والجماعات تشن حروباً ضد دول، فالمقصود من هذه الحروب هو وصول الدولة للحالة التي تفقد فيها احتكارها للعنف والسيادة والقوة المركزية الموجهة، والعودة إلى نماذج صراع كانت سائدة قبل الدولة المعاصرة.

والنواة الصلبة في حروب الجيل الرابع تتمثل في أن الفاعل الرئيسي في هذه الحروب ليس الدولة، بل التنظيمات والجماعات والأفراد، وهو ما يمثل الوجه العسكري للنظام العالمي الجديد في مظهره السياسي القائم على الفرد، وما يعرف بالفرد المعولم بدلاً من الدولة القومية، وهي " فكرة فلسفية كان من الصعب فهمها من قبل كثيرين في بدايات ظهورها، ولكنها وجدت طريقها إلى ميادين الحياة الواقعية، وبات العنصر الفردي يحرك الكثير من الأحداث فعلياً في مناطق شتى من العالم عبر توظيف كل من وسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني.

أما فيما يتعلق بالإعلام فهو أداة للسياسة وهو القادر على التأثير على عقول الناس واتجاهاتها ؛ حيث يؤكد لنا التاريخ أن الإعلام هو القوة الأكثر تأثيراً في مسار حياة الشعوب واتجاهاتها وقيمها، ويعمل بنفس قوة السلاح، والإعلام  بحد ذاته أداة إذا أحسن استخدامها استطاعت أن تؤثر كما تؤثر الأسلحة الفتاكة الأخرى، إذا ما وجهت نحو قضية أو شعب ما، فإنه يحدث بأسلحته المختلفة الكثير من الآثار والنتائج ؛ فقد مارست هذه المؤسسات الإعلامية عمليات تضليل وكذب وتشويه الحقائق، مع التأكيد على تهويل ما يحدث في المنطقة العربية من جهة، وحث الشعوب العربية على المطالبة بحقوقهم السياسية والخروج على أنظمتهم الاستبدادية من جهة أخري.

كما قامت الحكومة الأمريكية بمعاداة كل إعلامي أو مؤسسة إعلامية تقف فــي طريق توجهاتهم، أو أهدافهم، لذلك قام (ريتشارد بيرل) مستشار وزير الدفاع الامـــريكي، صـاحب مشروع تجزئة المنطقة العربية، بوصف الاعلامي الامريكي (سيمور هرش  Seymor  Hersh ) بالإرهابي الاعلامي، في قناة فوكس نيوز الامريكية لكونه من معارضـي سياسة الرئيس بوش الابـن، وخاصـه حربـه على العـراق عام 2003 . لذلك فـإن صـناع السـياسة الامريكية، يعتبرون من يقف ضد (خطهم الوطني، حسب رؤيتهم)، فإنه إرهابي ولا يريد الخير للولايات المتحدة الأمريكية.

وفي عهد الرئيس باراك أوباما، أضحت وسائل الإعلام الأمريكية، لها دور كبير جداً في ضخ هذه الأفكار على الرأي العام وتسييسه وقيادته نحو ترسيخ أفكار الليبرالية والنموذج الأمريكي في العالم عبر العديد من القنوات الفضائية التي لديها تمويل هائل جداً.

هذا ناهيك عن الصحف والدوريات والمجلات التي تعنى بالفكر الأمريكي الليبرالي، وأيضا الأخطبوط العملاق، والذي يدعى شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ودورها في تعبئة الرأي العام والجماهير في إحداث اضطرابات وتغييرات على الساحة العالمية، ولما لهذه الشبكة العنكبوتية الضخمة دور في سوق الأهداف المبتغاة نحو الطريق الذي تريده الولايات المتحدة، عبر عدة قنوات كمواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك،  والتوتير، ومحركات البحث الكثيرة كياهو وجوجل)، والتي تعد من أهم الشركات الأمريكية العالمية التي تعنى بالتجسس وجمع المعلومات حول العالم .

