قراءة في كتاب

عدنان حسين أحمد: حزن للبيع.. ثنائية الغربة والحنين إلى الوطن

صدر عن دار "لندن للطباعة والنشر" في المملكة المتحدة الديوان الخامس للشاعر خالد العامري الخضري بعنوان "حِزن للبيع". يضم الديوان الجديد 91 قصيدة تتمحور حول ثيمات عديدة من بينها الحُب والصداقة والوفاء والغربة والوطن والحزن والموت وما إلى ذلك من موضوعات مهمة تؤرق الشاعر وتحفِّزه على الكتابة التي تخفّف من وطأة معاناته الشديدة وغربته الحادة في منفاه البريطاني الثالث بعد أن اغترب ردحًا من الزمن في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي احتضنت صوته المُعارض للنظام الدكتاتوري السابق حينما عمل في إذاعة "صوت الشعب العراقي" بجدة مع نخبة من الأدباء والشعراء والفنانين العراقيين والعرب الذين يحلمون بغد أفضل للشعب العراقي الذي كان يكتوي بنار الحروب الهمجيّة التي التهمت خيرة أبنائه وأعادته إلى عهود الجهل والتخلّف والظلام.

وعلى الرغم من شهرة الشاعر خالد العامري في الأوساط الثقافية والفنية العراقية والعربية إلّا أن نطاق شهرته قد توسّع أكثر حينما غنّى قصائده الجملية العديد من المطربين العراقيين والعرب المعروفين أمثال فؤاد سالم وياس خضر ورضا الخياط ورياض منصور وطاهر بركات ومطربين إماراتيين من بينهم عيد الفرح وعبدالله حميد. وجدير ذكره أنَّ الفنان فؤاد سالم قد غنّى لوحده أكثر من 30 أغنية لهذا الشاعر المطبوع الذي كتب عن أفراح الشعب العراقي وأحزانه، وما يزال يحلم بالعودة إلى الوطن حتى وإن عاد جثة مسجّاة لا تجد راحتها إلّا في تراب "مقبرة السلام" جوار "داحي الباب" كما يقول العامري في العديد من قصائده المُطعّمة بالحزن العميق.

ليس غريبًا أن يتعالق العامري في قصيدة "دِگ هاوَنك يا حِزن" مع قصيدة "الريل وحمد" للشاعر مظفّر النوّاب التي تتمحور هي الأخرى على الحُب والانتظار وأمل "الحْديثات" بعودة المحبوب. يقول العامري في هذه القصيدة: "حِزْنَن تراچي الفرح، والدمعه هلهوله / وخِزّامه صار الصبر، والمِستحَه سوله / شطولك يا ليل الصبر / فَرْهَدت كل العُمر / مُوته وبعدنَ بأمل، يُوصل قطار الليل / دِك هاونك يا حِزن، وِسْحَن بگايا الحِيل".

ربما تكون قصيدة "وينه اليسأل شلونك؟"  من القصائد التي تعالج عددًا من الأفكار التي تُلازم ذهن الشاعر الخضري فهي تجمع بين الحُب والصداقة والغربة والموت وما إلى ذلك من موضوعات أثيرة لديه وعلى الرغم من تكرارها غير مرّة إلّا أنّ معالجتها تختلف من نص إلى آخر. يقول الشاعر في مقطع منها:"بَعْدَك تِجْفِل مِن الباب من يِنْدِگ /  نِص حِيلك يِطِيح ويِنْخُطُف لونَك /  بعد تحلم بكوخ وبَلَم ونِْجِيمَه فوگ الراگ / بِحِضن إعراگْ / خالي من اليِكِرْهونِي ويِكْرهُونَك؟" لا بدّ من الإشارة إلى صورة شعرية صادمة تتكرر في متن الديوان أكثر من مرة مفادُها "يَ شايِل مَگْبَرة بگَلبَك" فتخيّل معي، أيها القارئ الكريم، حجم الحزن الذي يمكن أن يحمله هذا الشاعر الرقيق الذي يلتقط ما لا يراه الآخرون ويعبّر عنه خير تعبير. يختم العامري هذه القصيدة بالقول:"ثِقْ باچِر وَحِيد إتموت / لا حِس لا خَبَر لا صوت / وغُربه اللي يِدِفْنونَك". ومع أنَّ الجميع لا يفلتون من هذا المصير المُفجع للكائنات الحيّة جميعها إلّا أنَّ موت الشاعر له وقع خاص في نفوس مُحبّيه خاصة حينما يُغادرنا قبلَ الأوان.

القصائد المُغنّاة

غنّى الفنان وعازف العود طاهر بركات قصيدة "صِرت أَطرِب لچَتّالي" لخالد العامري. تخاطب العاشقة في هذه القصيدة عشيقها الذي أحبّته وأخلصت إليه لكنه ما إن يقلب لها ظهر المِجن حتى تتركهُ وتتخلى عنه تمامًا مخاطبةً إيَاه بلغة المستحيل الذي لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع قائلة:"لو جِبِت مشّايَة الگُمَر / شِلْتَك بَعَد مِن بالي / مِن الزُغُر ما لِعْبوا علَي / تِلعَب علَي مِن تالي؟ / مِنْ عِرْجَه أشِلْعَنّه شَلِع / لو حَنّ إلك دَلّالي". ثمة قصائد أخرى في هذا الديوان وغيره تتناول ثيمة العِشق والحُب المردود على نفسه.

كثيرة هي القصائد التي كتبها الشاعر خالد العامري وخصّ بها والدته على وجه التحديد لكن قصيدة "أُمّك هاي" تنطوي على صورة شعرية لا تُغادر الذاكرة بسهولة، كما أنها قصيدة حواريّة بين الشاعر وقاطع التذاكر "التي تي" حيث كانت الأمّ موضوعَ الحوار وبؤرته المُكثّفة التي يقول فيها:" شال أكْوارْها "التي تي" ونِزَل بهْداي / سِألني مْنين ؟ أمّك هاي؟ / كِتْلَه أمي / بس مو هِيّه وِلْدَتني / هيّه انْولْدَتْ من إحْشاي".

يشكو العامري في أكثر من نص شعري من الشامتين، والأصدقاء الذين أداروا ظهورهم له، بل حتى بعض الأهل والأقرباء الذين هجروه وتخلوا عنه في أوقات الضيق والشدّة. وربما تكون قصيدة " گِلت أحّاه مِن طِعْنونِي أهْلي" هي أنموذج للصدمة والمفاجأة وانكسار الذات التي سقطت في الدهشة والاستغراب.

يتعالق العامري مع السرديات الكبرى أيضًا سواء أكانت تاريخية أم دينية أم خرافية تطوِّقها الأساطير من الجهات الأربع. وربما تكون قصيدة "غَريبة أتْروح" هي خير مثال لما نذهب إليه. فهذا النص الشعري يتمحور على غربته الروحية أولًا قبل غربته الجسدية أو المكانية إن صحّ التعبير. ولكنه يركّز في تعالقه النصي مع "سفينة نوح" وهي سردية كبرى تخصُّ البشرية برمتها وتمتد إلى كل الحيونات التي تعيش على سطح المعمورة حيث يقول الشاعر:"شِلِتْ مِن هَمّك العِجْزَتْ /  تِشيلَه، وداعت عيونك، سفينة نوح". كما تتكرر صورة القلب الذي تحوّل إلى مقبرة يدفن فيها جِراحه وأوعاجه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ولا يجد الشاعر حرجًا حين يخاطب ثنيّة روحه قائلًا:"هيّه عْليك ظلّت يا شريچ الروح؟ / صارت مگبرة بگلبي / موش أول جرح أنته / دِفَنْت هواية بيها إجروح".

الصورة السُريالية

يكتب العامري العديد من الرسائل لأهله وذويه ولكنه يخصّ أمه بأكثر من رسالة يشرح فيها الإِحن والمحن التي تعرّض لها في غربته ومنفاه البريطاني الأخير وحينما تتأخر في نومتها الطويلة يخاطبها قائلًا:"طَالت نومِتِچ والگاع / ما تِرْحَم تَرَه المَيتين / گومي الضيم دولبني / وشَدْ حِيله علَيّه البين". إلى أن يقول في مقطع صادم آخر:"كَسِر مَكْسور گلبي إعْليچ / شيلِحْمَه الگلبْ مِنْ يِنكِسِر نُصّين؟".  ومع أنَّ الصورة السُريالية تتجسّد في انشطار القلب إلى نصفين إلّا أنَّ الصورة التي تليها تبدو غرائبية وعجائبية في الوقت ذاته حيث يقول:"وَحِس روحي مِثل مَيّت / حِمَل نَعْشَه، ومِشَه لگبْره / وَحِيد وما مِش إمْشَيعين". تُرى، هل هناك أقسى من هذه الصورة الفجائعية التي يحمل فيها الميّت نعشه ويسير به إلى قبره من دون مُشيّعين؟

يبدو الشاعر راحلًا أو غائبًا على الدوام فلا غرابة أن تتمنى عليه حبيبته أو "مُهرته الأصيلة" أن يعود فيكتب نصًا بعنوان "على الله تعود" حيث تبدو الحبيبة معلّقة بأهداب التمني والرجاء ولا تجد حرجًا في الرهان القاسي على هذه العودة المُرتَقبة التي تخاطب فيها المحبوبة شاعرها الولهان:"هذا آنه /  وَحَگْ ضِلْع الزِچيَّة وراية العبّاس / لو إنتَ التِحِل إلها / لو هذا الجِسم يِغْدي عَلَف للدود". ولكم أن تتخيّلوا العاشقة الجميلة التي يتقلب الدود على سطح جسدها البضّ الذي كان قِبلةً للناظرين المفتونين بجمالها الأخّاذ.

يمحض خالد العامري عددًا من الشعراء العراقيين حُبًا من طراز خاص ولعل أبرز من أحبّهم وتعالق مع قصائدهم في هذا الديوان هما الشاعران مظفّر النوّاب وعُريان السيّد خلف، وبالتأكيد هناك شعراء آخرون يحبهم ويستمرئ قصائدهم ولا يجد ضيرًا بتضمين بعض الأبيات المهمة التي تظل عالقة في ذهنه. فهو قارئ ج نهم، وسامع جيّد ينصت للشعراء المبدعين الذين خلّفوا بصمة واضحة في مشهد الشعر الشعبي العراقي. لم يكتفِ بالإشارة إلى مظفّر النوّاب وحسب وإنما جعلهُ عنوان لقصيدة تحمل اسم "مظفّر النوّاب" وهي من نمط القصائد الوطنية التي ينتقد فيها الأحزاب العراقية الراهنة بشدة، لكنه يضعها خاتمة للقصيدة التي تتحدث عن غُربة النوّاب وهي غربة الشاعر نفسه الذي عانى من تداعيات المنافي كثيرًا حيث يقول في مطلع القصيدة:"أمِس بالباب / شِفت مظفّر النوّاب / بيده إكتابْ / يِفتَر باسْتِكان الچاي والخُبزَه / حِلَفلي وگال والحَمزه / أدوّر أحباب / ماكو هنا عراقيين / مِثلي إسنين مِتْغَربين / بيهم ليل المْگيّر / ورِيحَة عَنبَر المِشخاب؟". ثم يختم هذه القصيدة التي تتحدث عن غربته وغربة النوّاب وما يعانيه كل منهما في منافيه العديدة من شوق وحنين إلى مضارب مدينتيّ "الخضر" و "المِشخاب" وما سواهما من مدن العراق التي أحبوها إلى درجة الشغف حيث يصرخ قائلًا:"ولَك يا ريل أريد أرتاح / تَرَه صوَاب الِبْگلبي صِواب / خَلّصنَه العُمر كِلّه / تروح إچْلاب وتِِجينه إچْلاب / مِنْ نَعْلَه على أبو الأحزاب / مِنْ نَعْلَه وألف نَعْلَه على أبو الأحزاب".

يحضر انتقاد الاحزاب التي تقود دفّة الحُكم في غالبية قصائد خالد العامري وحتى في قصيدة "السنيورة" التي تتحدث عن فتاة عراقية شابة هاجرت إلى الغرب طلبًا للجوء والعيش الكريم حيث ترِد سرقات الأحزاب التي بات يعرفها القاصي والداني على حدٍ سواء . يقول عن هذه الشابة اليافعة:"تدوِّر عَن فَرح وين الفرح تِلگاه؟ ومِنهو اليَزْرَع الفرحَة  بگلبها الطال عاشوره؟ / وحَرامية الوطن بالوطن مسعوره / مو بسْ باگت الخُبزه باگت حتى تنّوره".

سرديات كُبرى وقصائد يومية

ثمة موضوعات أثيرة للشاعر خالد العامري، فمثلما يستوحي بعض موضوعاته من السرديات الكبرى التي أشرنا إليها سلفًا أو من الثيمات اليومية التي يُحسن العامري التقاطها وتوظيفها في نصّه الشعري. ففي قصيدة "سِرّ الموت" يناقش مصير الكائنات الحيّة التي لا تستطيع أن تنجو من هذه النهاية المُفجعة التي تفاجئ الأحياء وتأخذهم إلى عالمهم الأبدي. يقول الشاعر في قصيدة "سِر الموت" الذي اكتشفه مؤخرًا:"صُفَن صَفْنَه غريبه وگلّي مِحتار / وأخذ وَرقه ورِسم بالقلم تابوت / وكِتب صَحّ الحياة يا صاحبي أسرار / وأجمَل سِر عرفته البارحة الموت".

يتميّز بعض قصائد خالد العامري بالإيقاعات السريعة الراقصة التي تحيلنا إلى الخبب والرجز وما سواهما من الأبحر الإيقاعية السريعة. وقصيدة "حانه وسكران ومجنونه " التي نقتبس مقطعًا واحدًا يقول:"ولو مرّ جوعان وْمَدْ إيده / تحط روحَك كِلها ابْماعونه /  الله اشْگد حِلوَه الوادم / والأحلى اللي ابْعَقْلَه يشُوفَك، مو بِعْيونَه" إلى آخر هذا النص الإيقاعي الجميل.

مع أنّ قصيدة "المجرشة" للشاعر ملا عبود الكرخي معروفة في ثيمتها الرئيسة وبطلتها التي تروي قصة حظها العاثر إلّا أن العامري قد تعالق معها وفتح في نصه الشعري آفاقًا جديدة ينتصر فيها للمرأة الفقيرة التي تجمع العبوات المعدنية الفارغة حيث يقول:"الدوني نايم بالقصر / وابن الگِصَب حاميها /  وتْلِم قواطي أم البَخَت / والخُبزَه ما تِلگيها".

أشرنا إلى أنّ الشاعر خالد العامري  يوجِّه بين آونة وأخرى رسالة إلى أهله وذويه ومحبّيه من الأصدقاء ولكن هذه الرسائل تختلف من شخص إلى آخر. وإذا كانت الأم تحتل المرتبة الأولى من الاهتمام فإنّ الأخ والأب يأتون تباعًا. وحينما يتعالى العتاب في قصيدة "مْسامَر گَبُر" يخاطب فيها الشقيق الغائب "عبدالسلام" الذي تلقّفه "هادم اللذات ومفرّق الجماعات" ويُخبِره قائلًا:"عِندي أمي وأخوي ووالدي هناه / ولازم بالسِرَه انْزور الحبايب / وَحَكّك يا گبر والمِندِفِن بيك / ما بين المگابر گلبي ذايب".

الكتابة بضمير المرأة

يكتب العامري أحيانًا بأسماء الفتيات اللواتي وقعنَ ضحية لإغراء الأحبة ويعبِّر عن مشاعرهنَ العميقة كما هو الحال في قصيدة "سلوى" أو قصيدة "ها يا زهرة" التي أهدت عذريتها لمن تًحب فذهب ولم يعد فكتب النص بضمير شقيقتها التي بدأت تعاتبها وتقول:"إي يَ زهرة الماقِنَعْتي / مِن گِلِتْلِچ دادهَ هيدي / فِدوه اگِعْدي گبل لا ينهجم بيتي / انتِ بعدِچ طِفْله دادهَ / وأدري بأولاد الحَرام ايْزَهْلگونِچ ما رِضيتي".

يعرِف العامري عن دراية عميقة بأهمية قصيدة "حِزن للبيع" فاختارها عنوانًا لهذا الديوان الذي يضم قصائد كثيرة قاربت المئة نص يحتفي بعضها بالحزن والشجن ولا يجد ضيرًا في أن يُطعِّم بعض قصائده بالدُعابة والمرح، فمهما اشتدت قسوة الحياة لا بد من فرج قريب. يقول الشاعر في هذه القصيدة المُتفرِّدة:"حِزن عندي أدوّرله اعْلَه شرَّاي / أظل طول العُمر مَمْنون لَه ابهاي / حِزِن مو أي حِزن ما يِصِح تِلْگاه / رَبّيتهَ اعْلَه جَرحي وضيم دنياي" وحينما يتقصّى جذور هذا الحزن يقول:"مو عِن كُبر جاني وسكنْ بالروح / مِن يوم انْوِلدت انْوِلد ويّاي" وربما تكون خاتمة القصيدة هي أغرب وصيّة يطلبها الشاعر قبل الممات إذ يختم النص بالشكل الآتي:"وإذا ما صَحّ عزيز اللي يشري باجيه / وصيتي من أنْدفِن يِنْدفِن ويّاي".

يستعمل الشاعر خالد العامري كلمات عامية كثيرة ويندر أن تخلو قصيدة من قصائده من بعض الكلمات "الشعبية" المستوحاة من المحكية العراقية. ففي قصيدة "تُفّاحة آدم صِرت آنه" استعمل الشاعر بعضًا من هذه الأفعال التي قد لا يعرفها ابن المدينة ما لم يمتلك ثقافة شعبية ومن بين هذه الأفعال والكلمات يمكننا الإشارة إلى فعل "تتناكَث" التي تعني "ترتجف" من البرد، وفعل "يفرفح" الذي يعني اللهو والاستمتاع والفرح وكل ما يدل على حركة خفيفة ونشطة وسريعة. وكلمة "التِخْرَع" أي التي تُخيف، و"الكَفْشة" أي الشَعر المنفوش. وفي قصائد أخرى يستعمل فعل "نتشَلبه" أي "نتسلق" وهكذا دواليك.

على الرغم من مغادرة الشاعر خالد العامري وتغرّبه لأكثر من ثلثيّ حياته تقريبًا في ثلاث دول أشرنا إليها سلفًا إلّا أنه ظل متعلقًا بمدينته الصغيرة التي أحبها من الأعماق بكل تفاصيلها الصغيرة. يقول الشاعر في قصيدة "كلشي نال إعجابهم بس حزني لا" (الغُربة صارت والحزن أوطاني /  لو يصير الگمر بيتي بنص سِماه / آنه ذاك ابن "الخضر" تِلْگاني).

وفي الختام لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا المقال لا يغطّي سوى النصف الأول من قصائد هذا الديوان على أمل أن نعود للقسم الثاني منه في وقت قريب جدًا. لا بد من التنبيه أيضًا إلى المقدمة الشافية والوافية التي كتبها صديقي الشاعر عبدالحميد الصائح وهي التي أعانتني ومهّدت لي الطريق للولوج إلى عالَم الشاعر خالد العامري الخضري الذي حفر اسمه بقوة في المشهد الثقافي العراقي سواء في داخل أو في خارجه.

***

عدنان حسين أحمد - لندن

في المثقف اليوم