قضايا
فلسفة "كأن" بين علاء الأسواني وهانز فايهنجر
أثارت رواية علاء الأسواني الأخيرة "جمهورية كأن" الجدل في أوساط المثقفين والنقاد المصريين .. وقد لاقت الكثير من النقد والرفض من قبل الكثيرين بشكل تجاوز العلمية والمنهجية ليصل إلى حد النيل من شخص الأسواني وعائلته . ولا يخفي السبب وراء هذه الحرب الضروس حول عمل أدبي يفترض ألا يتم التعاطي معه إلا وفق أصول النقد العلمية والمنهجية المقررة في هذا السياق . فالأسواني لم يقدم عملاً فنياً ملهماً يُعني بجماليات النص ويروم الخلود التاريخي الذي يسم الأعمال الكلاسيكية العظيمة، وإنما كان شاغله الأول تقديم رؤية مباشرة تنطوي على نقد اجتماعي وسياسي أثار حفيظة هؤلاء الكثيرين الذين انتفضوا للدفاع عن مواقفهم السياسية المعارضة لاتجاه الأسواني.
والحقيقة أن المضمون الذي قدمه الأسواني في الرواية لم يكن معبراً عن فكرته الأساسية حول ما أطلق عليه "جمهورية كأن" حيث ضاعت الفكرة داخل خضم كبير من التفاصيل والشخوص والأحداث التي من شأنها أن تربك القارئ غير المتمرس وتستفز القارئ الناقد الذي يحمل إيديولوجيا مخالفة.
والإشكال يمكن أن يزول – من وجهة نظرنا – إذا رجعنا إلى أصل الفكرة، التي سبق وأن عبّر عنها الأسواني في مقال بعنوان "تسقط جمهورية كأن"، نُشر في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 10/3/2014م . فالمقال أخف وطأة من الرواية، كما أنه يحمَّل المسئولية للجميع – حكاماً ومحكومين – دون أن يستثني أحداً، إلا أن أهم ما يميز هذا المقال هو الفلسفة التي بني عليها الأسواني رؤيته للواقع السياسي والاجتماعي في مصر خلال الثلاثين عاماً الماضية وحتى قيام ثورة يناير 2011م، ثم أحداث 30 يونيه .
إن "فلسفة كأن" التي يطرحها الأسواني في المقال وفي الرواية، ليست جديدة، بل إنها ضاربة بجذورها في الماضي لما يتجاوز المائة عام تاريخ نشر الفيلسوف الألماني هانز فايهنجر (1852 – 1933) Hans Vaihingerلعمله الفلسفي الرئيسي (فلسفة "كما لو") أو "فلسفة كأن" Philosophie des Als Ob (The Philosophy of “As If” الذي نشر عام 1911 وترجم إلى الإنجليزية عام 1924 من قبل أوجدن C.K. Ogden . وكان في الأصل أطروحة دكتوراة ناقشها فايهنجر عام 1877 . والفكرة الأساسية للكتاب تتضح من العنوان الفرعي "نظام الروايات النظرية والعملية والدينية للإنسانية" حيث يرى فايهنجر أن البشر لا يستطيعون ان يعرفوا حقيقة الواقع الكامل في العالم، وأننا بناء على ذلك نقوم ببناء أنظمة فكرية ثم نفترض أن هذه الأنظمة تتطابق مع الواقع، ونتصرف "كما لو" كانت صحيحة.
وبالرغم من أن فلسفة فايهنجر لاقت نقداً شديداً من قبل الوضعيين المناطقة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، إلا أنها تركت أثراً كبيراً – بعد الحرب العالمية الثانية – على علم النفس خاصة لدى كيلي، وعلى النقد الأدبي لدى الفيلسوف الأمريكي أرثر فاين، وحالياً ازداد تأثير فايهنجر بشكل كبير على حركة الخيال التي ازدهرت داخل فلسفة العلم المعاصرة.
ويلاحظ أنه بالرغم من الصدى الواسع الذي أحدثته فلسفة "كما لو" لدى فايهنجر خلال المائة عام الماضية، إلا إن هذا الأثر لم يمتد إلى الثقافة العربية بأي حال . فلم يُترجم كتاب "فلسفة كما لو" حتى الآن إلى العربية، ولا نذكر- على حد علمنا - سوى دراسة واحدة تناولت أطروحات هذا الكتاب ذات الأهمية الكبيرة في مجالات العلم والفن والدين قام بها د.أحمد حمدى محمود، ونشرت ضمن سلسلة "تراث الإنسانية" (الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية) عام 1968.
وبناءً على ذلك يُستبعد أن يكون الأسواني قد رجع إلى فايهنجر قبل كتابة مقالته "تسقط جمهورية كأن" أو روايته "جمهورية كأن" .
والأرجح أن الأسواني إنما عبّر عن الفكرة من واقع الأحداث الحقيقية الملموسة التي عايشها، واستخلص منها أفكاره المتعلقة ب"فلسفة كأن" من خلال حسه السياسي والاجتماعي والفني.
فإلى أي مدى اقترب الأسواني من فايهنجر أو ابتعد عنه ؟ وما هي أهم ملامح "فلسفة كأن" لدى كل من الأسواني وفايهنجر ؟ وإلى أي مدى يمكن الاستفادة من "فلسفة كأن" – بصفة عامة – في صياغة آلية منهجية نظرية تصلح لفهم وتفسير الظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية المحيطة بإنسان هذا العصر بعامة، والإنسان العربي على وجه الخصوص ؟.
هذه هي الأسئلة التي يحاول هذا المقال الإجابة عنها . وفي سبيل التوصل للإجابة سوف نعيد قراءة مقال الأسواني وكتاب فايهنجر مع شيء من الإيجاز والتكثيف.
في مقالة "تسقط جمهورية كأن" لا يهتم الأسواني بالطرح النظري، لأنه
لا يتحدث من موقع الفيلسوف، ولكن من موقع الناقد الاجتماعي والمحلل السياسي . لذلك يبدأ المقال بمشهد واقعي يتخذ شكل المسرحية، وهو مشهد الاستفتاء الذي كان يجريه الرئيس الأسبق حسني مبارك من أجل "تحسين شكل الاستبداد في الداخل والخارج".
ومن أجل ذلك فإن "الديكتاتور يحتاج إلى مسرحية يلعب فيها دور البطولة وحوله مجموعة كومبارس".
ونظراً لطول امد الاستبداد، تنتقل العدوى من السياسي إلى الاجتماعي، وهي المرحلة المفصلية التي يظهر فيها المصطلح الأول مرة عند الأسواني، فيقول : "بعد سنوات من الاستبداد يعيش المجتمع في "حالة كأن" فيبدو كل شيء وكأنه حقيقي بينما هو مزيف" . ولا يتخلى الأسواني كلية عن التنظير، وإنما يدمج التنظير بالتطبيق في وحدة واحدة متماسكة، غير أننا سنعيد تفتيتها لحظياً لأغراض التحليل.
وفي هذا السياق يحدثنا عن اللغة الخاصة التي يعمل النظام على ترسيخها من أجل التعبير عن الواقع المزيف الذي يتم صياغته لأجل خداع الشعب.
"فمع انتشار "حالة كأن" تنشأ اللغة الرسمية للنظام التي هي مجموعة أكاذيب مغلفة بلهجة وقورة، لغة تعلم الشعب ألا يصدقها لأنها تعني بالضبط عكس ما تقول".
والمفارقة الصارخة هنا، أن إدراك الشعب لخدعة الخطاب السياسي الذي يبطن عكس ما يظهر لا تمنعه من الاستغراق في "حالة كأن" .
فبعد انتقال عدوى "حالة كأن" من النظام إلى المجتمع، ينفصل الشكل عن المضمون وينفصل الدين عن السلوك، ويهتم الناس بصورتهم أمام الآخرين أكثر من اهتمامهم بمطابقة تصرفاتهم للمعايير الأخلاقية".
وتشبع المجتمع بجرثومة "كأن" التي زرعها النظام في البداية خلق نوعاً من التواطؤ بين الشعب والنظام بحيث أصبح كلا منهما يتظاهر بأنه يتصرف بنحو حقيقي في حين أنه يتصرف بنحو مزيف، مخالف للحقيقة .
فالدولة تدفع مبلغاً ضئيلاً للمدرس كأنه راتب فيتظاهر بقبوله ثم يتظاهر بالعمل، بينما هو يذهب للمدرسة من أجل التعاقد على الدروس الخصوصية، والمحافظ يتفقد سير العمل في الهيئات عن طريق زيارات مفاجئة يعلم بها الموظفون سلفاً، حينئذ يبدو المحافظ وكأنه نشيط، ويبدو العاملون وكأنهم في منتهى الكفاءة .
ويعتبر الأسواني أن ثورة 25 يناير كانت لحظة فاصلة تخلص فيها المواطن المصري من "حالة كأن" التي كان يرزح تحت نيرها إبان سنوات حكم مبارك .
فالمواطن الذي كان يهتم بنظافة شقته لكنه في نفس الوقت يلقي بالقاذورات في منور البيت وعلى السلم لأنه لا يشعر بأي انتماء خارج شقته، هذا المواطن السلبي المنكفئ على ذاته وأسرته رأيناه بعد الثورة ينزل مع أبنائه ليكنسوا الشوارع ويزينوها.
غير أن الأسواني يعود ليحمّل الإخوان المسلمين مسئولية استعادة "جمهورية كأن" باعتبارهم الوجه الآخر لنظام مبارك، لأنهم – وفقاً لتحليله للموقف – منفصلون عن الواقع، عاجزون عن رؤية الحقيقة، يعيشون في عالم افتراضي ويعتبرون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الدين، ما يمكنهم من ارتكاب أبشع الجرائم وهم يظنون أنهم ينصرون الإسلام . وبالرغم من انحياز الأسواني لخروج المصريين في 30 يونيه وتخلصهم من الحكم الإخواني، إلا أنه لم ير في الأحداث التالية تخلصاً من "جمهورية كأن"، بل على العكس كان هناك – دائماً – من يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإحياء هذه الجمهورية المنكوبة "كأن" . ويعقد الأسواني الأمل على الشعب المصري (صاحب الثورة الحقيقي)، الذي لن يهدأ حتى يحقق أهداف الثورة بالكامل، فالثورة مستمرة ومنتصرة لأنها تنتمي إلى المستقبل، وأعداؤها يعيشون في الماضي، وأن أحداً لن يستطيع أن يوقف المستقبل وفي كل الأحوال، لن نتمكن من التحرر من "جمهورية كأن" سوى بالديموقراطية، التي هي الحل أولاً وأخيراً.
وإذا انتقلنا إلى كتاب فايهنجر "فلسفة كما لو"، فإن أول شيء ينبغي ملاحظته أننا إزاء كتاب أكاديمي كان في الأصل أطروحة فلسفية حصل بها فايهنجر على الدكتوراة، وبالتالي فهو يختلف تماماً عن مقالة الأسواني أو روايته من حيث الشكل والهدف والمنطلقات . ففايهنجر لم يهتم بالسياق السياسي والاجتماعي الذي كان يكتب الأطروحة في ظله وإنما كان يعالج إشكالية نظرية ذات أبعاد فلسفية مثالية . وكان يهدف من خلالها تقديم فلسفة تفسر الظواهر الثقافية للإنسان من ناحية، وتكشف عن الأبنية الداخلية لهذه الظواهر من ناحية أخرى.
وبهذا المعنى، لا يُستغرب أن تكون نقطة الانطلاق لدى فايهنجر هي فلسفة كانط النقدية، خاصة تلك المتعلقة بكتابه "نقد العقل الخالص"، وبصفة أخص فكرته عن "الشيء في ذاته" الذي استبعده كانط من دائرة التفكير باعتباره شيء غير محسوس
لا يمتلك العقل القدرة على التوصل إلى ماهيته الحقيقية . فبالنسبة لكانط المعرفة البشرية محدودة بإمكانيات الخبرة الحسية، وهكذا عندما نكوّن أفكاراً لأشياء معينة (مثل الله) تمتد إلى ما وراء التجربة الحسية، فإننا نكوّن أفكاراً لما هو غير معروف . وعلى عكس التجريبيين، لم يستنتج كانط من ذلك أن مثل هذه الأفكار خالية تماماً من القيمة المعرفية، وإنما استنتج أن البشر يمكنهم توظيف مثل هذه الأفكار للمساعدة في توجيه فكرنا وعملنا، وبهذا المعنى تلعب هذه الأفكار دوراً تنظيمياً .
وتعتبر فلسفة فايهنجر محاولة لتوضيح هذه الفكرة وتوسيع تطبيقها بحيث تشمل أفكارا دينية أكثر تحديداً مثل ولادة العذراء . ومن بين الأفكار التنظيمية التي سردها كانط، والتي شملت الله، الروح، الكون، يعلق فايهنجر أهمية خاصة على فكرة الحرية. وهي الفكرة التي لا تعول على السببية في تفسير ما يقوم به الإنسان من تصرفات
وما يصدره من قرارات، بقدر ما تعول على الخيال . فقوانين المنطق نفسها – وفقاً لهذه الفلسفة - ما هي إلا قصص خيالية، وإن كانت خيالية أثبتت قيمتها التي لا يمكن إنكارها . وعلى ذلك، يعتقد فايهنجر أنه ليس مهماً السؤال عما إذا كانت العقائد الأخلاقية والدينية والميتافيزيقية صحيحة بالمعنى الموضوعي، لأن هذا لا يمكن اكتشافه، ولكن ينبغي على المرء أن يسأل عما إذا كان مفيداً أو حتى ضرورياً للتصرف "كما لو كان" صحيحاً . وهو يؤكد على أن مفاهيم "الخيال" و"كما لو" تختلف باختلاف نوع الحقيقة المعنية، والتي قد تكون منطقية أو علمية أو دينية أو أي شيء آخر.