إن ما حدث في تونس ومصر من تعبئة جماهيرية قبل وأثناء وبعد حالة التغيير عبر أحد الوسائل التكنولوجية وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وما يتبع لهذه الشبكة العالمية من مواقع للتواصل الاجتماعي، كالفيس بوك، توتير، يوتيوب.. إلخ، ولما لهذه المواقع من ارتباطات وثيقة بالإدارة الأمريكية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والمعروف أن هذه المواقع تعد أكبر مواقع لجمع المعلومات التجسسية عن الشعوب. لهذا نلاحظ توظيف هذه الأداة التكنولوجية في عمليات تغيير الأنظمة حول العالم، وهذا ما حدث فعال في تونس ومصر، حيث لعبت هذه المواقع دوراً رئيسياً بارزاً لا يمكن إنكاره في عملية إحداث هذا التغيير، وهذا لما قامت به من عمليات تعبئة للرأي العام المصري والتونسي، بحيث استطاعت أن تجمع الآلاف من المواطنين في تونس أولاً، وأن تسقط نظام الرئيس التونسي "زين العابدين بن علي"، ومن ثم مصر حيث أسقطت نظام الرئيس المصري " محمد حسني مبارك" ثانياً .

وأما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني، فقد كان لها دور في أن تكون أهم أدوات السياسة الأمريكية التي ساهمت وبشكل واضح وفعال في تأجيج حروب الجيل الرابع تحت مسمي التحولات الديمقراطية التي شهدتها معظم البلدان العربية، والتي استطاعت أن تغير بعض الأنظمة السياسية في بعض الأنظمة السياسية في دول الربيع العربي تغيراً جذرياً، مثل مصر، وليبيا، وتونس، واليمن، والبعض الآخر، ما تزال الثورة مستمرة فيها، مثل سوريا. وتركز المنظمات الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط سيما الدول العربية، والتي تشن حملاتها بطرق متعددة لتسقط الأنظمة السياسية عن طريق ما يسمي بحروب الجيل الرابع، وهى حروب إعلامية " غير تقليدية " تعتمد على سرعة نقل المعلومة وإثارة الفتن، حيث تعمل هذه المنظمات من خلال معاهد ومؤسسات ديمقراطية متنوعة بأسماء مختلفة .

لذا نجد أن السياسة الأمريكية واستخدامها لمنظمات المجتمع المدني كأداة لتنفيذ أهدافها، لا ترمى فقط إلى تعزيز عملية التحول الديمقراطي في العالم، وإنما تهدف أيضا إلى بلورة استراتيجية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بعد الخسائر المادية والبشرية في حروبها العسكرية بالإضافة إلى التحولات المتسارعة التي لحقت بالمنطقة العربية ؛ وهذا ما أكدت عليه وزيرة عليه السيدة " هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كما يري بعض الباحثين بالقول : " إن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على تعزيز قوة منظمات المجتمع المدني الأمريكية" .

وبذلك أصبح من الضروري للولايات المتحدة الأمريكية تأسيس منظمات المجتمع المدني، لتكون على نفس مستوى المرونة والكفاءة التي يتمتع بها الجيش الأمريكي ؛ خاصة أن التفاعل مع الحكومات أصبح غير كاف في عصر المعلومات؛ حيث يكتسب الرأي العام أهمية متزايدة حتى أصبحت الجهات غير الحكومية هي الأقدر على التأثير في مجريات الأحداث، ومن ثم أصبح دور السفير الأمريكية في أي دولة لا يقتصر على العلاقات الرسمية مع الحكومية، وإنما أصبح له دور مع شعب الدولة التي يعمل فيها .

لذا ارتأت السياسة الأمريكية أن منظمات المجتمع المدني قادرة، بأن تسهم في تغيير بعض أنظمة البلدان العربية التي من الضروري تغييرها، وفق المشاريع الأمريكية في المنطقة عن طريق تدخلها بشكل مباشر وغير مباشر، والذي من شأنه أن ينتهى في نهاية المطاف، إلى تحقيق المصالح الأمريكية الاستراتيجية، تحت غطاء نشر الديمقراطية في دول المنطقة .

وأخذت الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل ودعم العديد من المنظمات الأمريكية غير الحكومية، مثل الصندوق الوطني للديمقراطية NED، ومنظمة فريدوم هاوس Freedom House وغيرها.

ولم تكن عمليات تمويل الولايات المتحدة الأمريكية لحركات التحرر والمناداة بالديمقراطية ودعم المعارضين في المنطقة العربية ودعمهم بالخبرات والتدريب أمراً غريباً، فالأمر لم يعد إلا استكمالاً وتهيئة لمشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة، حيث عملت الإدارة الأمريكية على ترويج الديمقراطية عبر بعض مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي عملت وفق برنامج دقيق لترويج مفاهيم الديمقراطية من جهة، وتهيئة وإعداد الناشطين والمعارضين في البلدان العربية من جهة أخري. وللحديث بقية!!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم