قضايا

عندما يتم استغلال المقدس كأصل تجاري

العربي بنحماديهل أصبح المقدس كقميص عثمان نرفعه في وجه كل من يخالفنا الٍرأي، بل في وجه كل من له عقل يعتد به؟ كأني بالدين أصبح ماركة مسجلة عند بعض المجموعات والأفراد يتصرفون فيه كملكية خاصة.

هل اصبح المقدس بمثابة أصل تجاري، حدوده مطّاطة، في خدمة أجندات افراد أومجموعات؟.

هل انتقلنا من دولة ارهاب البوليس الى ارهاب كهنوت لم يأخذوا من الحضارة العربية الاسلامية إلا القشور، وفي أحسن الحالات ظاهر النص دون الغوص في اللب؟.

فهل اصبح الجاهل بالتاريخ والجغرافيا مفتي زمانه؟ 

 اين نحن من أمثال  الشيخ الرئيس ابن سينا وافكاره العقلانية، وذلك منذ أكثر من عشرة قرون، ومن الشيخ المصلح والمجدد محمد عبده، و ذلك منذ عشرة عقود؟

فبحكم تدني مستوى التعليم وانطفاء الثقافة وتدحرج الفن، اضافة الى غبار عقود من التهميش والاغتراب، مست الشباب في مقتل، وجدت دعوات التطرف والانغلاق ارضا خصبة، فأصبحت الساحة العربية الاسلامية تعج بعقول شبابية مبرمجة يستفزها التنوع والاختلاف وإعمال الرأي.

وبقدر ما فتحت انتفاضات الربيع العربي امالا ورسمت احلاما في عقول الشباب فلقد وفّرت الفرصة للغلاة يرتعون ويبثون ثقافة الموت، مسلحين بأموال  وامكانيات وفرها البتر دولار.

وقد تفاقمت الأوضاع في ظل انتكاسة ثورات الربيع العربي. 

كما ساهمت بعض وسائل الاعلام، وخاصة الخليجية منها، في تكريس الفتنة و التطاحن مكان غرس قيم التسامح والاعتدال  ونشر الوعي. فقسمت الشعوب العربية الى شقين: شق علماني وشق اسلامي، وهي مفاهيم مسقطة لم تعرفها الشعوب العربية في أوج انحطاطها وحتى تحت ظل الاستعمار.

وقد بلغنا من العمر عتيا، فلقد عرفنا في شبابنا وطفولتنا مجتمعات عربية اسلامية توفر الحد الادنى من التسامح والاعتدال، رغم أن الامية كانت القاعدة.

 فهل أصبح التعليم نقمة مكان أن يكون نعمة في ظل أجواء عجز فيها الشباب عن التزوج وتوفير أسباب العيش؟

لكن يبدو أن الشعوب بدأت تدرك مقولة "دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" بعد جرّبتْ و لاحظتْ، على اثر انتفاضات الربيع العربي، وقد تستنتج الدروس  وتمر فيما بعد للفعل.

 

العربي بنحمادي

تونس

 

في المثقف اليوم