قضايا

سراب سعدي: العلاقات السامة!!..

تبنى أغلب العلاقات على أسس معينة فعندما نسمع بالعلاقات الإجتماعية سيتبادر إلى اذهاننا العلاقات الطيبة فالإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي يحب التواصل مع الآخرين ومشاركتهم أفكاره وآراءه وكذلك أفراحه وأحزانه، ومن الطبيعي أن تكون العلاقات متينة ومبنية على أساس الصدق والأمانة في التعامل فكل طرف في هذه العلاقات يكون مهتم بجعل صاحبه أو شريكه أو تحت أي مسمى يُعنى بالعلاقات الإجتماعية سعيداً ويتمنى له الخير بعيداً عن الحقد والمصلحة الذاتية والعلاقات المؤذية، ويمكن أن نتطرق هنا إلى أنواع العلاقات في كل المجتمعات من العالم فهناك أكثر من نوع فمنها العلاقات العائلة وهي ليست من اختيارنا وانما هي موجودة قبل ولادتنا ووهناك علاقات العمل وهي علاقة زملاء العمل مع بعضهم وعلاقة رئيس العمل والمرؤوسين، وعلاقات الصداقة وهي اسمى العلاقات والتي تكون على اساس الحب الحقيقي بين الاطراف وحب الخير والتعاون فيما بينهم وهي التي تجعل من الحياة مكانا افضل للعيش وتجعلنا سعداء، وهناك علاقات تبادل المصالح وهي مشروعة كون كل طرف يستفاد من الاخرى بطريقة أو بأخرى وليس فيها غش او تلاعب فيما بينهم وانما الصدق اساس هذه العلاقات  ولا ضرر ان تكون هذه العلاقات على اساس المصلحة من قبل الطرفين فالكل بكل الاحوال مستفيد منها، وبقي ان نذكر العلاقات السامة والتي هي محور حديثنا لهذا اليوم كونها من العلاقات التي انتشرت بشكلٍ واسع في جميع المجتمعات وهذه العلاقات مبنية على اسس شريرة فبدلا من أن تعطي الامان والثقة بالنفس تكون مصدرا للضعف والزعزعة والشعور المستمر بعدم الامان فهي علاقات سلبية ومؤذية تؤثر على الصحة النفسية والعقلية، لكن كيف نعرف اننا في وسط علاقة سامة وسلبية والاجابة على هذا التساؤل تكون بصورة دقيقة وذلك عندما يكون الشخص في موضع يعطي فيه اكثر مما يأخذ وتستغل بطريقة بشعة فقد تكون العلاقة على اساس المصلحة الذاتية كأن يلجأ اليك احدهم في أوقاته العصيبة لكن عندما تحتاجه لا يكون إلى جانبك ويحاول التسويف وخاصة إذا تكرر الحال ! . ولمعرفة أنك في علاقة سلبية أو ما تسمى في الوقت الحاضر التوكـسك مع من حولك فيمكن توضيح بعض النقاط التي تم البحث فيها وجمع آراء كثيرة حولها ومنها:

1- تشعر بعدم الراحة أثناء وجودك مع الطرف الآخر .

2- الشعور بالتهديد والخطر من المواجهة أثناء الحديث مع المقابل .

3 - الشعور بالاستغلال وعدم إحترام الطرف الآخر لك .

4- الشعور بقلة الثقة بالنفس أثناء الحديث معه، وقلة الدعم من قبله .

5- يأخذ طاقتك الإيجابية كونه ينشر سلبيته عليك فكل كلامه شكوى ويتحدث عن نفسه بطلاقة وعندما تحاول إبداء رأيك والتكلم عن مشكلة من مشاكلك يغلق باب الحوار وينهي المحادثة معك .

وبكل تأكيد هناك المزيد وحسب الموقف، وهنا يتوجب على الأشخاص الذين يعيشون بمثل هكذا علاقات أن يبدأوا بالتفكير بالانسحاب من تلك العلاقات التي تعد هدر للصحة النفسية والجسدية ويتم ذلك عن طريق أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه بالدرجة الأولى بالابتعاد عمّا يضره، طلب العون من العائلة والمقربين للتخلص من هكذا علاقات من خلال النقاش والمشورة لإيجاد الحلول اللازمة، يمكن الاستعانة أيضاً بكتب التنمية البشرية التي تهيء النفس لمواجهة مثل هكذا مواقف. وفي ختام هذه المقالة يمكن القول أن الإنسان قد يُخدع في بعض العلاقات لكن عليه أن يتعلم من التجارب التي عاشها والاستفادة منها ليتخطى مثل تلك العلاقات غير المرغوبة والضارة أبعدنا الله وإياكم عنها.

***

سراب سعدي

 

في المثقف اليوم