قضايا
حسن عجمي: الإسلام السوبر خلاق

الإسلام السوبر خلاّق هو الذي يوحِّد بين كلّ الطوائف والمذاهب والأديان ويتجاوزها لبناء مضامين دينية وإنسانوية وفكرية وعلمية مستقبلية يشارك في إنتاجها كلّ فرد من خلال إدراكه وفهمه وبحثه المعرفي وإبداعه. وفقط بالإسلام السوبر خلاّق تولد الأمة الخيّرة والمنتصرة والمُنتِجة للحضارة والعدالة والسلام. الإسلام السابق سوبر خلاّق لأنه يوحِّد بين المذاهب والأديان المختلفة مما يمكّنه من تحقيق السلام. وهو سوبر خلاّق لأنه فعّال في إنتاج الحضارة من خلال مشاركة الجميع في صياغة المضامين الدينية والإنسانوية والفكرية والعلمية مما يمكّنه من تحقيق العدالة الكامنة في المساواة بين الجميع وتفعيل الحريات بفضل مشاركة كلّ فرد في الإنتاج الحضاري. إنه إسلام سوبر خلاّق بمعان ٍ عديدة منها فعّاليته في بناء مضامين دينية وعلمية وفكرية مستقبلية أي متكوِّنة في المستقبل على ضوء إنتاجنا المعرفي والعلمي. هكذا يصبح الإنسان فعّالاً في صياغة الحضارة وتحقيق إنسانيته الكبرى الكامنة في الإبداع الحضاري.
من منطلق الإسلام السوبر خلاّق، نعيد تعريف الإسلام وبنائه من خلال البحث المعرفي والعلمي. وفي هذا فضيلة عظمى للإسلام السوبر خلاّق. فبما أنَّ الإسلام السوبر خلاّق هو الذي يوحِّد بين كلّ المذاهب والأديان ويتجاوزها لبناء مضامين دينية وإنسانوية وفكرية وعلمية مستقبلية يشارك في إنتاجها كلّ فرد، إذن لا يتحقق الإسلام السوبر خلاّق سوى من خلال البحث المعرفي والعلمي الضروري لإنتاج مضامين دينية وفكرية وعلمية وإنسانوية مستقبلية. هكذا يُبنَى الإسلام السوبر خلاّق من خلال الإنتاج العلمي والإبداع المعرفي والمشاركة في صياغة الحضارة الإنسانية. من هنا، تتكثر فضائل الإسلام السوبر خلاّق كفضيلة ضمان الإنتاج الحضاري والإبداع الإنساني والمشاركة في البحث العلمي والمعرفي.
من فضائل الإسلام السوبر خلاّق أيضاً فضيلة أنه يحرّرنا من الماضي من دون إلغائه. وبذلك الإسلام السوبر خلاّق يضمن حرية كلّ فرد واحترام التراث وتقديره في آن. فحين يصبح الإسلام سوبر خلاّقاً من خلال التوحيد بين كلّ المذاهب والأديان وتجاوزها، عندئذٍ نتحرّر من الماضي بفضل فعل التجاوز. ولكن في الوقت عينه نحافظ على التراث ونحترمه ونطوّره من خلال عملية التوحيد المنطقية والعلمية بين كلّ المذاهب والعقائد والأديان كما وَرَدت في الماضي. هكذا الإسلام السوبر خلاّق يحرّرنا من الماضي من دون إلغائه. وبما أنَّ الإسلام السوبر خلاّق هو الذي يوحِّد بين المذاهب والأديان ويتجاوزها من أجل بناء مضامين دينية وإنسانوية وفكرية وعلمية مستقبلية، إذن يضمن الإسلام السوبر خلاّق استمرارية التطوّر من جراء التوحيد المنطقي والعلمي بين المذاهب والأديان وإنتاج مضامين فكرية ودينية وعلمية جديدة حائزة على قدرات ناجحة في التوحيد السابق.
أما الفضيلة الأسمى للإسلام السوبر خلاّق فهي ضمان سيادة الإنسانوية الكامنة في قبول الآخر وتحقيق السلام العالمي. فمتى كان الإسلام سوبر خلاّقاً من خلال التوحيد بين المذاهب والأديان المختلفة، حينها نقبل الآخر وإن اختلف عنا في معتقده وسلوكه بفضل وحدة العقائد والمذاهب واتحادها مما يؤدي إلى السلام العالمي. وبقبول الآخر تتحقق الإنسانوية الهادفة إلى احترام حقوق كلّ فرد كحقه في أن يحيا وحقه في أن يكون حُرّاً ومستقلاً. فحين يكون الإسلام سوبر خلاّقاً من خلال التوحيد بين كلّ المذاهب الفكرية والعقائدية والأديان المتعدّدة، عندئذٍ تتساوى كلّ المذاهب الفكرية والعقائدية والدينية فنقبل الآخر ونحترم حقوقه الإنسانية كافة كحقه في الحياة وحقه في الاختلاف والتطوّر.
***
حسن عجمي