وتعتبر فلسفة "الخيالية" Fictionalism في الفكر المعاصر هي الأقرب لفلسفة فايهنجر . فالادعاء الأساسي بالخيال حول بعض مناطق الخطاب هو أن ادعاءات ذلك الخطاب ليست صحيحة تماماً، بل إنها تقدم نوعاً من الخيال المفيد، على سبيل المثال، عندما يزعم أحد الأشخاص أن "شيرلوك هولمز عاش في شارع بيكر"، لا يعني ذلك أن هناك شخصاً فعلياً يحمل نفس الاسم يقيم في لندن .
ما يقصدونه ربما يكون أقرب إلى، حسب قصة معينة، عاش "شيرلوك هولمز في شارع بيكر". وقد وجد الفلاسفة إن مثل هذه الحالات موحية للغاية.
وقد استفاد علم النفس المعاصر من فلسفة فايهنجر "كما لو"، خاصة في "العلاج النفسي البنائي". وفي هذا السياق قام كيلي بتطوير فكرة فايهنجر بأن الفكر "وظيفة عضوية هادفة" تساعد في التكيف مع المواقف المختلفة والنفسية باعتبارها "قوة تكوين عضوية" يمكن أن تغيّر ما هو معروف في الوقت الحالي من أجل استيعاب المعلومات الجديدة، لتكون أساساً لنظريته في البناء الشخصي البديل .
وتتلخص رؤية كيلي في أن هناك عدداً لا حصر له من الطرق لتفسير العالم. ومن أجل الحصول على منظور جديد محتمل، يحتاج الناس إلى القيام بتخفيف بناءات شيء ما، وإقامة بناءات جديدة لتفسيرها بطريقة أخرى، ومن ثم اختيار هذه الاحتمالات الجديدة من خلال التصرف "كما لو" أن هذه الإنشاءات الجديدة صحيحة. ومن خلال هذا النوع من الاستكشافات المرحة، يصبح السلوك تجربة يستخدمها الناس في اختبار فرضياتهم الشخصية.
وهنا يمكننا أن نميز بين رؤية الأسواني لفلسفة "كأن" ورؤية فايهنجر لفلسفة "كما لو" . فالأسواني كان يتحدث عن الوجه السلبي لفلسفة "كأن"، ويعتبرها داءً عضالاً ينبغي أن يبرأ منه المصريون إذا أرادوا لأنفسهم حياة كريمة تتناسب والثورة التي قاموا بها، وبذلوا من أجلها كل غال ونفيس . في حين كان فايهنجر معنياً بالوجه الإيجابي لفلسفة "كما لو" حتى أنها تحولت في أحد تطبيقاتها إلى علاج (دواء) . لكن هل يعني ذلك أن فلسفة "كأن" أو "كما لو" لا تصلح للتطبيق السياسي والاجتماعي؟ بعبارة أخرى، هل يفقد السياق السياسي والاجتماعي فلسفة "كأن" طاقاتها وفاعليتها الإيجابية ويحيلها إلى نوع من الوهم المريض الذي ينبغي التخلص منه على نحو ما صورها الأسواني؟!
من المؤكد أن الإجابة ينبغي أن تأتي بالنفي، لأن "فلسفة كأن" في صورتها النظرية المتعمقة التي قدمها فايهنجر، إنما هي فلسفة عامة تمتلك مقومات الرؤية الفلسفية الكلية التي يمكن أن تعالج العديد من الظواهر الإنسانية بنفس الكفاءة ونفس الدرجة . وكل المطلوب أن نقوم بتحويل رؤية الأسواني السكونية التي تكتفي بالوصف إلى رؤية فايهنجر الديناميكية التي تتيح التفسير والتأويل، بحيث لا تكون "فلسفة كأن" مجرد غطاء بّراق يخفي تحته واقعاً رديئاً، وإنما تصير استراتيجية تتيح العديد من البدائل أو السيناريوهات المحتملة .
إن التصرف تجاه العالم بنحو يبدو وكأن العالم صادق وحقيقي لهو مطلب ضروري للحفاظ على استقرار البشر فوق هذه الأرض (مادياً وروحياً)، خاصة أنه سيفتح المجال واسعاً لتقبل الآخر إذا تصرفنا إزاءه كما لو كان على حق. وإن كان الأمر سيبدوا عسيراً ومتناقضاً تجاه الرؤى السياسية التي تفرضها الأنظمة الحاكمة من أعلى ولا تهدف إلا إلى خدمة مصالحها، إلا أن قبول هذه الرؤى – مهما كانت حقيقتها المضمرة – والتصرف "كما لو" كانت حقيقية بنحو تكتيكي مرحلي، من شأنه أن يضعها على محك التجربة لاختبار مدى الصدق أو الزيف المتضمن فيها . كما أنه سيمنحنا الفرصة لالتقاط الأنفاس تمهيداً لإعادة البناء وتقديم رؤية بديلة تتفق ومصالح الشعوب المقهورة، المغلوب على أمرها.
د. ماهر عبد المحسن